أضرمت النّار في نفسها دفاعاً عن شغفها

أموتُ بالموسيقى الكلاسيكيّة، أموت بالتّزلج، أموت بالرّسم... عبارة نستعملها للتّعبيرعن شغفنا الكبير بهواية معيّنة. ولكن هل تخيّلنا يوماً أن تصبح هذه العبارة حقيقة فنموت من أجل شغفنا؟ ليس بعيداً جدّاً عن محيطنا، تحقّقت هذه العبارة المجازيّة مع إضرام الشّابة الإيرانيّة سحر خدياري النّار في نفسها دفاعاً عن شغفها بكرة القدم في وجه التمييز الجندري.

في حين يُحظّر منذ العام 1981 حتّى اليوم ارتياد النّساء ملاعب كرة القدم في إيران ويؤدّي محاولة دخولهنّ إليها إلى الملاحقة القانونيّة، وجدت خدياري في تنكّرها بزيّ رجل وسيلةً تساعدها لحضورمباراة رياضتها المفضّلة في مارس الماضي. إلاّ أنّ السّلطات الإيرانيّة كشفت أمرسحر، المعروفة على وسائل التّواصل الإجتماعي بالفتاة الزّرقاء نسبةً للون قميص فريقها الرياضي المفضّل، واعتقلتها لمدّة ثلاث أيّام قبل أن تخرج بكفالة. وخلال متابعتها للقضيّة وجدت خدياري نفسها الأسبوع الماضي أمام الملاحقة القانونيّة مع احتمال معاقبتها بالسّجن لمدّة تصل إلى سنتيْن.عندئذٍ أضرمت الفتاة الشّغوفة النّار في نفسها أمام المحكمة احتجاجاً على هذه العقوبة المحتملة، ما أدّى إلى حرق 90% من جسدها وفارقت الحياة بعد فترة وجيزة.

وقد أدّى هذا الحادث إلى صدمة دوليّة كبيرة ضجّ بها العالم بأسره. فعبّرت شخصيّات رياضيّة وحقوقيّة عالميّة مختلفة عن إدانتها لما آلت إليه قضيّة خدياري من نهاية مأساويّة، مطالبةً بوضع حدّ لهذا التمييزالجندري الحاصل بحقّ النّساء.

ما فعلته سحر يتطلّب شجاعة وجرأة وقوّة. نعم قد تبدو النّهاية مأساويّة، إلاّ إنّ روحها المتحرّرة تُحلّق الآن فوق ملاعب كرة القدم وتُشاهد ما يحلو لها من مباريات.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث