تخلت عن شعرها، فتحررت، وزادت جمالاً...

ضعي جانباً كلّ صيحات الموضة وأخبارها لبعض الوقت. أنا، جيسيكا بني، محرّرة الموضة لدى "ماري كلير العربيّة"، ارتأيت أن أكتب هذا المقال لأوجّه رسالة إلى قارئاتنا العزيزات من نساء وفتيات عربيّات عبر امرأة ليست صديقة لي فحسب، بل مصدر إلهام حقيقيّاً وقدوة من حيث إبراز شوائبنا وحبّ الذات قبل اتّباع صيحات الموضة والمجتمع التي تحدّد معايير الجمال. بالنسبة إليك، قد تكون الأداة الأولى التي تجعلك تبدين جميلة هي الأزياء الراقية والجاهزة، لكن في الحقيقة ما من فستان يجعلك تتألّقين إذا لم تتوقّفي عن الانحياز عن هدفك الأساسيّ وعن قياس معايير الجمال عبر منظور خاطئ. فابدئي بالانفتاح حيال شوائبك لتقبّلها كمصدر إلهامنا ليومنا هذا، الشابّة هبة الدندشلي المعروفة بـ@whatworksforhiba.

اقرئي أيضاً: إطلالات شوارع تثبت أنّ طبعة المربّعات من الصيحات الكلاسيكيّة

التقيت بها منذ بضعة أسابيع على مائدة غداء وعبّرت لها عن تقديري جمالها وتصفيفة شعرها ولونه، فهي كانت قد صبغته للتوّ باللون الأحمر وقصّته للغاية. لم أكن أعلم عندئذ أنّ هبة هي في الواقع ضحيّة داء الثعلبة، وهي حالة يتساقط فيها الشعر من جميع أنجاء الجسم. وأعترف اليوم أنّني بدوت حمقاء عندما قلت لها إنّني لا أتجرّأ على قصّ شعري وإنّه لم يكن لديّ يوماً شعر قصير.

ثمّ جعلتني عاجزة عن الكلام.

فاليوم، هبة عارية. هي ليست عارية بمعناها الجسديّ بل عارية من الناحية الروحيّة والعاطفيّة، ما يتطلّب جرأة أكثر بعد. فوجدت الشابّة أن التحرّر بالنسبة إليها يكمن في التخلّص من كلّ ما لديها من شعر مستعار استخدمته عبر السنوات الـ١٤ الفائتة لذا كتبت رسالة مفتوحة انقسمت على ٣ منشورات على "إنستجرام" وفيديو على "يوتيوب" تحت عنوان Bold Italic Underline. إنّها دعوة إلى اليقظة ورسالة توعية لوضع حدّ لكلّ معايير الجمال الخياليّة ولإيقاف البحث عن "النظرة الإيجابيّة إلى الجسم" في عناصر خارجيّة، لأنّ الحقيقة تكمن في داخل كلّ واحدة منّا. من قال إنّك لست جميلة؟ ومن يحقّ له أن يعتبر هذا جميلاً وذاك قبيحاً؟ فإليك ما تقوله لك هبة عبر "ماري كلير العربيّة":

اقرئي أيضاً: Mukhi Sisters وKarma Ekmekji ما‭ ‬بين‭ ‬المجوهرات‭ ‬الفاخرة‭ ‬والعمل‭ ‬الدبلوماسيّ،

"داء الثعلبة ليس محور قصّتنا هنا. فالمشكلة تكمن في أذهان بعض الناس وقدرتهم على الحكم المسبق والأذى والتهميش من دون احترام مشاعر الآخرين. وتكمن كذلك في الضغوطات التي نخضع لها عبر وسائل الإعلام والمجتمع لنتقيّد بمعايير محدّدة للجمال. فنجد أنفسنا في مقارنة دائمة بالآخرين وفي بحث متواصل عمّا يجده الناس جميلاً وجذّاباً. وتعلّمنا حتّى الاطّلاع على الموضة وأسلوب الحياة من منظور واحد ينصّ على المثاليّة ولا يمتّ بالواقع بأيّ صلة. لكنّ الواقع أجمل بكثير، فهو مختلف ومتنوّع ومتعدّد الألوان والأشكال والأحجام وينبض بالإنسانيّة والمشاعر الصادقة.

لذا أؤمن بأنّ الوقت حان لجميعنا لننظر إلى داخلنا ونستخرج نقاط قوّتنا وننهض بأنفسنا. وعبر خبرتي المتواضعة والمؤثّرة في الوقت ذاته، أقرّ بكلّ ثقة بأنّ الصدق مع الذات ينبع من الداخل. فلا يحقّ لأحد أن يعمّم مفهوم الجمال والجاذبيّة ويحدّدها. ولو كنت أقوى من ذي قبل لأقدّر جمالي الحقيقيّ بدلاً من التركيز على كلمات فارغة ونظرات حاكمة، لما وقعت في الفخّ الذي وقعت فيه. فالندبات التي أفتخر بها الآن هي نتيجة الشعر المستعار لكنّها تمثّل أيضاً نهاية ناجحة لصراع مرهق. وأفتخر اليوم بأن أقول إنّ رأسي المحلوق وندباته لا تخيفني وإنّ حكم الآخرين عليّ لا يخيفني أيضاً. فتعلّمت بكلّ بساطة أن أنظر إلى الداخل وأحبّ نفسي كما أنا. وعندما يصل الناس إلى هذه الحالة من السلام الداخليّ، ستتجلّى الحقيقة أمام الجميع ويتصالحون مع ذاتهم ويتقبّلون أنفسهم".

اقرئي أيضاً: محرّرة الموضة في “ماري كلير العربيّة” تكتشف هذه الحقائب الاستثنائيّة في تركيا

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث