Alymamah Rashed :"من خلال عملي، أحرّر نفسي وأهديك الفرصة لتحرير نفسك"
اليمامة راشد رسّامة وراوية قصص كويتيّة تصوّر نور الروح في كلّ ما هو حولها. يُعتبر عملها بمثابة مذكّرات توثّق كلّ ذكرياتها وأحاسيسها وعواطفها في الماضي والحاضر والمستقبل. بالنسبة إليها، عملها هديّة لتكريم نفسها، وهي تنال كلّ الحرية من خلال الرسم. أمّا هدفها فهو إهداء الحرية التي تهبها لنفسها للناظرين، والسماح لهم بالنظر إلى أعمالها كيفما يشاؤون، على أمل أن تعكس جوهرهم لهم لتكون بمثابة دعوة لليقظة. هي سعيدة ومتحمّسة للعمل على معرض جماعي قادم في ميلانو مع فنّاني Tabari Artspace، والعمل على تعاون قادم مع دار أزياء بارزة في باريس، بالإضافة إلى معرضها الفردي القادم في الكويت في مساحة "هُنّ" الفنّية الجديدة. لنتعرّف عن قرب إلى الفنّانة الموهوبة.
نبدأ حوارنا مع اليمامة راشد بسؤالها عن القصّة وراء أحد الأعمال الفنّية العزيزة على قلبها. فتقول: " كلّ أعمالي لها مكانة عزيزة وقيّمة في قلبي لأنّها جزء منّي. لكن لا أريد أن أعتبر أبداً أنّني أملك عملي. أعمالي هي لي ولك، أنا أصنع أعمالي وأشترك فيها لأدعوك وأمسك بيدك وأدع العمل يرحّب بك كيفما أردت استقباله". وتتابع: "في معرضي الفردي الحالي في Tabari Artspace بعنوان Mirrors from the Sidewalk، عرضت أكثر الأعمال الخاصّة التي أنجزتها حتى الآن في مسيرتي المهنية". وتشدّد أنّ جميع الأعمال تشترك في شيء واحد: العودة إلى الذات من خلال إيجاد الجمال في الحياة اليومية. وتشرح: "من الأزهار على الأرصفة التي رسمتها من رحلات التنزّه في تركيا، إلى رسم لحظة غير ملموسة من الشعور بأنّ صدري يفتح أبوابه بعد أشهر من المعاناة العاطفية والشخصية. وإذا كان عليّ أن أختار عملاً واحداً، فسيكون حتماً The Canyons Held My Sorrows (The Cloud of Ankara Kisses My Eyes). فتصوّر هذه اللوحة لحظة عابرة من الزمن عندما انتهيت من نزهتي ورحلتي النهارية في أودية أنقرة. وبينما كنت أبتعد عن الأودية ورأيتها تتحرّك معي في المسافة، تحرّك قلبي واتّسع صدري بطريقة لم أشعر بها منذ فترة. كان الإحساس قوياً جداً لأنّه جعلني أشعر بأنّني حاضرة بشدّة، وهذا طمأنني بأنني عندما أعود إلى الاستوديو الخاصّ بي في الكويت سأضطر إلى رسمها. هذه اللوحة هي طريقة لتكريم نفسي والاعتزاز بجوهري. كما أنّها مثال رائع على الثقة المطلقة؛ الثقة في الالتزام بمشاعرك وأحاسيسك. وإذا كنت تتحلّين بهذه الثقة، دعي العمل يتبلور ويزدهر أمام عينيك مباشرة بدون رسمه أو التخطيط له. فذاكرة الإحساس هي الوسيلة".
الحريّة للجميع
تتمحور أعمال اليمامة راشد حول قصّة جسدها كامرأة. فكلّ أعمالها تبدأ من بذرة روحها وجسدها كامرأة ثم تتحوّل من خلاله وخارجه. وتؤكّد: "تتجاوز روح العمل الامتثال والجندر. الروح هي ذاتها الخاصّة. تصبح شيئاً لا يمكن وصفه ولن تكفي الكلمات أبداً لوصفها. بعبارة أخرى، تمنحني الأنوثة السمو الروحي والاستنارة." يناضل عمل الفنانة الكويتية من أجل الحرية للجميع. دائماً وإلى الأبد. وتخبرنا: "من خلال عملي، أحرّر نفسي وأهديك الفرصة لتحرير نفسك. ترمز أعمالي إلى تجاوز أي حواجز تمّ فرضها من خلال الذات أو المجتمع أو أي عوامل أخرى. فيتعلّق الأمر بالعودة إلى الذات من أجل الاحتفاظ ببذرتها وجوهرها".
وعن رأيها في الاستثمار في الفنّ اليوم، تقول: " لقد كان من المدهش أن ألتقي وأشاهد جامعي الأعمال الفنّية وهم يدعمون ممارسات الفنّانين لمجرّد أنّهم شعروا بالارتباط بالعمل. فيتعلّق الأمر كلّه بالشعور باللحظة التي تمسكين فيها العمل الفنّي بيدك. الاستثمار في الفنّ ليس مجرّد تعليق عمل فنّي في منزل أو في مؤسّسة. إنّه فعل خاصّ للتواصل. فلا يصبح العمل الفنّي ملكاً للفنّان فحسب، بل هو ملكك أنت أيضاً. كلاكما جزء من العمل الآن. فقد زرع الفنّان البذرة وسيغذّيها ضوء الشخص الذي حصل عليها من خلال حضوره ونظرته". وتختم:" أعتقد أنّ هذا هو الغرض من ابتكار الفنّ. إنّه يتعلّق بمشاركة روح العمل مع الآخرين وإطالة عمر العمل إلى الأبد من خلال فيض الاتّحاد".
إقرئي أيضاً: فلوة ناظر فنانة تشكيلية سعودية تشاركنا خبرتها