أنجي جمال: حلم. شغف. إبداع

 لمعت المخرجة اللبنانية أنجي جمال على الساحة اللبنانية والعربية، وبالأخص بعد إخراجها لعدد من الفيديوهات الموسيقية لبعض من أشهر الفنانين العرب، على غرار إليسا وهيفاء وهبي ونانسي عجرم ورامي عياش. ولكن ماذا نعرف عن هذه السيدة المبدعة خارج عملها مع المشاهير؟ إليكم قصتها، قصة نجاحاتها وكفاحاتها وحديثاً مفصلاً وحصرياً عن فيلمها الجديد.

لطالما علمت أنجي أنها ستصبح يوماً مخرجة، منذ الطفولة... ففي سنّ الرابعة عشر، أخرجت مقطع فيديو على أغنية Lemon Tree، خلال صف اللغة الإنكليزية. كان الأمر أقوى منها ولطالما علمت ما هو المجال الذي تود العمل فيه حين تكبر.

في سنّ الـ17، قررت أنجي أن تدرس الإخراج، لكن والدها ، ومن قلقه عليها عارض الموضوع قائلاً أن تلك المهنة "لا تطعم خبزاً"، فهربت أنجي من المنزل وغادرت منطقة الشمال، مسقط رأسها، لتعمل بهدف جمع المال لدفع قسط الجامعة. وبعد شهرين من الوساطة بينها وبين العائلة، وبمساعدة أمها التي لطالما دعمتها، عادت إلى البيت، لتغادر مباشرةً بعدها إلى بيروت بهدف الدراسة، ومنها إلى دبي، لتصبح مستقلّةً كلياً في سنّ مبكرة.

وفي خلال سنتها الأولى كطالبة، شاركت أنجي في مسابقة نظمتها إحدى محطات التلفزيون اللبنانية، وقامت بإخراج فيديو ضد حكم الإعدام بمساعدة بعض الزملاء، وعقبها حازت على جائزتها الأولى. فكانت تلك نقطة محورية في علاقتها مع والدها الذي شعر بفخر شديد اتجاه إنجاز ابنته وتمكن أخيراً من تقبل اختيارها لمهنة الإخراج.

وخلال السنوات التي تلت، حاولت أنجي جاهدةً أن تثبت قدرتها على النجاح.

وفي مسيرتها كمخرجة صاعدة، واجهت أنجي تحديات في إيجاد فرص العمل المناسبة، وعلى الرغم من الأعمال التي أخرجتها والتي ساعدتها في تسلق سلّم النجاح، ما زالت تشعر بأنها لم تصادف العمل الذي سيسمح لها تحقيق أقصى قدراتها والوصول إلى القمة. فأنجي امراة مرهفة الإحساس وتضع قلبها وعواطفها في جميع الأعمال التي تخرجها، وعلى مدى مسيرة دامت 12 عاماً، مازالت تشعر بنفس الشغف في خلال تصوير كل عمل جديد وكأنها المرة الأولى. م وتتذكر أنجي بعض الأعمال التي أثّرت بها أكثر من غيرها، ومنها التصوير الذي قامت به بمشاركة الممثل البريطاني العريق Jeremy Irons ، الذي منحها لمحةً عن ماهية هوليوود الحقيقية من خلال تفاعله العميق مع الكاميرا والخبرة والمعلومات التي اكتسبتها بفضله. وكانت تلك المرة الثانية التي تغلبها دموع الفرح على موقع تصوير؛ أما المرة الأولى، فعند فوزها بجائزة عن مشروع التخرج الخاص بها، خلال مهرجان دير القمر للأفلام.

وتعترف أنجي أنها لا تحلم بالوصول إلى هولييود، بل بإخراج فيلم يمكّنها من تشغيل جميع حواسها وتحقيق جميع قدراتها. وإن ذلك يحتاج إلى التمرين المستمرّ،. وبالحديث عن الموضوع، أفصحت لنا آنجي عن عملها على كتابة وإخراج فيلم جديد. ولما فيلم وليس فيديو موسيقي؟ تقول أنجي أن الفيديو الموسيقي، مهما انكبّت عليه، فلن يحتوي على جميع العناصير التي تحتاجها. إذ أن الأغنية وكلماتها مفروضة عليها، وغالباً ما لا تعكس أفكارها الشخصية، إضافةً إلى عدم قدرة الفنان أحياناً على تأدية الدور بشكل مثالي وتفضيله المظهر على المضمون. أما في الأفلام، فتعطى الأولوية لمضمون القصة وللحوار.

وأفصحت لنا أنجي عن أمنيتها بأن يحقق الفيلم الذي تعمل عليه جميع طموحها، فالقصة تعني لها الكثير، إذ أنها مقتبسة عن حياة إحدى صديقاتها التي تكنّ لها الإعجاب الشديد وتتمحور حول العامل النفسي وتأثير الإعلام غير المباشر على المجتمع.

كما تحمل أنجي آمالاً كثيرة لمستقبل هذا الفيلم، وخاصةً في الوسط السينمائي اللبناني الذي نمى كثيراً برأيها ويبشّر بمستقبل باهر. فبات الجمهور اللبناني يتفاعل مع الأعمال المحلية ويعبر عن ثقته حيال صناعة الأفلام في لبنان من خلال التوجه إلى دور العرض لدعم الإنتاجات المحلية.

أما قراراتها للعام الجديد؟ إن أنجي مصممة على تطوير نفسها وتكثيف قراءاتها وجهودها وزيادة معارفها بهدف كتابة حوار فيلمها الجديد وإخراجه... فنتمنى لها الحظ!

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث