نجوى قاسم: "عندما تكون الكلمة أقوى من الحروب"

 من وراء الشاشة الصغيرة، دخلت الإعلمية نجوى قاسم إلى قلب كل عائلة عربية وأوجدت لها في الساحة الإعلامية مكانة واضحة وخطاً خاصاً بها لا يمكن التغاضي عنهما. دخلت نجوى مجال الإعلام، بالصدفة لكنها سرعان ما عشقت عملها وتفانت في أدائه، فأخفت أنوثتها البادية وراء درع الصحافة وقررت خوض التحديات. قابلت  Marie Claire الإعلامية المتألقة نجوى قاسم التي فتحت لنا نافذة نطل من خلالها على حياتها الإعلامية وشخصيتها الإنسانية.

من هي نجوى قاسم الإنسانة؟

سيدة لبنانية أهتم بالمجالات الأدبية والفنية والثقافية والسياسية، وأنا أيضاً ابنة الحرب الأهلية اللبنانية التي فتحت عينيّ باكراً على عالم السياسة ودهاليزه. كما أنني فتاة عصرية عشت في بيئة منفتحة أتاحت لي فرصة الاطلاع على مختلف التوجهات والثقافات، والدخول المبكر في مجال العمل العام من خلال المشاركة في أنشطة الدفاع المدني ومساعدة النازحين وضحايا الحرب. درست الهندسة، لكنني عملت في مجال الإعلام نزولاً عند رغبة والدتي، فهي ملهمتي وهي من شجعتني على دخول هذا العالم.

ماذا عن نجوى الإعلامية، كيف تعرفيننا عليها من خلف الشاشة؟

منذ اليوم الأول لي في مجال الإعلام، اتخذت قراراً بأن أكون مختلفة، وبأن أكوّن نموذجاً خــاصاً بــي كــإعــلامــيــة عــربية. ولا أنـكـر هــنا أنــنــي كــنــت مـحـظـوظــة جداً بالعــمــل مـع مــــدراء قـــدروا هــذه الرغبــة وساعدوني على تحقيقها. فقد عملــت في مختــلف المجالات الإعــلامية بدءاً بالأخبار والبرامج الوثائقيـة وصولاً إلى التقارير المصورة، وكنــت دوماً حــاضرة أثناء إعداد برامجي، فدخلت الكثير من البيوت التي أعدها مدرسـة بحد ذاتها، لأن بيوت الناس تعلمك ما لا تعلمك إياه الكتب. كما عملت في أماكن بعيدة جغرافياً ومضطربة أمنياً وسياسياً، وصولا إلى التغطية المباشرة للحروب بصفتي مراسلة حربية، وهذا لقب أعتزّ به كثيراً.

بعيداً عن الشاشة، كيف تقضين يومك عادة؟

أنا أتجنب الذهاب إلى الأماكن الصاخبة التي تزدحم بالحشود، وأفضل دوماً التواجد في الأماكن الهادئة مع المقربين إليّ من أهل وأصدقاء. أما بشكل عام، فأنا أعشق خصوصية منزلي وحياتي البسيطة، وأعتبر عطلة نهاية الأسبوع وقتاً خاصاً بي وحدي استمع خلاله إلى الموسيقى وأدير فيه شؤون بيتي.

كيف تحافظين على رباطة جأشك وتماسكك أمام الأحداث المؤلمة التي بات يشهدها عالمنا العربي بشكل يومي؟

في الواقع، أنا أعشق مهنتي التي ارتبطت بها روحياً ومعنوياً حتى يمكن القول إنني أتنفس من خلال الأخبار، ومع اكتسابي الخبرة على مر السنوات تمكنت من تطوير نوع من الحيادية أو الحصانة المهني. إذ أنني غالباً ما أحتفظ بمشاعري حتى الوصول إلى المنزل حيث أستسلم لمشاعري وأجهش بالبكاء إلى أن أرتاح.

أين أنت من الصراعات التي يشهدها الوسط الإعلامي؟ وكيف تتعاملين معها؟

بصراحة أنا كإعلامية راضية عما وصلت إليه حتى الآن، ولا أطمح لاقتناص فرص ليست لي، كما أنني مقتنعة 100% أنّ الشيء المقدر لي سيأتيني من دون أيّ صراع. لذا، ترينني دوماً خارج دائرة الصراعات عندما يتعلق الأمر بمنصب ما أو فرصة للحصول على أيّ شيء آخر في حياتي المهنية.

هل بات المجتمع العربي برأيك قادراً على التعامل مع طموحات المرأة ونجاحها في شتى الميادين؟

لا يزال المجتمع العربي غير مؤهل بالكامل لاستيعاب نجاحات المرأة، إذ أنه يتعامل مع هذه النجاحات على أنها حالات فردية تقتصر على بعض النساء. كما أن المجتمع ما زال يلوّح بالحياة الأسرية كورقة تقف في وجه المرأة وتحدّ من نجاحاتها، علماً بأننا قد نجد في بعض الأحيان رجالاً شرقيين يبدون ارتياحاً لوجود امرأة ناجحة وقوية في محيطهم.

لكن ألا تعتقدين أنه كلما ازدادت المرأة نجاحاً وتفوقاً، ارتفع سقف المواصفات التي تضعها لفارس أحلامها؟

ليس بالضرورة، فأنا أرى أن المرأة تغير شروطها مع تغير طريقة تفكيرها واحتياجاتها مرحلة بعد أخرى في حياتها، فالمرأة الثلاثينية على سبيل المثال تختلف احتياجاتها وطريقة تفكيرها عن المرأة العشرينية التي تختلف بدورها من حيث طريقة التفكير عن المرأة الأربعينية. والحكم في النهاية يجب أن يكون على مدى ارتياح الشخصين لبعضهما البعض ومدى قدرتهما على التفكير المشترك والتواصل بطريقة إيجابية دون خوض صراعات على السلطة في المنزل.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث