Louis Vuitton والمسيرة الإبداعيّة لـJacques Cavallier-Belletrud

الإعداد: Farouk Chekoufi

"صنعنا هذا العطر بطريقة حديثة، وهو عزيز جداً على قلبي، لأنّني وضعت الكثير من الفرح والمشاعر الإيجابيّة في الزجاجة. وعندما ترتديه زوجتي أو بناتي أو صديقاتي يفوح برائحة حساسّة وأنيقة، ونلمس الرقيّ الآتي من أريج الزهور بصورة أساسيّة. فبطبيعة الحال، نحن نقدّم الزهور عندما نكون في حالة حبّ"... بهذه الكلمات وصف صانع العطور Jacques Cavallier-Belletrud ابتكاره الجديد Heures d’Absence. غوصي معنا في هذه المقابلة الحصريّة لمزيد من التفاصيل الشيّقة.

لدى نساء الشرق الأوسط شغف قويّ بالعطور. لماذا تضيف لمستك الشخصيّة عليهنّ؟

أفعل ذلك لأنّني شغوف بالعطور العربيّة. فالواقع أنّ العرب وتحديداً سكان الشرق الأوسط والهند هم مَن اخترعوا العطور. ولطالما أذهلتني الطريقة التي تستخدم بها النساء العطور وتتدّربنَ على تركيب طبقاتها ومزجها بذوق جميل، عند السفر إلى تلك البلدان وتقدير صناعة العطور المحليّة فيها. لذا فهنّ بالنسبة إليّ مصدر إلهام كبير.

هل يمكنك إخبارنا عن العملية الإبداعيّة لعطر Heures d’Absence؟

إنّ العملية الإبداعية بسيطة جداً في ما يتعلّق بهذا العطر، فهو بمثابة متعة إيجابيّة تتمحور حول الزهور. أمّا نقطة البداية لابتكار تركيبته، فتمثّلت في فكرة أنّنا نقدّم الزهور عندما نعيش حالة حبّ. وبالفعل، أردت تقديم الزهور من خلال هذا العطر، وهذا السبب في أنّه يتألّف من الزهور بشكل أساسي.

ما مصدر الوحي وراء العطر؟ وهل ثمّة إلهام معيّن لجأت إليه؟

هدفت إلى تجسيد جمال الطبيعة في الزجاجة، وانطلقت من رغبتي بعكس رقّة الأزهار الآتية من Grasse في العطر. وفي Louis Vuitton، إنّ الإلهام الأمثل هو العلامة التجاريّة نفسها وطريقة عملها وطبيعة الابتكار فيها بشكل عام. وهذا يعني أنّ الاتّجاه التي اتّبعته تمثّل بالاحتفاء بالحبّ والعواطف بطريقة عصريّة جدّاً.

هل من عمليّة ابتكار مشوّقة في ما يتعلّق بهذا العطر؟

نعم، إذ إنّ الابتكار ينبع من عمليّات الاستخلاص المميّزة التي نطبّقها على الياسمين والورد. حيث أنّنا نستخدم تكنولوجيا متطوّرة صديقة للبيئة لاستخراج ثاني أكسيد الكربون، ولا نستخدم المذيبات الأحفوريّة ولا نساهم بأي تلوث على الإطلاق في عمليّة استخراج الروائح من هذه الزهور.

بالإضافة إلى ذلك، لدينا بعض الابتكارات التقنيّة من حيث المواد الخام إلّا أنّنا نبقي بعضاً منها سرّاً في الوقت الحالي. وبصراحة، أخصّص المواد الخام في كثير من الأحيان، حتى إن كان ذلك لعطر واحد بهدف منع تقليده.

كم من الوقت تطلّبك ابتكار هذا العطر؟ وهل هي عمليّة طويلة؟

هذا العطر استغرقني سنتين ونصف من الوقت. ولا أعتبرها عمليّة طويلة بحيث أنّ العطور تتطلّبني سنة واحدة كحدّ أدنى وأربع أو خمس سنوات كحدّ أقصى لابتكارها. إنّما يعتمد الأمر على صعوبة التركيبة وعلى الحالة المزاجيّة وعلى اللحظة المناسبة طبعاً. فأحياناً يكون الوقت مبكراً جدّاً لعطر ما، وحينها يكون العطّار مخطئاً، إذ لن يفهم أحد ما فعله. لذا يروق لي أنه لديّ الوقت للتعديل في الصيغة وتقييم كلّ تعديل أجريه، وأرى هذا الأمر على أنّه رفاهيّة تامة بالمقارنة مع الكثير من زملائي في العالم.

كيف أنهيت هذا العطر؟ أي متى استطعت القول إنّه بات جاهزاً؟

يقول بيكاسو إنّ الابتكار قرار، لذا يجب أن نأخذ القرارات. وحالما نجري تعديلات على الفكرة التي تطلبت شهوراً من الابتكار، بمجرّد أن تبدأ في فقدان تميّزها وعبقها ومفهوم البداية الجديدة فيها، حينها نعلم أنّه علينا العودة إلى الفكرة التي أحبّها الجميع وأنّ ذاك هو الطريق الصحيح.

هل يمكن أن تخبرنا عن حياتك الإبداعيّة في غراس؟

إنّ الحياة الإبداعيّة هنا بمثابة هدية، لأنّنا في قلب الطبيعة، على مقربة من البحر والجبال ومدينة كان. وبالتالي تحيط بنا الكثير من حقول الزهور. وفي الصباح عندما أستيقظ، أرى خليج كان من غرفة نومي، مصحوبة بنور رائع وسماء زرقاء. لذا يدفعني هذا المشهد المذهل لأكون في المزاج المناسب للإبداع.

ثمّ أطوّر الأفكار في ذهني، وأكتب الصيغ الخاصّة بي ثمّ ننتج تلك التركيبات في ورشة العمل. وفي اليوم التالي، أعود لاكتشاف ما ابتكرته وأقيّمه. فإذا وجدته جيّداً، أرتديه أنا أم زوجتي، وبعد ذلك يمكنني انتقاده أو تعديله أو التخلّي عنه.

ما رؤيتك من حيث جمال الشرق الأوسط اليوم؟

بيني وبين الشرق الأوسط قصّة حبّ حقيقيّة. إذ إنّني أحبّ أناسه، وتلفتني قصّتهم وثقافتهم. ولطالما أعجبت بالممارسات التي تستخدمها شعوب الشرق وحبّهم للعطور الذي طوّروه منذ قرون، أي قبلنا بكثير. لذلك فأنا أتعلّم من الشرق الأوسط أكثر ممّا يتعلمه هو منّي.

فالحقيقة أنّه المنطقة الحقيقيّة للعطور، حيث يعود تاريخ صناعة العطور، القادمة من الهند عبر الشرق الأوسط، إلى قرون بعيدة، قبل فرنسا بكثير. وفي الواقع، نحن اخترعنا العطور الحديثة منذ أربعة قرون فحسب. فضلاً عن كلّ ذلك، أنا معجب بصناعة العطور في الشرق، لأنّ الناس يقدّرون العطور الجيّدة، وهم خبراء فيها بحقّ. فعندما أتناقش مع السيّدات أو الرجال في متجر Louis Vuitton هناك، يمكنني قضاء ساعات في التحدّث عمّا يحبّونه، حتّى أنّهم يقترحون أفكاراً رائعة. لذلك، أعتبر الشرق الأوسط مصدراً بارزاً للعواطف والإلهام بالتأكيد.

إنّ السفر موضوع قائم في جوهر Louis Vuitton، كيف تربط دائماً بين العطور والسفر؟

الرائع في العطور، وفي Louis Vuitton أيضاً، أنّ كلّ المواد الخام تأتي من جميع أنحاء العالم إلى Grasse. ومن خلال مزجها، تقوم برحلة إلى جميع أنحاء العالم مرّة أخرى في عطر الدار. لذا، فالرحلات تمثّل موضوعاً جوهريّاً فعلاً في العلامة، ويجسّد السفر جوهر العطور فعلاً. والرائع في Louis Vuitton أنّ العالم يأتي إليك، لا سيّما في غراس، حيث لدينا مكان مميّز أصنع العطور الخاصّة بي. لذا، يمكنني القول إنّني على الأرجح صانع عطور الأكثر حظّاً في العالم.

اقرئي أيضاً: كن ملكاً على نفسك

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث