Aziza: ما من مستحيل إذا آمنّا بأحلامنا

قميص من الكريب التقني البنّي بطبعة أوراق الأشجار باللون البرتقاليّ
تنّورة من جلد العجل البنيّ بطبعة أوراق الأشجار باللون البرتقاليّ
أقراط كبيرة، وقرط كبير، من النحاس الفضّي

فيها شيء مختلف يميّزها عن سائر فنّانات جيلها. تسحرك بشخصيّتها الآسرة وروحها الحرّة وصوتها الذي يمزج بين الأصالة والبوب. هي الفنّانة اللبنانيّة عزيزة التي تحتفل بنجاح فيديو كليب أغنيتها "أي ياي ياي" الذي كشف صورة متجدّدة عنها وعن قدرتها على تطوير ذاتها. فهي، كما تقول، تُشبه نفسها وحقيقتها الداخليّة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، وتحلم كثيراً بتأسيس عائلة. فهل يتحقّق حلمها قريباً؟

التصوير: Cheb Moha، الإدارة الفنّيّة: Farah Kreidieh، التنسيق: Lana Qatramiz، الشعر والمكياج: Ivan Kuz، المساعدة في التنسيق: Sarah Fares، الإنتاج: Kristine Dolor الإطلالات كلّها من مجموعة Fall من Balenciaga

كيف حالك اليوم من الداخل؟

أنا أقرب ما أكون من التصالح مع نفسي. أشبه نفسي وحقيقتي الداخليّة أكثر من أيّ وقت مضى. ومثل أّي إنسان آخر، تمرّ أيام أشعر فيها بالتشتّت والضياع والخوف، لكنّني أحاول دائماً الوصول إلى الهدوء والاستقرار من خلال ممارسة الرياضة وتمارين التنفّس والتأمّل.

ثمّة فرق واضح بين عزيزة الأمس وعزيزة اليوم. كيف تصفين هذا المشوار؟

هذا صحيح، عزيزة اليوم تغيرت كثيراً عن عزيزة الأمس، وهذا كان أمراً ضرورياً جداً لي، كفنّانة وإنسانة تسعى إلى التطوّر وتحسين ذاتها دائماً، وعلى الأصعدة كلّها، قلباً وقالباً. أؤمن بأنّ الإنسان الذي لا يطوّر نفسه إلى الأفضل يموت فكرياً، فكيف إذا كان فناناً ومبدعاً.

معطف بتصميم Deconstructed من قماش الغبردين
الصوفيّ باللون الأسود
سروال Pantaleggings مشبّك من الجيرسي البيج
أقراط كبيرة، وقرط كبير، من النحاس الفضّي

يبدو أنّك تتمتّعين بإحساس كبير بالوعي الذاتي في الفترة الحالية من حياتك، ومن الواضح أنّك تكنّين كثيراً من الحبّ لمعجبيك، فيما تبقين صادقة مع نفسك. كيف حقّقت هذه المعادلة الصعبة؟

واجهت صعوبات كثيرة، ولا سيّما بعد انفجار مرفأ بيروت وانتشار جائحة كورونا، كما حال الكثير من اللبنانيّين. وأقرّ بأنّ هذه المرحلة علّمتني الكثير وقوّتني وهيّأتني لأكون ما أنا عليه اليوم. الوعي الذاتي هو عمل يوميّ بالنسبة إليّ، فأنا أقرأ كتباً تساعد على تحسين الذات وتهذيبها، كما أستمع إلى بودكاست حتى وأنا أتمرّن في النادي الرياضي. هذه الأمور تساعدني كثيراً. وأنا ممتنّة لحبّ الناس وهذا أمر أساسيّ لي، فنحن الفنّانون موجودون من أجلهم، نغنّي فرحهم وحزنهم وحياتهم، وأحاول دائماً أن أكون قريبة منهم، مع الحفاظ طبعاً على خصوصيّتي.

تختلف الطموحات والأحلام من امرأة إلى أخرى في هذا العالم الكبير. إلى ماذا تطمحين فعلاً؟

منذ صغري وأنا أحلم بأن أكون واحدة من أهم الفنّانات في العالم العربي، وحتى الوصول إلى العالمية يوماً ما. فبالنسبة إليّ، ما من مستحيل إذا سعينا وآمنّا بأحلامنا. عندما كنت صغيرة، كنت أغنّي أمام المرآة حاملةً فرشاة الشعر، وكنت أجري مقابلات وهميّة مع نفسي، وأنا فخورة اليوم بهذه الفتاة الحالمة الصغيرة على ما هي عليه وما تحقّقه اليوم. ومنذ أن احترفت الغناء، تُشكّل الموسيقى شغلي الشاغل وأولى أولويّاتي، لكنّني لا أخفي عليك أنّني، في الفترة الأخيرة، أحلم كثيراً بتأسيس عائلة. من يعرف... ربّما!

من يتابع مشوارك الفنّي، يُدرك أنّكِ امرأة لا تعرف معنى الاستسلام، بل تتسلّح بالصبر والإيمان والثبات. من أين ينبع هذا العطاء؟

أقول دائماً إنني جئت إلى هذه الحياة كي أترك أثراً لدى الناس، وهذا العطاء ينبع من محبّة الجمهور والمشاعر التي ألمسها في عيونهم حين أغنّي لهم. إنّها قصّة عشق بيني وبين الناس، في كلّ مرّة أكون فيها على المسرح. أقول لهم هذا أحياناً عبر الميكرفون. ما من استسلام عندما نتمتّع بالإيمان بالذات وبرؤية واضحة للمستقبل، ونتقبّل أنّ الأيام تتغيّر سريعاً وعلينا أن نواكبها.

فستان على شكل معطف معاد تدويره بأكمام طويلة
من القطن والقماش التقنيّ باللون الكحليّ
سروال Pantaleggings مشبّك من الجيرسي البيج
أقراط كبيرة، وقرط كبير، من النحاس الفضّي

ما هي الأشياء التي تشعرين حاليّاً بالامتنان تجاهها؟

صوتي وصحّتي والفرص والأبواب التي تُفتح لي، بالإضافة إلى أصدقائي وعائلتي وحبّ الناس.

ذكرتِ قبل بضعة أسابيع على صفحتك الخاصّة على إنستغرام أنّك تخرجين من منطقة الراحة الخاصّة بك للمرّة الأولى في حياتك المهنيّة، ولا مجال للعودة، وذلك بفضل أغنيتك الجديدة "أي ياي ياي" . أخبرينا أكثر عن هذه الرحلة التي تقودينها في الآونة الأخيرة؟

إنّ الأعمال الأخيرة التي أنتجتها وأشرفت عليها بكلّ تفاصيلها هي الأقرب إلى قلبي وتشبهني فعلاً. عندما دخلتُ مجال الفنّ، كان من الصعب عليّ أن أختار خطاً وأتبعه، فهناك من يقول لك إنّه عليك أن تفعلي هذا أم ذاك لتحقيق النجاح، كما أنّ الجميع يريد أن يفرض رأيه ورؤيته على الفنّان المبتدئ الذي ليست لديه خبرة بعد. لكن مع الوقت والنضوج، وعندما يعثر الفنّان على صوته الحقيقيّ ويبلور نفسه وشكله ويصبح هو نفسه العلامة، عندها يُولد شيء مميّز ومختلف عن البقية. في كليب "أي ياي ياي"، كانت المرة الأولى التي أخرج فيها من نفسي فعلاً، كما في حركات جسدي ووضع الماسك والرقص الشرقي مع الصاجات (آلة الإيقاع). لقد شاهد الجمهور للمرة الأولى عزيزة الأكثر جرأة. عندما أشاهد ما يحصل في الغرب من إبداعات وابتكارات موسيقية، أتأثّر كثيراً وأقول إنّنا نستطيع أيضاً القيام بأشياء جديدة ومجنونة ومبتكرة! ووعدتُ نفسي وجمهوري بأنّني سأقدّم دائماً أعمالاً مختلفة، وما من مجال للرتابة أو الأعمال العاديّة.

تحقّق الأغنية نجاحاً على الإذاعات. هل أنت راضية عن هذا القدر من النجاح أم ترغبين في المزيد؟

أنا سعيدة جداً بالأصداء وإعجاب الجمهور بالأغنية والفيديو، ولا سيّما الجمهور الأصغر سنّاً. صحيح أنّ الأغنية موجودة حالياً على يوتيوب وعدد من الإذاعات والتلفزيونات، لكنّني أرغب في المزيد من الانتشار والنجاح.

بلوزة ذات ياقة عالية وأكتاف مستديرة من المخمل الأسود
تنّورة طويلة من المخمل الأسود بقصّة  A-Line
أقراط كبيرة، وقرط كبير، من النحاس الفضّي

أنتِ فنّانة شاملة، تكتبين وتلحّنين وتغنّين من خلال المزج بين الصوت الأصيل والبوب، وبين آلات شرقيّة وغربيّة. ما هو الإرث الذي تريدين تركه في مجال صناعة الموسيقى؟

هذا سؤال مهمّ جداً! الإرث الذي أحلم أن أتركه يوماً ما هو أعمال موسيقيّة قد تسمعها فتاة صغيرة في المستقبل فتقرّر أن تكون مثل عزيزة، تماماً مثلما كنت أرغب في أن أكون مثل داليدا في صغري.

ثمّة احتمال لفقدان أنفسنا داخل مجال الفنّ دوماً، وأعتقد بأنّ كثراً يؤمنون بنهج "كلّ شيء أو لا شيء". ما هي نصيحتك لتحقيق التوازن؟

مجال الفنّ هو كما نختار أن نراه أو أن نكون فيه. فإذا اخترتِ أن تكوني سلبيّة فيه، سيكون صعباً وقد تجدينه مجحفاً أيضاً، فيتعدّى الكثيرون والكثيرات على المهنة يوميّاً، لاسيّما عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما أنّ اتّباع الخطّ السائد واللحاق بالباقين وبالصيحات الرائجة، فيُعتبر فشلاً لهويتك الفنيّة ومصداقيّتك حتى ولو كنت تحقّقين نجاحاً موقّتاً. وكما ذكرت سابقاً، أنا أحاول التركيز على نفسي فقط، فلا أصغي إلى رأي أحد ولا أقارن نفسي بأحد وأتبع خطّاً لا يشبه سواي، حتّى ولو كان الأمر صعباً. لكنّني أؤمن بأن هذا الطريق سيؤدّي إلى نجاح يتخطّى الأزمان.

كيف يصفك أصدقاؤك بثلاث كلمات؟

مجنونة وبيتوتيّة وحالمة.

معطف بقصّة Deconstructed من قماش الغبردين الصوفيّ باللون الأسود
سروال Pantaleggings مشبّك من الجيرسي البيج
أقراط كبيرة، وقرط كبير، من النحاس الفضّي

من يتابع ظهورك على الشاشة أو على المسرح يدرك أنّ امرأة قويّة وصلبة تقف أمامه. هل هذه القوّة نابعة من الذات أم أنّها تراكمات من خيبات الأمل، جعلتك ما أنت عليه اليوم؟

هذه القوّة على المسرح تأتي من شغفي وعشقي للمسرح والموسيقى، ومن ثقتي بنفسي وبما أقدّمه، ومن تطوّري الدائم وعملي على تحسين نفسي وتعلّم أشياء جديدة دائماً، وأهمّ شيء من محبّة الناس.

ماذا تريد عزيزة أن تقول اليوم؟ وما هي رسالتها إلى المرأة التي تقرأ هذا الحوار؟

أتمنّى أن أترك أثراً في حياة فتاة تقرأ هذا الحوار، وأكون قد أعطيتها حافزاً قوياً لتخرج إلى العالم وتكون مبدعة ومميّزة. وأقول لها ولأيّ امرأة: كوني أنتِ، احضني صوتكِ ولا تسمحي للصعوبات أن تبعدك عن طموحاتك. أنتِ جميلة، وأنتِ كافية بحدّ ذاتك.

فستان أسود من الكريب التقني الخفيف
جزمة ذات ساق ضيّقة تصل إلى فوق الركبة بكعب مقاس 110مم من النسيج المحبوك باللون الأسود

ما هي مشاريعك للصيف؟

لديّ الكثير من الحفلات والرحلات بالإضافة إلى أغنية جديدة في منتصف هذا الصيف.

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث