‎ Anthony Vaccarello ‎لـــدار ‏SAINT LAURENT

عندما انضمّ Anthony Vaccarello، ابن الـ35 ربيعاً، إلى عائلة Saint Laurent، كانت المسؤولية الملقاة على عاتقه في منصبه الجديد كبيرة بالفعل، وليس لأنّ السيّد Yves Saint Laurent يشكّل أيقونة في الموضة الفرنسيّة فحسب، بل لأنّ Hedi Slimane، سلف Vaccarello، نقل الدار أيضاً إلى مستوى أعلى بفضل بصمته وأسلوبه الأنيق المستوحى من نوع الموسيقى المستقلّة أو الـIndie.

وإنّ Vaccarello، الذي ينحدر من أصول إيطاليّة وبلجيكيّة، كرّس نفسه لعلامته التجاريّة طوال ثمانية أعوام، ثمّ قدّم تصاميمه الاستثنائيّة لـVersus Versace
وFendi. ويشتهر المصمّم المبدع هذا بلمسة الأناقة التي يضفيها على الملابس الجذّابة والتي لا  تزال تحمل شيئاً من أسلوب Slimane والـRock and Roll. واليوم، بعد مرور موسمين، تشقّ امرأة Vaccarello القويّة والاستثنائيّة الطريق نحو عصر جديد في تاريخ دار Laurent Saint  من خلال جزمتها المرصّعة بأحجار الكريستال البرّاقة وإطلالتها المستوحاة من حقبة الثمانينات. وفي هذه المقابلة، يحدّثنا المصمّم عن "الذوق السيء" وعن الفستان القصير وعن مغامرته في العاصمة الفرنسيّة.

ما كانت ردّة فعلك الأولى عندما طُلب منك تولّي منصب المدير الإبداعي في
دار Saint Laurent؟

كان من المستحيل أن أرفض هذا العرض بالذات. والغريب في الأمر هو أنّني لم أشعر بالضغط أثناء التحضير لمجموعتي الأولى للدار. لكن عندما وصلت إلى موقع العرض ورأيت شعار YSL مضاءً ومتدلّياً من الرافعة وسط باريس، أدركت حينئذ حجم المسؤوليّة الملقاة على عاتقي.

ما هي ذكرياتك الأولى عن مؤسّس الدار Yves Saint Laurent؟

أنتمي إلى جيل قناة الموسيقى الإنكليزيّة MTV، التي كانت تبثّ في بلجيكا حيث نشأت. لذا عرّفتني الموسيقى والفيديوهات الموسيقيّة على العالم. فلم ترتدِ جدّتي تصاميمSaint Laurent ، بل تعود ذكرياتي الأولى عن السيّد Yves إلى تعاونه الشهير مع المصوّر Helmut Newton.

ما هي نقاط التشابه والاختلاف بينك وبين السيّد Yves Saint Laurent؟

أحبّ مقاربة السيّد Laurent Saint وأسلوبه الرومانسيّ السوداويّ والمخالف الاتّجاه العام. ويمكن من خلال أعماله أن نلاحظ مدى حبّه المرأة واحترامه إيّاها. وهذه هي إحدى نقاط التشابه التي تجمعني به.

قال السيّد Laurent Saint في إحدى المرّات إنّ "الموضة ليست فنّاً، لكن لا بدّ من أن يكون المصمّم فنّاناً ليتمكّن من التقدّم". ما رأيك في قوله هذا؟

بالنسبة إليّ، تشكّل الموضة منفذاً إلى عالم الخيال. فحتى إن كنّا لا نستطيع تحمّل كلفة قطعة ما، نريد أن نحصل عليها. وأفضّل ذلك أحياناً على أن أعيش في الواقع وألبّي طلبات السوق التجاريّة. فمن المفيد أن نجمع بين الواقع والخيال، وإن كانت الموضة تجاريّة وواقعيّة فحسب، ستكون محدودة جدّاً.

هل شكّل التخلّي عن علامتك التجاريّة الخاصّة قراراً صعباً لك؟

علامة Laurent Saint هي الوحيدة التي قد أتخلّى من أجلها عن علامتي الخاصّة. وأردت أن أصبّ كامل تركيزي على Laurent Saint، لذا كان من الطبيعيّ أن أتخّذ هذا القرار.

لطالما كان السيّد Saint Laurent مبدعاً ولم يخشَ يوماً أن يتسبّب بفضيحة مثلاً، فهل أنت مثله من هذه الناحية؟

لا أبحث عن الفضائح، إنّما أفعل ما أؤمن به وأظنّ أنّ هذا تماماً ما كان السيّد Laurent Saint يفعله أيضاً. لكنّني أظنّ أنّ الفضائح كانت مجرّد ردود فعل من الجمهور لكلّ ما هو جديد وغير اعتياديّ في ذاك الوقت. ولاحظت اليوم أنّه مهما فعلت سيتكلّم الناس دائماً عن Laurent Saint، وهذه هي عراقة الدار وأهميّتها.

قال Laurent Saint أيضاً: "الأسود ليس لوناً واحداً بل ألوان كثيرة". لماذا يشكّل الأسود لونكما المفضّل؟

لأنّه لون ممتاز ومذهل، وسأغيّر عن الأسود يوم يتمّ ابتكار لون أسود جديد.

كيف تأقلمت مع كلّ الإرث الذي خلّفه المدراء الإبداعيّون الذين سبقوك؟

كبرت وأنا أتأمّل أعمالهم وبراعتهم. وبالنسبة إليّ، تشكّل أعمالهم جزءاً من تاريخ الدار ولن أتجاهل حتماً ابتكاراتهم الإبداعيّة، لكنّني لست هنا لتقليدهم أيضاً.

تشتهر بالأسلوب الجذّاب والمثير. هل تظنّ أنّ هذا الوصف مناسب؟

لا أتعمّد أبداً ابتكار فستان مثير. فالفستان القصير بالنسبة إليّ يوحي بالتحرّر والجرأة ولا يعكس الإثارة أو الابتذال.

ما رأيك بوسائل التواصل الاجتماعي؟

إنّ تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا هائل، إذ أحدثت تغييرات كبيرة في نظرتنا إلى الجمال والإنسانيّة وفي طرق التواصل التي نعتمدها. وألجأ إليها كثيراً، لأنّها تساعدني على المحافظة على تقليد الدار في تقديم صور مذهلة.

ما هو الخطّ الفاصل بين الذوق الرفيع والذوق السيء؟

أستمتع في السير على الخطّ الفاصل بينهما. ولا أظنّ أنّ السيّد
Saint Laurent شخصيّاً أحبّ فكرة "الذوق الرفيع" أيضاً. فكان لا بدّ من إضفاء لمسة مميّزة على التصاميم. وقد يختار المرء أن يرتدي قطعة سيئة ويبدو أنيقاً على الرغم من ذلك. ففي الإخفاق والتعبير عن المشاعر الخاصّة والأسلوب الشخصي، تكمن وحدها الأناقة.

ما هي مشاريعك المستقبليّة؟

من يدري؟ فلا أحد يعرف ما تخبئه لنا الحياة!

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث