انطوى العام 2012 حافلاً بالأحداث الهامّة والإنجازات المميّزة التي كان للمرأة العربية حصّة كبيرة منها، فقد عرفت بجهدها الحثيث، وعطائها الذي لا ينضب، كيف تخطّ بأحرف من ذهب في سجلّ العام المنصرم أعمالها القيّمة وإنجازاتها الرائدة التي أزهرت في العالم العربي ربيعاً من نوع آخر.. من المحيط إلى الخليج، سطعت أسماء العديد من السيدات في سماء الوطن العربي بفضل إنجازاتهنّ الكبيرة وأعمالهنّ الناجحة التي تركت بصمة واضحة على المجتمع ومختلف الأصعدة الحياتية.
المرأة الحديدية
لا عجب إن كانت البداية من الإمارات وتحديداً مع الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة التجارة الخارجية في البلاد، فقد صنّفتها مجلة "فوربس" الأميركية على أنّها أقوى امرأة عربية، كما اعتبرتها من ضمن أهمّ 100 شخصية نسائية عالمية. وقد استحقّت الشيخة لبنى هذا التصنيف بجدارة بفضل تفانيها الملحوظ في عملها، إذ لم تتوانَ يوماً عن تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية على المستوى العالمي.
"أميرة" القيم الإنسانية
ومن الإمارات إلى المملكة العربية السعودية حيث يسطع نجم الأميرة "أميرة الطويل" زوجة الأمير الوليد بن طلال، ونائب رئيس جمعيته الخيرية. وهي تُعرف بانفتاحها وظهورها الدائم في وسائل الإعلام، ومشاركتها الدائمة في الفعاليات الخيرية والنشاطات التطوّعية والندوات المطالبة بحقوق المرأة في السعودية. وقد احتلّت مؤخّراً المرتبة الرابعة في قائمة أعظم مئة امرأة في الشرق الأوسط، نظراً لعطائها الإنساني القيّم، إذ أنّها تدير مؤسسة الوليد بن طلال التي تُعدّ منظمة دولية لا تتوخّى الربح وتهدف إلى دعم برامج ومشاريع تنموية للحدّ من الفقر ودعم النساء حول العالم. كما أنّها تقوم على الدوام بزيارة المنظمات غير الحكومية وغيرها من منظمات الإغاثة والتنمية، ما ساعد على تحسين صورة المرأة السعودية حول العالم.
خبيرة الاستثمارات وسيدة المصارف
وفي الكويت، خطفت "شيخة خالد البحر"، الرئيسة التنفيذية لـ"بنك الكويت الوطني"، الأضواء لتربّعها على صدارة قائمة مجلة "فوربس" الأميركية لأهمّ سيدة أعمال عربية. إذ أنّ هذه السيدة تدير بنجاح مصرف "البنك الوطني" الذي يمتلك 176 فرعاً حول العالم، ويبلغ مجموع أصوله حوالي 51 مليار دولار، ما يجعله دوماً في صدارة المصارف في الشرق الأوسط. فقد استطاعت شيخة البحر أن تقود المصرف الكويتي إلى تحقيق أرباح مالية طائلة قُدّرت بمليار دولار أميركي، وإيرادات فاقت الـ2.3 مليار دولار، ليحتلّ المصرف بذلك المرتبة السابعة ضمن قائمة أفضل 200 مصرف في الخليج العربي.
أسطورة الفنّ المعماري
ومن العراق ارتقت المهندسة "زها حديد" بالفنّ المعماري إلى مستوى جديد يليق بالعالمية، فاسمها بات مقروناً بأهمّ الأصرحة العصرية في القارتين الأوروبية والأميركية، وشهرتها أمست ذائعة في الأوساط المعمارية الغربية. صمّمت زها العديد من الأصرحة الهامّة منها المبنى الرئيسي لمصنع شركة BMW، ومركز الفن المعاصر في الولايات المتّحدة، ومرسى السفن في باليرمو صقلية، والمسجد الكبير في ستراسبورغ، ودار الأوبرا في دبي، ومتحف الفنون الإسلامية في الدوحة. مؤخّراً أدرجتها مجلة "بيزنس أربيان" ضمن قائمة أهم 100 امرأة عربية.
نجمة متألّقة..
نجحت المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي في أن تحمل الفنّ العربي نحو العالمية وتكون نجمة البساط الأحمر في العديد من المهرجانات السينمائية العالمية حاصدة العديد من الجوائز الهامّة. فقد بدأت نادين مسيرتها في العام 1998 حين أخرجت فيلم "11 شارع باستور" الذي عُرض في العديد من المهرجانات الدولية، وحاز على جائزة "أفضل فيلم قصير" في مهرجان "معهد العالم العربي في باريس". لتعمل بعد ذلك في مجال الأفلام الدعائية، ويلمع اسمها في مجال إخراج الأغاني المصوّرة، حيث تعاملت مع عدد كبير من أهمّ النجوم في العالم العربي وحصدت العديد من الجوائز في هذا المجال.
