Reem Bint Mansour al Saud: أركّز على تطوير المرأة على الصعيد الشخصيّ والمهنيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ

تُعدّ الدكتورة ريم بنت منصور‎ آل سعود أخصائيّة في تطوير المرأة وخبيرة في التنمية المستدامة لدى الأمم المتّحدة. وهي تقترح برنامجاً شاملاً يُعالج الأسباب الجذريّة التي تُعيق التنمية. فبنظرها، لا يقتصر دور التمكين على دعم رفاهيّة المرأة فحسب. لنتعرّف سويّةً في هذه المقابلة على هذه المرأة السعوديّة الرائدة وعلى طروحاتها التي تعزّز دور النساء الفعّال والناشط في المجتمع.

اقرئي أيضاً: عندما تساعد جمعيّة خيريّة ضحايا العنف حول العالم على المضي قدماً في حياتهنّ

تُعدّين أخصائيّة في تطوير المرأة وخبيرة في التنمية المستدامة لدى الأمم المتّحدة، ما هي التّحديات التي واجهتها في مسيرتك المهنيّة حتّى الآن؟

يكمن التحدّي الذي لا زلنا نواجهه للأسف في ضرورة إثبات أنّ تطوير المرأة هو عامل رئيس لتحقيق التنمية المستدامة. ولضمان مستقبل مستدام ومزدهر للشعوب وللأرض التي نعيش عليها، يجب أن يتجلّى إشراك النساء بصورة متساوية في مسار التطوير بشكل واضح. كذلك، لا يزال دور المرأة مهمّشاً بشكل كبير ويُستهان بالمزايا الطويلة الأمد ذات الصلة بإشراك النساء في مسار التطوير هذا. والأمر الجدير بالذكر هو أنّ الأدوار التي تؤدّيها المرأة كحوافز للتطوير وكمتلقّيات متساوية للحقوق الاجتماعية والاقتصاديّة في آن واحد بعيدة كلّ البعد عن المرحلة التي ينبغي أن تكون فيها. لذلك، أركّزعلى تطوير المرأة على الصعيد الشخصي والمهني والاجتماعي والاقتصادي.

تقترحين برنامجاً شاملاً يأخذ في الاعتبار القيم والأهداف التي اعتُمدت عالميّاً والواردة في خطّة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، هل لكِ أن تُخبرينا المزيد عنه؟

من الممكن أن تؤدّي إتاحة فرص متكافئة للأفراد إلى زيادة النمو الاقتصاديّ والتنمية، فبالتالي هذا حلٌّ يعود بالنفع لكافّة الأطراف. ومن الملحّ جدّاً أن نضع منظوراً يراعي الوعي حول مسائل الجندر والرفاه لتحسين حياة النساء على وجه الخصوص، على الصعيدين الشخصيّ والمهنيّ، فتشكّل بالتالي حافزاً للتنمية المستدامة للبشرية بأسرها. وتعالج الأهداف اﻟ17 من الخطة الأسباب الجذريّة التي تعيق التنمية ومنها الصّحة وفرص العمل المتكافئة. فلهذه الغاية، يتطّلب تحسين تطوير المرأة التطرق إلى العوامل المنهجيّة التي تمنع النساء من أن تُستغلّ كامل قدراتهّن. وتجدرالإشارة إلى أنّ عدد كبير من هذه العوامل تتعلّق بالصحة وبتوفير الرعاية الصحيّة، فالرفاه يرتبط بشكل أساسيّ بالعدل والمساواة.

تقدّم السلطات السعوديّة اليوم دعماً كبيراً للنساء. لكن بالمقابل، كيف يُمكن أن تعزّز النساء برأيك دورهنّ الفعّال والنّاشط في المجتمع؟

على النساء حول العالم أن يتبعنَ نهجاً شاملاً في حياتهّن. فإن أردتِ أنت أن تؤدّي دوراً فعّالاً في المجتمع، ينبغي عليك أن تنادي باحتياجاتك بصورة فعّالة في البيت ومكان العمل معاً. كذلك، على النساء أن يطالبنَ بتكافؤ فرصهنّ في حياتهنّ الشخصيّة والمهنيّة. ولهذه الغاية، يجب عليهنَ أن يطلبنَ الدعم من أسواق العمل من خلال سياسات لتطويرهنَ اقتصادياً واجتماعياً. إذ إنّهن لا يزلنَ، في بلدان عدّة ولاسيّما في العالم العربي، يقدمنَ الرعاية بشكل أساسيّ في البيت كما أنهنّ يتحمّلن­­ أعباء العناية بالمنزل والعمل سواء كان بدوام كامل أو جزئي، أو بشكل رسمي أو غير رسمي.

وغالباً ما يركّز سوق العمل على نتائج العمل الفوريّة والمؤاتية، ما يؤثّر في رفاه النساء وصحّتهنّ. فيتنبّه الآخرون إلى وضع النساء الصحيّ فحسب عندما يُرهقنَ فتظهرعلى وجههنّ ملامح هذا الإرهاق وتُعيق عملهنّ. فعادةً ما يُعالج هذا الوضع بدلاً من أن يُمنع حدوثه أساساً. إذاً، لن يطرأ أيّ تغيير إلاً إذا التزمت النساء بالمناداة بسياسات تدعم تطويرهنَ الشامل.

اقرئي أيضاً: Farrah El Dibany: على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التّحديات‭ ‬التي‭ ‬أواجهها‭ ‬كوني‭ ‬مغنيّة‭ ‬أوبرا‭ ‬عربيّة‭ ‬تنافس‭ ‬مغنّيات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬إلّا‭ ‬أنّ‭ ‬الأمر‭ ‬مكافئ‭ ‬
 كيف تستطيع المرأة برأيك أن تتقدّم في مسيرتها المهنيّة مع مراعاة التّقاليد واحترام العادات؟

تطوّرت التقاليد بتقدّم المجتمع على امتداد القرون. فركّزت على إدخال عوامل اجتماعيّة واقتصاديّة وبيئيّة، كجزء من خطّة الأمم المتّحدة للتنمية المستدامة لعام 2030. فيلعب إشراك الشباب في هذه الأهداف دوراً غاية في الأهميّة لاستدامة الأرض على المدى البعيد. ودائماً ما يبدأ التقدّم في هذا المجال مع التربية والتوعية لضمان تكافؤ الفرص لكلّ البشريّة. ومن المهمّ أن يتعاون الرجال والنساء معاً لضمان تحقيق هذه الأهداف لتأمين تنمية مستدامة ومستقبل مزدهر للجميع. فهذه الأهداف عالميّة ومعتمدة من قبل جميع البلدان لضمان الحماية من التمييز في كافة أنحاء العالم.   

لقد تخرّجت من جامعة أكسفورد كما تلقّيت تدريباً في جامعة هارفرد في مجال السياسات العامّة. فما هي التحديات التي واجهتها في خلال فترة الدراسة كونك امرأة عربيّة؟

يُستخفّ بقدرات النساء في أرجاء كثيرة من العالم ويقيّمنَ بأقل ممّا يستحقنَ بغضّ النظر عن أصلهنّ. وتبيّن لي من خلال الدراسات التي أجريتها وعملي في الأمم المتّحدة أنّ جميع نساء العالم يتشاركن الأحلام عينها. فعليهنّ إذاً أن يندفعنَ لإحداث تغيير إيجابيّ في مجتمعاتهنَ.

إضافةً إلى ذلك، تبذل النساء جهوداً لتحقيق تنميتهنّ الذاتيّة ولتحسين مهاراتهنّ بغية المساهمة في المجتمع. غير أنّ ينطوي مسار النمو على تحدّيات. فعليكِ التركيز على أهدافك وألّا تدعي هذه التحديات تعيق تقدمّك.

أدّى عملك في البلدان النامية مع النساء والشباب المحرومين إلى تطوير قدراتهم ليصبحوا من عناصر التغيير في مجتمعاتهم المحليّة، فما هي نصيحتك للمرأة العربيّة من أجل السعي وراء أحلامها؟

أودُّ أن أقول لكلّ امرأة أن تثق بنفسها وبقدراتها وألا تدع الشك يهزمها. فعندما تتّخذ النساء مبادرات، يدهجأولويّات مختلفة للمجتمع. وينبغي على المجتمع أن يغيّر عدداً من أولوياته، أكثر من أيّ وقت سبق، وأن يحثّ النساء على رفع أصواتهنَ وذلك لإحداث تغيرات إيجابيّة.

كونك امرأة سعوديّة، كيف تساهمين في تحقيق رؤية المملكة العربيّة السعوديّة 2030 وفي جعل المملكة نموذجاً رائداً على كلّ الأصعدة؟

تجعل رؤية المملكة العربيّة 2030 من خطّة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 مصدرَ إلهامها. وناقشتُ هذه الخطّة باسم المملكة العربيّة السعودية قبل اعتمادها. فهي تركّز على التنمية المستدامة من خلال إدخال عناصر اجتماعيّة واقتصاديّة وبيئيّة. كذلك، حشدتُ عدد من الكيانات الحكوميّة السعوديّة لتشارك في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بطريقة تتطابق مع رؤية المملكة العربيّة 2030. وشمل ذلك استحداث مسار شامل ضمَّ جميع الوزارات ذات الصلة والأطراف المعنيّة الأخرى بمن فيهم القطاع الخاص والشباب والمجتمع المدني.

اقرئي أيضاً: عندما ترتقي المرأة بالساحة الفنّيّة في الخليج العربي

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث