لقاء مع مصممة الأزياء الراقية سكينة شبيب

إنّها المصمّمة الفرنسية سكينة شبيب التي أخذت على عاتقها الاستمرار في المسيرة التي بدأتها والدتها قبلها، وذلك لكي تبني إمبراطوريتها الخاصة. وبعد مرور سنة واحدة فقط على انطلاقها في عالم الموضة، لامست قلوب أبرز خبراء الموضة وأشهرهم. فبات اسمها على كلّ لسان، وفي صفحات أهمّ المجلات، وهي اليوم تتعامل مع إحدى أكبر دور  المجوهرات، ألا وهي Piaget، فتتسلّق سلّم النجاح درجة درجة بعزم وبراعة...

هل لك أن تخبرينا عن نفسك؟

اسمي سكينة شبيب، عمري 27 عاماً. وُلدت في باريس ونشأت وأختي مع أمّي الفرنسية التي قامت على رعايتنا بمفردها واعتمدت في ذلك على مهنة الخياطة. وبما أنّني نشأت في محيط طغت عليه النساء، فقد تولد لدي نوع من التقدير لكلّ صفة أنثوية، سواء أكانت تمثل الجمال أم الصبر أم الدقة أو الرقة. ثمّ أطلقت علامتي التجارية الخاصة Sakina Paris عام 2015، وأنا أقدّم الأزياء الراقية والملابس الجاهزة الأنيقة.

متى بدأ شغفك بالموضة؟

كما ذكرت، كانت والدتي تعمل في الخياطة في الريف الفرنسي، وكنت أساعدها في المهام البسيطة بعد عودتي من المدرسة. عندما بلغت الثانية عشرة من عمري، تمكنت من خياطة فستان بمفردي.  وبعد تخرّجي في جامعة Bordeaux، حصلت على منحة لإكمال دراستي في باريس، والتحقت بـ École de la Chambre Syndicale de la Couture Parisienne وتخرّجت فيها عام 2012.

من أين تستمدّين الوحي؟

تحمل مجموعتي الأخيرة من الأزياء الراقية عنوان كآبة الخريف. فأنا أعشق هذا الفصل لأنّه يرمز إلى التجدد مع تغيّر الألوان الشاعري. أمّا اللّون الطاغي فهو الأحمر بكلّ تدرّجاته والذي يمثّل العشق والولع. وفي ما يخص القطعة الأبرز في المجموعة فهي الفستان المزوّد بمشدّ من الأعلى والمزدان بما قدره 7 آلاف وردة مصنوعة من 6 أنواع مختلفة من الجلد والمطرّزة باليد. قمت بطلب الجلد من إيطاليا، وقد عمل 5 حرفيين على قصّ الأزهار، الواحدة تلو الأخرى، ودرزها يدوياً على الفستان. وأنا فخورة جداً بإصدار  هذه القطعة أخيراً بعد شهرين من العمل المتواصل.

لقد عملت لدى دور أزياء مهمّة أمثال Alexandre Vauthier وGivenchy

وChanel. أخبرينا عن تلك التجارب وعن مساهمتها في صقل هويّتك كمصمّمة أزياء.

مباشرة بعد تخرّجي عام 2012، حصلت على فرصة للقيام بفترة تدريب لدى Alexandre Vauthier، وقد أمضيت هناك عاماً كاملاً، حيث اهتممت بالتطريز والتخريز والتزيين على الفساتين. كما عملت لاحقاً في خط الخياط في مشغل Givenchy لعام آخر. وعندما انضممت إلى فريق Chanel عام 2014 أصبحت أكثر وعياً. إذ تعرّفت على طريقة العمل مع الزبائن رفيعي المستوى ونوعية التصاميم التي يطلبونها عادة. كلّ تلك التجارب علّمتني أن أتحدّى نفسي، وأن أستخدم مهاراتي كلّها في عملي. ونتيجة كلّ تلك الخبرة أصبحت امرأة حرفية، فأنا أعمل بيدي، ولعل هذا يشكّل جانباً أساسياً في عملي. وفيما يرسم معظم المصمّمين اليوم التصاميم، ويوكلون باقي العمل لفريقهم، فأنا أعمل في قسم الخياطة أيضاً في علامتي التجارية.

من هي امرأة Sakina Paris؟

إنّها المرأة التي تفخر بأنوثتها والأنيقة من كلّ النواحي سواء في ملابسها أو تصرّفاتها. هي المرأة العصرية إنّما الكلاسيكيّة في الوقت نفسه.

أنت من أصول سعودية فرنسية، فهل تؤثّر المرأة السعودية على تصاميمك؟

ممّا لا شكّ فيه أنّ أسلوبي يجمع بين الثقافتين، فأنا أمزج الأسلوب الفرنسي الناعم والأنيق والبسيط مع الرقي الشرقي والأسلوب العربي الجميل والقوي والجذّاب. ما أحبّه في المرأة السعودية هو فرادتها فهي تدرك أنّها جميلة وتستمتع بإظهار جمالها.

ما هي التحديات التي واجهتك نظراً لكونك مصمّمة صاعدة؟

في الحقيقة، لقد صنعت نفسي بنفسي، وأنا أهتمّ بكلّ الأعمال في مشغلي. ولا أتعامل عادة مع  مستثمرين بعينهم لدعمي مادياً، ولعل هذا يتطلّب الكثير من القوة والثقة بالنفس للنجاح من دون أي مساعدة، لكنني أستمتع كثيراً بهذه الرحلة. أمّا أكبر تحدٍ بالنسبة إليّ فهو أن أتمكّن من الاعتماد على نفسي فقط، وهذه حال كلّ مصمّم صاعد في بداية مشواره العملي. كما أنّني لا أتعامل مع شركة تسويق لتدعمني وتشهرني بين ليلة وضحاها، لكنّ النجاح يستحقّ كلّ تلك المصاعب والتحديات.

ما ميزات إطلاق مجموعتك الأولى في عاصمة الموضة والأزياء الراقية باريس؟

لقد كان حدثاً كبيراً يوم عرضت أوّل مجموعة لي في باريس. إذ إنّ ابتكار مجموعة يشكّل تحدياًٍ كبيراً للمصمم، ذلك لأنّه يضع نفسه أمام النقد، ولا سيما أنّ المعايير عالية جداً في باريس، وفي هذا المجال بالتحديد. فممثلو الجهات الصحافية يأتون عادة إلى العروض ويبدأون بمراقبة العمل عن كثب. ولذلك يقع المصمّم تحت ضغط كبير من أجل تقديم الأفضل.  فلا يكفي أن

نبتكر تصاميم جميلة، بل يجب أن نحضّر لحدث كبير.ٍ فالجمهور الباريسي يتوقّع أن يستمتع خلال العروض من جميع النواحي. وأذكر أنّني سهرت قبل العرض حتى الثانية فجراً، وذلك لمناقشة الديكور وتنسيق الأزهار. فكلّ تفصيل مهما كان صغيراً يحظى بأهمّية كبيرة. وعندما نكون في عاصمة تشتهر بتصميم الأزياء الراقية، فإن ذلك يساعدنا كمصمّمين صاعدين. فعندما نحقّق نجاحاً ما، نجذب دور أزياء كبيرة للتعاون معها. إذ قمت، على سبيل المثال، بالتعاون مع دار المجوهرات الراقية Piaget، وذلك من أجل مجموعة صور مع العارضة Kristina Krayt.

تتميّز مجموعتك الأخيرة بطابع رومانسي جميل فما الذي يعنيه لك الحب؟

الحبّ بالنسبة إليّ هو بمثابة دافع ومصدر وحي، فأنا متزوّجة وسعيدة في حياتي الزوجية، وقد أنعم عليّ الله بالحبّ منذ 8 سنوات. ولا شكّ في أنّ ذلك كان عنصراً مهمّاً في عملية ابتكار مجموعتي. ولعل خير دليل على الدور المهم الذي يلعبه الحبّ في حياة مصمّم الأزياء يتمثل في قصّة Coco Chanel. لا ريب أنّها كانت تتحلّى بموهبة كبيرة، لكنّها كانت أيضاً تستمدّ القوة والوحي من علاقتها، فكلّما كانت مغرمة وعاشقة، كلّما زاد إبداعها. وهذا يثبت لنا أنّه لا وجود للفنّ والإبداع إن لم يبنع من القلب ومن تجارب تلمسنا في الصميم.

تقولين إنّ مدينتك المفضّلة هي دبي، لماذا؟

أملك وزوجي شقّة في دبي وكلّما سنح لنا عملنا نلتقي هناك، لذا تشكّل دبي مدينة الحبّ بالنسبة إلينا حيث نمضي الوقت معاً في أجواء من الرومنسية. كما أنني أحبّ الطاقة التي تنبع من هذه المدينة وهي فعلاً ملتقى الثقافات.

أين ترين علامتك التجارية بعد 5 سنوات من الآن؟

أنا أعمل مع فريق صغير قوامه 5 أشخاص فقط، وقد رافقوني منذ البداية، وسيستمرّون معي، إن شاء الله. ورؤية علامتي التجارية تتقدّم وتتطوّر ستكون بمثابة حلم يتحقق. وأنا فعلاً مؤمنة بأنّ التعاون هو سرّ النجاح. أطمح أيضاً إلى العالمية، طبعاً في السنوات الخمس القادمة، وأتمنى أن تتوسّع لائحة الزبائن المهمّين للأزياء الراقية التي أصمّمها، ومن يدري، فلربما أظهر على غلاف ماري كلير العربية أيضاً! البداية وسيستمرّون معي إن شاء الله. ورؤية علامتي التجارية تتقدّم وتتطوّر ستكون بمثابة حلم يتحقق وأنا فعلاً مؤمنة بأنّ التعاون هو سرّ النجاح. أطمح أيضاُ إلى العالمية طبعاُ في السنوات الخمس القادمة وأتمنى أن تتوسّع لائحة الزبائن المهمّين للأزياء الراقية التي أصمّمها، ومن يدري، فقد أظهر ربما على غلاف ماري كلير العربية أيضاً؟!

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث