الأنامل السحريّة الخفيّة في عالم الأزياء الراقية

حتّى فستان سندريلا تطلّب الكثير من العمل! فقد استخدمت عرّابتها كلّ سحرها لتمنحها فستان الأميرة التي تحلم به كلّ فتاة! وفي عالم الموضة أيضاً و تحديداً في عالم الأزياء الراقية الوضع مماثل. إلّا أنّ التصاميم لا تجهز بضربة عصا سحريّة. ولأنّ الإبرة والخيْط لا تكفيان لحياكة الفساتين دعينا نأخذ لحظة لنحيّي أصحاب الأنامل السحريّة وراء الأزياء الراقية ولنتعرّف عليهم أكثر.

في البداية، لنعد قليلاً في الزمن إلى العصور الوسطى عندما كانت الاستعانة بخيّاط خاصّ بمثابة امتياز كبير، إذ لم تستطع جميع النساء حينها تحمّل تكاليف الخيّاطين وهذا دليل على أنّ مهاراتهم كانت وما زالت حتى اليوم قيّمة جداً خصوصاً أنّ عملهم يتطلّب الكثير من الصبر والدقة والموهبة. لكن للأسف، مع التطوّر التقنيّ، تمّ استبدال الخياطة والحياكة اليدويّة بآلات وماكينات الخياطة. فسيطر الإنتاج الضّخم والسريع على عالم تصميم الأزياء الراقية. إنّما ما زالت الدور العريقة والفخمة المختصّة بالأزياء الراقية حتى الآن تلجأ إلى الحياكة اليدوية وإلى الحرفيّين الذين يتمتّعون بمهارات وتقنيات تعجز أيّة آلة عن نسخها.

وما لا تعرفينه هو أنّ الخياطة الراقية، وهي الترجمة الحرفيّة لمصطلح "الأزياء الراقية" في الفرنسية Haute Couture، التي تتجسّد في التصاميم الخاصّة والإستثنائية لا تُنجز بدون لمسة سحريّة يضفيها أصحاب الأنامل الساحرة الذين يساهمون في ابتكار تصاميم أهمّ دور الأزيار الراقية والفاخرة أمثال Chanel وDior وValentino وAlexandre Vauthier. هؤلاء هم الحرفيّون الذي يهتمّون بالتطريز والمجوهرات المصنوعة على الطلب والإكسسوارات والريش والقبّعات والأحذية، ليمنحوا التصاميم رونقاً إضافياً. فيما يلي سنعرّفك على الدور الخاصّة التي تهتمّ بهذه التفاصيل الصغيرة التي تشكّل جزءاً لا يتجزّأ من الأزياء الراقية.

اقرأي أيضاً: هل تجرّد الآلات الموضة من أصالتها؟

السرّ الغامض وراء التطريز

تهتمّ دار Maison Lesage بتقديم أفضل تطريز لدور الأزياء منذ عام 1920. منذ إنشاء الدار كان المؤسّسان Albert و Marie Louise Lesage يقدّمان للمصمّمين خدمة التطريز التي تجسّد حرفيّة عالية ومهارات هائلة. واليوم ما زال الإرث مستمرّاً مع Francois Lesage الذي يتعامل مع دور كثيرة منها دار Balmain وBalenciaga وDior.

الوصفة السريّة وراء المجوهرات والأزرار

أصحاب هذه الوصفة السحريّة هم دور مختصّة مثل Desrues وGoossens. وتتعاون دار Chanel مع دار Desrues من أجل الأزرار منذ العام 1965 ومع المؤسّس Georges Desrues الذي اشتهر بخبرة عالية في النقش والصّقل والطلاء بالذهب بالإضافة إلى تقديم أجود المجوهرات أيضاً. وبما أنّ الطلب على المجوهرات الإستثنائية عالٍ دائماً، تتعامل دار Goossens مع أهمّ دور الأزياء التي نذكر منها Chanel وBalenciaga وYves Saint Laurent وDior. وقد بدأ التعاون بين Robert Goossens وChanel عام 1953.

نرفع قبّعاتنا احتراماً لهذه الدور!

تُعدّ دار Maison Michel من الروّاد في صناعة القبّعات منذ العام 1980. بدأ مؤسّس الدار Auguste Michel أوّلاً بتصميم قبّعات القشّ. وكان Pierre Cardin وYves Saint Laurent من كبار المعجبين بتصاميم الدار. واليوم، بفضل المديرة الإبداعية Laetitia Grahay باتت دار Maison Michel تقدّم مجموعة أوسع من القبّعات لترضي كلّ دور الأزياء الراقية.

اقرأي أيضاً: هل يفرض Instagram قواعد جديدة على أسلوبنا في الموضة؟

وراء الريش الفاخر

لطالما كان الريش مرتبطاً بالأناقة والأسلوب الشاعري والفرنسي وبدور خاصّة مثل دار Lemarié. بدأت الدار عام 1946 بالتعامل مع أبرز دور الأزياء وتحديداً عندما استلم André Lemarié زمام الأمور في الدار. واليوم يتّخذ حرفيّو Lemarié مشغلاً قديماً لدار Chanel كموقع لهم وملجأ يحميهم من كلّ التهديدات التي قد يتعرّض لها عالم الأزياء الراقية.

وتجدر الإشارة أنّ دار Chanel قد اشترت هذه الدور عام 2002 لتحمي صناعة الأزياء الراقية وتحافظ على الحرفية البشريّة.

ويحتاج العالم إلى أشخاص مثل Karl Lagerfeld يقدّرون الحرفيّة ويكرّمون الحرفيّين في أكثر من مناسبة كما فعل هذا الأخير في يونيو 2016 حيث كانت الحرفيّات العاملات في الدار محور عرضه ل Chanel الذي تضمّن 2200 حرفيّة في المشاغل مع لمحة عن العمل الذي يسبق العرض والذي يستغرق أحياناً 700 ساعة لإنجاز الفساتين الراقية.

وعندما نرى عمل الحرفيّين الذين ينغمسون بكلّ جوارحهم في العمل على التطريز والزخرفة والقبّعات والمجوهرات والأزرار، ندرك أنّ هذه الأزياء الراقية تحمل في جوهرها قطعة من قلوب هؤلاء الأشخاص. ولا بدّ أن تتوقّف الآلات من تجريد الموضة من هذه اللمسة البشرية الذي تزيدها قيمة ورقياً.

اقرأي أيضاً: 5 صيحات حان الوقت لتعتمدينها في العام 2018

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث