بين رهبة الانتقال وأناقة الوداع: عرض CHANEL Haute Couture Fall/Winter 2025 الأخير قبل عهد Blazy
- 09.07.2025
- إعداد: لين عبد الرحيم
عرض CHANEL الأخير قبل تولّي Matthieu Blazy ليس عرضًا عاديًا، بل لحظة مؤرّخة في سجل الدار. لحظة معلّقة بين ذاكرة مشبعة بالإرث، ومستقبل لم يُكتب بعد. على مدرج مكسو بالمخمل العسلي وتفاصيل باروكية مستلهمة من القرن السابع عشر، لم تُعرض مجموعة أزياء فقط، بل تمثيلية شرفية خُتم بها فصل، وبدأ آخر.
بين سطور العرض، ظهر توقيع فريق الدار الداخلي, أولئك الذين كانوا خلف الكواليس في عهد Karl Lagerfeld وVirginie Viard. وكأنهم يقولون: "نحن لم نغادر بهدوء… بل بكامل الرقيّ."
الدرس الأخير؟ كيف تقولين وداعًا دون أن تُطفئي الضوء؟
افتُتحت المجموعة بلوحة ناعمة من الأبيض الحليبي، العاجي، والبيج الكلاسيكي. صمتٌ لوني يُشبه اللحظات الأولى في المسرح قبل أن تفتح الستارة. التويد الممزق، الفساتين بطبقات متعددة، والمعاطف المحمّلة بالريش بدت وكأنها محاولات لاحتضان ماضٍ لا يريد أن يرحل بعد. وحتى الأحذية الجلدية العالية بدت كأنها مدروسة لتثبّت الخطوة فوق ذكريات عمرها 110 سنوات.
الجمال هنا لم يكن في الانبهار، بل في التحكّم. أقمشة تتدفّق كالماء، وتفاصيل ثلاثية الأبعاد تخطف النظر دون صراخ. جاكيتات رسمية بتفاصيل إمبراطورية، ورود مُطرزة فوق حرير لامع، تنانير تُجسّد الأنوثة المعمارية، وكل قطعة تشبه ما كانت سترتديه ملكة متمردة في حلم أبيض وأسود.
لكن شيئًا فشيئًا، انزلق العرض إلى عتمة أنيقة: العنابي، الأخضر الزجاجي، والأسود المضيء تسرّبوا بهدوء، وبدأت الملامح تشتد. السترات تتقوّس، الأكتاف ترتفع، الخطوط تصبح أكثر صرامة. إنه تمرين في التباين بين النعومة والسلطة، بين الحلم والحسم.
الختام؟ عروس شتوية، كأنها خرجت من ضوء الثلج.
كما تفرض التقاليد، اختُتم العرض بإطلالة الزفاف، لكنها لم تكن "فستان زفاف" بقدر ما كانت بيانًا بصريًا. سترة مطرّزة، طرحة مرصّعة بالكريستال، وتنورة تتلاشى تدريجيًا إلى طبقات شبحية من التول. كأن الدار تقول: نحن هنا، بين ما كنّا وما سنكون.
Chanel تُنهي فصلاً... وتُسلّم الصفحة لـBlazy
عرض ختامي؟ نعم. لكنه لم يكن وداعًا عاطفيًا، بل تحية أخيرة بعيون مفتوحة. فالدار لم تنحني، بل تقدّمت بخطى ملكية نحو مستقبل ينتظره الجميع بشغف: فصل Matthieu Blazy.
وفي وقتٍ كان يمكن فيه تقديم مجموعة استرجاعية سهلة، اختار الفريق أن يترك بصمة أنيقة، درسًا في الترف الموزون، ومسرحيةً قصيرة تُشبه التنهيدة الأخيرة قبل البدء من جديد.
ولا يمكنني أن أُنهي هذا المقال دون أن أترك مساحة لما شعرتُ به كمحرّرة وكعاشقة للموضة: العرض بأكمله بدا وكأنه أحد تلك الأفلام التي لا نتابعها من أجل الحبكة، بل لنرى ماذا ترتدي الشخصيات… وأتخيل نفسي في كل إطلالة منها، دون خجل. نعم، أنا متحمّسة جدًا لما سيقدّمه Matthieu Blazy، لكن تعرفون ذاك الإحساس الذي يسبق الخسارة؟ حين تدرك فجأة كم تحب شيئًا، فتنظر إليه بعينٍ أكثر عاطفة، أكثر تملّكًا… هذا بالضبط ما حدث لي مع هذه المجموعة. أحببتها أكثر لأنني شعرت أنها قد تكون الأخيرة من هذا النوع. وربما هذا الشعور مجرّد إسراف وجداني, أو كما نقول بالعامية “فومو”, لكنني أريده، كله. وكلّه الآن. ومع ذلك، أنا مستعدة للفصل القادم… فكل وداع أنيق، يستحق بداية عظيمة.
اقرئي ايضًا:فنّ التنسيق: عرض CELINE لربيع وصيف 2026 يُثبت أن الطريقة أهم من القطعة