Nikki Meftah و Dima Abdul Kader تقودان فنّ "الشرق الأوسط" إلى فضاء أوسع

Emergeast في العام 2014، أسّست الصديقتان نيكي مفتاح وديمة عبد القادر موقع ، وهو أوّل معرض فنّي إلكتروني مخصّص لنشر أعمال فنّاني الشرق الأوسط التي تتناول مواضيع عدّة تعتبر عالميّة وتجربة إنسانيّة مشتركة. وبالفعل، هي منصّة فنّيّة ناجحة جدّاً يسهل الوصول إليها، وعلامة تجارية لأسلوب حياة متميّز ومجتمع من المبدعين. تقول Nikki إنّ الفن يلهمنا على المستوى الشخصي وعلى صعيد المجتمع، فهو يجعلنا نشعر بأنّنا جزء من مجتمع أوسع، كما يمكن لشراء القطع الفنّية أن يكون مصدر إلهام يوميّاً للتواصل مع أنفسنا. أمّا Dima فترى أنّه شكل من أشكال التعبير التي يراها الفنّان، إنّما المشاهد أيضاً.

هل يمكنكما أن تخبرانا عن القوّة التي تدفعكما إلى الاستمرار في الاستثمار وتطوير الموقع؟

Nikki: لقد التزمنا في بداية نشأة الموقع بنشر الفنّ من مناطق وفنّانين ناشئين وصاعدين إلى جيل أوسع وجديد من جامعي الفنّ. إنّ عملنا لم ينته بعد حيث إنّ الرؤية والرسالة التي لا تزال كما هي منذ انطلاقنا في العام 2014 تأخذ آفاقاً جديدة كلّ عام، ونحن نشعر بالتزام لإضفاء الطابع الديمقراطي على الفنّ ودفعه إلى ما ينبغي أن يكون عليه.

Dima: الشغف هو القوّة الرئيسة وراء Emergeast. عندما أطلقنا الشركة، كانت لدينا رؤية لما يمكن أن تكون عليه: منصّة فنّيّة يسهل الوصول إليها، وعلامة تجاريّة لأسلوب حياة، ومجتمع من المبدعين والمتحمّسين. ولا شكّ في أنّ مشاهدة عشّاق الفنّ وهم يتفاعلون مع منصّتنا على مرّ السنين، كان بالتأكيد القوّة الدافعة للقيام بما نقوم به.

كان هدفكما ولا يزال، ربط فنّاني الشرق الأوسط ببقية العالم. هل تشعران بأنّكما وصلتما إلى هدفكما؟

Dima: أعتقد أنّه من الآمن القول إنّ المهمّة لم تنجز أبداً. فهناك دائماً فرصة لدفع الرسالة إلى حدود أكبر. في نهاية المطاف، الفنّ هو لغة عالميّة مفهومة يتحدّث بها الجميع. لقد تمكّن فنّانونا من خلال إمكانيّة الوصول إليهم رقميّاً، من الانتشار إلى أبعد الحدود. لذا، فإنّ الهدف الذي نفخر بتحقيقه هو عرض أعمال فنّاني الشرق الأوسط التي تتناول مواضيع عدّة، تعتبر عالميّة وتجربة إنسانيّة مشتركة.

Nikki: بدلاً من تقديم فنّاني Emergeast كفنّانين لديهم روايات إقليميّة فقط، فإنّنا نضعهم على مسرح عالمي يتشارك فيه فنّانون دوليّون صاعدون. كما إنّ مواضيع مثل تمكين المرأة وتغيّر المناخ والتأثير الاجتماعي، كلّها محادثات مهمّة نشجع فنّانينا على المشاركة فيها من خلال فنّهم. فعلى سبيل المثال، تتواجد الفنّانة العمانيّة ميس الموسوي حاليّاً في لندن وتعمل على درجة الماجستير في الفنون الجميلة، وتتناول أعمالها عدم المساواة بين الجنسين والتحيّز، وهي تلقى رواجاً دوليّاً. بينما يتحدّى عمل طارق شبلي الحفاظ على الطبيعة، وقد حظي معرضه الفردي، في أكتوبر خلال معرض "فريز" للفنون، باستقبال رائع من قبل المجتمع الفنّي الدولي.

كيف غيّر الفن حياتكما؟

Dima وNikki: لقد غيّر الفنّ الطريقة التي نتواصل بها مع أنفسنا ومحيطنا والمجتمع من حولنا. فمن خلال إدراك الفنّ الذي ينجذب المرء إليه وتقدير الطريقة التي يجعله الفنّ يشعر بها، يكون قادراً على الاستفادة من جزء أعمق من نفسه وفهمها بشكل أفضل. ونأمل أن نكسر الصورة التقليديّة حول جمع الأعمال الفنّيّة، ونظهر للناس أنّ الفن هو حقاً للجميع.

كان للوباء تأثير كبير على صناعات كثيرة، وفي العامين الماضيين، شهدنا نموّاً هائلاً في المبيعات عبر الإنترنت، لاسيّما عبر المزادات والمعارض الفنّيّة، إنّما التغيير الأكثر أهميّة يكمن في طريقة التفكير الجديدة، إذ أصبحت الاستثمارات الفنّيّة تقوم اليوم على العملات المشفرّة! من كان ليظنّ ذلك؟

Nikki: من المؤكّد أنّ الوباء جعلنا أكثر اعتماداً على التكنولوجيا وكلّ الأشياء الميتافيرسيّة، لذلك ليس من المستغرب أنّ فنّ "الكريبتو" ولد من هذا العصر. حتّى أنّ بعض الناس يجادلون بأنّه فقط من خلال التواجد المستمر على وسائل التواصل الاجتماعي... نحن نعيش بالفعل في عالم الميتافيرس! أعتقد أنّه أصبح لدى الناس الآن الوقت لإعادة النظر في ما يجعل الفنّ الرقميّ جيّداً، وكيف يجب على الفنّانين معالجة هذه النهضة الفنّيّة بطريقتهم الفريدة.

Dima: كان من المحتمل حقا أن يخدم الوباء صناعة الفنّ بشكل جيّد على الرغم من أنّه كان أمراً مؤسفاً، حيث ساهم في استخدام المنصّات الرقميّة المرتبطة بالفنّ بشكل متزايد، فقدّرها الفنانون وجامعو التحف في جميع أنحاء العالم، ممّا يعيدنا إلى مهمّتنا ورؤيتنا الأساسيّة ولماذا قرّرنا بناء منصّة إلكترونيّة.

ما هو أسلوبكما المفضّل في الفنّ؟

Nikki: من الصعب جدّاً قول ذلك. شخصيّاً لا أعتبر الفنّ أسلوباً إنّما هو الرسالة التي يجسّدها أكثر ما يجذبني. وفي كثير من الأحيان، عندما أقع في حبّ قطعة فنّيّة، أحسّ بمشاعر مختلفة، لأكتشف بعد ذلك أنّ رسالة تلك القطعة أو المواد المستخدمة فيها أو قصّة الفنّان هي التي تركت أثراً في داخلي.

Dima: إنّه مزيج من الأساليب والوسائل. بدأت رحلتي في الفنون مع الانجذاب إلى الفنّ التعبيري والتجريدي في الغالب. أمّا الأشكال والألوان، فكانت ولا تزال مصدر اهتمام كبيراً. وعلى مرّ السنين، يتطوّر ذوق المرء وأشعر بانجذاب كبير إلى فنّ الفيديو والتصوير الفوتوغرافي أيضا!

تفهمان قوّة الفنّ وتأثيره علينا. لماذا نحتاج إلى الفنّ في منازلنا؟

Nikki: الفنّ يلهمنا على مستويين: الشخصي، إذ يمكن أن يكون شراء القطع الفنّية بمثابة مصدر إلهام يوميّاً للتواصل مع نفسك من خلال الشعور بالرسالة وراء كلّ عمل. والمجتمعي، فهو يجعلك تشعر بأنّك جزء من مجتمع أوسع. سواء كان ذلك من خلال العلاقات مع روّاد المعارض والفنّانين أو غيرهم من عشّاق الفنّ.

Dima: الفنّ لغة، إنّه شكل من أشكال التعبير التي يراها الفنّان، إنّما المشاهد أيضاً. نحن بحاجة إلى الفنّ في منازلنا ليعكس قصّتنا الشخصيّة المترجمة في لحظات من رحلتنا في الحياة. فالفنّ يتجاوز القيمة الجماليّة ويمثّل اتصالاً بالصورة والفنّان والرسالة.

ولكن كيف يجد المرء القطعة المثاليّة؟

Nikki: ستكون الخطوة الأولى زيارة صالات العرض والمعارض والمنصّات الإلكترونيّة للتعرّف على أكثر ما يلفت انتباهك. بعد ذلك، يأتي الشعور بالحبّ. فالفنّ أمر خاصّ للغاية، ويمكن لشخصين التواصل معه بقدرات مختلفة تماماً.

Dima: كما يقولون: "If You Know, You Know."

أنتما امرأتان تتعاونان معاً لدعم وتمكين بعضكما البعض. ما هي رسالتكما لجميع النساء اللواتي يخضنَ المعارك بمفردهنّ؟

Nikki: لفترة طويلة جداً، نظرنا إلى المجتمع من خلال عدسة النظام الأبوي الذي كان يعتبر دور المرأة محدوداً. بينما يعلّمنا هذا العصر الجديد أنّ التعاطف والتكاتف غير قيّمين بما فيه الكفاية، ونحن نخسر نتيجة لذلك. لذا حان الوقت الآن لتقف النساء مع بعضهنّ البعض ويظهرنَ قوّتهنّ عبر هذه الصفات التي يمتلكنَها بشكل طبيعي.

Dima: رسالتي هي طمأنة المرأة أنّها ليست مضطرة لتكون وحيدة في أيّ معركة تواجهها. ففي عصر التكنولوجيا والتواصل اليوم، ثمّة الكثير من مجموعات الدعم التي تواجه القضايا نفسها. وبصفتنا نساء ندعم بعضنا البعض، من المهم أن نشارك قصصنا مهما كانت المعارك التي نمرّ بها ونتحدّث لنطمئن بعضنا البعض بأنّنا جميعاً بشر ولا مفرّ من لحظات الهبوط.

الصداقات هي رابط قويّ لدعم الطرفين والحفاظ على الصحّة العقليّة والجسديّة. كيف تدعمان بعضكما البعض؟

Nikki: بعدما كنّا صديقتين لأكثر من 13 عاماً، أشعر أنّ لدينا ميزة معرفة بعضنا البعض بشكل أفضل من أنفسنا أحياناً. ولا شكّ في أنّ تخصيص الوقت لإعادة الشحن طاقتنا والاستمتاع بعدم القيام بأيّ شيء، كلّها أمور حاسمة للحفاظ على علاقة صحّية مع أنفسنا ومع بعضنا البعض.

Dima: نعم هذا أمر حتميّ، الأصدقاء هم العائلة التي نختارها. وكنّا محظوظتين للغاية لأنّنا بدأنا كصديقتين مقرّبتين حقاً. وقد جعل العمل هذا الرابط أقوى حيث نخصّص وقتاً من أيّامنا المزدحمة للتفرّغ إلى حياتنا الشخصيّة.

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث