تعاون بين مجلّة Marie Claire ومعرض الفنّ المعاصر Art Paris لتكريم الفنّانات بدعم من دار Boucheron
- 13.05.2025
- إعداد: ماري كلير العربية
الإعداد: Marion Vignal
تعاونت مجلّة Marie Claire مع معرض الفنّ المعاصر Art Paris لتكريم الفنّانات بدعم من دار Boucheron. وقد مُنحت جائزةHer Art في الخامس من أبريل من قبل لجنة تحكيم ترأستها الممثلة Élodie Bouchez، وتسلّط الجائزة الضوء على عمل ومسيرة شخصية نسائية بارزة في المشهد الفنّي المعاصر.
سعياً منها لدعم الجيل الحالي والمسارات الفريدة التي تمثّله في جميع أنحاء العالم، بادرت مجلّة Marie Claire، الملتزمة بدورها في دعم تحرّر المرأة، بالتعاون مع معرض الفنّ المعاصر Art Paris، الذي يتبنّى رؤية ملتزمة للإبداع، إلى إطلاق جائزة Her Art، بدعم من دار Boucheron. بالنسبة إلى الدار الفرنسية العريقة، التي تديرها سيّدتان – المديرة التنفيذيّة Hélène Poulit-Duquesne والمديرة الإبداعية Claire Choisne – لطالما كان تعزيز مكانة المرأة أولوية. كما أنّ معرض Art Paris الدولي للفنّ أقرّ دائماً بأهمية تعزيز حضور المرأة في سوق الفنّ.
تهدف جائزة Her Art التي تبلغ قيمتها 30,000 يورو، إلى تعزيز ودعم ممارسة فنّانة من الساحة الدولية الحالية. وقد تم اختيار الفائزة من بين اثنتي عشرة مرشّحة نهائية من قبل لجنة تحكيم من المتخصّصين في المجالات الإبداعية والثقافية والفنّ المعاصر. تشترك جميع هؤلاء الفنّانات في موضوع مشترك يتمثّل طرح التساؤلات حول قضايا عصرنا من خلال مواضيع مثل تمثيل المرأة، وعلاقتنا بالطبيعة والكائنات الحية، ومواجهة الحرب، وتأثير التكنولوجيا على بيئاتنا، والهوية، وما بعد الاستعمار والأرشيف التاريخي. وبتنوّع ممارساتهنّ الفنّية، من الرسم إلى النحت والتصوير والأداء، تتجاوز الفنّانات قيود المواضيع التقليدية ليقدمنَ لنا فهماً جديداً للعالم وإمكانياته. تألّفت لجنة تحكيم جائزة Her Art من نخبة من الشخصيات البارزة في مجالات الموضة والفنّ والإعلام، بما في ذلك رئيسات تحرير إصدارات مجلّة ماري كلير والمديرة العامّة لدار Boucheron ورئيسات المتاحف ومديرات معارض فنّية وغيرهنّ. وتهدف هذه الجائزة إلى تسليط الضوء على شخصية ناشئة أو راسخة على الساحة الفنّية المعاصرة، وإبراز أعمالها ومسيرتها المهنية والتزاماتها بشكل أفضل، ودعم مشاريعها وأبحاثها.
المرشّحــات النهائيــات الاثنتــــــــا عشــــــــــرة
Zhanna Kadyrova وُلدت في Brovary في أوكرانيا عام 1981، ولا تزال تعيش وتعمل في بلدها الأم، ويمثّلها معرض Galleria Continua. منذ بداية الحرب، وهي تبتكر أعمالاً تشهد على النضال وصمود الفنّان في مواجهة الصراعات.
Evi Keller وُلدت في Bad Kissingen في ألمانيا عام 1968، وتعيش وتعمل في باريس، ويمثّلها معرض Galerie Jeanne Bucher Jaeger. تدور أعمالها حول التفاعل بين المادة والضوء، فتنبثق الأنماط والكتابات والأشكال الغامضة من أعمالها التي تسعى إلى "تجسيد الضوء وإضفاء الطابع الروحي على المادة".
Suzanne Huskyوُلدت في Bazas في Girondeعام 1975، وتعيش وتعمل في سان فرانسيسكو، ويمثّلها معرض Galerie Alain Gutharc. تعمل في مجال الرسم، كما أنّها ناشطة بيئية، وملتزمة بعملها وكتاباتها ونشاطها الميداني. وتحتفي جميع أعمالها بالقنادس، تلك الكائنات التي تعتبرها "معالجاً لأنهارنا"، كرمز للارتباط المفقود مع الطبيعة قبل الرأسمالية ومع الكائنات الحيّة، وكمصدر لحكايات جديدة.
Sama Alshaibi وُلدت في البصرة في العراق عام 1973، وتعيش في الولايات المتحدة الأميركية، ويمثّلها معرض Galerie Esther Woerdehoff. أمّا أعمالها فتجمع بين التصوير الفوتوغرافي، والفيديو، والأعمال التركيبية، وتكون هي نفسها محورها، وتتّسم كلّها بطابع سياسي عميق، حيث تخالف تمثيل المرأة الشرقية، بينما تجسّد مأساة الحرب.
Mari Katayama وُلدت في Saitama في اليابان عام 1987، وتعيش وتعمل في Gunma، في جزيرة Honshu، ويمثّلها معرض Suzanne Tarasieve. هي مصوّرة فوتوغرافية وتمارس فنّ التصوير الذاتي. بعد بتر جزئي لساقَيها في طفولتها، حوّلت تجربتها الجسدية الفريدة إلى محور في ممارستها الفنية، حيث تتحدى من خلالها الصور النمطية لمعايير الجمال في مجتمع تقليدي.
Agnès Thurnauerوُلدت هذه الفنّانة الفرنسية السويسرية في باريس عام 1962، وتعيش وتعمل فيها، ويمثّلها معرض Galerie Michel Rein. تبتكر لوحات وأعمالاً تركيبية قائمة على اللغة، فتُنسج الكلمات في ابتكاراتها انطلاقاً من رغبتها في خلق روابط.
Mathilde Rosier وُلدت في باريس عام 1973، وتعيش وتعمل في Burgundy، ويمثّلها معرض Galerie Pauline Pavec. تهتمّ بعلاقتها بالبيئة، فتبتكر لوحات أكريليك على القماش تجسّد تمثيلاً للطبيعة في ظل التدخّل البشري، وتستوحي من الطقوس والعادات القديمة.
Kiki Smith وُلدت في Numberg في ألمانيا عام 1954، وهي مواطنة أميركية، وتعيش وتعمل في نيويورك، يمثّلها معرض Galerie Lelong. يُعدّ الجسد البشري وتركيبته وبصمته من بين مواضيعها المفضّلة، إلى جانب الفضاء والأساطير، حيث تتجسّد في منحوتاتها ونقوشها ومنسوجاتها.
Oda Jaune وُلدت عام 1979 في Sofia في بلغاريا، وتعيش وتعمل في لندن، ويمثّلها معرض Templon. هي رسّامة تستوحي من إرث السريالية والرسم الواقعي الشرقي، فتبتكر من خلال أعمالها الزيتية على القماش عالماً خيالياً من الكائنات الهجينة، والأجساد الشفّافة، والأساطير الغريبة.
Maty Biayenda وُلدت في Namibia عام 1998، ولديها إقامة فنّية في Artagon في Pantin، ويمثّلها معرض Double V. تعمل بشكل أساسي في مجال الرسم، فتصوّر لوحاتها لحظات خاصّة في البيوت وتضمّ شخصيّات تعكس هويّتها. ومن خلال المزج بين السرد الفردي والجماعي، تعيد النظر في مقاربة الهويات.
Gillian Brettوُلدت في باريس عام 1990، وتعيش وتعمل في مرسيليا، ويمثّلها معرض C+N Gallery CANEPANERI. تبتكر منشآت فنّية تستكشف تأثير التكنولوجيا على البيئة، وتصنع أعمالها من بقايا الأجهزة الإلكترونية، مثل شاشات LCD، لتعكس اعتمادنا على التكنولوجيا ووعودها الكاذبة.
Thu-Van Tran وُلدت عام 1979 في مدينة Ho Chi Minh في فيتنام، وتعيش وتعمل في باريس، وتمثّلها معارض Almine Rech و Meesenو Rüdiger Schöttle. تبتكر لوحات ومنحوتات وأعمال تركيبية من وحي ثقافتها الفرنسية الفيتنامية، وتستكشف أعمالها مسألة النزوح وتحوّل المناظر الطبيعية جرّاء الحرب.
الفائزة في جائزة Her Art للعام 2025: Zhanna Kadyrova
الفنّانة الأوكرانية البالغة من العمر 44 عاماً هي الفائزة بالنسخة الأولى من جائزة Her Art.
سافرت حول العالم وكانت تهدف دائماً إلى أن يعكس عملها المكان الذي تتواجد فيه، فابتكرت منحوتاتها وأعمالها التركيبية كحوار مع المكان وسياقه الجغرافي والسياسي والثقافي. التحقت بمدرسة الفنون وهي في الحادية عشرة من عمرها، وبدأت حياتها المهنية كنحّاتة في سنّ التاسعة عشرة، لكنها اليوم لم تعد ترى جدوى من التزامها الفنّي في مواجهة الفظائع التي تخلّفها الحرب حولها. وهي نادمة على اختيارها أن تصبح فنّانة بدلاً من أن تمتهن مهنة مثل والدها، سائق شاحنة – "فكونها سائقة شاحنة سيكون مفيداً حقاً". وقد منحها نجاح "مشروعها الإنساني" بعنوان Palianytsia، الذي بدأته في العام 2022، ثقة متجدّدة في رسالتها. تُعرض أعمالها في معارض وفعاليات بين باريس والبندقية وبرلين، وصولاً إلى 67 مكاناً مختلفاً، محقّقة مبيعات بقيمة 350,000 يورو، وهو مبلغ تبرّعت به بالكامل. من خلال الاستمرار في الإبداع، تشعر Zhanna Kadyrova أنها تعطي صوتاً لأولئك الذين يعرّضون حياتهم للخطر للحفاظ على ثقافتهم. وفي عام 2024، قرّرت استئناف سلسلة من الأعمال الخزفية التي بدأتها في أوائل عام 2010، وهي كناية عن منحوتات جدارية دائرية كانت قد شقّتها بأدواتها لتكشف عن تصميم تجريدي يجسّد مجموعة من النجوم. اليوم، هذه المنحوتات التي تُدعى Shots باتت مكسورة بفعل ثقوب الرصاص التي أطلقتها الفنّانة بنفسها بواسطة بندقية. وقد تطلّب منها الأمر شجاعة لإنتاج سلسلة صورها Refugees، والتي عُرضت مؤخراً في معرض Art Paris بتنظيم من Galleria Continua، وفازت فيه بجائزة Her Art. تجسّد هذه الصور المباني العامة المدمرة، مثل المدارس والمراكز الطبية والمكتبات. وقد استكشفت الفنّانة مساحات مهجورة، ومن بين الأنقاض عثرت على آثار للحياة، كأوعية نباتات متناثرة على الأرض ومدمّرة. فقرّرت أن تأخذها وتعتني بها ثم تعرضها إلى جانب صور لمكانها الأصلي المدمّر، مرفقة بنصوص تجعل من هذه النباتات صوتاً يحكي عن وضعها. هذه هي طريقتها الخاصة لإعادة إحياء هذا الحطام.
هذه الفنانة ليست على وشك الاستسلام وهي تفوز بجوائز متعددة، فترحّب بالتكريم والاهتمام الذي تجتذبه أعمالها، كدليل على أن ثقافتها موجودة، وأن صوت شعبها لا يزال قائماً.
Hélène Poulit-Duquesne المديرة التنفيذية لدار Boucheron ، عضو في لجنة تحكيم جائزة Her Art. تحدّثنا في ما يلي عن الروابط القوية التي تجمع دار المجوهرات الفاخرة بالفنّ.
كيف يتوافق طموح جائزة Her Art مع التزام دار Boucheron؟
لدينا في Boucheron رؤية إبداعية وفنّية واضحة جداً، وهي أيضاً رؤية أنثوية إلى حدّ كبير، حيث أنّ مديرتنا الإبداعية، Claire Choisne، وهي فنّانة حقيقية، امرأة. وأنا نفسي امرأة أيضاً، وأجرؤ على قول إنّني فنّانة لم تأخذ فرصتها. ونحن الثنائي النسائي الوحيد الذي يترأس إحدى دور المجوهرات الفاخرة الفرنسية.
وهذا الموقع يتماشى تماماً مع دعم الفنّانات. فالفنّ هو رؤية للعالم، ووجهة نظر النساء أساسيّة. لذلك نحن نشعر بالسعادة والفخر الكبير لدعم جائزة Her Art.
هل يلهم هذا الثنائي النسائي إدارة أو رؤية مختلفة للدار؟
تُعرف دار Boucheron في السوق كدار نسائية. والأرقام تثبت ذلك:65% من موظّفينا من النساء، و 55% من مناصبنا الإدارية تشغلها نساء، ولجنة إدارتنا متساوية تماماً. نتشارك أنا و Claire رؤية عمليّة واسعة النطاق، وأجد أنّها ذات طابع أنثوي قويّ. فحن امرأتان ملتزمتان بعملنا في خدمة الدار. وهدفنا هو الاستمرار في إحياء رؤية Frédéric Boucheron المبتكرة من خلال إعادة النظر في ما هو ثمين، وتجاوز حدود المجوهرات الفاخرة، مع الحفاظ على ارتباطنا بالواقع، وابتكار قطع فنّية مصمّمة لتتزيّن بها السيدة وليس ليتم عرضها. لا يقتصر الأمر على الجمال، بل يجب أن يكون لكل شيء مغزى. وهكذا، عندما أطلقنا مجموعة Or Bleu في يوليو الماضي، أردنا أيضاً أن نتطرّق إلى موضوع قيمة الماء.
ما هي الروابط الحالية بين دار Boucheron والفنّ المعاصر؟ وهل هو مجال للإلهام بالنسبة إليكم؟
إن ارتباطنا بالفنّ هو ارتباط طبيعيّ، بل وحتى أصيل، لأنّ المجوهرات فنّ في حدّ ذاته. وهذا الشغف متجذّر فينا. منذ العام 2018، قمنا برعاية جائزة Yishu8 Franceالتي تمكّن الفنّانين الفرنسيّين من الحصول على إقامات فنّية في بكين. وبما أنّ Boucheron تابعة لمجموعة Kering، لدينا أعمال مستعارة من مجموعة Pinault في صالاتنا الخاصّة في ساحة Vendôme. وتوفّر هذه الشقق رابطاً مع الماضي، حيث تضمّ أثاثاً قيّماً وأعمالاً لفنّانين كبار مثل Giuseppe Penone و Damien Hirst و Hiroshi Sugimoto، إلى جانب أعمال فنّانين من المواهب الشابة مثل Charlotte Charbonnel و Lionel Sabatte. كما نقوم أيضاً بتكليف الفنّانين بانتظام بتصاميم خاصّة لمتاجرنا تعكس الروح نفسها.
اقرئي ايضاً: مقابلة حصرية مع الرئيسة التنفيذية لدار Boucheron حول مجموعة Untamed Nature