أسيل ولجين عمران: رابطة الأخوة الملهمة

بعض الحكايات لا تحتاج إلى أحداث درامية لتكون عظيمة. يكفي أن يكون فيها نظرة مليئة بالتفاهم، ودعمٌ يأتي دون طلب. "مترابطتان إلى الأبد" ليست مجرد قصة شقيقتين شهيرتين، بل هي حكاية امرأتين اختارتا أن تنموا جنبًا إلى جنب، تحت الأضواء، وبالرغم منها. لجين وأسيل عمران، اسمان لمع كلٌّ منهما في مجاله، لكن ما يجمعهما يتجاوز الشهرة: رابطة خفية من التفاهم والدعم، لا تُرى بالعين المجرّدة، بل تُحسّ في المواقف. بين صوت لجين الجريء الذي لا يخاف من مشاركة الحقيقة، وأداء أسيل العميق الذي يلامس القلوب، تبرز لنا صورة مختلفة للقوة: قوة الشفافية، والصدق، والإنسانية. في عالم يفرض على المرأة صورة مثالية لتُقبَل، تقدّمان لنا درسًا في الأصالة: أن تكوني على طبيعتكِ، أن تتعثّري وتنهضي، أن تُظهري هشاشتكِ دون خجل. وبين لحظات الانتصار والشكّ، نرى كيف يمكن للأخت أن تكون مرآةً وسنداً!

رئيسة التحرير والحوار: Farah Kreidieh

محررة الموضة: Leen Abdulrahim

التصوير: Rayan Ayash

الإدارة الفنّية: Sana Jamali

التنسيق: Sahar Ghoubar

المكياج:

لجين عمران – Aida

أسيل عمران – Olivia Jacoub

الشعر: Wassim Steve

قطع الديكور: The Prop Rentals

الإنتاج: Kristine Dolor

المساعدة في الإنتاج: Trixie Hena Abando

المجوهرات كلّها من Tiffany & Co.

لجين عمران

لقد تقدّمت في مسيرتك تحت أنظار الجمهور، ما الذي أساء العالم فهمه عنك ، وما الذي تعلّمت أن تتخلّي عنه؟

أعتقد أنّ أحد أكبر المفاهيم الخاطئة عنّي هو أن نجاحي أتاني بسهولة، أو أنه قد قُدّم لي على طبق من ذهب. لكن ما لا يراه الناس هو العمل الشاق، والصبر، والتحديات التي واجهتها خلف الكواليس. لقد تعلّمت أن أتخلّى عن الحاجة إلى إرضاء الجميع، لأنّ هذه معركة لا يمكن الفوز بها فعلاً. واخترتُ بدلاً من ذلك أن أبقى صادقة مع نفسي، وأن أمضي بثقة، حتى لو لم يصفّق لي أحد.

في ظلّ المعايير العالية التي تفرضها وسائل الإعلام العربية للظهور بصورة "مثالية"، كيف تحافظين على أصالتك، خاصّة في لحظات الشكّ والتردّد؟

قد تجذب الصورة الأنظار، لكنّ الأصالة هي التي تدوم حقاً. في لحظات الشكّ، أعود إلى نفسي وأذكّر نفسي بأنه على الرغم من أنّ الكمال قد يثير الإعجاب، إلّا أن الناس يتواصلون مع الإنسان الحقيقي خلف الكاميرا.

لقد تعلّمت أن القوة الحقيقية لا تكمن في إخفاء الضعف، بل في التحلّي بالشجاعة لمشاركته برقيّ. لقد اخترتُ أن أكون على طبيعتي، حتى لو لم تكن نسختي مثالية دائماً.

لقد أصبح صوتك مسموعاً وبارزاً في مجال تمكين المرأة، ومع ذلك نادراً ما نتحدّث عن الوحدة التي تصاحب الريادة. كيف تتعاملين مع هذا الشعور؟

الريادة جميلة... ولكنّها في بعض الأحيان يمكن أن تكون صامتة جداً. عندما تصبحين مصدراً للإلهام للآخرين، يتوقّع الناس أن تتحلّي بالقوة دائماً، وغالباً ما لا يرون لحظات التعب أو الوحدة.

لقد تعلّمت ألا أخشى تلك الوحدة، بل أن أتقبّلها. أستخدمها للتأمّل، وإعادة التواصل مع نفسي، وتجديد طاقاتي. فالسكون الذي يأتي مع الوحدة ليس ضعفاً... بل هو مساحة خاصّة تولد فيها الريادة الحقيقية.

ما هو الشيء الذي جعلكِ تتوقّفين مؤخراً وتتأمّلين وتقولين: "أنا فخورة بالمرأة التي أصبحت عليها"؟

عندما واجهتُ موقفاً صعباً، واخترتُ الهدوء على التسرّع في الردّ، شعرتُ بلحظة نمو حقيقية. لم أعد بحاجة إلى إثبات أي شيء لأي شخص، أو تبرير نفسي باستمرار. وقفتُ مع نفسي بكلّ هدوء وثقة، وشعرتُ بالفخر بالمرأة التي أصبحت عليها... امرأة تعرف قيمتها، حتى في صمتها.

إذا كان لهذا الفصل من حياتك عنوان، فماذا سيكون ولماذا؟

سأختار "التحول الهادئ" كعنوان لهذا الفصل من حياتي، لأنّ التغيير لا يجب أن يكون صاخباً دائماً. أنا في مرحلة أعيد فيها ترتيب أولوياتي، وأبتعد عمّا لم يعد ينفعني، وأتقرّب من نفسي أكثر. لستُ أسعى وراء أي شيء... بل أسمح لما هو مقدّر لي أن يجدني.

أسيل عمران

تحمل الكثير من أدوارك تعقيداً عاطفياً. إلى أي مدى تسمحين لنفسك الحقيقية في الظهور في شخصياتك، وإلى أي مدى تختارين أن تحميها؟

خلال عملية التحضير لشخصية ما وبث الحياة فيها، نبدأ حتماً في اكتشاف أجزاء من أنفسنا أيضاً. يصبح الأمر مزيجاً فريداً، حيث تنساب بعض الأجزاء منّي بشكل طبيعي في الدور، بينما أختار أن أكبح أجزاء أخرى وأحميها. لكن كلّ شخصية تترك أثراً فيّ، تماماً مثلما أترك شيئاً منّي في كلً شخصية أجسّدها.

لقد صرّحت ذات مرة أنّك تنجذبين إلى القصص التي تعكس الواقع. ما هي الحقيقة عن حياة النساء التي تتمنّين لو أن المزيد من السيناريوهات جريئة بما يكفي لإظهارها؟

لطالما انجذبت بشدّة إلى قصص النساء وحقوقهنّ. وما دمنا نشهد حقائق مؤلمة من حولنا، فيجب أن نستمرّ في إظهار تلك التجارب وعرضها. ومن أبرز المواضيع التي أشعر بشغف خاص لتسليط الضوء عليها في عمل درامي هو زواج القاصرات، إلى جانب التحرّش والعنف المنزلي. هذه حقائق تستحقّ أن نراها ونسمعها ونتحدّاها من خلال سرد القصص.

لقد تطوّرت في مسيرتك المهنيّة تحت أنظار الجمهور. هل كانت هناك لحظة محدّدة شعرتِ فيها بأنّك بلغتِ حقاً قوّتك كممثّلة؟

أكثر الأوقات التي تتجلّى فيها قوّتي كممثّلة هي عندما أقف أمام الكاميرا، منغمسة تماماً في اللحظة. لكن هذا الإحساس يكون أقوى عندما أرى كيف يلامس العمل مشاعر الناس، أو يفتح باب المناقشات، أو يجعل أحدهم يشعر بأن هناك من يراه ويفهمه. عندها أشعر حقاً بتأثير ما أقوم به.

هناك نعومة في طريقتك في الأداء، لكنّها لا تفتقر أبداً إلى القوّة. من أين تأتي هذه القوّة الهادئة, وهل فاجأتكِ يوماً؟

تنبع هذه القوّة الهادئة من عائلتي والحبّ الذي يحيط بي دائماً - الأشخاص الذين يؤمنون بي ويبقونني متماسكة. لكنّ الأهم من ذلك كلّه، أنّها تأتي من قناعاتي وقوّة رواية القصص. فأنا أؤمن بشدّة بالتأثير الذي يمكن أن تحدثه الدراما والمسلسلات في تغيير وجهات النظر وتحدّي الواقع. وهذا الحافز يمنحني القوّة في كلّ مرة أؤدي فيها دوراً ما.