At Home مع ندى غزال

بعد أن حصدت جوائز إقليميّة ودوليّة في مجال الإعلانات، تفرّغت لشغفها بتصميم المجوهرات وأسّست علامتها الخاصّة Nada G باحتراف. إنّها Nada Ghazal الجريئة والواقعيّة والمستقلّة. زرنا منزلها في لبنان لنكتشف أنّ ديكور بيتها يعكس شخصيّتها المفعمة بالعاطفة والمُحبّة التميّز كتصاميمها. فمنزلها الاستثنائيّ يشبه مجوهراتها التي تعكس خبرتها وإحساسها، إذ يوازن بين الغنى واللمعان من جهة، والواقعيّة والعمليّة من جهة أخرى. وتُخبرنا Nada في هذه المقابلة عن علامتها Nada G وعن تجربتها الفريدة في الحياة وكيفيّة تصميمها منزلها. 

جدّتك كانت مصدر إلهامك لتصبحي فنّانة، وهي درّبتك على فنّ الحياكة منذ أن كنت في السادسة من العمر، فلماذا اخترت تصميم المجوهرات عوضاً عن الملابس؟

أفضّل تصميم الإكسسوارات، كالمجوهرات والأحذية، على تصميم الثياب، لأنّها تحدّد هويّة الشخص. لكنّني اخترت المجوهرات عوضاً عن الأحذية، لأنّ تصنيع الأحذية يتطلّب العمل في المشاغل. أمّا أنا فأحبّ العمل بيديّ والمشاركة شخصيّاً في تصميم كلّ قطعة. وبما أنّني ابتكرت هويّة خاصّة بي منذ صغري، شعرت بأنّني أستطيع مساعدة الأشخاص الذين يبحثون عن إنشاء هويّة خاصّة بهم أيضاً من خلال تصميم المجوهرات.

قرّرتِ أن تؤسّسي علامتك الخاصّة بعد أن اكتسبت خبرة عشر سنوات وحصدت جوائز إقليميّة ودوليّة في مجال الإعلانات، فكيف رسمتها؟

في عملي في قسم الإبداع في مجال التسويق والإعلانات، تعلّمت كيف أبني هويّة أيّ علامة. وساعدتني الخبرة في هذا المجال على بناء علامتي. وعندما أسّستها، كانت ملامح هويّتها واضحة، فهي جريئة وفاتنة ومرنة ومتعدّدة الاستخدامات والأهمّ أنّها مفعمة بالعاطفة، إذ تحمل كلّ قطعة قصّة وإحساساً.

مجموعاتك تضمّ خواتم وقلادات وأساور وغيرها من الإكسسوارات. ما هي القطعة التي تفضّلين تصميمها؟

أفضّل الخواتم لأنّني أشعر بأنّها تشبهني كثيراً. وأشعر بأنّ الخاتم واقعيّ مثلي، فهو لديه أساس متين وثابت. أمّا القلادة فتتدلّى في الهواء، والخواتم تسمح لي بتطبيق شغفي بالأشكال العضويّة والهندسيّة.

تترجمين في مجموعاتك أحاسيسك وتحوّلينها إلى قطع مجوهرات أزليّة تحيي عواطف الآخرين، فكيف يظهر ذلك بشكل مختلف في كلّ مجموعة؟

عندما أنقل خبرتي وإحساسي عبر المجوهرات التي أصمّمها، تربط الكثير من النساء خبرتهنّ الخاصّة بخبرتي، فهنّ ينجذبن إلى القطع التي تحمل وراءها قصّة وعاطفة. فعلى سبيل المثال، يعتبر معظم الأشخاص أنّ الخاتم يُمثّل الالتزام، أمّا أنا فلديّ تصوّر خاصّ له عكستُه عندما صمّمت في مجموعة "Free me" خاتماً فارغاً من الداخل مع أحجار على أطرافه، على عكس الخواتم المعتمدة التي توضع فيها الأحجار في الوسط. وعندما عرضت هذه المجموعة في دبي، أعجبت به صديقة لي لا تحبّ وضع الخواتم لأنّها تمثّل لها ذلك الالتزام، واعتبرت أنّ هذا الخاتم يمثّلها.

القطع التي تصمّمينها تخرق القواعد المعتمدة، فماذا يقول ذلك عن شخصيّتك؟

أفضّل أن أتميّز وأن أتمتّع بهويّة مختلفة وخاصّة. وفي مجموعتي، لا أتّبع قاعدة ما هو رائج، بل أحدّد القاعدة وأقدّم ما هو جديد ومختلف لزبوناتي، لأنّني أنظر إلى الأشياء من منظور مختلف. فترعرعت في مدرسة داخليّة في إنكلترا كان فيها أشخاص من جنسيّات مختلفة لا أتشارك معهم أيّ قاسم سوى القلب والعاطفة. وهكذا تعلّمت أنّ الإختلاف مهمّ جدّاً وأنّني يجب أن أتبّع قلبي وليس الآخرين. وانعكس ذلك في تصميمي غير الاعتياديّ والمميّز.

بدأت بتصميم مجوهرات مصنوعة يدويّاً من الذهب عيار 18 قيراطاً والأحجار الكريمة، ثمّ انتقلت بعد فترة إلى تصميم المجوهرات الراقيّة. ما هي الخطوة الآتية بالنسبة إليك؟

المستقبل بالنسبة إليّ هو التوجّه إلى مزيد من الرقي في تصميم القطع الفاخرة مع الأحجار الكبيرة، أي ابتكار قطع أثريّة وفنيّة.

 

ما كانت صيحات المجوهرات المفضّلة لديك لخريف/شتاء 2017 وماذا ستكون لربيع 2018؟

وضع خواتم من المجموعة نفسها في الخنصر والبنصر في يد واحدة كان اتّجاهاً بدأنا به منذ عدّة سنوات ولا نزال نعتمده. وستشهد المجموعة الجديدة عودة إلى الجذور مع المحافظة على الأشكال العضويّة. وسأبتكر قطعاً جديدة، ليست بخاتم أو سوار أو أقراط، إنّما تجمع بين هذه الإكسسوارات جميعها.

تقدّمين مجوهرات تصمّمينها للمرأة العصريّة، فمن هي هذه المرأة بالنسبة إليك؟

المرأة العصريّة تشبهني. هي المرأة الجريئة والقويّة والمستقلّة والمفعمة بالعاطفة التي تحبّ أن تتميّز وتفضّل القطع التي تتفرد بها.

ما هي قطعة المجوهرات الأساسيّة للمرأة؟ وما هي نصيحتك للنساء لاختيار المجوهرات التي تناسبهنّ؟

خاتم الخنصر تعبير جريء يعطي الكثير من القوّة. وأقول للمرأة إنّ المجوهرات ينبغي أن تعكس شخصيّتها وتكمّلها. فمثلاً عندما تختارين خاتماً، اختاريه لأنّه يتناسب مع شخصيّتك وليس مع يدك.

أنت من بين المرشّحين النهائيّين للحصول على جائزة "Brilliant Lebanese Awards 2017". فماذا تعني لك المشاركة في هذه المسابقة؟

أنا سعيدة بمشاركتي في هذه المسابقة، لأنّني عندما حضّرت الأوراق المطلوبة لها تعلّمت الكثير عن عملي. وعندما طُلب منّي تقديم عرض عن خبرتي وبينما كنت أحضّره، لاحظتُ التغيير والتقدّم اللذين حقّقتهما في خلال هذه السنوات. وحصلت على جوائز في فيغاس والبحرين ولندن، لذلك أحبّ أن أحصل على جائزة في بلدي، خصوصاً أنّها في مجال الأعمال. فأنا سيّدة أعمال أيضاً ولست مصمّمة فحسب.

ما هو التحدّي الأكبر الذي خضته في مسيرتك حتّى الآن؟

التحدّي الأكبر بالنسبة إليّ هو الطاقة البشريّة. فأحبّ العمل مع أشخاص شديدي الدقة وشغوفين مثلي.

من هو مثالك الأعلى؟

أمّي هي مثالي الأعلى، وأتمنّى أن أكون مثلها، وهي من النساء الأقوياء اللواتي تعرّفت إليهنّ. فهي ربّت ستّة أولاد بمفردها بعد وفاة والدي. ومنذ طفولتنا، علّمتنا العطاء، وكانت دائماً تشجّعنا. وهي منخرطة منذ ثلاثين سنة في الكثير من الأعمال الخيريّة ونالت جائزة السلام العالميّ منذ بضع سنوات بفضل التزامها بالعمل الاجتماعيّ لتحسين المجتمع.

ما هي القصّة وراء عدم استغنائك عن أحمر الشفاه الأحمر؟

أعتقد أنّ ذلك نابع من محبّتي لحضارة اليابان. ففي صغري، كان والدي يسافر إلى اليابان كثيراً وكنّا نستقبل في المنزل زوّاراً يابانيّين، فتأثّرت كثيراً بما سمعته عن هذه الحضارة وأغرمت بها. وزرتها للمرّة الأولى منذ 3 سنوات وشعرت بأنّني زرتها سابقاً وشعرت بإنتمائي إليها.

هل لديك أيّ قطعة في منزلك تمثّل هذه الحضارة؟

اللوحة الكبيرة في غرفة الجلوس هي ذات طابع يابانيّ مع أنّها لرسّام إيطاليّ. وبعد اختياري لوحة أخرى لفنّان فرنسيّ منذ فترة قصيرة، اكتشفت أنّها تمثّل جزءاً من الطبيعة اليابانيّة. ولديّ صناديق موسيقى وعلب مجوهرات يابانيّة، لكنّني أفضّل أن أختار قطعاً ذات طابع عالميّ، لأنّني أشعر بأنّني ابنة الكون.

تعتمدين في تصميم مجوهراتك على الأشكال الهندسيّة والعضويّة، فهل استخدمتها في تصميم منزلك أيضاً؟

منزلي يشبه مجوهراتي، فلديّ خطان مختلفان أحاول التوفيق بينهما في تصاميمي وفي منزلي. الأوّل هو اللامع والفاتن الذي يطبع القسم الأوّل من المنزل والثاني هو الـMatte والواقعيّ الذي يطبع القسم الثاني منه.

أنت تحبّين الكمال وتدقّقين في التفاصيل الصغرى، فهل واجهت أيّ مشكلة في اختيار أثاث منزلك وإكسسوارات الديكور؟

وجدت صعوبة في تصميم منزلي بأكمله، ففي كلّ مرّة أرى قطعة تعجبني كنت أشتريها. لكن بعد ذلك، شعرت بأنّ القطع المناسبة لمنزلي ستجذبني إليها، عوضاً عن التفتيش عنها بنفسي.

هل يمكنك مشاركتنا حادثة حصلت معك أثناء تصميم هذا المنزل؟

ما من حادثة معيّنة إنّما فيه الذكريات الفضلى لأنّ منرلي سعيد، فهو يحتوي على كلّ ما أحتاج إليه من نقاوة وطاقة وسعادة.

نرى الكثير من الألوان الفاتحة كالأبيض والرماديّ. كيف تصفين ديكور منزلك؟

ديكور منزلي بسيط لكن غنيّ مع لمسة برّاقة أضافتها إليه الإكسسوارات. فاخترت قطع أثاث جميلة ومميّزة وغنيّة من المخمل والجلد، لكنّها مريحة أيضاً. الأساس بالنسبة إليّ هو الأبيض والرماديّ، لأنّه ينسجم مع طاقتي، وأضيف اللون الذهبيّ لأنّه يمثّل عملي. لكنّني أحبّ إضافة بعض الألوان الجريئة كالأحمر والزهريّ، لذلك أزيّن منزلي بالورود.

تحبّين إذاً تزيين منزلك بالورود. ما هو نوعك المفضّل؟

أحبّ الصبّار فهو يعطي طاقة إيجابيّة وحظّاً سعيداً، وأحبّ النباتات الكبيرة التي تتّخذ شكل الأشجار.

لماذا تختارين قطع الأثاث الكبيرة بدلاً من القطع الصغيرة المتفرّقة؟

عندما أستقبل ضيوفاً، أحبّ أن يجلسوا سويّةً على قطعة واحدة وأحبّ أن يشعروا بأنّهم جزء من المنزل، لذلك وضعت مائدة الطعام في منتصف المنزل.

توقّفت عن جمع التذكارات وعرضها في منزلك منذ مدّة، لماذا؟

شعرت بأنّ التنظيم يعطي سلاماً ويجعل الأمور واضحة. أمّا الشيء الوحيد الذي أحتفظ به من الماضي، إضافة إلى الذكريات، فهو الصور، إذ إنّني أطبع ألفي صورة في السنة، لأنّني لا أحبّ أن أتعلّق بالأشياء إنّما بالأشخاص.

ما هي القطعة التي تريدين إضافتها لإكمال ديكور منزلك؟

اللوحات في المنزل هي كالمجوهرات للإنسان، فهي التي تكمّله. وأريد أن أضيف نسخة محدودة من Baccarat Lamp Shape من Philippe Starke.

كيف تصفين منزل أحلامك؟

بما أنّني أحبّ المساحات المفتوحة والحدائق، منزل أحلامي تحيط به الأشجار ولديه سقف زجاجيّ لأتمكّن من تأمّل السماء ليلاً نهاراً.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث