رائدتا الأعمال اللبنانيّتان مينا وكارين تتحدثان عن إعادة البيع الفاخرة والنجاة من انفجار بيروت
- 14.11.2020
- إعداد: جيسيكا بنّي
إنّه أحد أشهر مواقع إعادة بيع القطع الفاخرة في الشرق الأوسط ووراءه امرأتين خارقتين هما أمّهات ورائدات أعمال في آنٍ معاً. تأسّست منصة Garage Luxe في العام 2013، وهي عبارة عن موقع إلكتروني لإعادة بيع المنتجات الفاخرة، ولد على يد مينا عبد الحسين Mina Abdul Hussein وكارين ضاهر Carine Daher. ويهدف مفهومه إلى إعادة إحياء القطع القيّمة مع ضمان خدمة عالية الجودة، والتركيز على تزويدك بمنتجات عصريّة ورائجة من علامات أيقونيّة يجري الإشراف عليها بشكل جيد.
ولكنّ العنصر المبدّل في الحبكة حصل في الرابع من آب (أغسطس) في بيروت، حيث تضرّر مكتب مينا وكارين وأعمالهما التجاريّة.
غير أنّهما عملتا إلى جانب الفريق للنهوض معاً، وتعملان حاليّاً على إعادة إنشاء ما دمّره انفجار بيروت. تعرّفي إليهما واستلهمي من قصتهما فيما تتحدثان إلى ماري كلير العربيّة حول كلّ الأمور، بدءًا من أهميّة إعادة البيع وصولاً إلى التغلب على الصدمات التي تفرضها بلادهما والنجاة.
- من هي مينا وكارين خارج العمل؟ وما نقاط القوة والضعف لدى كلّ منهما؟
إنّ مينا خارج أوقات العمل امرأة تسعى للإبداع والابتكار والاستلهام من مختلف جوانب حياتها اليوميّة. إنّها حريصة دائماً على التعلّم والتطوّر، تحب الموسيقى والتصميم واللياقة البدنيّة. أمّا شغفها المكتشف حديثاً فهو نحت الفخار. هي أم لطفلين، هما ليا Lea بعمر 11 عاماً وحسّان Hassan بعمر 9 سنوات، وتعمل على التوفيق وتحقيق التوازن في حياتها بين الأمومة وريادة الأعمال.
من جهة كارين، هي أيضاً أم لفتاتين إلى جانب دورها في ريادة الأعمال، وبالتالي فإنّ معظم حياتها اليوميّة تدور حول تعدّد المهام. وخارج العمل، هي مُمارسة مخلصة لليوغا وطالبة روحيّة وعاشقة للطبيعة وقارئة متعطّشة. إنّها هادئة ومتوازنة، تحب تعلّم مهارات جديدة وتتحدى نفسها باستمرار.
من خلال شراكتهما وصداقتهما، تكمّلان بعضهما البعض في نقاط ضعفهما وقوّتهما، من خلال تبادل وجهات النظر والآراء المختلفة، وقدرتهما على اتخاذ قرارات واعية معاً.
- كيف تصفان Garage Luxe قبل انفجار بيروت وبعده؟
قبل انفجار بيروت، كانت منصة Garage Luxe قد بدأت في الانتعاش بعد تباطؤ الاقتصاد بسبب كورونا، وكانت تعيد تنشيط خطط النمو الإقليميّة. وبطبيعة الحال، أثّر الانفجار علينا بشكل مباشر، إذ تقع مكاتبنا في المنطقة الوسطى القريبة جداً من المرفأ. لذا بعد الانفجار، استغرقنا بعض الوقت لننهض ونستعيد نشاطنا. وتعيّن علينا الانتقال إلى موقع مؤقت وإدارة العمل اليومي من هناك ، ولكن سرعان ما سننتقل إلى موقع جديد لنا.
وصحيح أنّه كان عاماً مليئاً بالتحديات للجميع، إلّا أنّنا لا نستسلم، فنحن نؤمن أكثر من أيّ وقت مضى بأعمالنا وإمكاناتها على النمو، ونحن ملتزمون بمواصلة خدمة مجتمعنا بأفضل طريقة ممكنة.
- ما كان الجزء الأكثر صعوبة في النهوض مجدداً بعد انفجار بيروت؟
في تلك المرحلة بعد الانفجار، تمثّل الجزء الأكثر تحديّاً في تعديل عقليّتنا إلى التفكير بإيجابيّة، واستعادة أملنا وعزمنا لنكون قادرين على المضي قدماً بالرغم من كلّ التحديات اليوميّة. ولم يكن من السهل القيام بالتخطيط المسبق مع كلّ الأمور المجهولة المحيطة بنا على الكثير من المستويات، ولكنّنا واصلنا مسارنا وتقدّمنا على الرغم من كلّ ذلك.
- كيف أثّر الوباء على مبيعاتكما ونموذج عملكما؟
مع تسبّب الوباء بإغلاق معظم منافذ الاقتصاد، شعر المستهلكون بأنّ أموالهم قد تتقلّص وتتبدّل قيمتها. بما يذكّرنا بالأزمة الماليّة عامَي 2008-2009 حينما حصل الأمر نفسه. والنتيجة أنّ المتسوقون المهتمون بالاستدامة والذين يبحثون عن الصفقات يتخلّون بشكل متزايد عن شراء الملابس جديدة مقابل ابتياع قطع مُعاد بيعها، وبالتأكيد ثمة بعض المستهلكين الذين يتسوقون قطعاً مستعملة للمرة الأولى في خلال فترة الوباء. إذاً لا شكّ في أنّه ثمة اضطرابات كبيرة، وتغيّرات جذريّة، وتجارب جديدة، فالعالم مقلوب رأساً على عقب.
فضلاً عن كلّ ذلك، زاد تدفّق السلع الفاخرة إلى سوق إعادة البيع أيضاً، حيث قام المستهلكون العالقون في المنزل بتنظيف خزائنهم وبيع ما لم يعودوا يريدونه. إذاً بالنسبة إلى إعادة البيع، فقد سّرعت الأزمة ما كان سيصبح واقعاً فعليّاً في خلال السنوات القليلة المقبلة.
- بعد أن بدأت Gucci وغيرها من العلامات التجاريّة الفاخرة في إعادة البيع، هل تزداد المنافسة الآن؟ ما وجهة نظركما حول هذا الأمر؟
إنّ انضمام Gucci والعلامات التجاريّة الفاخرة الأخرى إلى حركة إعادة البيع يثبت ويعزز الفوائد والحاجة إلى إطالة عمر السلع الفاخرة. فبينما يكتسبون زبائن جددًا لسوق إعادة البيع ويساعدون على تجنّب الهدر، إنّهم يسهمون في الحصول على نهج مستدام تجاه البيئة مع إنشاء دورة من الفوائد للجميع. أمّا وجهات نظرنا حول ذلك فهي إيجابيّة جداً وواعدة، لأنّنا نرحب بشدة بهذه الخطوة بدلاً من رؤيتها على أنّها منافسة، إذ إنّها تخلق الوعي وتسلط الضوء على أهميّة سوق إعادة البيع، وقد حان الوقت لتبني العلامات التجاريّة الكبرى مثل Gucci وغيرها نموذج العمل هذا.
فمن خلال اعتماد نموذج إعادة البيع في العمل، تصبح الموضة صالحة لكلّ الأزمان بدلاً من أن تتمثّل فقط بمجموعات دوريّة تمسي قديمة.
- ما الذي تعملان عليه حاليّاً؟ ما الخطوة التاليّة بالنسبة إلى Garage Luxe؟
نعمل الآن على افتتاح صالة العرض والمكتب الجديدين بمظهر راقٍ وعنوان ساحر في قلب بيروت، لبداية جديدة في مستهل فصل الشتاء المقبل.
وفي الوقت نفسه، لدينا خطط للتوسّع في المنطقة، إذ لا تزال ثمة الكثير من الإمكانات والفرص للنمو في السوق. ولذلك، نحن نبحث عن استثمارات أو شراكات استراتيجيّة ستمكّننا من المضي قدماً في ذلك.
- ما العلامة التجاريّة التي تسجّل أعلى نسبة مبيعات على موقعكما؟ وأيّ فئة أزياء هي الأكثر مبيعاً؟ كيف تريان هذا الأمر وتصفانه؟
لطالما كانت Chanel العلامة التجاريّة الأكثر مبيعاً لدينا. وتتنوّع الفئات التي نبيعها على Garage Luxe من الحقائب إلى الملابس والأحذية والإكسسوارات والمجوهرات والساعات. إنّما أكثرها مبيعاً هي الحقائب والملابس. والواقع أنّ الحقائب تباع كثيراً لأنّ الناس ينظرون إليها على أنّها قطع استثماريّة ولها قيمة إعادة بيع عادلة. بينما الملابس مطلوبة أيضاً لأنّ النساء يرغبن دائماً في التغيير ويعتمدن إطلالات مختلفة للمناسبات، ودائماً ما تكون أسعار الملابس المستعملة أقل بكثير من تلك الجديدة، ممّا يسمح للمرأة بارتداء الأزياء الفاخرة بأسعار معقولة جداً.
- هل يمكن أن ترويا لنا قصة أو ذكرى ممتعة حدثت معكما في خلال العمل؟
غالباً ما تحصل لنا مواقف مضحكة في العمل بسبب طبيعة عملنا.
ذات مرّة، سألتنا زبونة عن حقيبة نشرناها للتو على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا قائلةً إنّها أحبتها وكانت مهتمة بشرائها. ولكن عندما بحثنا عنها في نظامنا، اتضح أنّها حقيبتها وقد عرضتها للبيع منذ زمن ونسيت حتى أنّها امتلكتها.
ومرة أخرى، سألتنا زبونة عن حقيبة تخصّ صديقتها المقربّة، ولم تكن تعرف هي ذلك ولكن نحن فبلى. وبسبب سياسة الخصوصيّة الخاصة بنا لم نتمكن من إخبارها، ومع ذلك لم نرغب في أن تضع نفسها في ذلك الموقف، لذا كان علينا أن نبتكر عذراً آخر لنقول لها ألّا تشتريها.
- كيف تصفين الشراكة مع امرأة أخرى في عمل تجاريّ؟
عندما يكون ثمة نضج وتفاهم في الشراكة، سواء أكانت مع امرأة أخرى أو رجل آخر، يمكن أن تكون العلاقة قويّة وداعمة للغاية. وتتمثل مزايا الشراكة بين النساء في أنّه يمكنهنّ فهم بعضهن البعض بشكل أفضل والتواصل على مستوى أعمق. ولكن مع بعض النساء، يمكن أن يصبح الأمر تنافسيّاً وصعباً، إنّما لحسن الحظ لم نقع في هذا الفخ لأنّنا ندعم ونكمل بعضنا البعض دائماً.
- إذا كان موقع Garage Luxe شخصاً، فهل ستكون امرأة أم رجل؟ وكيف قد تصفانه؟
نحن نرى Garage Luxe كامرأة بلا شك. إنّها مبتكرة وذكيّة وقويّة وواثقة من نفسها وتتجرأ على أن تكون مختلفة. إنّها رائدة في مجال الموضة وتلهم الآخرين على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم.
اقرئي أيضاً: دار Azzi & Osta تنهض من تحت الرماد في مجموعة أزياء راقية مذهلة