Mona Zaki: أدواري مصدر قوّة للمرأة

الإدارة الفنّيّة: Farah Kreidieh، التصوير: Elsn، التنسيق: Ahmed Rashwan، الشعر: Rafi Fazaa، المكياج: Hindash، تصميم الموقع: Margo Faizulina، الإنتاج: Melisa Laory، المساعدة في التنسيق: Dani K

هي امرأة استثنائيّة، تنشر السلام والبسمة أينما وُجِدت، وهذا ما لمسناه فعلاً خلال جلستنا التصويريّة التي أجريناها معها في دبي. تختلف عن الممثّلات الأخريات، فهي متواضعة، ولا تتأفّف أمام واجباتها، فتقوم بها على أكمل وجه. هي أيضاً من الممثّلات الأكثر نجاحاً في الشرق الأوسط، هي الغنّية عن التعريف، النجمة المصريّة منى زكي. تحلّ على غلاف مجلّتنا لتحتفل مع قارئاتنا بمناسبة عيد الفطر السعيد، ولتخبرنا أكثر عن شخصيّة "حنان" في مسلسلها الرمضاني "تحت الوصاية"، وعن أهميّة دعم النساء لبعضهنّ البعض والارتقاء بهنّ، ولاسيّما أنّها غالباً ما تستخدم منصّتها للدفاع عن حقوق المرأة.

رمضان كريم. كيف حالك بصراحة؟

أنا بأفضل حال. أشعر بالحماسة وبالتعب معاً. كنت منشغلة بالتصوير خلال الأشهر القليلة الماضية، لذلك أتطلّع إلى أخذ وقت للراحة وقضائه مع عائلتي.

الشهر الفضيل هو الوقت المناسب للتجديد الذاتي والروحي وفرصة كبيرة للمرء لبثّ الأمل في حياته. هل تشعرين بالسلام مع نفسك؟

لا شكّ في أنّ رمضان هو أحد أشهر السنة المفضّلة لديّ، فأنا أستمتع حقاً بالهدوء والروحانيّة اللذين يجلبهما لي بشكل عام.

لعبت أدواراً تجسّد شخصيّات نسائيّة قويّة طوال حياتك المهنيّة. ما مدى أهميّة تصوير هؤلاء النساء بالنسبة إليك؟ وما أهميّة سرد قصّة "حنان" في العمل الرمضاني الجديد "تحت الوصاية"؟

نعم، أديّت كثيراً من الأدوار التي جسّدت فيها قصص نساء قويّات أو مستقرّات ماليّاً مثلاً، وأعتقد بأنّ ذلك يساعد المرأة إذا كانت ضعيفة في مرحلة معيّنة، فتتطلّع إلى هؤلاء النساء وتحاول التمثّل بهنّ. كثيرات هنّ النساء في الشرق الأوسط اللواتي لم يكتشفنَ قدراتهنّ بعد، لذلك ربّما تدفعهنّ هذه الأدوار التي أقدّمها إلى اكتشاف نقاط قوتهنّ، فيدركنَ أنّ ثمّة الكثير من التجارب بعد لخوضها. لذلك أعتبر أنّ أدواري تدعم النساء بطريقة أو بأخرى. "حنان" في الواقع ليست امرأة قويّة؛ إنّها ربّة منزل لم تحاول أبداً بذل أيّ جهد في الحياة، سواء في منزلها أو مع أطفالها أو زوجها، ولم تحاول قطّ تقديم أيّ شيء لنفسها أيضاً. وما تمرّ به في مسار الحلقات يجعلها تكتشف أجزاءً كثيرة من شخصيّتها ونقاط قوّتها لدرجة أنّها لم تعد تدرك حتّى وجودها من قبل.

مسلسلك الرمضاني السابق "لعبة نيوتن" حقّق نجاحاً استثنائيّاً. هل تتوقّعين النتيجة نفسها لـ"تحت الوصاية"؟

آمل ذلك. لقد خصّصنا كثيراً من الوقت والجهد لتصوير هذا العمل، لذلك أتمنّى أن يستمتع به المشاهدون بقدر ما استمتعنا بتصويره.

كيف نظرت إلى تطوّر صناعة السينما بالنسبة إلى النساء خلال حياتك المهنيّة؟ وما هو التقدّم الذي تعتقدين أنّه لا يزال يتعيّن إحرازه؟

يختلف تطوّر المرأة في السينما من وقت إلى آخر. ففي بداياتي، شهدت على نكسات أكثر من لحظات الصعود بالنسبة إلى مكانة المرأة في السينما، ثمّ بدأت أرى التطوّر الذي لا يزال يحدث حتّى الآن. ونحن نعمل عليه وبالطبع لا يزال يحتاج إلى كثير من الجهود لأنّنا لم نصل إلى منتصف الطريق بعد.

بمثابتك واحدة من الممثّلات الأكثر نجاحاً في الشرق الأوسط، ما هي التّحديات التي واجهتها كامرأة في هذا المجال؟

ثمّة صعوبات جمّة تواجه الممثّلات في الشرق الأوسط بدءاً من عدم العثور على نصوص جيّدة مكتوبة لأدوار المرأة، إذ لا تجد وفرة في المنتجين الذين يتحمّسون لإنتاج أعمال للإناث. إنّما تغيّر ذلك في الآونة الأخيرة، وتغيّرت كذلك المواضيع التي يمكن أن تتطرّق إليها المرأة والتي لا يُسمَح عادةً بمناقشتها في الشرق الأوسط. فمواجهة كلّ هذه الأمور، تعذّر أو تصعّب العمل أحياناً لإثبات نفسك.

عملت مع نساء موهوبات طوال حياتك المهنيّة، سواء أمام الكاميرا أو خلفها. هلّا تحدّثيني عن أهميّة دعم النساء لبعضهنّ البعض والارتقاء بهنّ؟

أنعم الله عليّ بكمّ كبير من الدعم والحبّ اللذين أُفيضا عليّ من النساء من حولي، سواء كانت والدتي أو بنات عمومي أو ابنتي أو وكيلاتي، أو صديقاتي وزميلاتي. جميع هؤلاء النساء أثرّنَ فيّ وفي مسيرتي المهنيّة، ولا أستطيع أن أتخيّل القيام بذلك من دونهنّ سواء على المستوى الشخصي أو المهني.

استخدمت منصّتك للدفاع عن حقوق المرأة. ما الذي دفعك للمشاركة، وما هو التأثير الذي تأملين إحداثه؟

جزء من دوري كممثّلة هو أن يكون لي صوت لمن لا صوت لهم، سواء من خلال الدعم المستمر للقضايا التي تهمّ مجتمعنا أو زيادة الوعي بالمواضيع التي تحتاج إلى معالجة. ويُعَدّ استخدام منصّاتي أحد الأساليب التي أحاول من خلالها القيام بذلك.

تُعرفين بأعمالك الخيريّة، إذ إنّك سفيرة النوايا الحسنة لدى منظمّة اليونيسيف. ما هي القضايا الأكثر أهميّة بالنسبة إليك في الفترة الأخيرة ولمَ تهمّك شخصيّاًً؟

هذا صحيح، وهذا شيء أحبّ القيام به وأن أكون في شراكة مع منظمّة "اليونيسيف". لقد تعاملنا مع أشياء كثيرة وأنا أقدّر حقاً الحملات التي قمنا بها معاً في قضايا عدّة مثل التنمّر وحقوق الطفل والزواج المبكر للإناث. بالإضافة إلى قضايا صحّة الأطفال، مثل الرضاعة الطبيعيّة. وهذه مواضيع اهتممت بها واقترحت القيام بحملات لها.

أنت متزوجة من الممثّل أحمد حلمي منذ ما يقارب العقدين من الزمن. ما سرّ الزواج الناجح وطويل الأمد؟

نحن ندعم ونتفهّم بعضنا البعض جيّداً. زوجي جزء كبير من نجاحي كأمّ وكممثلة. وأنا محظوظة لوجوده في حياتي... فعلاً.

تحبّين الخصوصيّة، فكيف توازنين بينها وبين الأضواء؟

أحاول أن أبقى متواضعة، وهذا ما يجعل الأمور في المنزل والحياة الخاصّة أسهل وأكثر أماناً بالنسبة إليّ. لا أعرف ما أفعله بالضبط، لكنّني أعلم بالتأكيد أنّني أحبّ قضاء الوقت مع أطفالي وعائلتي. وأنا محظوظة بأصدقائي المقرّبين الذين يدفعونني إلى الأمام ويساعدونني في الحفاظ على حياة خاصّة.

ما الأثر الذي تريدين تركه في حياه الناس من حولك بعد رحيلك؟

حسناً، أتمنّى أن أترك تأثيراً جيّداً على حياة الناس. أيّ نوع من التأثير؟ ألّا يشعروا بالوحدة في موقف ما... أن يتذكّروا شعوراً جميلاً أثناء مشاهدة مشهد لي... أن يتذكّروا حواراً لطيفاً ربّما قد لمسهم أو لمس الأشخاص المقرّبين منهم... إنّه تأثير جميل حقّاً. أمّا أن يتذكّروا مواضيع معيّنة حاولت معالجتها في المشاريع التي شاركت فيها، فهو أجمل تأثير أودّ أن يرافق الناس.

أنت سفيرة إقليميّة لعلامة Bvlgari الإيطاليّة الفاخرة. ماذا تمثّل لك هذه الدار التي تعاونت مع نجمات عريقات مثل Elizabeth Taylor وSophia Loren اللتين ألهمتاها مند فترة طويلة؟

بدأت علاقتي مع Bvlgari قبل فترة طويلة، حتّى قبل بدء تعاوني الرسمي مع العلامة التجاريّة. لقد كنت دائماً من أشدّ المعجبين بهذه الدار وكلّ الإبداع الذي تمثّله. لذلك، أنا سعيدة للغاية لكوني إحدى سفيرات الدار وآمل أن أجلب الإلهام إليها، لاسيّما أنّني أكنّ الكثير من الحبّ لها.

ما هو الحجر الذي يجلب لك الحظّ أو الطاقة الإيجابيّة؟

أحبّ كلّ الأحجار الكريمة، وأعشق تلك الملوّنة. أمّا الحجران المفضّلان لديّ دائماً، فهما الزمرد والسترين.

في الختام، نتمنّى لك عيداً مباركاً. ما هي الرسالة التي توجّهينها إلى قارئاتنا في هذه المناسبة السعيدة؟

أتمنّى أن يحظينَ بعيد مبارك وسعيد مع جميع أحبّائهنّ.