أعيش حياتي حسبما يقودني قلبي وإحساسي

احتفاء بالفنّ السابع ونجومه ومبدعيه، وعلى هامش مهرجان كان السينمائي، اجتمعت مجلّة ماري كلير العربيّة والممثّلة المصريّة سلمى أبو ضيف في جلسة تصوير خاصّة في كان الفرنسيّة، حيث تزيّنت نجمتنا بمجموعة Urban Riviera Fall 2023 من Valentino. تخبرنا سلمى أنّها تشعر بامتنان كبير، ولاسيّما أنّ هذا العام يحمل نجاحات وراحة نفسيّة ومشاريع مختلفة وتحدّيات جديدة. وهي تعتقد بأنّنا جميعاً نمرّ بتجارب قاسية لأنّ الحياة عبارة عن اختبار لنا، وكلّ واحد مفصّل بحسب قدرة تحمّلنا، علماً بأنّها تتمنى أن يتذكّرها الناس بالخير ونقاء القلب والروح. تابعي معنا هذا الحوار الشيّق معها.

التصوير: Rayan Ayash، التنسيق: Amarsana Gendunova، الشعر: Alireza Mousavi، المكياج: Alex Reader، الإنتاج: Federico Morgantini لدى Cattura Production، الأزياء كلّها من مجموعة Urban Riviera لموسم خريف 2023 من Valentino

حوار: Nicolas Azar

نحن في مدينة كان الفرنسيّة، نقوم معاً بجلسة تصوير خاصّة. كيف حالك؟
أنا في أحسن حال، وسعيدة بوجودي في هذه المدينة التي تتمتّع بتاريخ فنّي عظيم.

أشعر بامتنان كبير، ولاسيّما أنّ هذا العام يحمل نجاحات وراحة نفسيّة ومشاريع مختلفة وتحدّيات جديدة وممتعة في آن معاً. كما أشعر بأنّ الآتي أجمل، إن شاء الله.

تبدين امرأة صلبة في معظم صورك، لكنّني أشعر بأنّ خلف هذه القوّة تجارب قاسية عشتها. هل كلامي منطقي؟
- هذه المرّة الأولى التي يُطرح هذا السؤال عليّ! كيف شعرت بذلك؟ لكن ردّاً على هذا السؤال المميّز، أعتقد بأنّنا جميعاً نمرّ بتجارب قاسية لأنّ الحياة عبارة عن اختبار لنا، وكلّ واحد مفصّل بحسب قدرة تحمّلنا ولتعليمنا درساً معيناً، علماً بأنّني لا أحبّ أبداً أن أتكلّم عن تجاربي الشخصيّة.

ما لا يدركه الناس عنك أيضاً هو أنّك امرأة حسّاسة. قد تتأثرين بالكلمات والمواقف والأشخاص. هل أصبحت أكثر تحكّماً بتلك المشاعر؟
هذا حقيقي. قد أنفعل بسرعة، ويظهر ذلك جليّاً على وجهي، وقد أندفع بمشاعري أيضاً. لكنّني أحاول فعلاً أن أتحكّم بمشاعري، حرصاً على ذاتي ومشاعر الآخرين. وهذا ما دفعني إلى أن أكون حريصة جدّاً في اختياراتي في التعامل مع الأشخاص.
النجاح يليق بك وخير دليل على كلامي هو محبّة الناس لك، من جمهور ومتابعين وعاملين في مجال الإعلام والموضة، علماً بأنّك

بدأت التمثيل قبل ستّ سنوات. ما أكثر ما يميّزك فعلاً؟ ولماذا يتعطش الجميع إلى معرفة المزيد عنك؟
أحبّ أن أطرح هذا السؤال على الجمهور، لأنّني لا أعرف الإجابة على أسئلة أتكلّم فيها عن شخصيّتي. فأنا أتغيّر عاماً تلو الآخر، وأتعلّم أشياء جديدة، وأشعر بأنّني في تجدّد دائم. لكنّني أعتقد بأنّ السبيل إلى التميّز والتفرّد هو أن يكون المرء على سجيّته وأن يكون متصالحاً مع ذاته.

ما أكثر ما تحتاجين إليه في الفترة المقبلة؟ إلى ماذا تتعطّشين؟
أنا متعطّشة إلى مشاريع جديدة ومختلفة، وإلى الهدوء النفسي والإدراك الحسّي. كذلك، إلى المزيد من الأفلام الفنّيّة.

ماذا تعني لك دار Valentino لاسيّما أنّك الوجه الإعلاني للعلامة التجاريّة في الشرق الأوسط منذ العام 2021؟  
بالنسبة إليّ، إنّها تعبير عن تمكين المرأة، ولطالما رغبت في العمل مع هذه العلامة التجاريّة. وعندما تحقّق ذلك، وجدت نفسي أغوص في تاريخ هذه الدار التي لطالما احتضنت الرؤية الجماليّة المعاصرة التي تجمع بين أنماط مختلفة، لتمكّن كلّ امرأة من التعبير عن نفسها وعن تفرّدها. إنّها عنوان دائم للاحتفاء بالمرأة وتعزيز قدراتها.

شاركت في رمضان من خلال مسلسلين هما: "المداح 3 – أسطورة العشق" مع حمادة هلال، والآخر هو "رسالة الإمام" مع خالد نبوي، وهو مسلسل سيرة ذاتيّة عن الإمام الشافعي. أقلام كثيرة أشادت بدوريك المختلفين تماماً، وأكدّت أنّ هناك نضوجاً فنّيّاً كبيراً في مسيرتك المهنيّة. ما سرّ تميّزك في هذين الدورين؟
يعود فضل تميّزي إلى إدارة المخرج، الأستاذ أحمد سمير فرج في "المداح"، وإدارة المخرج الليث حجو في "رسالة الإمام" أيضاً. كان الدوران مختلفين تماماً عمّا قدّمته سابقاً، الأمر الذي تطلّب تركيزاً وجهداً كبيرين وتكريس كامل وقتي لدراسة عالمين مختلفين تماماً عنّي. إلّا أنّ ذلك كان ممتعاً جدّاً. ولا شكّ في أنّ هذين الدورين هما الأكثر تميّزاً والأحبّ إلى قلبي.

أنت امرأة ناجحة. هل نجاح المرأة يعني أن تكون مستقلة فقط؟
لا أوافق على ذلك. نجاح المرأة قائم أيضاً على نجاحها كزوجة وأم، علماً بأنّ الدور الأخير صعب جداً وتقع عليه مسؤوليّة كبيرة بهدف تربية أجيال صالحة. ليس النجاح مرتبطاً بقاعدة معيّنة، ولكلّ واحدة منا مسيرتها الخاصّة وقدرها في الحياة.

ما الإرث الذي تطمحين إلى تركه بعد رحيلك؟
أحبّ هذا السؤال. أتمنّى أن يتذكّرني الناس بالخير ونقاء القلب والروح. وإن تزوّجت وأنجبت أطفالاً، أتمنّى أن "يرزقني الله الذرية الصالحة المُصلحة في الأرض التي تعمرها" فيكونوا أولادي سعداء. وأتمنّى أن أتمكّن من تغيير أيّ شيء إلى الأفضل.

متى أدركت معنى الانتصار للمرّة الأولى في حياتك؟
هذا السؤال صعب، لأنّني أشعر بأنّ الانتصار مرتبط بالمعارك، وأنا في حالة سلام. حياتي أشبه برحلة، وهي تفاجئني على الدوام، وأتمنّى أن تحمل تلك المفاجآت الفرح والاستقرار في الأعوام المقبلة.

تقولين إنّ والدتك هي مثلك الأعلى والوحيد وملهمتك ومعلّمتك في الحياة. هل يمكنك أن تشاركيننا بعض النصائح لتعزيز العلاقة بين الأمّ وابنتها؟
هذا أمر حقيقي وأتمنّى أن يطيل الله في عمرها ويبارك فيه. من الأفضل أن تجيب والدتي على هذا السؤال، إنّما أعتقد أيضاً أنّه على الابنة أن تثق بوالدتها وتشعر بالأمان معها وتخبرها ما تشعر به وتنصت إليها وتأخذ بنصيحتها. وهنا تؤدّي الأمّ دورها الأكبر.

ما أجمل الحياة حين نعيشها على سجيّتنا. إلى أيّ مدى تعيشين على طبيعتك؟
كثيراً ما أتكلّم عن هذا الموضوع مع أصحابي المقرّبين. وأعتقد بأنّ لكلّ واحد منّا أوجهاً كثيرة، تختلف بحسب تعامله مع عائلته أو أصدقائه أو زملائه أو الحبيب أو أيّ شخص آخر. ولا شكّ في أنّني أكون على سجيّتي مع عائلتي وأصدقائي المقربين، لكنّني أعيش حياتي حسبما يقودني قلبي وإحساسي.

كيف كانت رحلتك إلى لوس أنجلوس. كيف أمضيت وقتك؟ شاركينا بعض مغامراتك.
أمضيت وقتاً جميلاً وهادئاً، تخلّله الكثير من الاسترخاء والقليل من العمل. إنّما كانت رحلة بعيدة عن المغامرات.

متى يعرض مسلسل "بين السطور" وماذا تقدّمين من خلاله؟
أظنّ في شهر أكتوبر المقبل. وأقدّم من خلاله شخصيّة "ملك شهاب" وهي مذيعة. وهذا كلّ ما أستطيع البوح به حاليّاً.

هل من مشاريع أخرى تعملين عليها؟
أعمل على فيلم جديد.