موسم ربيع وصيف 2018 دعوة إلى التمكّن والإيجابيّة والتغيير

تسيطر أجواء من الإثارة والتشويق مع كلّ موسم جديد لأسبوع الموضة، ولا بدّ أن نبقي عيوننا مفتوحة للاطلاع على كلّ التغييرات التي يقدّمها هذا الموسم على ساحة الموضة. فتخيّلي فقط كلّ الجديد الذي قد تضيفه عروض أربعة أسابيع موضة وكلّ المدراء الإبداعيّين والعارضات والتصاميم الجديدة والمواقع العصريّة إلى التاريخ وإلى مذكّرات محرّرة الموضة في ماري كلير العربيّة. وقد قدم موسم ربيع وصيف 2018 بشكل خاص تغييرات متنوّعة، فاستعدي لمرافقتنا وللعودة معنا إلى نيويورك ولندن وباريس وميلانو.

خلال هذا الموسم، رأينا بوضوح أنّ الموضة لا تستند فقط إلى البدلات لتجسّد الجانب القويّة في الأنوثة إذ بات المصمّمون اليوم صوت المرأة وهم يدعمونها لتقوية ثقتها بنفسها. فقد شكّلت القَصّات هذا الموسم دعوة لكلّ امرأة من أجل تعزيز قدراتها ومهاراتها. وبدءاً من الألوان التي سيطرت على عروض مثل عرض Kenzo وPhillip Lim ووصولاً إلى القصّات الذكوريّة التي ظهرت على منصّة Céline وValentino مثلاً، وحتى استخدام مواد بلاستيكيّة جديدة كما في مجموعة Chanel وBalmain، نرى بوضوح دعم المصمّميم للمرأة لكي تتجرّأ وتعتمد أسلوباً إستثنائياً ولترفع صوتها عالياً ولتختار الأقراط الفريدة مثلاً والجزمات العالية الساق أو الحزام العريض من أجل تغيير إطلالتها وإضفاء لمسة إستثنائيّة عليها.

اقرأي أيضاً: إحدى العلامات الأشهر المفضّلة لدينا اليوم في دبي

إنّما تتمتّع الموضة أيضاً بجانب عميق، وأعمق ممّا قد تظنّين! فاليوم، وبالإضافة إلى كونهم مصدر وحي للكثيرين، يستطيع المصممّون إيصال بعض الرسائل والمشاعر من خلال اختيارهم للأقمشة مثلاً أو الخيوط أو حتى في خيارهم لمواقع العروض. وبهذه الطريقة هم يحثّون المرأة على السعي وراء آفاق جديدة وقبول التغيير واختيار توجّهات جديدة في الحياة. وإن كنت تتساءلين عن الطريقة التي فعل المصّممون فيها ذلك، هيا بنا نستعيد معاً تلك اللّحظات التاريخيّة... لا يُعتبر عرض الأزياء عادياً حتماً عندما يختار Anthony Vaccarello مثلاً أن يعرض مجموعته في حدائق Trocadéro حيث تمايلت العارضات على وقع أنغام باريسيّة بينما كان برج إيفل مضاءً في الخلفية. وبهذه الطريقة شكّلت تلك الليلة الساحرة تحيّة للراحل  Pierre Bergéالذي كان شريك السيد Yves Saint Laurent. وبدوره قام المصمّم Nicolas Ghesquiere بعرض مجموعته لدار Louis Vuitton في  قاعة Pavillon de L’Horloge في متحف Louvre، حيث تحدّانا لتفكيك رموز الموضة وأسرارها وملاحقة مراحل تطوّر متحف Louvre الحالي والذي كان أوّلاً قلعة ثمّ قصراً ملكياً وذلك طبعاً من خلال إطلالاته لكي يعكس التغيير والتحوّل الذي نعيشه كلّنا في مراحل حياتنا المختلفة.

وشكّلت بعض العروض الأخرى مثل عروض Chanel وValentino وCéline دعوة إلى الإيجابيّة، سواء من خلال التركيز على قدرة الطبيعة العلاجية كما فعل Karl Lagerfeld مثلاً الذي حوّل Le Grand Palais إلى مشهداً طبيعيّا خلّاباً وأضاف الشلّالات والينابيع والحدائق ليعكس الشفافيّة من خلال استخدام البلاستيك في تصاميمه.

اقرأي أيضاَ: تألّقي بهذه القطع الربيعيّة لإطلالة عصريّة

وتتمتع الموضة أيضاً بجانب عاطفيّ، فقد اجتاحت المشاعر والأحاسيس عروض هذا الموسم كما في اللحظات الأيقونيّة التي عشناها خلال عرض Versace الذي شكّل تحيّة من Donatella Versace إلى أخيها Giovanni من خلال إعادة إحياء إحدى تقاليد التسعينيات عبر خروج العارضات بجماعات للسير معاً على منصّة العرض. شهدنا أيضاً على بعض مشاعر السعادة عندما رأينا وجوهاً قديمة في عرض L'Oréal Paris، ولا شكّ أنّ تلك الوجوه القديمة هي وجوه قديرة وأنيقة وأنثويّة وقويّة ونذكر منها مثلاً Helen Mirren و Jane Fonda. لكنّ ذلك لم يمنع بروز وجوه جديدة على الساحة مثل Kaia Gerber ابنة Cindy Crawford البالغة من العمر 16 عاماً والتي تحقّق نجاحاً هائلاً في الوقت الراهن! لكن أين كانت Cara Delevingne؟ ما زلنا لا نعرف حتى الآن! وبينما رحّبت المنصّات بعارضات جديدات، رحّبت دور الأزياء أيضاً بمدراء إبداعيّين جدد، ومنهم Olivier Lapidus الذي خلف Bouchra Jarrar في دار Lanvin، و Natasha Ramsayالتي عُينت مديرة إبداعية لدار Chloé بدلاً من Clare Waight Keller التي انتقلت بنفسها إلى دار Givenchy.

ومن عالم المشاعر والأفكار ننتقل إلى الواقع الحقيقي الذي شهد تغييرات كثيرة أدّت إلى انتقال بعض دور الموضة مثل Altuzarra و Rodarteو Proenza Schoulerو Monique Lhuillier و Lacosteو Thom Browneمن باريس إلى نيويورك من أجل عرض مجموعاتها. وكلّ هذه التغييرات التي تهدّد قطاع الموضة تجعلنا نتساءل: ماذا يحمل المستقبل لعالم الموضة والأزياء؟

اقرأي أيضاً: كيف ترتدين القطع البرّاقة من دون الظهور كتطبيق Kirakira؟

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث