لقاء خاص مع أيقونة الموضة إنجي شلهوب

إنّها المصمّمة إنجي شلهوب التي تجسّد قصّة نجاح حقيقيّة للمرأة في القرن الحالي، فهي تجمع بين النجاح الفنّي والإبداعيّ من جهة، وذلك الماديّ، من جهة أخرى. استطاعت أن تبني لنفسها إمبراطوريتها الخاصّة، وذلك بالرغم من كلّ الصعوبات والعراقيل التي اعترضت طريقها. وبعد إنشائها مجموعة Etoile Group، أصبحت إنجي شلهوب نجمة ساطعة في سماء الموضة في الشرق الأوسط بلا منازع، وواحدة من أقوى 100 امرأة عربية. وما من شك في أن خلف كلّ تلك النجاحات والإنجازات الرائعة امرأة عظيمة...

حوار: ديالا مكي

إنّه شهرالحبّ وحبّك للموضة والأزياء هو الذي دفعك إلى تحقيق حلمك هل لك أن تخبريناعن بداياتك؟

اكتشفت حبّي للموضة منذ الطفولة، وتحديداً في سن التاسعة، وذلك عندما كنت أجمع الدمى وأصمّم لها الملابس وأهتمّ بها... وفي ذلك الوقت لم يكن كلّ شيء متوفّراً لنا كما هي الحال اليوم. لذا كنت أصنع منزل الدمى بنفسي وأبتكر كلّ ملابسها. كانت تلك هوايتي منذ الطفولة، وعندما كبرت أصبحت والدتي هي مرشدتي ومثالي الأعلى. كانت امرأة جميلة وأنيقة وشبّهها الجميع بالنجمة Liz Taylor. فلطالما أطلّت بكامل أناقتها وبأبهى حلّة. وهكذا أصبحت والدتي قدوتي ومثالي الأعلى وملهمتي. ولاحقاً خلال دراستي في باريس، كانت تأتي من أجل المعارض، واعتادت أن تصحبني معها لاختيار التصاميم من أجل متجر ملابس الأطفال الذي كانت تمتلكه آنذاك. أمّا أهمّ نصيحة أسدتها لي فهي أن أجرّب دائماً التصاميم لأتحسّس القماش وأشعر به. وقمت لاحقاً بالتعامل مع دار Chanel العالميّة وافتتحت أوّل متجر Chanel في المنطقة، وهكذا كانت البداية...

كنت شابّة في العشرينات من عمرك وتقومين بالتفاوض مع أهمّ دور الأزياء. ماهي التحديات التي واجهتك آنذاك لاسيما أنّك امرأة عربية؟

لم نرَ حينذاك الكثير من النساء في هذا المجال حتى في أوروبا على الرغم من كونه يتعلق بالموضة وبأزياء النساء. لذا كان عليّ أن أتعامل مع الكثير من الرجال في مناصب الإدارة، وأن أتفاوض وأوقّع العقود معهم. ولم يكن الأمر سهلاً، إذ كان عليّ أن أظهر لهم دائماً بأنّني قادرة على مناقشة الأعمال معهم بالرغم من أنّني امرأة.

وراء كلّ امرأة ناجحة فريق دعم. وبالنسبة إليك والدتك دعمتك  وكذلك فعل زوجك ولاحقاً أولادك. كيف يمكن أن يساهم الرجل في تمكين المرأة في هذا المجال برأيك؟

كنت فعلاً محظوظة لأنّ زوجي دعمني وتفهّمني وشجّعني دائماً. وأنا بطبعي طموحة ولا أتوقّف عن العمل حتى أنّني لم أنل قسطاً من الراحة بعد إنجابي لولدَي. غير أنه وفي ظلّ كلّ الرحلات التي قمت بها من أجل العمل كان زوجي يدعمني طوال الوقت. فقد افتتحت أوّلاً متجر Chanel، ومن ثمّ تبعه متاجر أخرى. وفي البداية، وقبل وفاة والدتي، كنّا نعمل بمفردنا ونهتمّ بكلّ جوانب العمل. ثمّ تولت هي سوق الكويت، بينما اهتممت أنا بسوق دبي، ولحقه بعدها سوق السعودية وقطر، وهكذا تطوّر العمل. وعندما توفيت فجأة، كانت تلك بمثابة صدمة عاطفية كبيرة بالنسبة إلي. فهي كانت شريكتي وصديقتي ووالدتي. لذا كان عليّ أن أسيطر على نفسي وأن أعيد تنظيم حياتي بسرعة. وأذكر أنّني بعد موتها وبينما كنت على متن الطائرة عائدة من لندن، سقطت وفقدت وعيي بسبب التعب والإرهاق من العمل بمفردي من أجل أسبوع الموضة، حتى أنني لم أحظَ بالوقت لكي أحزن على أمّي!

كيف نجحت في التنسيق بين دورك كزوجة وأم وسيدة أعمال ومصمّمة؟

أظنّ أن على المرأة أن تهتمّ بنفسها قبل كلّ شيء، ولا سيما إن كانت أمّاً... يجب أن تحبّ نفسها قبل أن تهب الحبّ للآخرين، ذلك لأنّها تحظى بأهمية بالغة وتؤدّي دوراً أساسياً. وبالتالي على المرأة أن تهتمّ بزوجها وأولادها لاحقاً وتمنحهم حبّها وعاطفتها وحنانها. أمّا بالنسبة إلى العمل، فلكلّ منّا عمله ووظيفته وطريقته، لكن كلّ امرأة هي سيدة أعمال سواء أكانت تمتلك مؤسّسة أم تدير منزلها وعائلتها. وكلّ امرأة لديها قدرة على الإبداع وتترجم ذلك بطرق عدة ومختلفة. لكن لا يمكننا أن نهتم بالعمل على حساب العائلة أو العكس. فهذا هو دور المرأة، وعليها أن تقسّم حياتها وتنظّمها، وذلك لكي  تتمكّن من التنسيق بين العمل والاهتمام بالزوج والأولاد.

بصفتك مصمّمة كيف تساهمين في تمكين المرأة من خلال تصاميمك؟

من خلال تصاميمي، أريد المرأة أن تؤمن بنفسها وبقدراتها، وألّا تشعر بأنّها أقلّ شأناً من غيرها. فمن خلال ابتكاراتي وإنجازاتي أريد أن تثق المرأة بنفسها وبالطاقة التي تتمتّع بها، وذلك لكي تكون قدوة لغيرها في المجتمع. فهي قادرة على تغيير العالم، ولكلّ امرأة هدفها في الحياة ودورها الذي تؤدّيه في المجتمع، حتى لو لم تكن تدرك أحياناً مدى أهميّته.

ما هي النصيحة التي تسدينها لكلّ مصمّمة ترغب في تأسيس علامتها التجارية الخاصّة؟

لا بد لها أن تعرف أوّلاً أنّ العالم شديد القسوة، ويجب أن تكون جاهزة للمواجهة وألّا تخشى الانتقاد، بل عليها تقبّله والاستفادة منه. كما أنّها ستحتاج حتماً إلى دعم خاص من قبل عائلتها وأقاربها. فمن جهتي، أظنّ أنّني ما كنت لأصل إلى ما أنا عليه اليوم لولا عائلتي ووقوفها الدائم إلى جانبي. لذا ثابري وآمني بنفسك واكسبي ثقة عائلتك ودعمها لك.

وأخيراً بما أنّ هذا العدد مخصص للحبّ ما أهميّة الحبّ بالنسبة إليك؟

الحبّ مهمّ وأساسي، وأنا محاطة بالحب من حولي، سواء أتمثل ذلك في حبّ الأصدقاء، أم الزملاء في العمل، أو في حبّ العائلة. والحبّ هو العطاء والحنان الذي تمنحه المرأة من دون مقابل. وأنا محظوظة جداً لأنني أحصل بالمقابل على الكثير من الحبّ أيضاً. والمرأة محبّة وحنونة، بطبعها، كما وتستحقّ الاهتمام والانتباه. ومن دون الحبّ ما من إنجاز أو عمل ناجح، ولا سيما بالنسبة إلى المرأة. وقد يبدو العالم قاسياً أحياناً فلم يكن المجتمع دائماً منصفاً للمرأة، لكنّنا تطوّرنا، وبفعل هذا التطور حظيت المرأة بمكانة تليق بها، وأضحى الجميع يحترمها ويقدرّها تماماً كما تستحقّ.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث