في عالم تسكنه الأضواء وتُروى فيه القصص بعدسات الكاميرات، ثمّة وجوه لا تكتفي بأن تكون أمام الشاشة، بل تختار أن تصنع الفرق، أن تكتب فصولاً جديدة من الحلم، من الطموح، من الشغف. نجمة غلاف ماري كلير الدد مايو، Marina Ruy Barbosa، ليست فقط ممثلة نشأت تحت وهج الشهرة، بل امرأة قرّرت أن تجعل من كلّ لحظة على المسرح أو خارجه منصة للتعبير عن الذات، وللعبور نحو آفاق أوسع. بين التمثيل والموضة، بين الريادة والتأثير، تروي لنا قصتها بصوت ناضج وحنين صادق، محفعربية لعوفة بلحظات الامتنان، ومشحونة برغبة لا تهدأ في الاستكشاف والنمو.
رئيسة التحرير: Farah Kreidieh
محرّرة الموضة والحوار: Leen Abdulrahim
التصوير: Greg Adamski لدى MMG Artists
الإدارة الفنية: Sana Jamali
التنسيق: Sahar Ghoubar
الشعر والمكياج: Ivanna
الموقع: KIRA Dubai
الإنتاج: Kristine Kay Dolor
في عالم التمثيل
لقد بدأت مسيرتك التمثيلية عندما كنت طفلة, ونشأت فعلياً تحت الأضواء. كيف شكّلت تلك التجارب المبكرة المرأة التي أنت عليها اليوم؟
بالنظر إلى الماضي، أشعر بأنني محظوظة جداً لأنني وجدت رسالتي الحقيقية في الطفولة، وهو أمر يقضي الكثيرون حياتهم في البحث عنه. أنا ممتنة كثيراً للفرص التي أتيحت لي في وقت مبكر من حياتي، وفتحت لي أبواباً سمحت لي بتغذية شغفي، وجعلت منّي المرأة التي أنا عليها اليوم.
ما هو الدرس الذي تعلّمته من تلك الفترة من حياتك وما زلت تحمينله معك حتى الآن؟
إذا علّمتني الحياة شيئاً، فهو أنّ كلّ ما له قيمة حقيقية يتطلّب جهداً ومثابرة. فكلّ مسارات الحياة مليئة بالتحديات، لكن بالمثابرة والعزيمة نستطيع المضي قدماً. فالنجاح لا يأتي بسهولة أو يُمنح لنا، بل هو نتيجة لحظات الشك، والصراع، والقوة الداخلية التي تدفعنا للاستمرار عندما يبدو الاستسلام أسهل.
إذا أنشأنا "متحفاً للذاكرة" تحت إدارتك، ما هي أبرز ثلاث لحظات شخصية أو مهنية تختارين عرضها، ولماذا؟
بصراحة، أرى أن مسيرتي لم تصل بعد إلى مرحلة "الإرث" - لا يزال هناك الكثير ممّا أحلم ببنائه والوصول إليه. ولكن إذا كان عليّ أن أختار ثلاث لحظات تحتلّ مكانة خاصّة في قلبي، فستكون الآتية:
في مسيرتي المهنية، الفرح الغامر بفوز فيلم شاركت فيه بجائزة Emmy – كانت لحظة رائعة شعرتُ فيها وكأنّني في حلم.
في حياتي الشخصية، تلك الليلة التي لا تنسى في الشرق الأوسط عندما كُرّمت في حفل EMIGALA كأيقونة موضة عالمية – كانت لحظة امتنان وسعادة غامرة ستبقى محفورة في ذاكرتي إلى الأبد.
وفي عالم الموضة، تقديم الإطلالة الختامية لعرض Giambattista Valli للأزياء الراقية في باريس – كانت تلك اللحظة كحلم تحوّل إلى حقيقة، حيث توقّف الزمن وبدا كل شيء ممكناً.
أقراط وعقد وسوار وساعة وخاتمان من Tiffany & Co.
في عالم الموضة
ما الذي ألهمك لتصبحي رائدة أعمال في مجال الموضة؟
لطالما كان الفنّ بجميع أشكاله لغة للتعبير عن الذات، والموضة هي مساحتي الخاصّة للإبداع. إن امتلاك علامتي التجارية يمنحني فرصة مذهلة لترجمة إبداعي – ليس فقط لتقديم الأزياء والإطلالات، بل أيضاً لتمكين النساء اللواتي يلهمنني. إنها طريقة لإحياء رؤيتي والاحتفاء بجمال كل امرأة وقوّتها الفريدة.
ما هي الطرق الجديدة التي شعرت فيها بالتحدي أو التمكين نتيجة إنشاء علامتك التجارية الخاصّة؟
لا تتعلّق ريادة الأعمال فقط ببناء مشروع تجاري، بل بخلق الفرص وتمكين الآخرين من تحقيق أحلامهم. من خلال توفير فرص العمل ومسارات مهنية، آمل أن أكون مصدر إلهام لأولئك الذين يطمحون إلى الازدهار في عالم الشركات أو الشروع في مشاريعهم الخاصة. ومعرفة أنّني ساهمت، ولو قليلاً، في مساعدة شخص ما على تحقيق رؤيته سيكون بمثابة هدية لا تقدَّر بثمن.
أقراط وعقد من Tiffany & Co.
هل تعتبرين الموضة أيضاً شكلاً آخر من أشكال سرد القصص؟
الموضة هي أكثر من مجرّد أزياء؛ إنها بمثابة لوحة نرسم عليها نحن النساء قصصنا مع كل يوم جديد. فسواء كنّا نذهب إلى اجتماع عمل مهم، أو نستعدّ لأمسية رومانسية، تصبح أزياؤنا تعبيراً عن هويتنا في تلك اللحظة، وطريقة لتجسيد قوّتنا، وأناقتنا، وتفرّدنا، ولإظهار أفضل ما لدينا للعالم.
لقد أطلقت علامة Shop Ginger لتقديم قطع "أساسيّة خالدة"، ولكن على المستوى الشخصيّ، ما الذي تعتبرينه من الأساسيات الخالدة في فلسفة حياتك والتي ترفضين التخلّي عنها مهما تغيّرت الصيحات؟
إحدى الفلسفات التي أعتزّ بها هي أن أعيش اللحظة بكلّ ما فيها، وأن أحتضن كل لحظة من السعادة كما تأتي في طريقي، علماً أنها قد لا تدوم إلى الأبد. هذا ما علّمني إياه والدي منذ صغري. الحياة عبارة عن مزيج من الأفراح والأحزان، وفي حين أن اللحظات السعيدة ثمينة للغاية، إلّا أن الأوقات الصعبة هي التي تشكّلنا فعلاً، وتساعدنا على النمو، وإيجاد القوة التي لم نكن نعرف أنّها موجودة في داخلنا.
لقد حصلت مؤخراً على جائزة أيقونة موضة عالمية لهذا العام في حفل دولي. بصفتك ممثّلة أصبحت رائدة أعمال في مجال الموضة، كيف كان شعورك عندما تم تكريمك على هذا المسرح العالمي؟ هل أثّر هذا التقدير في دبي على نظرتك لتأثيرك الإبداعي أو مسؤوليتك في مجالَي الأفلام والموضة؟
ما زلت أشعر بالامتنان الشديد لتكريمي إلى جانب الكثير من المبدعين اللامعين والقادة العالميين. لطالما بدت لي العلاقة بين الموضة وصناعة الأفلام/السينما طبيعية للغاية، حيث يؤثّر كلّ منهما على الآخر ويرتقي به بطرق عفوية ورؤيوية على حدّ سواء. هذا تذكير بأنّ الإبداع، بجميع أشكاله، يتجاوز الحدود ويستمرّ في إلهامنا للنمو، والتواصل، والطموح نحو آفاق أوسع.
نظّارات من Bvlgari X Thélios
لقد نجحت مؤخراً في إثبات حضورك على الساحة الدولية، بدءاً من ظهورك على السجادة الحمراء العالمية إلى كونك البرازيلية الوحيدة التي دُعيت إلى مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في المملكة العربية السعودية. كيف ساهمت تجارب كهذه، والتواصل مع ثقافات وجماهير مختلفة، في توسيع نظرتك وتشكيل أهدافك للمستقبل؟
لقد كانت فعاليات العمل العالمية هذه بمثابة نقطة تحوّل حقيقيّة، حيث أتاحت لي التواصل مع ثقافات وتجارب متنوّعة. لقد تعلّمت الكثير ببساطة من خلال مراقبة كيفية تفاعل الناس في مختلف أنحاء العالم. ولكن أكثر ما أدهشني هو إدراك أنه على الرغم من اختلافاتنا، فإنّنا جميعاً متّحدون بالقيم الأساسية نفسها - الحبّ والأسرة. هذه هي الأسس التي ترتكز عليها حياتي وتذكّرني بما هو مهم حقاً.
المشاريع المستقبلية
لو كان بإمكانك تقديم أي قصة (ربما قصّة عزيزة على قلبك) من خلف الكاميرا أو حتى ككاتبة، فما نوع القصص التي تودّين تقديمها للعالم؟
أحد أفلامي المفضّلة هو Notting Hill لأنه يجسّد بشكل جميل قصة ممثّلة مشهورة تتوق إلى علاقات حقيقية وأصيلة رغم حياتها الباهرة. كان للفيلم وقع خاص على قلبي، لأنه يسلّط الضوء على حقيقة العيش تحت الأضواء، حيث غالباً ما يتجاهل العالم اللحظات الخاصة التي تشكّل شخصيتنا الحقيقية. من السهل جداً على الناس أن يكوّنوا تصوراتهم الخاصّة عنّا، والتي غالباً ما تكون غير دقيقة، دون أن يروا أبداً نقاط الضعف والمشاعر الحقيقية التي تحدّد ذاتنا الحقيقية.
تنّورة من Rabanne
أقراط وعقد وخاتم من De Beers
بالنظر إلى المستقبل، هل هناك شيء جديد تأملين أن تكتشفيه عن نفسك أو تحدٍ جديد ترغبين في خوضه وقد يفاجئ معجبيك؟
الغناء هو مجال جديد أنا متحمّسة لاستكشافه من خلال بعض المشاريع الحديثة. إنه عالم بدأت مؤخراً في خوضه، لكنّني متحمسة للمواصلة واكتشاف إلى أين يمكن أن يأخذني.
مع كلّ إنجازاتك الكثيرة في مجال التمثيل والموضة وغيرها، ما نوع النمو أو التطور، سواء كان شخصياً أو فنياً، الذي سيضفي على الفصل التالي من حياتك إحساساً بالهدف والرضا؟
أنا ممتنّة جداً لكلّ التجارب التي مررت بها حتى الآن، من التمثيل إلى الموضة وغيرهما. لكنّ النمو، بنظري، هو رحلة استكشاف دائم لآفاق جديدة ومجالات مجهولة. يتمحور الفصل التالي حول احتضان التحديات التي تسمح لي بالتطور على الصعيدين الشخصي والفنّي. أنا متحمّسة لاستكشاف تعابير إبداعية جديدة، مثل الغناء، ورؤية الآفاق التي ستفتحها لي هذه الرحلة. وعلى مستوى أعمق، أريد أن أستمرّ في التعلم من ثقافات، ووجهات نظر، وتجارب مختلفة، وأن أبقى متمسّكة بالأمور التي تهمّني حقاً - كالحبّ، والعائلة، والتواصل الإنساني. في النهاية، آمل أن تمنحني المرحلة التالية من حياتي القدرة على التواصل مع الآخرين بطرق أعمق، ودفع نفسي إلى ما هو أبعد ممّا حققته بالفعل، وإيجاد طرق جديدة للتعبير عن هويتي وما أؤمن به.
عقد وسوار من Bvlgari
أقراط وسوار من Damiani
