إن فهم طبيعة الطفل المصاب بالتوحد، تتيح الفرصة لمن يحيط به التعرف على الطرق المناسبة لتدريبه على التواصل، والعمل على خلق بيئة مناسبة لاكتساب مهارات اللغة، وتجنب السلوك غير المرغوب فيه قدر الإمكان. فعادة ما يواجه طفل التوحد صعوبة في إيصال أفكاره ورغباته إلى المحيطين به، ويحاول التواصل لكنه يفشل غالباً، لأنه لا يجيد استعمال اللغة بشكل مناسب، وفي نفس الوقت يفشل في استعمال بدائل اللغة مثل حركات الجسم والأيدي وتعابير الوجه، مما يصيبه بالإحباط، ويزيد من ميوله إلى العزلة، ويؤدي أيضاً إلى تفاقم سلوكه السلبي، وزيادة نوبات غضبه، ومن ثم يلجأ إلى إيذاء الآخرين أو إيذاء نفسه فتجده يشد شعره أو يضرب رأسه بالحائط أو يعض نفسه.
أوضحت الخبيرة في مجال تأهيل وتعليم وتدريب أطفال التوحد شريفة يتيم أن لدى الطفل المصاب بالتوحد نواحي إيجابية عديدة علينا استثمارها، والعمل على تطوير أي مهارات لديه، وهذه المهارات قد تكون بصرية أي لديه استعداد وقابلية لاستقبال المعلومات عن طريق الحاسة البصرية ولا يرغب في أن يكتب أو يقرأ من الكتاب، لذلك تتم الاستفادة من الوسائل المرئية مثل الصور والأشكال المرسومة أو بواسطة الحاسوب، وأحياناً تكون لديهم مهارات سمعية عالية، يمكن استغلالها في التعلم، وأحياناً أخرى تظهر مهارات عالية لديهم في الألعاب الرياضية، ويمكن استغلالها أيضاً. لذلك يفضل الاستعانة ببعض البرامج المناسبة لتدريب الطفل على اكتساب المهارات والتعلم.
كما يمكن استخدام برنامج الرسم الموجود على جهاز الكمبيوتر على سبيل المثال، وذلك برسم دوائر كبيرة على مسافات متباعدة، وبعد ذلك نستخدم خاصية التلوين، وهنا يساعد المدرب الطفل في إمساك"الماوس" وتحريكها في البداية إلى داخل الدائرة، ثم الضغط عليها ليظهر اللون داخل الدائرة، وعندما يتمكن الطفل من الاتجاه وحده إلى داخل جميع الدوائر يمكن للمدرب تصغير حجم الدائرة. كما يمكن رسم مجموعة من الدوائر والمربعات.