الإدارة الفنيّة: Farah Kreidieh
"أنا كما أنا جميلة". هيّا انظري في المرآة وردّدي معنا هذه العبارة. نعم هذا ما يجب أن تفعليه في كلّ صباح قبل أن تنغمسي في روتينكِ اليوميّ.
صحيح أنّ معايير الجمال الداخليّ، الذي يشكّل عاملاً مهمّاً جدّاً للمرأة، ثابتة في أنحاء العالم، إلّا أنّ كلّ حضارة لها تعريفها الخاصّ للجمال الخارجيّ، فتختلف بذلك معاييره حول العالم. إذ لدى كلّ حضارة مقاييس جماليّة معيّنة على المرأة التمتّع بها لتُصنّف بأنّها "جميلة". وقد تتمثّل بكون المرأة ناعمة ورقيقة الملامح، نحيفة أم ممتلئة، ذات بشرة فاتحة أو داكنة، شعر طويل ومنسدل، عيون واسعة أو ملوّنة مع رموش طويلة. وقد تختلف هذه المعايير بين حضارة وأخرى إلاّ أنّ مفهومها واحد، فهي تُخضع جميع النساء للمواصفات عينها وتجعل بذلك كلّ شخص مختلف "غير جميل". ومن المؤكّد أنّ هذه المعايير تطوّرت وتبدّلت عبر العصور، إلاّ أنّ الثابت هو اعتقادنا بأنّ كلّ امرأة عليها الإيمان بجمالها الخاصّ بغض النظر عن أيّ قواعد يفرضها عليها المجتمع. لذلك وانطلاقاً من إيماننا بمجتمع يحتفي بالتعدديّة بدلاً من التركيز على معايير جماليّة واحدة، خصّصنا تحقيق Inspirational Women لهذا العدد لإلقاء الضوء على نساء كـLogina Salah تحدّينَ القواعد الجماليّة التقليديّة وأبرزنَ جمالهنّ الخاصّ. فتلهمن بذلك ملايين النساء حول العالم من خلال قوّة عزمهنَّ وإرادتهنَّ!
حين بلغت الثالثة عشر من العمر، لاحظتLogina ظهور تلك البقع البيضاء على وجهها وأطرافها، ثم بدأ الناس يسألونها عمّا يجري. وبعد معركة مع ذاتها دامت 10 سنوات تعرّضت في خلالها للتنمّر واختبرت فيها شتّى المشاعر السيّئة، تقبّلت نفسها أخيراً. وفي سنّ الـ23 عاشت 3 مراحل متعاقبة، أوّلها انعدام الثقة بالنفس ثمّ قبول الذات لكن بدون التحلّي بالثقة وأخيراً محبّة الذات وتقبّلها. وبعد أن عاشت لفترة من الزمن في الولايات المتحدة، عادت اليوم إلى مصر حيث تعمل كخبيرة مكياج وتشجّع النساء على تقبّل جمالهنَّ كما فعلت هي تماماً.
التنمّر حلقة مفرغة
لا تنكر Logina شعورها بالإحباط عندما تواجهها الصور النمطيّة المزروعة في أذهان الأشخاص الذين يتفاعلون سلباً مع مختلف أنواع الاختلافات، غير أنّها تحاول بلطف تغيير رأيهم حول الجمال، فتشرح لهم أنّ الجمال الحقيقيّ يكمن في الداخل وأنّه عند شعور المرء بالراحة والرضى عن نفسه، ينظر الناس إليه ويعجبون بثقته بنفسه. ونظراً إلى أنّ التنمّر يقتل حوالى 11 ألفَ طفل سنويّاً، ترسل Logina نداءَ صحوة إلى المجتمع حول هذه الظاهرة غير المقبولة وتقول: "قبل أن تحاولوا تحطيم أيّ شخص، فكّروا كيف قد تكون العواقب. لديّ إيمان راسخ بأنّ الأطفال الذين يمارسون التنمّرعلى غيرهم يتعرّضون هم نفسهم للتنمّر أيضاً. إنها دائرة مفرغة، فإذا جعل الأهل أولادهم يشعرون بجمالهم من الداخل قبل الخارج، سيرون كيف يصبح لكلّ شيء جماله الخاصّ".
وعلى الرغم من النظرات التي يرمقها بها الأشخاص الذين يتساءلون عن حالتها الجلديّة، فإنّ Logina تتذكّر المواقف التي أظهر فيها الناس لها ألّا فرق بين مظهرها ومظهر غيرها. وفي هذا الصدد، شاركتنا بالتالي: "أشعر بالسعادة حين يخبرني الناس كم أنا جميلة ومميّزة، لأنّني أدرك حينها أنّني غيّرت طريقة تفكيرهم. حتى أنّ البعض يقول لي أنّهم يتمنّون لو امتلكوا ما لديّ ليبدو بهذه الفرادة".
كسر معايير الجمال التقليديّة
أمّا عن معايير الجمال، فتقول Logina إنّ العرب يظنّون أنّه على الفتاة التحلّي بلون بشرة وشكل معيّنان لتبدو جميلة. إلّا أنّ عقب انتقالها إلى الولايات المتّحدة، تغيّر مفهومها للجمال، إذ تمثّل تلك البلاد بقعةَ انصهار لكلّ الألوان والأعراق واللغات والأشخاص، وسكّانها قادمون من جميع أنحاء العالم ويندمجون معاً بصورة جيّدة. وبصفتها "خبيرة مكياج غير تقليديّة"، ترى Logina أنّ كلّ شخص يتغنّى بنوع خاصّ من الجمال، ولهذا السبب بالذات، تعتقد أنّ قواعد عالم الجمال بحاجة إلى التغيير. فهي تفترض أنّ العلامات التجاريّة تحتاج إلى المزيد من المصداقيّة، نظراً إلى أنّ العارضات اللواتي تختارها دائماً ما يكنّ خاليات من العيوب ومثاليّات فضلاً عن اعتماد الكثير من العلامات على الـ Photoshop، من هنا تقول: "عليها إحضار عارضات يمثّلن فتيات عاديات المظهر ويتمتّعنَ بسمات إيجابيّة وسلبيّة. ففي الواقع، أكره ذلك الكمال المفرط الذي نراه على الإنستجرام أو وسائل التواصل الاجتماعيّ، لأنّه يدفع كلّ فتاة إلى الاعتقاد بأنّها ليست جميلة."
انظري إلى المرآة
حين تنظر Logina إلى المرآة، ترى خبيرة مكياج تتسلّح بشخصيّة قويّة ومثابرة تغلّبت على الكثير من التنمّر والمشاعر السيّئة، وهذا ما جعلها المرأة التي هي عليها اليوم. هي أيضاً امرأة تؤكّد أنّها لن تغيّر أي شيء في نفسها لأنّها تعتقد أنّ كلّ تغيير ومرحلة في حياتها قادتها إلى حيث هي اليوم وتحبّ نتيجة كلّ ذلك. وتضيف Logina أنّها لطالما شعرت بأنّ الله يخبّئ لها ما هو أكبر من تخيّلاتها وما سيجعلها أقوى. وها هي اليوم تحاول يوميّاً تمكين النساء وجعلهنَّ يشعرن بالثقة والراحة حول أنفسهنّ، وتقول لجميع الفتيات العربيّات: "الثقة بالنفس أفضل مكياج يمكن لأيّ امرأة أن ترتديه".
اقرئي أيضاً: أنا كما أنا جميلة