نوال الزغبي: "لا أخاف التقدم في العمر"

ما زالت المطربة نوال الزغبي محطّ أنظار محبّيها في لبنان والعالم العربي. ورغم إمضائها أكثر من عشرين سنة على الساحة الغنائية إلا أن جمهورها يتشوّق دائماً لإطلالاتها الإعلامية. ألقابها كثيرة وتسمياتها غزيرة ولكن لقب "النجمة الذهبية" الذي أطلق عليها أخيراً بات جزءاً لا يتجزأ من شخصيتها القريبة من الناس والمتجددة دائماً.

ومع دخولنا العام الجديد كان لا بد لنا من الالتقاء بفنانة متفائلة دائماً، لا تتوقف عند مطبّات الحياة بل تتجاوزها وهي مقتنعة بأن المستقبل لن يخذلها.

كل عام وأنت بخير ماذا تعني لك هذه مناسبة عيد ليلة رأس السنة؟

أتفاءل عادة بعيد رأس السنة، فهو بمثابة احتفال جميل أمضيه مع جمهوري فألبّي طلباتهم من الأغنيات التي يحبونها وأزوّدهم بالفرح، وهذا ما ينعكس إيجاباً على سنتي الجديدة ويشعرني بالسعادة.

هل تخططين لكل عام جديد تدخلينه؟

بالتأكيد هناك خطوط عريضة أضعها لكل عام يمر في حياتي وأهداف مرحلية أسعى لتحقيقها سواء لي أو لعائلتي. وبالتأكيد يتم تكييف هذه الطموحات مع الظروف التي يفرضها علينا واقع الحياة.

وماذا يعني لك التقدّم في العمر، هل تخافين ذلك؟

ربما في السابق كنت أخشى فكرة التقدم في العمر كأي نجمة شابة تحت الأضواء. ولكن مع مرور الوقت، بتّ أشعر أن لكل مرحلة عمرية جمالها وسماتها الخاصة. ومن هنا، فأنا أحاول أن أستمتع بها قدر المستطاع. لذلك، فإن التقدم في العمر، اليوم، لا يخيفني بل أعتبره نعمة.

من يستطيع اليوم أن يعيد نوال الزغبي إلى أجواء الطفولة؟ وهل تحنين إليها؟

الطفولة هي من أهم المراحل في عمر الإنسان، ففيها تتثبت عناصر شخصيته على نحو لا إرادي. وعندما نكبر نحصد ما جنيناه في هذه المرحلة. وبالنسبة للأشخاص الذين باستطاعتهم أن يعيدوني إلى تلك المرحلة فهم أولادي. فمعهم أشعر أنني طفلة من جديد، خصوصاً عندما أجاريهم في ألعابهم وأتحدث إليهم وأكتشف تلك الطفلة الساكنة في أعماقي والتي تبقى موجودة مهما تقدّمت بالعمر.

لا بد أن الشهرة أسرتك ببعض من قيودها متى تشعرين أنك تريدين الإفلات منها؟

بشكل عام أحب الناس واحتفائهم بي في الأماكن العامة، والمحبة التي يحيطوني بها هي كنز بحدّ ذاته يشعرني بالاعتزاز بالنفس. وأعتقد بأنني تأقلمت مع الشهرة بشكل عام. وعندما أشعر بأنني أريد التحرر من قيودها أسافر إلى جهة لا يعرفني فيها أحد. فهناك أختلي بنفسي وأتصرّف على سجيتي كأي إنسانة عادية، وأقوم بالتسوق وأمارس السباحة وأتنقل حيثما أريد دون أن أكون ملاحقة من عيون الناس. (ثم تبتسم وتضيف) لا أذيع سراً إذا قلت أنني أتفاجأ أحياناً، وأنا في بلدان بعيدة ولا تخطر في بال بشر، بأن الناس هناك يعرفونني ويشيرون إليّ. ولذلك، فأنا أعتقد بأنه لا مجال للإفلات من قيود الشهرة وعلينا التعايش مع هذه الحقيقة.

ما هو مفهومك للجمال؟

جمال الروح هو الأهم بنظري وهو ما ينعكس على الجمال الخارجي ويزيده إشراقاً، ويقرب الشخص من قلوب الآخرين. فالشخص الحقود أو الشرير مهما كان جميلاًً، فإن قبح روحه سيشوه هذا الجمال في نظرهم وسيكرهونه دون شك.

ماذا عن حياتك الخاصة هل تفتقدينها في ظلّ وجودك الدائم تحت الأضواء؟

الفنان عامة لا حياة خاصة أو حميمة له يمكنه أن يتمتع بها كغيره من الناس. وأنا كفنانة عربية ملتزمة أمام المجتمع والجمهور لا يمكنني إلا أن أتصرّف بما تمليه عليّ تقاليدي. كما أنه لا يمكنني أبداً التصرّف مثلاً كما تتصرّف فنانات الغرب، فأقدّم تفاصيل حياتي الخاصة على طبق من فضّة للجميع. وهذا الأمر لا يقتصر عليّ وحدي فكلنا في هذا الجزء من العالم نحب ّالحفاظ على خطوط معينة لها صلة بحياتنا الخاصة، وهذا الأمر لا يزعجني أبداً.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث