كيفية عمل العلاج بالتبريد؟

 

فيما لا تزال المخاوف والتعليقات السلبيّة تترافق مع العلاج بالتبريد، يعطيه الكثيرون فرصاً ثانية بما أنّ المشاهير والرياضيّين يعتمدونه كروتين يوميّ. وفي حال اختبرتِ يوماً ما شعوراً كبيراً بالارتياح عندما لامست رأسك وسادة مثلّجة أو ذاب مكعّب ثلج على وجهك، فأنت في وسط عالم العلاج بالتبريد هذا. إذ له تأثير معاكس لتدفئة باطن بشرتك بدرجات حرارة منخفضة جدّاً، فتتقلّص المسام ويصعد الدم إلى سطح البشرة. وقد اتّضح أنّه يتخلّص من السموم ويحفّز الخلايا على الشفاء ويحسّن التدفّق اللمفاوي والدم.

إعداد Samra Ahmed

قمّة جبل الثلج

بينما تمّ استخدام العلاج بالتبريد في البداية لإصابات العضلات أو الالتهابات، إلّا أنّه يتوسّع اليوم لمعالجة المشاكل الخطيرة. فيشكّل حلّاً للأمراض التي تهدّد الحياة بما فيها سرطان العظام وعنق الرحم والكبد، حيث يجدّد الخلايا غير الطبيعيّة ويدمّرها داخل الجلد وخارجه على حدّ سواء. واتّضح أيضاً أنّ درجات الحرارة المنخفضة جدّاً المستخدمة في العلاج بالتبريد تقضي على سرطان الجلد في مراحله المبكرة، بما في ذلك سرطان الخلايا الحرشفيّة وسرطان الخلايا القاعدية. وإلى جانب استخدامه لعلاج هذه الأمراض، يخفّف من مشاكل الجلد الخارجيّة بما في ذلك الثآليل والبقع الداكنة، ممّا يزيد من مناعتك ومقاومتك للأمراض عن طريق تعريض جسمك لدرجات حرارة قصوى.

قاعدة الجبل الجليدي

كان العلاج بالتبريد يجذب الاهتمام مؤخراً مع تقدّم التقنيّات وتوجّه الناس نحو علاجات العناية بالبشرة القصوى. وفيما يوافق الكثير من الأطبّاء والمختصّين على فائدة العلاج بالثلج، إلّا أنّه لم يتمّ الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركيّة لأنّه ليس مجرّداً من المخاطر. فمن عضّات الصقيع وتلف الجلد الشديد والأطراف المتجمّدة، قد يتسبّب في نتائج سلبيّة إذا ما أجري بشكل متهوّر من دون طلب نصيحة طبيب. كما تفشل أحياناً أنواع معيّنة من البشرة في التكيّف مع درجات الحرارة المنخفضة، ممّا يتسبّب بظهور بثور وحروق من الدرجة الثالثة فيما يستعيد الجسم حرارته مجدّداً. وقد عانى الكثير من الأشخاص الإحساس بالوخز مع انخفاض درجات الحرارة في غرفة التبريد، لاسيّما من يخضع للعلاج للمرّة الأولى، فيمكن أن يكون قاسياً وخانقاً بما أنّ رأسك يبقى في الخارج بينما يكون جسمك في الداخل. وتماماً مثل السونا، يمكن أن يؤدّي العلاج بالتبريد إلى الإصابة بالجفاف، لذا من الأفضل ترطيب الجسم فور خروجك من الجلسة.

الفرق بين العلاج بالتبريد وحمّامات الثلج

لكن وبالرغم من المخاوف المتعلّقة بالعلاج بالتبريد، فإنّ الفوائد تفوق المخاطر بأشواط، ممّا يجعله إجراءً آمناً جداً للمحاولة. فيعالج عدداً هائلاً من الأمراض، بدءاً من الوقاية من الخرف والتخفيف من الاكتئاب والقلق وعلاج الصداع النصفي وفقدان الوزن. ويستمر العلاج لمدّة دقيقتين إلى 3 دقائق في الغرفة المبرّدة، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى 200-300 درجة فهرنهايت تحت الصفر. وبينما قد يبدو كلّ ذلك مقلقاً، فإنّ العلاج بالتبريد يتضمّن عادةً البرد الجاف، على عكس حمّام الثلج حيث يتمّ غمرك في الماء المتجمّد لفترة زمنيّة أطول. وبما أنّه لا يتمّ استخدام الماء في هذا العلاج، فإنّ الرطوبة التي تحفّز عضّات الصقيع أمر ثانويّ. كما أنّ المختصّ الذي يشرف على العلاج هذا سيعطيك جوارب طويلة وحذاء وقفازات لتجنّب قضمة الصقيع في البرد.

حمّامات الثلج

إذا كنت تبحثيبن عن أكثر من العلاج بالتبريد، فيمكنك دائماً اختيار حمّامات الثلج. تكون هذه علاجات عادةً إمّا للجسم بأكمله أو لجزء منه حيث يتمّ غمره بالماء المثلّج فتنقبض الأوعية الدمويّة. وقد اتّضح أنّ حمّام الثلج يساعد على شفاء التورّم والالتهاب بعد التمرين. وفيما قد تتشابه النتائج مع سبا العلاج بالتبريد العادي، إلّا أنّها أقوى وتدوم لفترة أطول. وفيما يعمل العلاج بالتبريد على مستوى السطح لتحسين حالة الجلد، فإنّ حمّامات الثلج تتغلغل بعمق في جسمك، وتعيد ضبط نظامك العصبيّ العام. كما أنّه من المعروف أنّها تزيد الإندورفين في الجسم. لكن بالرغم من ذلك، تبيّن أنّ العلاج بالتبريد أفضل من حمّامات الثلج لأنّه يستخدم الهواء الجافّ المبرّد لخفض درجات حرارة الجسم بينما تستخدم حمّامات الثلج الماء البارد الذي يمكن أن يتسبّب بتجمّد أنسجة العضلات وتوقّفها عن الحركة. 

 

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث