الشابة السعودية رها محرق إلهام ومغامرة

وسائل إعلام عدة تناولت أخباراً تتعلق بها، إنها الشابة السعودية رها محرق  التي ذللت القمم وعشقت التحديات. ونحن بدورنا أردنا الخوض في حديث من نوع آخر معها، وذلك أثناء تواجدها في نيوزيلاندا، لنتعرف من خلاله على مشاريعها وأفكارها في محيط طبيعي يدعو للإلهام.

كيف أصبحت متسلّقة جبال بالرغم من عدم تقبّل المجتمع السعودي لدور المرأة في الرياضة؟

أحببت أن أقوم بنشاط مميز لأبرهن للجميع أن بإمكاني تحقيق ما أسعى إليه. وكنت تحت وطأة ضغوطات كثيرة، لعل من أبرزها قضية الزواج،  فقاومتها ولم يكن الأمر سهلاً، لكنني كسبت في النهاية. وتطلّب الأمر الكثير من الصبر في التعامل مع عائلتي، وذلك لإقناعهم بالأسباب الكامنة وراء رغبتي في التسلّق، وبأنني لا أسعى من خلال ذلك إلى الوقوف ضدّهم، بل إلى تحقيق طموحي فحسب.

ماذا يعني لك  التسلّق هل هو مجرد هواية أم أسلوب حياة؟

في بادئ الأمر، كان التسلّق نشاطاً مميزاً. ثم ما لبث أن أصبح هواية، ثم هوساً، فمسيرة مهنية بحد ذاتها، وأخيراً ارتقى التسلّق لدي إلى مستوى الإرث. ولا ينفكّ هذا الأخير يتغير ويتطور ويتخذ معانٍ جديدة وكثيرة.

ما الذي تغير في حياتك بعد مسيرة تسلّق جبل إفرست سواء على المستوى الشخصي أم المهني؟

على المستوى الشخصي، لم أعد أتضايق من الأمور الصغيرة التي كانت تزعجني في السابق، فقد غيرت هذه التجربة نظرتي للحياة. أما على الصعيد المهني، فقد دفعتني تجاربي إلى البدء بكتابة مذكراتي.

أنت الآن في نيوزيلاندا في الوقت الذي نجري فيه هذه المقابلة هل لك أن تخبرينا عن السبب وراء سفرك إلى هذا البلد بالتحديد؟

لطالما عشقت السفر حتى قبل البدء بتسلّق الجبال، لأنني أحبّ التعرّف على أماكن وثقافات جديدة. أنا حالياً أكتب مذكراتي، وقد لاحظت حديثاً عدم قدرتي على التركيز على هذا المشروع. فاغتنمت أيام إجازتي من العمل لأسافر إلى نيوزيلاندا، وأحاول إيجاد الوحي الذي سيمكنني من إكمال الكتابة. كما أن هناك مواقع تسلّق جميلة أودّ رؤيتها، وأتمنى أن تمنحني الوحي للكتابة عن خبراتي في هذا المجال.

تُسألين كثيراً عن خبرتك في التسلق وقلّما يتمّ التطرّق إلى نشاطاتك المهنية الأخرى فما الذي تعملين عليه حالياً؟

أنا في الأصل مصمّمة بيانية (graphic designer)، وأدرس حالياً للحصول على شهادة الماجستير. كما أنني دخلت مجال الخطابة العامّة للتحدث عن حياتي وخبراتي، وقد دُعيت عدّة مرّات للتحدث ضمن فعاليات أقيمت في المملكة العربية السعودية.

ما رأيك في تطوّر وضع المرأة في المملكة العربية السعودية وما شعورك حيال الجوّ العام حين تقومين بزيارة وطنك الأم؟

لا شكّ في أن وضع المرأة يتغيّر ويتطوّر في المملكة، لكنني لا أعتقد أن ما حققناه هنا كافٍ. كما أنّ هذا التغيير لا يذهب دائماً في الاتجاه الصحيح. فعلى سبيل المثال، لا أعتبر ممارسة حرية الكتابة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والافصاح عن أصغر تفاصيل حياتك اليومية تطوراً. فمثلاً، لم لا يتمّ التركيز على قصص النجاح أو الخبرات الملهمة بدلاً من التحدث عن إطلالة بعينها أو مكياج معين؟  أنا لا أشكّك هنا في أهمية مواقع التواصل الاجتماعي، لكنني أرى أن لدى المرأة السعودية أموراً أخرى أهمّ لتركزّ عليها، وأهدافاً أسمى من مجرّد القدرة على التحدث عبر شبكة الإنترنت.

هل تعتبرين نفسك قدوة ومثالاً أعلى للشابات السعوديات؟

لم أسعَ يوماً لأصبح قدوة، ولم يكن هذا هدفاً بحدّ ذاته، بل سعيت ببساطة لتحقيق طموحي الشخصي، ومن جراء ذلك وصلت إلى الموقع الذي أنا فيه اليوم. وأعتبر ذلك الموقع مسؤوليةً كبيرة. فالسيدات اللواتي بذلن جهداً كبيراً لتحقيق

طموحاتهن وأحلامهنّ سيرسمن الطريق ويرشدن شابات الجيل الجديد نحو الاتجاه الصحيح. هي فعلاً مسؤولية لا يمكن التقليل من شأنها، كما أنها مخيفة بعض الشيء. ولم أعي وصولي إلى موقع القدوة، إلا عندما بدأت شابات عدة بالتحدث إلي حول أحلامهنّ ومشاريعهنّ المستقبلية، وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ما هي مشاريعك المستقبلية والقمم التي تسعين إلى تسلّقها أو بلوغها؟ 

أنا  شابة سعودية مغامرة بطبيعتي، ولن يتغير ذلك أبداً مهما تقدّمت في السنّ. سأظلّ أسعى وراء القمم، مهما كان نوعها. في ما يتعلق بمشاريعي للمستقبل القريب، هناك كتاب يتحدث عن مذكراتي طبعاً، وهو قمّة شاهقة بحدّ ذاتها. إذ يشكل هذا الأخير مسيرة عاطفية ومَهمّة صعبة جداً. هدفي أن أوصل من خلاله الرسائل الصحيحة، بغض النظر عن الصدى الإيجابي أو السلبي الذي ستولده في نفوس البعض. فليس هدفي أن أهين أحداً، بل أن أفتح عيون الناس على مسائل اجتماعية بعينها.

تصوير: Andy Chui وZhi Yuen Yap

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث