Yasmin Warsame: Breaking Barriers with Confidence

سترة وبلوزة وسروال وحزام وحذاء وأقراط من Saint Laurent by Anthony Vaccarello

تدرك نجمة غلافنا، عارضة الأزياء الكندية من أصول الصومالية، Yasmin Warsame، أنّ التقدم في السنّ يعني الاحتفال بالحياة وتقدير الجسم، فهي تلهم النساء ليكنّ فخورات بأنفسهنّ ويستمتعنَ بكلّ مرحلة من مراحل الحياة. كما أنّها تقف في مقدمة التغيير وتشجّع المرأة على رؤية جمالها الفريد وتسليط الضوء على قوّتها. وتشدد Yasmin على أهمية تعزيز الاستدامة في صناعة الموضة، وقدرة الجيل الجديد من العارضات على تغيير المفهوم التقليدي للجمال.

التصوير: Silja Magg، التنسيق: Sarah Cazeneuve لدى MMG Artists، الشعر: Kirsten Klontz لدى P1M Artist & Talent Management، المكياج: Viktor Peters، الإنتاج: Kristine Dolor

الإطلالات كلّها من Saint Laurent by Anthony Vaccarello

قبل أن نبدأ حوارنا، أخبرينا كيف حالك اليوم؟

أنا على ما يرام، كما هي حال الجميع في هذه الأوقات الصعبة.

حظيت بمسيرة ناجحة وطويلة في عالم عرض الأزياء بدأت قبل عقدين من الزمن. ما هي العوامل الرئيسة التي ساهمت في نجاحك المستمرّ؟

إنها نعمة أن أستمر في العمل حتى الآن، وبخاصّة أنني بدأت في وقت متأخر، واللافت هو أنّني أستمتع به الآن في أواخر الأربعينات أكثر ممّا كنت أفعل في العشرينات من عمري. ربّما أصبحت أثق في جسدي الآن أكثر من أيّ وقت مضى، وهذا لا يمكن تحقيقه إلّا مع الوقت. لقد واصلت عيش حياتي حتّى عندما لم تكن الوظائف تُعرض عليّ، إذ لا يمكنك إيقاف حياتك عندما لا تتوفّر لك فرص العمل. إنّها صناعة ذات وتيرة سريعة، حيث يمكن أن تنتقل الفرص منك بسرعة إلى شخص آخر تماماً كما أتيحت لك، لذلك لا تأخذي الأمر على محمل الجد إذا لم تعودي المرأة المفضّلة. وكوني شخصاً جيّداً، فالناس سيتذكرون دوماً كيف جعلتهم يشعرون. وأظنّ أنّ هذا هو سرّي للمضي قدماً.

عملتِ مع أشهر مصمّمي الأزياء والعلامات التجارية. هل يمكنكِ مشاركتنا بعض التجارب؟

عشت الكثير من اللحظات المميّزة، ولكن يتبادر إلى ذهني الآن موقف محدّد وهو أثناء تجربة الملابس مع الراحل Karl Lagerfeld لدار Chanel في باريس. حينما أدار Karl وجهي قليلاً أثناء وقوفي أمامه مرتدية ملابس العرض، واستدار نحو منسّقة الأزياء بجواره، وكان هناك عشرة أشخاص يفحصونني والأزياء التي كنت أرتديها. وقال لها "أحضري لي قبعة"، وبينما ما زالت يده تحت ذقني ويده الأخرى تدير رأسي من جانب إلى آخر، أضاف "أخيراً شخص يتمتّع برأس جميل". فوضع القبعة على رأسي وتراجع إلى الوراء لينظر، فقال: "آه هناك"، وفجأة هتف الجميع، كما لو كانوا قد وجدوا تلك القطعة الناقصة، والآن أصبح العرض كاملاً. والمضحك في الأمر هو أنني لا أعتقد أنني عرضت تلك الإطلالة حتى، ولكن منذ ذلك الحين أحببت رأسي الصغير، فلم أنسَ كل الأطفال الذين سخروا مني بسبب رأسي وأطلقوا عليّ اسم "رأس الكوبرا"، إذ يمكن أن يكون الأطفال قاسيين جداً، ولكن إشادة Karl كسرت هذا الحاجز.
أصبح التنوّع والتمثيل مواضيع مهمّة في صناعة الأزياء. كيف تعتقدين أنّ الصناعة تطوّرت من حيث الشموليّة خلال مسيرتك؟
كل ما أستطيع قوله هو إنّنا نسير في الاتجاه الصحيح، ولن تقبل عارضات الجيل الجديد بأقلّ من التنوع الكامل والتمثيل الشامل، وأنا فخورة جداً بهنّ لذلك.

فستان وحذاء وأقراط من Saint Laurent by Anthony Vaccarello

في السنوات الأخيرة، أصبحت قضية الاستدامة أمراً حاسماً في عالم الأزياء. كيف تتعاملين مع ممارسات البيئة والاستدامة في حياتك الشخصيّة والمهنيّة؟

كل ما يمكننا فعله هو محاولة عدم إضافة المزيد من الفوضى الموجودة بالفعل، فيؤدّي كلّ منّا بدوره الخاصّ. أنا سعيدة بأن صناعة الأزياء وغيرها الكثير تتجه نحو الاستدامة البيئية، فمن المهم عدم إنتاج مزيد من المواد السامة من أي نوع، إذ يتم إنتاجها بالفعل بكثرة. أنا أعمل على المحافظة على الكوكب، وأحاول وعائلتي قدر الإمكان القيام بدورنا.

نرى أنّ شخصيات بارزة في صناعة الموضة كثيرة النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنّك حافظتِ على خصوصيّتك مع عدد منشورات قليل سنوياً. لماذا قرّرت اختيار التفاعل المحدود على عكس الكثير من نظرائك؟

لا يمكنني أن أنكر أنّ ذلك يترافق مع الشعو بأنّني أفوّت عليّ بعض الأمور وبأنّه ربما لو كنت أكثر نشاطاً على مواقع التواصل الاجتماعي، سيكون لدي المزيد من الفرص للعمل مع أشخاص مختلفين، أو ربما سألتقي بأشخاص مثيرين للاهتمام... لدي جميع هذه المخاوف، ولكنني حقاً لا أريد أن أتعمق كثيراً في هذه الوسائل، فعندما أتحدّث وأصدقائي في مواضيع، لا نهدد بقتل بعضنا البعض إذا اختلفت آراؤنا ولا نسعى لتدمير سبل عيش بعضنا البعض، كما يحدث لبعض الناس على وسائل التواصل... إنه فعلاً أمر مخيف.

قميص وسروال وحزام ونظارات وأقراط من Saint Laurent by Anthony Vaccarello

شاركت في مناقشة حول تقدم العمر في عالم الموضة العام الماضي، وأعربت عن شعورك بأنك متصالحة أكثر مع نفسك اليوم وأنت في سنّ الـ46. في منشورك على إنستغرام، ذكرت أهمية تغيير الحديث حول العمر ليحمل طابعاً فرحاً بدلاً من الكآبة. كيف يمكن لصناعة الأزياء والمجتمع بأسره تغيير ذلك، وما الدور الذي يمكن أن تلعبه العارضات ذوات الخبرة مثلك في هذا التحوّل؟

كل عام نحتفل فيه بعيد ميلادنا هو هدية، إنه عام آخر لوجودنا الجسدي على هذه الأرض. والتقدّم في السنّ هو مرور بضع السنوات، ويجب أن نحتفل بأجسامنا لأنها استمرت معنا ولم تتخلّ عنّا، وإذا كانت تنهار، فعلينا تغذيتها جيداً والعناية بها بشكل أفضل، وكما يتعافى النبات عندما نرويه ونعتني به، ستتجدد الحياة في أجسامنا. ثمّ هناك مسألة المظهر، فلا يمكنني أن أبدو كما كنت في سن السادسة عشرة، ولا يجوز أن يتوقع المجتمع مني ذلك، فهذا أمر مستحيل إذ قد مضت بعض السنوات وتطورت لأصبح ما أنا عليه اليوم، وهذه هي الحياة. وعندما يرى الناس العارضات يتقدمن في السن، أعتقد أن ذلك يساعدهم على رؤيتهنّ كبشر، ولكن الآن نرى مثلاً Paulina Porizkova وChrissy Teigen وغيرهما يتقدمان في العمل، وأعتقد أنه أمر رائع أن يتقبّلهما العالم كنساء حقيقيات.

سترة وسروال وأقراط من Vaccarello Anthony by Laurent S

ما هي النصيحة التي تقدمينها للمرأة التي قد يعاني الضغوط الاجتماعية المتعلقة بالعمر والمظهر؟

كوني على طبيعتك وأحبّي نفسك. الأمر بهذه البساطة لكنّ تطبيقه ليس دائماً سهلاً.

أنت تعملين على تعزيز الثقة وتقدير الذات لدى النساء. ما الذي يلهمك لتمكين النساء بهذه الطريقة؟

الإلهام وراء ذلك هو أنا، لقد كنت أعاني من ضعف الثقة في نفسي طوال حياتي، منذ أن كنتُ فتاة نحيلة وطولي 180 سم في سن الثالثة عشرة، وكان عليّ أن أقنع نفسي بأنني أتمتّع بالحق في أن أكون على هذه الأرض مثل الجميع، كنتُ بحاجة إلى إقناع نفسي بذلك في العشرينات من عمري، وفي الثلاثينات لم يكن رأيي في نفسي جيداً، ثمّ في الأربعينات من عمري أدركت أنّ هذه أنا ولن يتغيّر الأمر، لذا جلست وقلت لنفسي: حسناً، من أنتِ إذاً إن لم تكوني كلّ ما ظن الجميع أنكِ عليه؟ هناك ثقافة وديانة ومجتمع وضغوط الأقران وصوتك السلبي الخاص، كل هذه الأمور تتواجد في رأسك مثل السحب التي تحجب حواسك وحسك، وتجعلك تشعرين بأنك أقل شأناً من غيرك، وعندما ترين نفسك ككائن جميل، يتغير مفهومك للحياة.

عندما تتذكرين الفتاة البالغة من العمر 15 عاماً التي انتقلت من الصومال إلى كندا، هل يمكنكِ مشاركة بعض التحديات والانتصارات التي واجهتها أثناء تلك الفترة، وكيف أثرت هذه التجارب الأولية في صمودكِ وتصميمكِ؟

واجهنا العديد من التحديات، فليس من السهل التكيّف مع ثقافة جديدة، إذ أنّ الصومال وكندا مختلفين تماماً، ومع ذلك، شكل كل منهما رؤيتي للحياة وللعالم، وأرى كل منهما من منظور مختلف.

سترة وبلوزة وتنّورة وقفّازات وحزام وحذاء وأقراط من Saint Laurent by Anthony Vaccarello

عام 2021 شهد ظهورك الأول في مجال التمثيل في فيلم The Gravedigger’s Wife. ماذا تخبرينا عن رحلتكِ من عالم عرض الأزياء إلى التمثيل، وما الذي ألهمكِ لاستكشاف هذا البُعد الجديد في مسيرتكِ المهنية؟

عُرضت عليّ المشاركة في الفيلم بسبب حملة إعلانيّة قدّمتها لصالح علامة H&M قبل سنوات، ووصلت اللوحة الإعلانية في الكثير من البلدان في أوروبا، وهلسنكي، فرآها مخرج الأفلام الصومالي الفنلندي الشاب Khadar Ayderus Ahmed، وكان يعمل على أول فيلم روائي صومالي، وقال إنه لم يكن لديه أي فكرة من أنا أو حتى ما إذا كنت صومالية، لكنه أرادني في فيلمه لألعب دور Nasra. ثمّ بحث عنّ ووجدني عبر إنستغرام، وترك لي رسالة لم أرها إلّا بعد أسابيع وقال فيها: "هل يمكنني الحصول على بريدك الإلكتروني؟ أود أن تقرأي نصّي، وإذا لم يعجبكِ، فلن أزعجكِ." شعرتُ بالفضول، وكنتُ في مرحلة مناسبة لذلك، فأرسلت له بريدي الإلكتروني، وكان هذا من أفضل القرارات التي اتّخذتها. كانت تجربتي الأولى في التمثيل وأحببت كل لحظة منها، فشعرت بأنني في المكان الصحيح.

ماذا تعلمت من هذه التجربة، وهل لديك خطط أو أدوار تتطلّعين إليها؟

أظن أنّنا كعارضات أزياء نحن دائماً نمثل بطريقة ما، فعلينا أن نجسّد الرؤية وراء الملابس التي نرتديها،فقد نتحوّل من دور المرأة الجذّابة إلى الجريئة، لذا تؤدّي العارضة أدواراً مختلفة. أمّا التمثيل الحقيقي فيتطلّب التعمّق أكثر في الأدوار بحيث يكون من الأفضل ألّا نهتمّ بمظهرنا بل أن ننسى أنفسنا لنترك المجال للشخصيّة التي نؤدّيها أن تظهر من داخلنا. وهذا أشبه بالعلاج بطريقة ما بالنسبة إليّ.

ما الإرث الذي تأملين تركه في صناعة عرض الأزياء والترفيه للأجيال القادمة من العارضات والفنّانين؟

أشعر أنّني لم أقدم شيئًا يستحق أن يُعدّ إرثاً في مجال الأزياء حتى الآن، ولكن أتمنى أن يفتخر ولدَيّ بعملي كعارضة أزياء. أما بالنسبة للجيل القادم، فأنا متحمّسة لأرى كيف ستغيّر العارضات مجال الموضة ليصبح يشبههنّ، ومتشوّقة لرؤية ما سيفعلنَه، فأشعر أنهنّ سيقلبنه رأسًا على عقب!

ّ بلوزة وسروال ونظارات وأقراط من Vaccarello Anthony by Laurent Saint

وأخيراً، هل من رسالة أو نصيحة ترغبين في مشاركتها مع قارئارتنا؟

نصيحتي للقارئات الرائعات هي: خذنَ ثلاثة أنفاس عميقة كلما استطعتنّ. وانشرنَ الحبّ أينما استطعتنّ. وكنّ دائماً رائعات، إذ حيثما يكون الهواء ضرورياً، الموضة هي النسيم. 

سترة وبلوزة وسروال وحزام وحذاء وأقراط من Saint Laurent by Anthony Vaccarello

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث