الشيخة لبني القاسمي... المرأة الحديدية

من عشقها لوطنها، وجهدها الحثيث دوماً لتقديم الأفضل له ورفع رايته خفّاقةً في أرجاء العالم أجمع، استمدّت الشيخة لبنى القاسمي رغبتها في الكفاح والعطاء، فانعكست جهودها نجاحاً اقتصادياً بارزاً وتألقاً على المستويين العربي والعالمي. فقد تصدّرت الصحف مؤخراً لاحتلالها مراتب متقدّمة بين النساء الأكثر تأثيراُ في العالم، وتحدّثت مصادر أخرى عن تتويجها كأقوى امرأة عربية. Marie Claire التقت معالي وزيرة التجارة الخارجية في الإمارات العربية المتّحدة، الشيخة لبنى القاسمي، التي أجابتنا عن العديد من الأسئلة بانفتاح كبير ينمّ عن مدى ثقافتها وعمق نظرتها ووفائها لوطنها وإمارتها.

معاليك أول وزيرة إماراتية وثالث وزيرة خليجية، كما تمّ تصنيفك من قبل مجلة "فوربس" الأميركية كأقوى سيدة عربية وواحدة من أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم، حتّى أنّ البعض يطلقون عليك لقب "حديدية الإمارات"، فما تعليقك على كلّ هذه الألقاب وما هو الأحب إلى قلبك منها؟

"الألقاب يصنعها الإنسان ولا تصنع الألقاب الإنسان"! فهي في نظري ثمار نحصدها في حياتنا نتاجاً لكفاحنا وتعبنا وإصرارنا على المضي في الطريق كمكافأة لنا طيلة مراحل ودروب حياتنا. وبالنسبة إلى نظرتي إلى أيّ لقب أو مكانة حصلت عليها، فإنّني بقدر ما أشعر بأنها مكافأة لي وثمرة كفاح أعتزّ بها في حياتي، بقدر ما أحرص على أن يكون هدفي الأكبر دوماً هو تسخير أيّ لقب أو منصب أو تقدير إقليمي أو عالمي لكي يكون أداة للترويج لنجاحات بلدي.

لا يخفى على أحد أنّك تتحدّرين من سلالة إماراتية عريقة، لكنك تمكّنت من الوصول إلى ما أنت عليه بفضل نضالك وعملك الدؤوب والمثابر، فهلا تحدثينا قليلاً عن قصة كفاحك للوصول إلى ما أنت عليه اليوم؟

عندما أتذكر الخطوات الأولى في حياتي، فإنّني أتذكّر دوماً ذلك الحلم الصغير الذي كبر مع كلّ إنجاز ونجاح أحققه، فهو الحافز الذي كان يدفعني لبذل المزيد من الجهد والعمل الشاق والمثابرة على تحصيل العلم، وخوض كلّ تجربة متسلحة برعاية الله تعالى ثمّ التشجيع والدعم المعنوي الكبير الذي حظيت به من والدتي "حفظها الله"، ووالدي "رحمه الله"، ولم يكن الطريق مفروشاً بالورد أو ممهداً. تركيبة شخصيتي ورغبتي في بلوغ النجاح بطعم الكفاح هي ما دفعني لتحقيق تلك الإنجازات.

منذ استلامك منصبك ودخولك حيز التجارة، ودولة الإمارات العربية المتحدة تحقق عاماً بعد آخر النمو والازدهار، فما شعورك حيال هذا الواقع؟

في ما يتعلق بشعوري مع تحقيق نتائج ومؤشرات مرموقة لتصنيف القطاع التجاري للإمارات عالمياً، وتسايراً مع عملي في الوزارة طيلة الأعوام الماضية، فلا شك في أنّه شعور جارف بالفخر لتحقيق تلك النجاحات في بلدي الإمارات، وهو تأكيد على نجاح الاستراتيجيات المتبعة في الوزارة لتطوير القطاع التجاري الوطني والنهوض به وفقاً للمعايير العالمية، وتماشيها مع استراتيجية الدولة لتنويع الاقتصاد، وبما ينعكس على الثقة الغالية التي أولتها القيادة الرشيدة لي بتكليفي بتأسيس أول وزارة خاصة بالتجارة الخارجية.

بالإضافة إلى عملك المثمر وتألقك الدائم في مجال السياسة والتجارة، نلحظ دوماً مشاركتك في الاحتفالات الخيرية والأعمال التطوعية، فما سرّ ذلك؟

النزعة أو الفطرة البشرية جُبلت وخلقت على عمل الخير، فالخير موجود في كلّ إنسان خلقه الله تعالى، لكن يجب على كلّ إنسان أن يسعى لإبراز ذلك الجانب لينعكس إيجاباً على مجتمعه وكل من حوله، ومرد مشاركاتي في الأعمال المجتمعية هو أنّني أؤمن أيضاً بأنني جزء من المجتمع الذي أعيش فيه.

لا شكّ في أنّك بمنصبك الحالي ومسيرتك الحافلة بالأعمال المشرّفة تشكّلين قدوة لكلّ امرأة عربية، فكيف تقيّمين وضع المرأة اليوم في العالم العربي بشكل عام ودول الخليج بشكل خاصّ؟

أعتقد أن التطورات المتلاحقة خلال العقدين الماضيين سمحت بأن تحتلّ المرأة العربية مكانة جيدة. فالظروف الاقتصادية والمعيشية التي عاشتها بعض الدول العربية خلال السبعينيّات، وضعف دخل رب الأسرة وتغير الثقافات، كلها معطيات دفعت المرأة العربية إلى تحمل ظروف المعيشة والنزول إلى سوق العمل.

وفي ما يتعلّق بوضع المرأة في دول الخليج، فأعتقد أنّنا قطعنا أشواطاً شاسعة وغير مسبوقة إقليمياً للنهوض بمكانة المرأة الخليجية، وتعزيز مشاركتها وإسهاماتها في مختلف دروب التنمية الاقتصادية والاجتماعية بل والسياسية أيضاً.

لا شكّ في أنّ عملك الصعب هذا يأخذ حيزاً كبيراً من حياتك، فهل تتسنّى لك الفرصة لقضاء الوقت الكافي مع عائلتك؟

دائماً، بالرغم من حيّز الوقت الطويل الذي يستأثر به عملي، إلا أنني أنظر دوماً إلى الأمور بتوازن وقدرة على استثمار الوقت. فأسعد اللحظات لدي هي الجلوس مع الوالدة "حفظها الله"، وأخواني وأخواتي خصوصاً يوم الجمعة.

بعيداً عن عالم السياسة والتجارة والاقتصاد، ما الذي تحب الشيخة لبنى القاسمي القيام به في أوقات فراغها؟

لدي هوايتان أخصّص لهما حيزاً من الوقت في حياتي وأجد فيهما ملاذاً من عبء العمل والمنصب التنفيذي. الهواية الأولى هي القراءة. فأنا منذ صغري أتوحّد مع ذاتي عند تفرّغي للقراءة. أمّا الهواية الثانية المحببة إلى قلبي كثيراً فهي الزراعة لأنّها تشعرني بالسكينة واطمئنان النفس وتبعثني على التأمل.

ما هي نظرتك المستقبلية لدولة الإمارات؟

أعتقد أنّ بلدي الإمارات سيحقّق طفرات هائلة في المستقبل تفوق ما حقّقته حتّى الآن، لأنّ من يحرّكها هي قيادة طموحة تسعى لإقصاء مفردة "المستحيل" من قاموس الإمارات، وما تحقق حتّى اليوم ليس سوى القليل لأنّ دولة بحجم قيادة الإمارات وطموحها لن يهدأ فيها حراك الإبداع وخوض غمار الريادة دائماً وأبداً، متسلحة بالتفاف شعبها حول قيادته والانفتاح على العالم.

الإمارات, وزيرة التجارة الخارجية, الشيخة لبنى القاسمي

ماري كلير – فبراير 2013

مشاهير – Celebrity Interview

 

الشيخة لبني القاسمي... المرأة الحديدية

 

من عشقها لوطنها، وجهدها الحثيث دوماً لتقديم الأفضل له ورفع رايته خفّاقةً في أرجاء العالم أجمع، استمدّت الشيخة لبنى القاسمي رغبتها في الكفاح والعطاء، فانعكست جهودها نجاحاً اقتصادياً بارزاً وتألقاً على المستويين العربي والعالمي. فقد تصدّرت الصحف مؤخراً لاحتلالها مراتب متقدّمة بين النساء الأكثر تأثيراُ في العالم، وتحدّثت مصادر أخرى عن تتويجها كأقوى امرأة عربية. Marie Claire التقت معالي وزيرة التجارة الخارجية في الإمارات العربية المتّحدة، الشيخة لبنى القاسمي، التي أجابتنا عن العديد من الأسئلة بانفتاح كبير ينمّ عن مدى ثقافتها وعمق نظرتها ووفائها لوطنها وإمارتها.

معاليك أول وزيرة إماراتية وثالث وزيرة خليجية، كما تمّ تصنيفك من قبل مجلة "فوربس" الأميركية كأقوى سيدة عربية وواحدة من أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم، حتّى أنّ البعض يطلقون عليك لقب "حديدية الإمارات"، فما تعليقك على كلّ هذه الألقاب وما هو الأحب إلى قلبك منها؟

"الألقاب يصنعها الإنسان ولا تصنع الألقاب الإنسان"! فهي في نظري ثمار نحصدها في حياتنا نتاجاً لكفاحنا وتعبنا وإصرارنا على المضي في الطريق كمكافأة لنا طيلة مراحل ودروب حياتنا. وبالنسبة إلى نظرتي إلى أيّ لقب أو مكانة حصلت عليها، فإنّني بقدر ما أشعر بأنها مكافأة لي وثمرة كفاح أعتزّ بها في حياتي، بقدر ما أحرص على أن يكون هدفي الأكبر دوماً هو تسخير أيّ لقب أو منصب أو تقدير إقليمي أو عالمي لكي يكون أداة للترويج لنجاحات بلدي.

لا يخفى على أحد أنّك تتحدّرين من سلالة إماراتية عريقة، لكنك تمكّنت من الوصول إلى ما أنت عليه بفضل نضالك وعملك الدؤوب والمثابر، فهلا تحدثينا قليلاً عن قصة كفاحك للوصول إلى ما أنت عليه اليوم؟

عندما أتذكر الخطوات الأولى في حياتي، فإنّني أتذكّر دوماً ذلك الحلم الصغير الذي كبر مع كلّ إنجاز ونجاح أحققه، فهو الحافز الذي كان يدفعني لبذل المزيد من الجهد والعمل الشاق والمثابرة على تحصيل العلم، وخوض كلّ تجربة متسلحة برعاية الله تعالى ثمّ التشجيع والدعم المعنوي الكبير الذي حظيت به من والدتي "حفظها الله"، ووالدي "رحمه الله"، ولم يكن الطريق مفروشاً بالورد أو ممهداً. تركيبة شخصيتي ورغبتي في بلوغ النجاح بطعم الكفاح هي ما دفعني لتحقيق تلك الإنجازات.

منذ استلامك منصبك ودخولك حيز التجارة، ودولة الإمارات العربية المتحدة تحقق عاماً بعد آخر النمو والازدهار، فما شعورك حيال هذا الواقع؟

في ما يتعلق بشعوري مع تحقيق نتائج ومؤشرات مرموقة لتصنيف القطاع التجاري للإمارات عالمياً، وتسايراً مع عملي في الوزارة طيلة الأعوام الماضية، فلا شك في أنّه شعور جارف بالفخر لتحقيق تلك النجاحات في بلدي الإمارات، وهو تأكيد على نجاح الاستراتيجيات المتبعة في الوزارة لتطوير القطاع التجاري الوطني والنهوض به وفقاً للمعايير العالمية، وتماشيها مع استراتيجية الدولة لتنويع الاقتصاد، وبما ينعكس على الثقة الغالية التي أولتها القيادة الرشيدة لي بتكليفي بتأسيس أول وزارة خاصة بالتجارة الخارجية.

بالإضافة إلى عملك المثمر وتألقك الدائم في مجال السياسة والتجارة، نلحظ دوماً مشاركتك في الاحتفالات الخيرية والأعمال التطوعية، فما سرّ ذلك؟

النزعة أو الفطرة البشرية جُبلت وخلقت على عمل الخير، فالخير موجود في كلّ إنسان خلقه الله تعالى، لكن يجب على كلّ إنسان أن يسعى لإبراز ذلك الجانب لينعكس إيجاباً على مجتمعه وكل من حوله، ومرد مشاركاتي في الأعمال المجتمعية هو أنّني أؤمن أيضاً بأنني جزء من المجتمع الذي أعيش فيه.

لا شكّ في أنّك بمنصبك الحالي ومسيرتك الحافلة بالأعمال المشرّفة تشكّلين قدوة لكلّ امرأة عربية، فكيف تقيّمين وضع المرأة اليوم في العالم العربي بشكل عام ودول الخليج بشكل خاصّ؟

أعتقد أن التطورات المتلاحقة خلال العقدين الماضيين سمحت بأن تحتلّ المرأة العربية مكانة جيدة. فالظروف الاقتصادية والمعيشية التي عاشتها بعض الدول العربية خلال السبعينيّات، وضعف دخل رب الأسرة وتغير الثقافات، كلها معطيات دفعت المرأة العربية إلى تحمل ظروف المعيشة والنزول إلى سوق العمل.

وفي ما يتعلّق بوضع المرأة في دول الخليج، فأعتقد أنّنا قطعنا أشواطاً شاسعة وغير مسبوقة إقليمياً للنهوض بمكانة المرأة الخليجية، وتعزيز مشاركتها وإسهاماتها في مختلف دروب التنمية الاقتصادية والاجتماعية بل والسياسية أيضاً.

لا شكّ في أنّ عملك الصعب هذا يأخذ حيزاً كبيراً من حياتك، فهل تتسنّى لك الفرصة لقضاء الوقت الكافي مع عائلتك؟

دائماً، بالرغم من حيّز الوقت الطويل الذي يستأثر به عملي، إلا أنني أنظر دوماً إلى الأمور بتوازن وقدرة على استثمار الوقت. فأسعد اللحظات لدي هي الجلوس مع الوالدة "حفظها الله"، وأخواني وأخواتي خصوصاً يوم الجمعة.

بعيداً عن عالم السياسة والتجارة والاقتصاد، ما الذي تحب الشيخة لبنى القاسمي القيام به في أوقات فراغها؟

لدي هوايتان أخصّص لهما حيزاً من الوقت في حياتي وأجد فيهما ملاذاً من عبء العمل والمنصب التنفيذي. الهواية الأولى هي القراءة. فأنا منذ صغري أتوحّد مع ذاتي عند تفرّغي للقراءة. أمّا الهواية الثانية المحببة إلى قلبي كثيراً فهي الزراعة لأنّها تشعرني بالسكينة واطمئنان النفس وتبعثني على التأمل.

ما هي نظرتك المستقبلية لدولة الإمارات؟

أعتقد أنّ بلدي الإمارات سيحقّق طفرات هائلة في المستقبل تفوق ما حقّقته حتّى الآن، لأنّ من يحرّكها هي قيادة طموحة تسعى لإقصاء مفردة "المستحيل" من قاموس الإمارات، وما تحقق حتّى اليوم ليس سوى القليل لأنّ دولة بحجم قيادة الإمارات وطموحها لن يهدأ فيها حراك الإبداع وخوض غمار الريادة دائماً وأبداً، متسلحة بالتفاف شعبها حول قيادته والانفتاح على العالم.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث