من ماذا نتكوّن روحياً؟

إعداد: Dima Ajam Halabi

كلنا نسمي الجانب الغير مادي من جسم الانسان" الروح ". لكن هل يمكن ان تتألف هذه الروح من طاقة. العالم الذي يحيط بنا يتكوّن من عدة طاقات ونحن جزء من هذا العالم. طاقة الانسان عبارة عن وعي روحي يولّد عدة طاقات في أجزاء مختلفة من الجسم فتشكّل مراكز للطاقة اسمها "شاكرا" أو Chakra. لكن هل تحدّد الشاكرات شعورنا وتصرّفاتنا وحياتنا؟

يتألف جسم الانسان من سبع مراكز للطاقة يرمز كلّ واحد منها إلى حالة نفسيّة أو عاطفيّة أو روحيّة معيّنة. وتتواجد الشاكرات في خط واحد بدا من أسفل العمود الفقري وحتّى أعلى الرأس لإنشاء خطّ عاموديّ. الشاكرا الأولى هي شاكرا الجذر ثمّ تتدفّق الطاقة نحو شاكرا العجز ثمّ إلى شاكرا الظفيرة الشمسيّة فشاكرا القلب والحلق والعين الثالثة وأخيراً إلى شاكرا التاج. كلّ واحدة من هذه الشاكرات تشبه أحد ألوان قوس القزح بدءاً باللون الأحمر من الجذر فالبرتقاليّ والأصفر ثمّ الأخضر والأزرق فالنيليّ أو البنفسجيّ وأخيراً الأرجوانيّ أو الأبيض عند التاج. وبما ان كل الشاكرات مرتبطة بعناصر تؤدّي دوراً مهمّاً في حياتنا وتؤثّر في روتينا اليومي، فإنّ شاكرا الجذر ترتبط بشعورنا بالأمان والاستمراريّة، في حين أنّ شاكرا العجز هي المسؤولة عن المتعة والتجارب العاطفيّة. أمّا شاكرا الظفيرة الشمسية فترتبط بقوة ارادتنا. وشاكرا القلب هي مركز الحبّ والعاطفة، وشاكرا الحلق هي المسؤولة عن التواصل والتعبير اللفظيّ. وأخيراً شاكرا العين الثالثة هي التي تمنح المرء الرؤية والبصيرة وشاكرا التاج هي التي تصلنا بالطاقة الكونيّة.

اقرأي أيضاً: إلى أين ينقلك التأمّل؟

إضافة الى هذه الشاكرات السبعة، هناك خمس شاكرات فوق شاكرا التاج تصلنا بالكون وأسفل القدمين تثبتنا بالأرض. ولدينا أيضاً شاكرات صغيرة ومجزّأة تتوزع في أجسامنا لتحافظ على مسيرة الطاقة في أجسامنا. وبما أنّ كلّ واحدة من الشاكرات وكلّ جزء من جسم الإنسان مرتبط بشعور معيّن، تتسبب لنا المشاعر السلبية التي نمر فيها بإحساس الام جسدية مرتبطة بهذه الأحاسيس .فتعيق هذه المشاعر السلبية مسيرة الطاقة في الجسم لأنّها تعطّل الشاكرات فتتعرقل عمليّة تدفّق الطاقة. ولهذا السبب بالذات يجب ان نتخلص من المشاعر السلبية لنتجنب الآلام والامراض.

ينبغي علينا جميعنا أن نعمل على إبقاء نقاط الشاكرا مفتوحة لرفع ذبذبات الروح وللتأكّد من أنّه ما من امر يقف في طريق تواصلنا مع الطاقة الكونيّة. وللتامل والتخلص من كل العوائق التي تعرقل الشاكرات يجب ان نعيش لحظة المشاعر السيئة التي تعيق تلك الشاكرات. لذا فلنبدأ أوّلاً بالجلوس بطريقة مستقيمة ونتّخذ وضعيّة التأمّل ونبدأ بشاكرا الجذر مروراً بكلّ الشاكرات ووصولاً إلى التاج والتفكير بكل الأوقات التي مررنا فيها وأحسسنا فيها بالمشاعر السلبية كالخوف، الندم، العار، الالم، الكذب، الوهم و الغرور.

تخيّلي نفسك في كلّ الحالات التي اختبرتها والتي تظنّين أنّها تركت أثراً في نفسك. تذكّري الحادثة وتخيّليها أمام عينيك وأخرجي ذلك الشعور من داخلك لتتمكّني من التأمّل بشكل أفضل. بهذه الطريقة تستطيعين أن تتخطّي ماضيك لتضعي كلّ تركيزك على الحاضر ولتشعري بروحك التي تصبح أخفّ يوماً بعد يوم.

اقرأي أيضاً: هكذا تتخلّصين من أفكارك السلبيّة

التوازن هو العامل الأهمّ في الحياة، فنحن بحاجة إلى التوازن من أجل الاستمرار. فيجب ان يكون غذائنا اليومي متوازن ويتالف من كل ألوان الفواكه والخضار لنتمكّن من فتح الشاكرات. وتماما عندما نشعر اننا نرغب في ارتداء ملابس بلون معيّن يجب ان نختاره بالفعل لان طاقتنا هي التي تتطلب هذا اللون وهذا هو لون الشاكرا المغلقة التي يجب أن نعالجها. لذا للمحافظة على نقاط شاكرا مفتوحة ومتوازنة، يجب أن نختار التوازن في حياتنا من خلال تنوّع الألوان في الطعام الذي نتناوله والملابس والإكسسوارات التي نختارها وكلّ ما يتعلّق بروتيننا اليوميّ.

فمهما يتكون منه الانسان، لا بد التذكر بانه يتعدى الجسد الخارجي. وللاعتناء بأجسادنا وأرواحنا، يجب إبقاء نقاط الشاكرا لدينا مفتوحة ومتوازنة من خلال اليوغا، التأمّل، الغذاء الصحيح والعلاج الروحي. فالعلاج الروحي بجميع أنواعه ينقي الروح من جميع العواقب فيتنقى الجسد ويصفا . لذا بهدف تدفق طاقتنا في الحياة بسهولة، سلام وسعادة، لا بدّ من إيجاد توازننا الجسديّ والعقليّ لنتمكّن من الحصول على التوازن الروحي ولتصطفّ الشاكرات بشكل صحيح لنبلغ أخيراً التوازن الكلّيّ.

اقرأي أيضاً: 3 خطوات تخلّصك من الإرهاق النفسي

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث