فيما تطوّر مفهوم شرب القهوة من عادة يومية إلى تعبير عن أسلوب حياة، أثّر كلّ من جيل الألفية، وجيل Z، ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل مختلف على القهوة كتجربة. حيث شهدنا مؤخّراً تحوّلاً في ثقافة القهوة. قهوتنا العربيّة مميّزة جدّاً، ولها تقاليدها وعاداتها، فكيف تتلاقى اليوم مع الاتّجاهات الرائجة؟ عمّ يبحث محبّو القهوة اليوم؟ وما هي اتّجاهات التجارب المستقبليّة؟ نبحث في ما يلي عن إجابات على هذه الأسئلة مع نجلاء الشامسي مؤسِّسَة مقهى DED Cafe.
Najla Al Shamsi: "يتعلّق الأمر بتقديم تجربة تُشعر الناس بالتميّز "
لعبت هوية نجلاء الشامسي وتفضيلاتها دوراً كبيراً في تشكيل جوهر مقهى DED Cafe. فلطالما قدّرت الكفاءة، والراحة، والاهتمام بالتفاصيل، وأرادت أن يعكس المقهى هذه القيم عينها. لذا، ابتكرت مساحة تُوازن بين الاحترافية والأجواء الدافئة والمرحّبة، حيث أرادت أن يشعر الزبائن بالاسترخاء، والاحترام، والاهتمام. وقد شكّلت هذه الرؤية أساس كلّ شيء، بدءاً من تصميم المكان إلى الطريقة التي يتفاعل بها فريق العمل مع الزوار. إنّ مقهى DED Cafe هو انعكاس لشخصيّتها ومنظورها الخاصّ للخدمة الجيدة.
"جعلت منصات مثل Instagram و TikTok القهوة جذابة بصريًا وقابلة للمشاركة، محوّلةً اتجاهاتٍ مثل فنّ اللاتيه والمشروبات المميزة إلى لحظاتٍ ثقافية. تُقدّر هذه الأجيال الأصالة، والاستدامة، والتجربة، ممّا زاد الطلب على حبوب البنّ ذات المصادر الأخلاقية، والخيارات النباتية، ومساحات المقاهي التي تعكس الإبداع والانتماء. ونتيجةً لذلك، أصبحت القهوة تعبّر عن الهويّة والقيم، وتتأثر بشكلٍ كبير بوسائل التواصل الاجتماعي"، تخبرنا نجلاء الشامسي.
ترى الشامسي أنّ عملاء اليوم يبحثون عن أكثر من مجرّد منتج، فهم يسعون وراء تجربة. وبينما لا يزال البعض يقدّر الراحة التي توفّرها الخدمات التقليدية ذات الأسعار المعقولة، هناك تحوّل واضح نحو تجارب أكثر تخصيصاً وفخامةً وتطوراً. فالأجيال الشابة بشكل خاصّ تقدّر الجودة، والتصميم، والأجواء تماماً مثل السعر. وتخبرنا: "يريدون أن يشعروا بالارتباط بالعلامة التجارية وقصّتها. فهم لا يشترون قهوة فحسب، بل يشترون لحظة، وبيئة، وأسلوب حياة." وتؤكّد لنا قائلة: "في مقهى DED Cafe، الهدف هو تقديم توازن: خدمة عالية الجودة وأجواء متميّزة، مع الحرص على أن يبقى متاحاً ومرحباً بالجميع. يتعلّق الأمر بتقديم تجربة تُشعر الناس بالتميّز من دون أن تقتصر على فئة معيّنة. فالزبائن اليوم بحثون عن القيمة - والقيمة ترتكز على ما يختبرونه ويشعرون به، وليس فقط على ما يُباع لهم".
مقهى يتميّز بطابع عصري، إلّا أنه متأصّل في التقاليد المحلّية
ترى الشامسي أنّ ثقافة القهوة الإماراتية متجذّرة بعمق في كرم الضيافة، ولطالما ألهمتها هذه الروح. فإنّ العادة التقليدية لتقديم القهوة العربية للضيوف تعكس الكرم، والدفء، والاحترام، وهي قيم أرادت أن تحملها إلى قلب DED Cafe. وتوضح قائلة: "على الرغم من أنّ المقهى يتميّز بشكل وطابع عصريين، إلّا أنه متأصّل في التقاليد المحلّية. هناك شيء مميّز في الطريقة التي تجمع بها القهوة الناس في الثقافة الإماراتية. إنها ليست متسرّعة - بل مشتركة وقيّمة. وأحاول إضفاء هذا الشعور نفسه على الطريقة التي نرحّب بها بعملائنا. وحتى في بيئة سريعة الوتيرة، أعتقد أنه لا يزال بإمكاننا تقديم تلك اللمسة الشخصية، لجعل الناس يشعرون بالاهتمام والتقدير، تماماً كما هو الحال في المجلس التقليدي." ومن ناحية ريادة الأعمال، تعتقد نجلاء الشامسي أنّ القهوة تتخطى نموذج المقهى التقليدي. وتختتم قائلة: "نحن نشهد ارتفاعاً في العلامات التجارية المتخصّصة، ومحامص القهوة المتخصّصة، والمشاريع التي تقودها النساء والتي تعيد تعريف معنى القهوة للمستهلكين. هناك طلب متزايد على الأصالة، والشفافية، ونماذج الأعمال القائمة على القيم. وأعتقد أنّ أساس مستقبل القهوة سيقوم على الابتكار والشمولية، مع تولي المزيد من النساء أدواراً قيادية في سلسلة التوريد، من الزراعة إلى البيع بالتجزئة. وستكون التجارة المباشرة، والمصادر المستدامة، وتجارب العملاء المدعومة بالتكنولوجيا من العوامل الرئيسة التي تميّزها. وبالنسبة إلى سيدات الأعمال، هذه مساحة مليئة بالفرص لإنشاء علامات تجارية ذات معنى وهدف، تتوافق مع المستهلك الواعي اليوم."
إقرئي أيضاً: ابتكار مشروب ماتشا مستوحى من نكهة القهوة السعودية التقليدية مع يارا النملة