May Calamawy: " كانت رحلتي بأكملها عبارة عن بحث مستمر واكتشاف لهويّتي"

التصوير: Dennis Leupold
الإدارة الفنيّة: Farah Kreidieh
التنسيق: Amarsana Gendunova
الشعر: Michael Duenas
المكياج: Molly Greenwald
المساعدة في التنسيق: Anna Sokol
المساعدة في التصوير: Charles Brown وWinston Kingstro
الإنتاج: Kathleen Thibodeau وEliza
Hoyland لدى LDM Productions
التنسيق في الموقع: Hannah Horton
متدرّبة التصوير: Allison Lopez
الصورة الرئيسية: فستان وسترة من Saint Laurent by Anthony Vaccarello

حوار: Nicolas Azar
 

ليست البدايات أو النهايات هي أكثر ما يهمّها، بل إنّها سلسلة الأحداث التي ترتسم على طول "الرحلة"! وهذا ما تحاول الاستمتاع به نجمة غلافنا لعدد ديسمبر، الممثّلة المصريّة-الفلسطينيّة والعالميّة مي القلماوي التي برعت في تقديم شخصيّة "دينا" في المسلسل العالمي Ramy الحائز على جائزة Golden Globe Awards، وشخصيّة "ليلى" في مسلسل Moon Knight، التي جعلتها أوّل بطلة عربيّة خارقة في عالم Marvel. وهذا مقدار لا يُستهان به من المهارة والإصرار على النجاح، علماً بأنّها متحمّسة لرؤية مزيد من النساء العربيّات يكتشفنَ قوّتهنّ ويجدنَ صوتهنّ الفريد. 

 


سترة وقميص ووشاح شفّاف من Saint Laurent by Anthony Vaccarello
 

فستان وسترة وحذاء من Saint Laurent by Anthony Vaccarello
 

لدينا جميعاً رغبة متأصّلة في تعزيز رؤيتنا لكنّني لا أعرف إذا كانت الشهرة هي الحلّ الأفضل!

فستان من Saint Laurent by Anthony Vaccarello
 
ثمّة شيء سحري يجعلنا نتطلّع إلى ديسمبر من كلّ عام، إذ ينتهي بنا المطاف بالاحتفال بالنهايات لأنّها تسبق البدايات الجديدة. ما هي آمالك للعام الجديد؟
بالنسبة إليّ، ومن دون أن أبدو كمن يكرّر كلاماً مبتذلاً، ليست بداية أو نهاية أيّ شيء هي أكثر ما يهمّني بل إنّها سلسلة من الأحداث التي ترتسم على طول "الرحلة"، وهي أكثر ما أحاول الاستمتاع به. وإذا كان لديّ أمل واحد، فهو أن ندخل جميعاً فصلاً يشمل مزيداً من الوعي حول أنفسنا والآخرين. فمزيد من الوعي يعني مزيداً من الفهم والتعاطف. ويمكننا حتماً المساهمة في هذا، وبما أنّ طريقتي كممثّلة تُترجم من خلال سرد القصص، لذلك آمل في أن أستمرّ في سرد المزيد منها.

من دور مميّز في مسلسل Ramy الذي يعرض على Hulu وحاز جوائز كثيرة، إلى دور مثير آخر في Moon Knight من Marvel، يبدو أنك تغتنمين الفرص قبل أن تقرع باب شخص آخر. هل تشعرين بأنّ الوقت الحالي هو وقتك للتألّق؟
أدرك جيّداً كم أنّني محظوظة لأنّ الأمور سارت بهذا الشكل. فأنا ممتنّة للغاية لأنّ Ramy وMoon Knight جاءا معاً، ولأيّ سبب من الأسباب، كنت الخيار المناسب لتأدية شخصيّتَي "دينا" و"ليلى". لقد استغرق الأمر منّي بعض الوقت لأفهم ما حدث، لكنّني إدركت أنّني لا أملك السيطرة على نتيجة الكاستينغ، ممّا حرّرني لأقوم بعملي بالطريقة الفضلى. ثمّة الكثير من النساء الموهوبات اللواتي يتمتّعنَ بمهارات عالية، لكن ربّما لم يحصلنَ على هذا الدور أو ذاك لأنهنّ لم "يكنّ مناسبات للدور". لقد حدث أنّني كنت موجودة في عملية اختيار الممثّلين، وشاهدت تجارب أداء البعض حيث لا ينتظر المسؤولون سماع الممثّل، بل يشاهدون فقط خمس ثوانٍ من المشهد ويقرّرون بناءً على ذلك. فثمّة عوامل عدّة تساهم في حصول شخص ما على الدور أو لا، وكثير منها يتعلّق بمهارته كممثّل. وكلّ ما يمكنني فعله هو التركيز على أن أكون ممثّلة أفضل وشخصاً أفضل.
 

هل صعب عليكِ الوصول إلى ما أنتِ عليه اليوم؟
راودني القلق كثيراً حيال اختيار التمثيل كمهنة. ففي أوائل العشرينات من عمري وحتّى منتصفها، كانت أمي تكافح السرطان، وأصبحت الحياة تتمحور حول دعمها والحضور من أجلها. وبعد وفاتها، اتّخذت قراراً بالالتزام بالتمثيل، وقمت بخطوات صغيرة لكن متعمدة نحو جعل ذلك واقعاً ملموساً. وبما أنّني محاطة دائماً بالأصدقاء والعائلة الداعمة، تمكّنت من تخطّي اللحظات الصعبة علماً أنّني أجد نفسي أنجذب أحياناً إلى الأمور الأكثر تعقيداً!

هذه هي المرّة الأولى التي تحصل فيها امرأة عربيّة على هذا النوع من التمثيل البطولي في عالم Marvel. فـ"ليلى" هي أوّل شخصيّة عربيّة تتحوّل إلى نسخة من Scarlet Scarab. ما هو شعورك بأن تكوني الأولى؟
أعلم أنّ جميع الممثّلين يقولون هذا، لكنّني تشرّفت بدور ليلى / سكارليت سكاراب، وتمثيل العالم العربي في MCU. لقد كان الأمر ممتعاً للغاية!

ولم أكن لأتمنّى العمل مع مجموعة أكثر سخاءً وتعاوناً، حيث جرى تجسيد Moon Knight و"ليلى" بكثير من الحبّ والاحترام، وأعتقد بأنّ هذا يظهر جليّاً على الشاشة، فإنّها امرأة مشاكسة ومن النادر رؤية شخصيّات مثلها. لقد تأثّرت كثيراً بكلّ الرسائل التي تلقيتها من الفتيات الصغيرات، ولاسيّما السمراوات اللواتي يشعرنَ بالحماسة الشديدة لرؤية شخص يمثلهنّ في هذه المساحة. وأعتقد حقاً أنّ هذه هي البداية بالنسبة إلينا، وأنا متحمّسة لرؤية مزيد من النساء العربيّات يكتشفنَ قوّتهنّ ويجدنَ صوتهنّ الفريد، ليس فقط في عالم الترفيه.
 

كيف كان شعورك بالنموّ مع شخصيّة دينا في مسلسل Ramy لمدّة ثلاثة مواسم؟
لقد كان العمل في Ramy بمثابة هدية. كنت أذهب إلى التصوير كلّ يوم محاطة بفريق يضع شغفه وقلبه في ما نصنعه. نحن حقاً مثل العائلة! كذلك أدركنا إلى حدّ ما أنّ المسلسل هو الأوّل من نوعه ممّا شكّل ضغطاً كبيراً، لكنّه شجّعنا دائماً لنكون شجعاء في قراراتنا. وطالما نعمل من قلبنا ونبقى صادقين، سيكون كلّ شيء على ما يرام.

كنت دائماً وقائيّة بشأن "دينا" ومتحمّسة لتصويرها تكبر وتنضج. وكنت أتمنّى لو ثمّة شخصيّة مثلها لأشاهدها على الشاشة. فرؤية امرأة عربيّة تنجح أو تفشل، وتحاول معرفة هويّتها وماذا تريد وتكون شاهدة على كلّ العقبات التي تغلّبت عليها في النهاية، أمر يستحق التقدير. وثقافيّاً، لا يُسمح لنا في كثير من الأحيان أن نكون فوضويّات مثلها، على الرغم من كونها تجربة حقيقيّة.

من يتابع أدوارك، يدرك مدى أهميّة توظيف لغة الجسد، إذ تتمتّعين بلغة تعبيريّة خاصّة جدّاً.
قيل لي حديثاً إنّني أتمتّع بخصوصيّة مع لغة جسدي وأفعالي عند تأدية الدور. الحقيقة أنّني لم أكن أدرك ذلك تماماً! فكلّ ما في الأمر أنّني أسمح للشخصيّة بتوجيهي. وأشعر بأنّني إذا بدأت في إيلاء الكثير من الاهتمام إليها، أخاف ألّا تأتي صادقة وعفويّة، وقد أجد نفسي أجسّد فكرة بدلاً من شخصيّة متأصّلة.
 

سترة ونظّارات وجوارب داخليّة وحذاء من Saint Laurent by Anthony Vaccarello

على مدى السنوات الماضية، شاركت في أعمال أجنبيّة. إلى أيّ مدى أنت مهتمّة بالتمثيل في الأفلام العربيّة؟
أحبّ أن أشارك في فيلم عربي، لكنّني لم أتلقَ أيّ سيناريوهات حتّى الآن!

من المهمّ جداً أن نمنح أنفسنا الإذن للتركيز على سعادتنا. ما هي السعادة بالنسبة إليك؟
هذا سهل. قضاء الوقت مع العائلة يشعرني بالسعادة. وكذلك الأمر مع الأصدقاء. ومع تقدّمي في العمر، أدركت أهميّة قضاء الوقت مع نفسي، فأنا أقدّر حقاً وقتي بمفردي. كذلك أتطلّع إلى الأشياء البسيطة في الحياة مثل تناول العشاء مع صديق، أو مشاهدة فيلم مع أولاد أخي، أو أخذ دروس الطبخ، أو المشي مع كلبي ليو، أو شرب القهوة في الكوب الذي أحبّه.
 

يكوّن الناس آراءً مختلفة عنّا. هل تعرفين نفسك جيّداً؟
كانت رحلتي بأكملها عبارة عن بحث مستمر واكتشاف لهويّتي. أنا متحمّسة لمعرفة نفسي بشكل أفضل. وبينما يحدث ذلك، تقلّ تلقائيّاً أهميّة آراء الآخرين.
 

لست نشيطة جدّاً على وسائل التواصل الاجتماعي، وسواء أعجبنا أم لا، يمكن لهذه الوسائل أن تكون أداة قويّة في يد النجوم. ما هي القصّة إذاً؟ ألا تريدين أن يرى الناس حقيقتك؟
هذا منظور مثير للاهتمام لكنّني لا أعتقد أنّ كثراً يظهرون "ذاتهم الحقيقيّة" على وسائل التواصل الاجتماعي. أنا بشكل عام شخص شديد الخصوصيّة وأشعر بأنّه كلّما قلّت الآراء التي يجب أن أستمع إليها، كلّما أدركت بسهولة صوتي ورسالتي وذلك بهدف حماية عملي وصحّتي العقليّة. قد أشارك صوري مع المتابعين عندما أشعر بالرغبة في ذلك، لكنّني أكثر اهتماماً بالناس الذين يستمتعون بعملي بدلاً من النسخة التي يرونني بها على "إنستغرام".
 

تدفعنا رؤية أنفسنا ننجح إلى الرغبة في المزيد... فنريد دوماً أن نكون أفضل. إلى أين تريدين الوصول؟ وهل تخاطرين في مكان ما؟
أنا "باحثة" في المعنى الحقيقي للكلمة، وأسعى باستمرار إلى التطوّر على المستوى الشخصي. يعتمد هذا الأمر على مكان وجود الشخص في رحلته، وغالباً ما تتغيّر الأشياء التي يريدها في حياته. وفي الوقت الحالي، أريد الاستمرار في سرد القصص من دون رقابة، والاستمتاع والعمل مع ممثّلين متنوّعين أتعلّم منهم ومع أشخاص يشاركونني قيمي. ولا أعتقد أنّ أيّ شيء يعتبر "مخاطرة" طالما أنّني صادقة مع نفسي.
 

وهل تجازفين بالموضة؟ كيف تحدّدين أسلوبك الشخصي؟
إذا كانت لديّ كلمة واحدة لوصف أسلوبي، فستكون "الراحة". أحبّ أن أشعر دوماً بالراحة في ملابسي، فأحبّ ارتداء الطبقات ولهذا السبب يبقى الخريف الموسم المفضل لديّ. كما أنّني أستمتع بالملابس التي أملكها ولا أفكّر كثيراً في ما أرتديه كلّ يوم.
 

تقود النساء التغيير الإيجابي في الشرق الأوسط. كامرأة مصريّة-فلسطينيّة وصلت إلى المقلب الآخر من العالم، ما هي نصيحتك للمرأة عام 2023؟
أعتقد أنّ النصيحة يمكن أن تكون شبيهة بالملابس، فهي ليست بمقاس واحد يناسب الجميع. لكلّ شخص رحلته الخاصّة، لكن يمكنني مشاركة أصعب ما أجده بالنسبة إليّ كامرأة، وهو تحديد ما أريده خارج التوقّعات الثقافيّة والعائليّة التقليديّة. فإذا كان لديكِ شغف معيّن وثمّة ما تريدين تحقيقه، اتّخذي خطوات صغيرة ويصبح كلّ شيء ممكناً! لا تتوقّعي أن يكون الأمر سهلاً، لكن افعلي ذلك بأيّ طريقة. لا تحكمي على الآخرين وحاولي فهمهم، فنحن جميعاً في المكان الذي من المفترض أن نكون فيه بالضبط.
أخبرينا عن مشاريعك المقبلة.

أنا على وشك التوجّه إلى بودابست لمدّة شهر مع طاقم رائع للعمل على فيلم بعنوان The Actor من إخراج الموهوب ديوك جونسون. وأنا متحمّسة جدّاً بشأن هذا، ولم أكن لأتمنّى نهاية أفضل لهذا العام!  
 
لا تطلقي أحكاماً على الآخرين وحاولي فهمهم فنحن جميعاً في المكان الذي من المفترض أن نكون فيه بالضبط

فستان من Saint Laurent by Anthony Vaccarello

إقرئي أيضًا: Mila Al Zahrani:" ابتعدي عن التقليد، فنحن نتميّز باختلافنا "

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث