في حفل توزيع جائزة Kering Generation Award الأوّل في المملكة العربية السعودية، عرضت Marie-Claire Daveu، مديرة التنمية المستدامة في Kering، رؤية المجموعة للرفاهية المستدامة، وذلك من خلال أهداف ملموسة وقابلة للتقييم. يعكس هذا الالتزام رغبة المجموعة في جعل الموضة جزءاً من ديناميكية مسؤولة بيئياً، وتشجيع الابتكار استجابةً للتحديات البيئية المعاصرة.
تؤكّد Daveu قائلة: "لم تعد التنمية المستدامة اتجاهاً سائداً، بل أصبحت ضرورة. لقد وصلنا إلى نقطة لم تعد فيها التنمية المستدامة خياراً، بل أصبحت مسؤولية الصناعة بأكملها." على مدار عشرين عاماً، نظمت Kering التزامها حول ثلاثة محاور: البيئة ورفاهية الموظفين والابتكار. وتتابع: "في Kering، نؤمن بأنّ صناعة السلع الفاخرة لها دور رئيس في الانتقال إلى نماذج أكثر استدامة. التزامنا واضح ويتمثّل في الحدّ من بصمتنا البيئية مع الحفاظ على التميّز الإبداعي والحرفي الذي تشتهر به دورنا."
تعتمد المجموعة المواد الخام التي يمكن تتبعها بنسبة 97%، والطاقة المتجدّدة بنسبة 100%، كما حقّقت هدفها المتمثّل في تقليل بصمتها البيئية بنسبة 40% بحلول العام 2021. وتضيف Daveu : "لقد وضعنا أهدافاً طموحة، ولكنّنا بحاجة إلى فعل المزيد. إنها عملية مستمرّة تتطلّب الابتكار والالتزام الجماعي".
وفي هذا الإطار، تستثمر Kering على نطاق واسع في الممارسات التي تحترم التنوّع البيولوجي، لا سيما من خلال تجديد التربة واعتماد مواد جديدة صديقة للبيئة. وتشدّد Daveu على أنه "من الضروري العمل في المراحل الأولية مع شركائنا الزراعيين والصناعيين لضمان المواد الخام التي تحترم الكوكب والمجتمعات التي تنتجها". وتعمل الشركة مع المزارعين والعلماء لتطوير أساليب إنتاج مستدامة والحفاظ على النظم البيئية الحساسة المتأثّرة بصناعة النسيج.
ويلعب الابتكار دوراً رئيساً في تحقيق الاستدامة، حيث أنشأت Kering مختبر Material Innovation Lab الذي يضمّ أكثر من 8000 عيّنة من الأقمشة المستدامة، ما يسمح بإعادة التفكير في التصميم مع تقليل التأثير البيئي. وتوضح Daveu : "الابتكار هو جوهر استراتيجيتنا. نحن بحاجة إلى استكشاف حلول ومواد وعمليات جديدة لتحويل صناعتنا".
ولا يقتصر عمل الشركة على تحسين ممارساتها الخاصّة فحسب، بل تشجّع شركاءها ومورّديها على أن يحذوا حذوها. فمن خلال برامج التدريب وعمليات التدقيق المنتظمة، تضمن مجموعة Kering الامتثال لمعايير الاستدامة العالية الخاصة بها في كامل سلسلة التوريد. وتوضح Daveu قائلةً: "طموحنا هو إنشاء نظام بيئي فعّال حيث يتبنّى كلّ طرف في سلسلة القيمة لدينا ممارسات مسؤولة". والهدف من ذلك هو إنشاء نموذج أعمال أكثر شفافية وأخلاقية، والمساهمة في التطوّر الشامل لقطاع المنتجات الفاخرة.
أمّا جائزة Kering Generation Award، بالشراكة مع هيئة الأزياء السعودية، فتهدف إلى دعم الشركات الناشئة المحلية المبتكرة في مجال الاستدامة. تعمل هيئة الأزياء التي تأسّست في العام 2020 على تنظيم صناعة الأزياء من خلال دعم المواهب وتعزيز تراث المملكة. كما يتماشى عملها مع رؤية 2030، التي تسلّط الضوء على التحوّل الاقتصادي والاجتماعي في المملكة العربية السعودية من خلال المبادرات الثقافية والتكنولوجية.
ويوضح هذا البرنامج رغبة مجموعة Kering في لعب دور رائد في مجال الموضة المستدامة على نطاق عالمي، مع دعم المبادرات المحلية. وتوضح Daveu : "لقد أدهشتنا حماسة رواد الأعمال السعوديين وقدرتهم على الابتكار في مجال الأزياء المستدامة. هذه المبادرة هي فرصة فريدة لتسليط الضوء على المواهب الناشئة ومنحها فرصة للظهور على المستوى العالمي."
سيحظى الفائزون بالجائزة بفرصة تقديم ابتكاراتهم في قمةChangeNOW في باريس، ممّا يعزّز من مكانتهم لدى المستثمرين والخبراء الدوليين. ستمكّنهم هذه المنصة من تبادل الأفكار مع الجهات الفاعلة الرئيسة في القطاع، بالإضافة إلى تحسين نهجهم وتسريع تطوير مشاريعهم.
وبهذا الالتزام، تثبت Kering أنّ الفخامة والمسؤولية يسيران جنباً إلى جنب. ومن خلال دمج الاستدامة في جوهر استراتيجيتها، تسعى المجموعة إلى إثبات أنّ الموضة يمكن أن تتطوّر بدون المساس بموارد الكوكب. وتختتم Daveu قائلة: "الفائزون بالجائزة هم روّاد. إنّهم يثبتون أنّ الاستدامة هي أداة استراتيجية لمستقبل الرفاهية."
ومن خلال مبادرات مثل جائزة Kering Generation Award، لا تكتفي المجموعة بتبنّي موقف أخلاقي فحسب، فهي تستثمر أيضاً في دعم جيل جديد من المصمّمين الواعين والملتزمين. وتؤكّد Daveu : "مسؤوليتنا هي إلهام أولئك الذين سيبنون مستقبل الرفاهية المستدامة وتدريبهم ودعمهم. فالتغيير يأتي من خلالهم، ونحن نريد أن ندعمهم في هذا التحوّل". وهذا النهج لن يشكّل مستقبل الموضة فحسب، بل سيعيد رسم مستقبل صناعة الرفاهية بأكملها.
