Safiya Alsayegh: "مكانة المرأة في دولة الأمارات كبيرة ودورها في كلّ المجالات واضح وبارز"

أنا فخورة ببلادي وبلادي فخورة بي!

من العلوم والتكنولوجيا إلى الفنون مروراً بالسياسة والدبلوماسيّة والرياضة... لطالما أبهرتنا نساء الإمارات بتألّقهنّ في مجالات عدّة. فكنّ ركناً أساسيّاً للتطوّر الذي شهدته بلادهنّ حيث شاركنَ في نموّ مجتمعتهّنّ ولم يتردّدنَ بأخذ الخطوة الأولى في مجالات جديدة ليفتحنَ الباب لتميّز وريادة أخريات. هكذا هنّ نساء الإمارات رائدات يتّسمن بالشجاعة ولا يفوّتنَ جهداً لتمكين أخواتهنّ في الوطن فيرسمنَ مستقبله سويّاً. ومع إطلاق رؤية "نحن الإمارات 2031" التي تهدف الى تشكيل رؤية جديدة وخطّة عمل وطنيّة للسنوات القادمة وتعتبر بمثابة برنامج تنمويّ متكامل من الجانب الاجتماعي مروراً بذلك الاقتصادي والاستثماري وصولاً إلى التنميّة العامّة، سيبرز أكثر وأكثر دور المرأة في تنمية مجتمعها واقتصاد بلادها. وفيما نحتفل باليوم الوطني الإماراتي، لنتعرّف إلى رائدات إماراتيّات من مجالات مختلفة صقلنَ بجهودهنّ وعملهنّ وإبداعهنّ تطوّر هذه المجالات، فنحتفي معهنّ بماضي هذه الدولة التي أبهرتنا بإنجازاتها وحاضرها ومستقبلها! وفي ما يلي مقابلتنا مع الرياضيّة المحترفة صفية الصايغ. 

 

Safiya Alsayegh: "مكانة المرأة في دولة الأمارات كبيرة ودورها في كلّ المجالات واضح وبارز" 

التصوير: UAE Team ADQ

نشأت صفية الصايغ في عائلة رياضية فوالدها هو لاعب الكرة الإماراتي السابق مختار الصايغ، فمارست منذ طفولتها مختلف أنواع الرياضة وأغلب ذكريات طفولتها ذكريات رياضية جميلة. وقد بذل كلّ من والدها ووالدتها جهدًا كبيرًا معها ومع أخواتها منذ نعومة أظافرهم لتكون الرياضة جزءًا من حياهم. من السباحة إلى الجمباز مروراً بركوب الدراجات الهوائية كهاوية مع أسرتها، مارست صفيّة رياضات عديدة خلال نشأتها. وقد كلّلت الرياضيّة المحترفة موسمها الرياضي الناجح مع الفريق الإماراتي بالحصول على ستّ ميداليات في البطولة العربية لدراجات المضمار وفازت للعام الثالث على التوالي في بطولة 2022 الوطنية للدراجات. لنتعرّف إليها هن قرب في ما يلي!

أفضل صورة عن المرأة الإماراتيّة

انضمّت صفيّة إلى فريق الإمارات القابضة (ADQ) للدراجات الهوائيّة هذا العام وهي فخورة وممتنّة لهذه الفرصة لأنّها ستمثّل المرأة الإماراتية من خلال هذا الفريق المتميّز في مختلف المنافسات الدولية حيث تتمنّى أن تقدّم أفضل صورة عن المرأة الإماراتيّة وأن تمثّل بلادها وترفع رايتها معه. وتخبرنا المزيد عن الفريق: "يتكوّن الفريق من لاعبات من خلفيات مختلفة وأستطيع أن أصفه بأنّه راقي ومتنوّع، والحقيقة أنّني سعيدة باختلاف خلفيّات عضوات الفريق فلدى كلّ منّا قصة مختلفة تحكيها للأخريات. ونحن في الفريق صديقات نسعد بالحديث والتدريب والتنافس معًا. كما أنّ لدى فريق الإمارات القابضة (ADQ) طموحات كبيرة للمشاركة والفوز على مستوى دولي، وبالتالي علينا نحن اللاعبات مسؤولية كبيرة".

وفيما شارك الفريق في معسكر تدريبيّ مؤخّراً، تخبرنا صفية المزيد عن هذه الخبرة:" نقوم في هذا المعسكر بالإعداد الجيّد لما سنشارك فيه من منافسات مع المحترفين. ويتيح لنا المعسكر فرصة التواجد معًا ما يخلق الألفة والانسجام فيما بيننا، كما تتوثق العلاقة بيننا وبين الجهاز الفني، الذي تتاح له أيضاً فرصة التّعرف على قدرات كل عضوة ولاعبة في الفريق." وتتابع: وخلال المعسكر قمنا بلقاء الرعاة الذين يدعمون الفريق وهذا بالطبع أمر مهمّ. كما أنّنا خلال المعسكر نقوم بلقاءات اجتماعية تهدف إلى توعية المجتمع برياضة ركوب الدراجات الهوائية وطبيعتها وتشجيع وجذب المزيد من الفتيات والسيدات لمشاركتنا هذه الرياضة الرائعة ، وأخيراً تمكين المرأة في مجال الرياضة عمومًا ورياضة الدراجات الهوائية على وجه التحديد".

وتضيف بالنسبة إلى مساعدة هذا المعسكر والفريق بشكل عام على تعزيز مكانة المرأة في الرياضة وتقول: "الحقيقة أنّ مكانة المرأة في دولة الأمارات كبيرة ودورها في كلّ المجالات واضح وبارز بفضل من الاهتمام والرعاية والدعم من القيادة الرشيدة، وبالطبع من سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية " أم الإمارات"، وساعد هذا الدعم المتواصل الفتاة الإماراتية على تحقيقها العديد من الانجازات وتبوئها مكانة مرموقة على المستوى المحلي وكذلك على المستويين الإقليمي والعالمي". وتتابع: "ومع وجود مؤسسات مهمة في الدولة مثل أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، ولجنة المرأة والرياضة بمجلس دبي الرياضي ومؤسسة الشارقة لرياضة المرأة وغيرهم العديد من الأندية والمراكز، تشارك فتيات وسيدات الإمارات في الرياضة حتى داخل المدارس فقد كنت أمارس السباحة وأتقنتها داخل مدرستي كما أشرت في السابق. وأنا أطمح لأن أتمكن من دعم مسيرة تمكين المرأة في الرياضة وأن أكتب سطرا جديدا في هذا السجل الرائع للمرأة في الرياضة الحافل بنماذج متميزة لسيدات إماراتيات استطعن الفوز في البطولات الرياضية المختلفة ومثلن الإمارات في الخارج ووصلن لمنصات التتويج. وعندما تأسس فريق الإمارات القابضة (ADQ) للدراجات الهوائيّة وضع على قمة أولوياته إلهام وتشجيع المجتمع الإماراتي ككل لممارسة الرياضة، ليصبح أكثر نشاطًا، وكذلك أردنا إلهام الفتيات الإماراتيات وتشجيعهن على المشاركة في الفعاليات الرياضية، وممارسة رياضة الدراجات الهوائية على وجه التحديد، كما كان المعسكر فرصة لتعريف الشابات والفتيات الإماراتيات على البطلات العالميات ليكن قدوة لهن، ولنفتح قنوات تواصل بين الجانبين لتبادل الخبرات والمعارف وإثراء تجربة رياضة الدراجات الهوائية عمومًا."

وعي عالي بأهميّة ممارسة الرياضة

وفيما نسأل صفية عن الصعوبات التي واجهتها عندما بدأت احتراف هذه الرياضة، تقول:"بطبيعة الحال لا تخلو أيّ مسيرة من الصعوبات أو حتى المضايقات، لكنّي وكما ذكرت لدى دعم قوي من والدي ووالدتي وكلّ أفراد عائلتي ولم أكن أعبأ بالنقد الذي يوجّهه لي البعض، وهو بالمناسبة قليل جداً، كما أنّ أغلب أفراد مجتمعنا لديهم وعي عالي بأهمية ممارسة الجميع للأنشطة وللرياضة، والتوجه العام للدولة يشجّع الشباب على ممارسة الرياضة وخوض السباقات والمنافسات، كما أنّ لدي فريقا يدعمني لذا لا أتوقّف عند أي ملاحظة، ولا أسمع للنقد غير البنّاء فهو في الأغلب يأتي إما من حاقد أو من شخص لم يستطع تحقيق إنجازات في حياته. لذا الإنجازات التي أفخر أنني حققتها كانت بفضل الدعم المعنوي الكبير الذي أحصل عليه ممّن حولي وعدم التفاتي للمنتقدين".

طموحي للإمارات كبير بقدر ما أعطتني هذه الدولة

وكلاعبة دراجات هوائية محترفة تتذكّر صفية ثلاث لحظات لن تنساها أبدًا وتعدّدها على الشكل التالي: "مشاركتي الناجحة في أول بطوبة للإمارات لرياضة الدراجات الهوائية في عام 2019، وثاني المواقف هي لحظة تتويجي في منافسات بطولة آسيا للدراجات الهوائية عندما حصلت على الميدالية البرونزية، وكم كانت لحظة مليئة بشعور النجاح الممزوج بالسعادة وأنا أرفع علم الإمارات هناك. أما ثالت اللحظات هي انضمامي لفريق الإمارات القابضة (ADQ) للدراجات الهوائيّة مع أفضل دراجات يشتركن معي في حب هذه الرياضة الرائعة وفي شغف ركوب الدراجات والتنافس والمغامرة على الطرقات، خاصة أن كل منا لديها الكثير لتقدمه، بالإضافة لما يتيحه لي انضمامي للفريق من مزايا تمثيل الإمارات والتميز إقليميا ودوليًا". وعن الهدف الذي تحلمي تحقيقه لبلدها على المستوى الدولي، تقول: "طموحي للإمارات كبير بقدر ما أعطتني الإمارات. أود أن أكون مصدر فخر لها ولكل الرياضيين الرياضيات فيها. كما أتمنّى أن أوظب على المستوى الاحترافي الذي وصلت إليه. وأطمح لأن أظلّ بطلة للإمارات ودول الخليج وكل العرب وأن يرتقي مستواي أكثر فأكثر، وكما حققت ميدالية برونزية في بطولة آسيا أتمنى أن أتوج الدورة القادمة بالذهبية بإذن الله. كما أتمنى أن أشارك في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 وأتمكن من أن أحرز ميدالية وأن أرفع علم الإمارات هناك".

وتختتم بمشاركة النصيحة التالية مع الفتيات الإماراتيّات بصفتها أوّل متسابقة عربية محترفة للدراجات الهوائية في الطواف العالمي للسيدات حول ممارسة هذه الرياضة وتقول:" تعتبر رياضة ركوب الدراجات الهوائية من الرياضات المحببة عند مختلف الأعمار لأنها تساعد في التغلب على ضغوط الحياة، وكذلك التخلص من المخاوف والتقليل من الأعراض المرتبطة بالضيق والتوتر، لذا أنصح الفتيات بتجريبها حتى كهواية وليس بالضرورة ليصبحن بطلات أو محترفات، فسوف يلاحظن فرقًا كبيرًا على حياتهن ما أن يبدأ في التمرين كما أنّ ممارسة الرياضة في الهواء الطلق مسألة مبهجة جدًا".

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث