تعّرفي معنا إلى المصمّمة اللبنانية Sarah Hermez التي عادت إلى وطنها لتؤسّس ما يعرف بـ Creative Space Beirut، وهي مدرسة تصميم الأزياء المجانية التي تمنح الطلاب، الذين لا يسمح لهم وضعهم الاجتماعي ارتياد جامعات تصميم الأزياء، فرصة الحصول على مستوى التعليم نفسه الذي حصلت عليه Sarah في نيويورك. لذا كنّا متشوّقين للالتقاء بهذه الرائدة التي رفعت المعايير عالياً في هذا المجال.
هل لك أن تخبرينا أكثر عن نفسك؟
أنا لبنانيّة، نشأت في الكويت، ومن ثم انتقلت إلى نيويورك لمتابعة دراستي. نلت شهادة تصميم الأزياء من جامعة Parsons وشهادة الدراسات الثقافية من Eugene Lang College The New School for Liberal Arts. بعد تخرّجي انتقلت إلى لبنان وأسّست مدرسة Creative Space Beirut المجانيّة لتعليم تصميم الأزياء.
ما الذي دفعك للعودة إلى لبنان وافتتاح مدرسة مجانيّة؟
عندما كنت أدرس في الجامعة، سافرت إلى كمبوديا ضمن برنامج الدراسة، وهناك تغيّرت نظرتي جذرياً للعالم وللتعليم والمساواة، وأدركت عندئذٍ نوع العمل الذي أريد القيام به. وبعد التخرج، كنت أبحث عن طريقة أجمع فيها شغفي للإبداع والعدالة الاجتماعية. وأردت في الوقت نفسه أن أتعرّف أكثر على لبنان لأنّني لم أعِش يوماً فيه بالرغم من أنني لبنانيّة الأصل. فرأيت أنّ هذا البلد سيكون مناسباً لي، بما أنّ هناك مشاكل اجتماعية كثيرة ومواهب إبداعية بحاجة إلى منصة لتفجّر طاقاتها.
ما هي التحديات التي واجهتك أثناء تأسيس المدرسة؟
ما زلت أواجه تحديات عدة حتى الآن! لا ريب في أن التمويل يشكّل تحدياً كبيراً ودائماً، فهذا هو شأن المنظّمات غير الحكوميّة والمؤسسات التي لا تسعى خلف الربح المادي. كما أنّني كنت في الخامسة والعشرين من عمري، آنذاك، ولا أملك أي خبرة في هذا المجال. لذا اضطررت إلى إقناع الناس بالانضمام إليّ متسلّحة بشغفي وعزيمتي فقط! لكن لحسن الحظ كنت أحصل على دعم معلّمتي ومرشدتي من جامعة Parsons البروفيسورة Caroline Simonelli. إذ ساعدتني هذه الأخيرة في تأسيس المدرسة، وقد أضافت معرفتها وخبرتها في هذا الإطار، وذلك بغية تعزيز مصداقيّتنا.
كيف تقومين بتمويل مشروعك هذا؟
يأتي ثلث التمويل من المنح التي يقدّمها أشخاص كرماء يؤمنون بقضيّتنا. نحن نأمل بأن نتمكّن من الاعتماد على أنفسنا، وذلك عبر استراتيجية جمع التبرعات التي تتضمّن بيع تصاميم الطلاب في معارض سنويّة وبيع ملابس علامتنا CSBالجاهزة التي يعود كامل عائداتها للبرنامج التعليمي، وأيضاً من خلال التعاون مع أصحاب الصالات لإقامة حفلات جمع التبرعات.
وفق أي معايير يتم اختيار الطلاب للانتساب إلى هذا البرنامج؟
نحن نبحث عن الموهبة والتفاني والخلفية. يتم الانتساب إلى المدرسة بثلاث خطوات. يتم أوّلاً تعبئة طلب الانتساب، ونبحث عندئذٍ عن خلفيّة الطالب الذي سيأتي لاحقاً لنقابله ولنرى فيما إذا كان لديه ما يقدّمه لنا.وأخيراً ننظّم ورشات عمل لنقيّم موهبته وقدرته على الالتزام بالتوجيهات والعمل ضمن الفريق. وبما أنّنا نستقبل عدداً محدوداً كلّ سنة، يتعين علينا اختيار الأشخاص المناسبين لذلك.
تقدّم المدرسة تعليماً مجانياً لكن هل تؤمّنون أيضاً لوازم العمل والتصميم؟
نعم طبعاً! نحن نؤمّن كلّ لوازم العمل للطلاب، ونتكفّل أيضاً بكلفة التنقّل. إذ لا يستطيع البعض من الطلّاب الانتساب إلى المدرسة لولا توافر كلّ تلك التسهيلات.
كيف كان شعورك عند تخرّج أوّل دفعة من الطلاب؟
لعله شعور رائع، وأنا فخورة جداً بهم. لقد كبرنا معاً وتمكنّا من إثبات مهاراتنا لأنفسنا وللمجتمع بفضل دعم الطلاب. كما أنّ أعمالهم كانت بمثابة برهان لبراعتنا وبراعة مدرستنا. لذا أنا فخورة جداً بكلّ واحد منهم.
كيف غيّرت هذه التجربة نظرتك إلى العالم؟
أدركت أنّ هناك الكثير من المواهب غير المستغلة، وأنّنا إن منحنا لها الفرصة هم سيبدعون وينجحون. كما أنّني ما زلت أرى كلّ يوم أهمية التعليم الإبداعي المجاني والمساواة ومبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع.
لقد كرّست حياتك لهذا العمل هل حققت هدفك أم أنّك تخططين لأمر جديد؟
أتطلع إلى تطوير عملنا وتحسينه وإلى التوسّع أيضاً لتضمّ مدرستنا كلّ الاختصاصات الإبداعية.
