Hiba Tawaji تطبع بصمتها العالمية بكل إصرار وعزيمة

الحلم يراود مخيلتنا على الدوام، فيتحايل على واقعنا ويجعلنا أحياناً نتمسك به، أملاً بغد أفضل وأجمل! وهذا ما قد يسمى أيضاً بالطموح. هي فنانة لبنانية بامتياز، انطلقت من لبنان، ومن ثم جالت العالم العربي، لتحط رحالها في مسرح فرنسي عريق، وذلك من خلال تأديتها دور البطولة في أنجح مسرحية غنائية، ألا وهي
Notre Dame de Paris، علماً أنها ابنة مسرح الرحابنة أيضاً. إنها هبة طوجي، التي كشفت لمجلة Marie Claire العربية عن التحضيرات الخاصة بهذا الحدث المنتظر، كما فتحت قلبها وشاركتنا أموراً عدة حول رؤيتها للمستقبل، طموحها، صفاتها الجميلة، لحظات وتجارب عاشتها.

هبة طوجي التي حصدت نجاحاً كبيراً من خلال مشاركتها الأخيرة في النسخة الفرنسية الخاصة ببرنامج The Voice، تستعد لإطلاق أغنية جديدة من توقيع الفنان اللبناني أسامة الرحباني. قد يتساءل كثيرون حول إصرارها على النجاح والتفوق، إلا أن طوجي قد تبكي أحياناً مثلها مثل أي شخص آخر، فمتى بكت ولماذا؟ تابعي معنا هذه المقابلة الشفافة، واكتشفي من هي نجمة غلافنا.

أخبرينا عن التحضيرات الخاصة بمسرحية  Notre Dame de Paris.

بدأنا التحضيرات منذ أشهر عدّة، حيث التقيت بالمؤلف الموسيقي الشهير والخاص بهذا العمل الاستثنائي Richard Cocciante، وكاتب المسرحية Luc Plamondon، وهو يعتبر من أهم الكتّاب في أوروبا  وهو منتج ومخرج أيضاً. أما التمرينات الخاصة بالمسرحية فبدأت منذ أسابيع عديدة، وبشكل مكثف. لا أخفي عنك أنّ الأمر ليس سهلاً، إنما كلنا متحمسون، ولا سيما أن المسرحية سيبدأ عرضها في 23 نوفمبر الحالي، على مسرح قصر المؤتمرات – باريس حتى الثامن من يناير 2017. ومن ثم سنقوم بجولة آسيوية، وتحديداً في تايوان، لنعود بعدها إلى فرنسا ونقدم المسرحية في مختلف المناطق، علماً أن هذه الفترة سيتخللها أيضاً تحضيرات ومشاريع عديدة من تأليف وإنتاج أسامة الرحباني، علماً أنني انتهيت أخيراً من تصوير

‏«فيدو كليب‏»‏ لأغنية جديدة من توقيع أسامة أيضاً.

وقفت على مسرح الرحابنة وحالياً تقفين على مسرح فرنسي عالمي. ما هي أوجه الاختلاف بينهما؟

لا شك أن تجربة مسرحية Notre Dame de Paris هي تجربة فريدة، لا سيّما أنني أؤدي دوراً باللغة الفرنسيّة، وهو تحدّ جديد بالنسبة إليّ، رغم أنني أتكلم هذه اللغة بطلاقة ومنذ صغري، ناهيك أنني أشارك إلى جانب ممثلين من مختلف الجنسيات والثقافات. لا شك أن المناخ الفني يختلف بين بلد وآخر، كما أن اللغة ككل تؤثر على البيئة التمثيلية وعلى الثقافة الفنيّة الخاصة بكل مسرح، أي بمعنى آخر، فإن كل لغة لها عمقها الخاص، أبعادها وطريقة تعبير مختلفة. Notre Dame de Paris هي عرض مسرحي غنائي بامتياز، لا سيما أنه لم يكن هناك حوارات تمثيلية، بل جميعها حوارات مغناة ومباشرة. أما مسرح الرحابنة، فهو يتطلب إلى جانب الغناء، قدرة عالية على التمثيل، ولا سيما أن النصوص الخاصة بهذا المسرح العريق عميقة ولها فلسفتها الخاصة، كما يتخللها حوارات ومنولوجات عدة. لا شك أن Notre Dame de Paris تعتبر من أهم المسرحيات الفرنسية - العالمية وأكثرها نجاحاً، كونها عمل كامل ومتكامل، استطاع أن يأسر قلوب ملايين المشاهدين، وهو مقتبس  من الرواية التي كتبها الراحل الفرنسي Victor Hugo. صحيح أن المسرح الرحباني له مكانته الكبيرة في لبنان والعالم العربي، إنما هو أيضاً مسرح عالمي
بجودته وبمضمونه.

كيف تشعرين اليوم؟ بفخر... بنرجسية! لا سيما أنك تفوقت على نجمات عربيات؟

لا شك أنني أشعر بفخر كبير، مثلي مثل أي انسان آخر حين يجد أن تعبه وموهبته أوصلانه إلى ما يطمح إليه. النرجسية صفة سلبيّة! أعتقد أن على كل فنان حقيقي أن يثق بقدراته ويثابر، لكي يستمر ويحقق طموحه وهذا مفهوم الابداع بنظري. لا يهمني إن تفوقت على نجمات عربيات أخريات، لأنني لا أفكر بهذه الطريقة، ولا سيما أنني أحترم كل فنان يبذل مجهوداً لفنه.

ما هو طموحك؟

أطمح لتحقيق أحلام عديدة وإنجازات جديدة. كما جلّ ما يمهني هو الاستمرار في مسيرتي الفنيّة من خلال تحدي الذات وتقديم أفضل ما لديّ. ولهذا السبب شاركت في النسخة الفرنسيّة من The Voice، إذ كنت أشعر بأن مشاركتي هذه سوف تفتح لي أبواباً جديدة، كما ستساهم في ايصالي إلى أماكن كنت أحلم بها. وهذا ما حصل فعلاً! فإلى جانب مشاركتي في مسرحية  Notre Dame de Paris بدور إزميرالد، وقعت أيضاً على عقد مع شركة Universal Music France العالميّة لإصدار ألبوم باللغة الفرنسية.

ما هي أسوأ تجربة مررت بها في مسيرتك؟

لا يوجد هناك تجربة سيئة، ربما لأنني محاطة بأشخاص يؤمنون بموهبتي وبقدراتي وتهمهم مصلحتي، كما أن كل قرار اتخذته مع أسامة الرحباني، كان في مكانه الصحيح.

هل ترغبين بأن تؤدي أعمالاً تلفزيونية بعيداً عن المسرح؟

درست التمثيل والإخراج في الجامعة، وأهوى التمثيل المسرحي والسينمائي، أكثر من العمل التلفزيوني، إنما لا أمانع في خوض أي تجربة إن كانت تمتلك كل مقومات النجاح وتضيف إلى مسيرتي المهنية.

تشهد السينما اللبنانية ازدهاراً ملحوظاً كيف تنظرين إلى التجارب السينمائية؟

لا شك أن الإنتاج السينمائي اللبناني في تطوّر ملحوظ، ولا سيما أن الصناعة السينمائية بحاجة إلى زخم وانتاج كبيرين، علماً أن ثمة مخرجين وممثلين يحققون إنجازات عدة في هذا المجال، كما أن الجمهور اللبناني متعطش دائماً للأعمال السينمائية الجيدة.

أخبرينا أكثر عن ألبومك الجديد الذي أطلقته منذ فترة وجيزة. كيف تصفين ردود الأفعال؟

ألبومي الجديد هو عبارة عن Double Album، يحتوي على DVD وعلى ألبوم غنائي، خاصين بالحفل الموسيقي الضخم الذي أحييته بمشاركة أسامة الرحباني، وذلك على خشبة مسرح مهرجانات بيبلوس الدولية وضمن فعاليات صيف 2015. سعيدة جداً بردود الأفعال الإيجابية، فالألبوم حصد المراتب الأولى حين صدوره، وهو لا يزال يحقق انتشاراً كبيراً، ولعل خير دليل على ذلك هو أن معجبين كثيرين نشروا الأغنيات والأعمال المصورة في الـ DVD   عبر مختلف صفحاتهم الاجتماعية.

هل تعتبرين نفسك امرأة تنام وتحلم فتصحو وتحقق ما حلمت به؟

الطموح والحلم هما ركيزتان أساسيتان للنجاح والتفوق، أملاً منا بغد أفضل.

هل كنت طفلة هادئة أم صعبة المراس؟

كنت طفلة هادئة جداً... أراقب ما يجري حولي وأحلل الأحداث، ونادراً ما كنت أشارك في الحوارات... كما كنت ‏«‏بيتوتية‏»‏، إذ كنت أنتظر مغادرة أشقائي من المنزل حتى أقف أمام المرآة للغناء أو التمثيل. ورغم ذلك، كنت اجتماعية، لا سيما أنني كنت ولا أزال خفيفة الظل (ضاحكة).

ما هي أجمل لحظة في طفولتك؟

لا شك أنني عشت طفولة سعيدة، إنما أتذكر جيداً أعياد ميلادي، فهي كانت مناسبة أنتظرها بفارغ الصبر، حيث كان جميع أصدقائي يجتمعون في منزلي لقضاء يوم ممتع.

ما هي أول وظيفة حصلت عليها وما هو أول أجر؟

أتذكر جيداً حين كنت في السادسة عشر من عمري، إذ كنت أعطي دروساً خصوصية لتلاميذ أصغر مني في السن، وتحديداً خلال فصل الصيف والعطل الدراسية. وكنت أتقاضى حينها ‏10‏ دولارات في الساعة.

ما هي أجمل صفة تتمتعين بها؟

من الصعب التكلم عن صفاتك الجيدة، إنما لا شك أنني مستمعة جيدة. كثير من أصدقائي وأفراد عائلتي يلجأون إليّ لأنني أصغي إلى ما يريدون البوح به، وهذا يريحهم ويسعدني في الوقت ذاته.

هل تكذبين أحياناً على شريك حياتك؟

الكذب في العلاقة يدل على عدم ثقة بالشخص الآخر، ربما خوفاً منه أو قد يكون هناك خلل ما في التواصل! الصراحة لا مفر منها وهي أساسيّة في كل علاقة. قد يضطر الشخص أحياناً إلى اعتماد ما يسمى بالكذبة البيضاء، مثل أن تكون الفتاة مرتبطة بموعد ما، إلا أن الاهتمام بالإطلالة قد يأخذ وقتاً طويلاً، فتتأخر على موعدها وتضطر حينها إلى الكذب وإلقاء اللوم على زحمة السير (ضاحكة).

متى كانت المرة الأخيرة التي ذرفت فيها الدموع؟

بكيت منذ أيام قليلة، ما حدث أنني شعرت بضغط كبير في الفترة الأخيرة، فبين العمل على التمرينات الخاصة بالمسرحية وبين العمل على مشاريع أخرى، تجد أن الوقت يداهمك ويستنفذ كل طاقتك، فتنهار أحياناً لدقائق قليلة، وهي كفيلة بشحنك لاحقاً بطاقة إيجابية وبعزيمة أكبر.

ما هي الصفات التي تبحثين عنها في شريكك؟

ليس هناك صفات محددة، أعتقد أننا جميعنا نبحث عن الشخص العطوف  والقادر على جعلنا نشعر بالأمان وبراحة البال. كذلك، نبحث عن الشخص الذي نستطيع أن نتشارك الحياة معه، بأفراحها وأحزانها. البخل صفة سيئة، ومن الصعب التعايش مع إنسان بخيل، فهو لن يكون كريماً بمشاعره.

ماذا بدلت فيك النجوميّة؟

زادت ثقتي بنفسي، وجعلتني أثق بقدراتي أكثر من قبل، كما دفعتني إلى التعبير عن آرائي بمنتهى الصراحة، كما زودتني بقوة داخلية كبيرة لأتصدى لكل الصعاب، ولأتمكّن من تحمل الضغوطات.

إلى أي مدى الموضة مهمة بالنسبة إليك؟ ومن هم المصمّمون المفضّلون لديك؟

هي مهمة، إنما لا أوليها اهتماماً زائداً. أتابع ما هو رائج، وأفضل اعتماد ما يتماشى مع شخصيتي.

أما المصممين المفضلين لدي، فيأتي في مقدمتهم المصممون اللبنانيون الذين أعتز بهم وهم من أنجحهم، كما يتمتعون بذوق رفيع.

التصوير: Jeremy Zaessinger

ساعد في التصوير: Kader Bennacer وQuentin Chamard Bois

التنسيق: Amine Jreissaty

تصفيف الشعر: Audrey Lambert لدى B-Agency

المكياج: Meyloo لدى B-Agency

الحوار: نيكولا عازار

شكر خاصّ لـ Pin-Up Studios

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث