وهل من أمر أهمّ من العطاء في شهر رمضان؟

يُشكّل العطاء ودعم الفقراء جزءاً أساسيّاً من شهر رمضان المبارك. فمن المهمّ أن تقوم النساء خلال هذا الشهر الفضيل بتعليم أطفالهن عن أهميّة الصدقة وجعل فعل العطاء جزء من روتينهم المعتادة. هناك طرق مختلفة للرعاية والمساعدة والعطاء وقد اختارت ماري كلير العربية إلقاء الضوء على بعض الجمعيّات التي ترعى الأطفال المحرومين لأنّ كل طفل يستحق أن ينمو مع الحب والرعاية والأمن.

وفيما يلي القسم الأوّل من مقابلة قُمنا بها مع طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي لـ"دبي العطاء". سنتعرّف في هذا القسم على نشاطات هذه المؤسّسة الخيريّة كيفيّة عملها وتقديمها يد العوْن للأطفال.

اقرئي أيضاً: اتّبعي نظاماً‭ ‬صحيّاً‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬

  • أنتم مؤسسة إنسانية عالمية مقرّها في الإمارات العربية المتحدة، وقد أطلقتم بنجاح برامج تعليمية تصل إلى أكثر من 18 مليون مستفيد في 57 بلداً نامياً، هل يمكنك أن تقدم لنا وصفاً لعمل مؤسستكم؟

دبي العطاء، هي جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أطلقها سموه في عام 2007، ويرتكز عملنا على توفير التعليم السليم للأطفال والشباب في البلدان النامية. وتؤدي دبي العطاء دوراً رئيسياً في المساعدة على تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والذي يهدف إلى ضمان توفير تعليم شامل وسليم للجميع وتعزيز التعلم مدى الحياة بحلول عام 2030. وتقوم المؤسسة بذلك من خلال دعم برامج تنمية الطفولة المبكرة والحصول على التعليم الأساسي والثانوي السليم، والتعليم الشامل بما يضمن حق الفتيات والأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة على حصولهم على التعليم إلى جانب التدريب التقني والمهني وتدريب الشباب، وكذلك التركيز بشكل خاص على التعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة.

وفي إطار التزامها بتحقيق الهدف الرابع من أهداف الأمم المتحدة ومعالجة القصور المزمن في برامج التعليم في البلدان، قامت دبي العطاء حتى نهاية عام 2018 ببناء وتجديد 2,029 فصل دراسي ومدرسة، إلى جانب تدريب 118,873 معلم، وتوفير 782 بئراً للمياه ومصادر مياه صالحة للشرب، وتشييد 6,055 دورة مياه في المدارس، وتوفير وجبات غذائية مدرسية لــ484,490 طفل، وتأسيس 7,206 جمعية لأولياء الأمور والمعلمين، ووقاية أكثر من 34.4 مليون طفل من الإصابة بالديدان المعوية من خلال الأنشطة المعنية بمكافحة الإصابة بالمرض ضمن برامج قائمة بذاتها وبرامج وطنية. نحن فخورون بتحقيق هذه الإنجازات والتي ساهمت في في توفير برامج تعليمية لأكثر من 18 مليون مستفيد في 57 بلد نام.

  • كيف تقدمون يد العون للأطفال الذين تشملهم برامجكم؟

يبدأ عملنا بتحديد أسباب عدم حصول الأطفال والشباب على التعليم السليم في البلدان النامية ومن ثم العمل على معالجة المشكلة من جذورها مهما كانت، وذلك من خلال تطبيق برامج متكاملة تستهدف الأسباب الأساسية التي تحول دون التحاق الأطفال والشباب بالمدرسة. وعندما يتم تحديد الحاجة في البلد المستفيد، تقوم دبي العطاء بتطوير برامج قائمة على الأدلة والبحوث، وتحديد الميزانية وفقاً للشراكة مع الشريك المنفذ وتماشياً مع استراتيجية وزارة التربية والتعليم للبلد. ويقوم فريق عمل خاص بدبي العطاء بزيارات ميدانية لمتابعة البرامج والاشراف عليها والحرص على تنفيذها وفق المعايير المتفق عليها.

وبعد تنفيذ البرامج بنجاح، تعمل دبي العطاء على تحفيز صانعي السياسات في البلد المستفيد والمضي قدماً بالبرنامج والتوسع به وترسيخ المناهج في الاستراتيجيات التعليمية للحكومات المحلية، بالإضافة الى دعوة المجتمع الدولي والمانحين للمساهمة في اعتماد المنهجية وتوسعة نطاق البرنامج على الصعيد الوطني أو الإقليمي.

اقرئي أيضاً: تجربة ثقافيّة ممتعة تنتظرك في متحف Louvre في أبوظبي في شهر رمضان

  • ما هي الأنشطة التي تقيمونها في الإمارات أو دول الخليج عموماً؟ وهل يشارك الشباب والنساء الإمارتيين في البرامج التطوعية التي تطلقونها؟

تقوم دبي العطاء في الإمارات باشراك المجتمع المحلي، لاسيما فئة الشباب، ضمن سلسلة من المبادرات التطوعية ومبادرات إشراك المجتمع ومبادرات جمع التبرعات بما يتماشى مع التزاماتها العالمية. بدأت رحلتنا مع التطوع في عام 2008، عدة أشهر عقب إطلاق المؤسسة في عام 2007، حيث قمنا بإطلاق مبادرتين تطوعتين تحت عنوان "التطوع في الإمارات" والتطوع حول العالم".

تُعد مبادرة التطوع في الإمارات مبادرة تطوعية محلية، يشارك فيها حوالي 100 متطوع في كل دورة . إن الهدف من هذه المبادرة هو إشراك أفراد مجتمع الإمارات على مدار العام للتبرع وقتهم لدعم التعليم. تشتمل المبادرة على دورات مختلفة مثل إشراك المتطوعين في تحسين بيئة التعلم في المدارس الغير ربحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وحزم حقائب مدرسية يتم توزيعها على الأطفال المحتاجين على المستوى المحلي أو العالمي، وإشراك المتطوعين لدعم الأطفال من أصحاب الهمم عن طريق توفير الدعم في المراكز المخصصة، وإشراك المتطوعين في مخيمات الصيفية للأيتام والأطفال من العائلات المتعفّفة بهدف تعزيز قدراتهم التعليمية.. أما مبادرة التطوع حول العالم، ففهي عبارة عن مهمة تطوعية تستغرق أسبوعاً، يشارك فيها15 متطوعاً من أفراد المجتمع الإماراتي، حيث يسافرون إلى المجتمعات المحرومة في جميع أنحاء العالم، للمساعدة في بناء مدرسة للمجتمع المحلي. وشارك معنا منذ ذلك الحين إلى يومنا متطوعين كثر في كلا المبادرتين.

​أما فيما يخص مبادرات إشراك المجتمع، تقوم دبي العطاء كل عام بإشراك الآلاف من الداعمين، وعلى رأسهم الشباب، في مبادرتين رئيسيتين: المسيرة من أجل التعليم ومبادرة دبي العطاء للبحث عن الكنز. تعد مسيرة دبي العطاء من أجل التعليم، مسيرة سنوية رمزية لمسافة 3 كيلومترات تهدف لتسليط الضوء على أحد التحديات التي يواجهها الأطفال في الحصول على التعليم السليم في البلدان النامية، حيث يتعين عليهم المشي ما معدله ثلاثة كيلومترات كل يوم للوصول إلى المدرسة.

أما مبادرة دبي العطاء للبحث عن الكنز التي تم إطلاقها في 2018، فهي مبادرة تتيح لأفراد المجتمع الفرصة لإعادة إكتشاف وإحياء القيم الراسخة في الثقافة الإماراتية الغنية. وهي مبادرة متميزة بسبب المغامرة المُثيرة، والأسئلة المحفزة للتفكير، والسباق لإيجاد الجواب، والحصول على مكافآت مُغرية.

  • كيف يمكن لقرائنا التطوع وتقديم المساعدة؟

ندعو قراء المجلة للتسجيل في منصة متطوعين.إمارات ومنصة هيئة تنمية المجتمع. وعقب التسجيل يمكنهم تصفح المبادرات المتاحة والتسجيل في المبادرات التي يتختارونها. المنصات المذكورة هي المنصات الرسمية الوحيدة المستخدمة من قبل دبي العطاء لتسجيل المتطوعين. أما لمتابعة الإعلان عن التفاصيل المتعلقة بمبادرات المشاركة المجتمعية الخاصة بدبي العطاء، يمكنهم متابعة صفحة "دبي العطاء" على موقعنا على منصّات التواصل الإجتماعي.

اقرئي أيضاً: هكذا تحقّقين التوازن في خلال شهر رمضان

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث