تعرّفي معنا إلى الملهمة صونيتا ناضر

عاشقة للقراءة، صمّمت طريقها وصوّبت تركيزها نحو أهدافها حتّى حقّقت حلمها بأن تكون صحافيّة. هي صونيتا ناضر (Sonitta Nader) التي أبدعت ولا تزال تبدع في مجال الإعلام الصحّيّ والصحّة المستدامة، بعدما شيّدت جسراً متيناً بين المشاهدين وأطبّاء العالم، لتتمكّن من الارتقاء بوطنها لبنان في فرنسا والعالم.

كرّست حياتها لخدمة الناس الذين استقت منهم مصادر وحيها وساهمت بتوعيتهم حول الأمراض بهدف الانتصار عليها، ما تعتبره الإنجار الأعظم والفرح الأكبر.

كيف وصلت إلى ما هي عليه اليوم؟ ما الذي يستهويها؟ كيف تعيش؟ وكيف تواجه خيبات الأمل وتسعى إلى النجاح؟ وغيرها من الأسئلة التي طرحناها عليها في هذه المقابلة الشيّقة الخاصّة والحصريّة بموقع "ماري كلير العربيّة".

 

ما الذي دفعك إلى مزاولة مهنة الصحافة؟

منذ صغري أحببت اللغة العربيّة وذلك بفضل والدي الذي كان شاعراً وممثّلاً مسرحيّاً وعازف عود. في صغري، كنت أراه يكتب الشعر ويقرأ كتباً أدبيّة وتاريخيّة وروائيّة. وأذكر أنّني في سن الـ١٤ كنت قد قرأت تقريباً كلّ الكتب الموجودة في مكتبته من جرجي زيدان إلى جان پول سارتر... وأذكر جيّداً أنّني في الثامنة من عمري قلت لوالدتي إنّني أريد أن أصبح صحافيّة أو محامية، فاخترت الصحافة.

 

ممّا تستوحين وما الذي يستهويك في الوقت عينه في قطاعي الصحّة والصحّة المستدامة؟

أستوحي من كلّ المشاكل الصحّيّة التي يعيشها الناس ومن الدراسات الطبّيّة الجديدة التي أقرؤها، لأنّني أحرص على متابعة كلّ الاكتشافات الحديثة في مجال الطبّ والصحّة. أستوحي أيضاً من الشكاوى والطلبات التي تصلني عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ من جمهوري الذي يتابعني على شاشة فرانس ٢٤ وعلى راديو مونت كارلو والذي يطلب منّي التطرّق إلى هذا الموضوع أو ذاك... وما يستهويني في مجال الصحّة هو أنّه في تطوّر وتقدّم مستمرّين، وأفرح كثيراً عندما أقابل أطبّاء اكتشفوا علاجاً جديداً او باحثين يعملون على أبحاث على مدى عشرات السنوات لتحسين حياتنا، وأفرح عندما نهزم المرض وننتصر عليه.

اقرأي أيضاً: تعرّفي إلى صاحبة مشروع Follow me to

 

أخبرينا عن روتينك اليوميّ وكيف تنسّقين وقتك؟

أحرص في الصباح على ان أكون في محيط هادىء وساكن وأحتفظ بالصمت ولا أتكلّم عبر الهاتف وأحضر برنامجي الإذاعي اليوميّ في سكون تامّ، وأركّز افكاري وأتأمّل، وأتناول فطوراً متوازناً غدائيّاً وأشرب قهوتي. هذه هي طقوسي الصباحيّة، وبعد ذلك أتوجّه إلى مونت كارلو الدوليّة لتقديم برنامجي "الصحّة المستدامة" حول موضوع صحّيّ و طبّيّ، وأصوّر مرّة في الأسبوع حلقة في قناة فرانس ٢٤ من برنامج "الصحّة أولّاً"، وأنا منظّمة ودقيقة في التعامل مع الوقت في العمل.

 

ما الفكرة الأولى التي تخطر على بالك عند الاستيقاظ؟

الشكر هي الفكرة الأولى التي ترد في ذهني. في كلّ صباح أقول شكراً لأنّني استيقظت وربحت يوماً جديداً مع أولادي والناس الذين أحبّهم. الاستيقاظ ليس أمراً مضموناً، وتعلّمت بعد تجربتي الحياتيّة والمهنيّة أن أقدّر أبسط الأمور الإيجابيّة التي أعيشها والتي للأسف بحكم السرعة والتوتّر لا ننتبه إليها أو نعتبرها بديهيّة.

 

أطلعينا على سرّ لا يعرفه أحد عن Sonitta Nader.

لا أحب الأسرار بطبيعتي، بل أشجّع دائماً على التواصل مهما كان الموضوع الذي يؤرقنا. فالأسرار التي نخفيها قد تتحوّل الى عبء ثقيل نحمله لوحدنا، لذلك من منطلق الحفاظ على صحّة نفسيّة جيّدة أتشارك أسراري مع الآخرين وهذا ما يسقط صفة السرّيّة عنها. ما أستطيع أن أخبرك عنه، وهو ربّما أمر يجهله البعض، هو أنّني عندما كنت صغيرة كنت "حسن صبي" وكنت أفضّل اللعب مع صبيان الحيّ وأختار الألعاب الخطيرة في نوع من التحدّي الذاتيّ وكنت أعود إلى المنزل كلّ يوم بعدّة جروح حتّى اعتادت والدتي ولم تعد تخاف من رؤية جروحي المبعثرة.

اقرأي أيضاً: ريم السعيدي‎: الحريّة خيار

كيف تسعين إلى تحقيق النجاح وكيف تواجهين خيبات الأمل؟

أسعى إلى تحقيق النجاح من خلال عملي الجادّ والأخذ على عاتقي بهذه المهمّة الإنسانيّة ألا وهي السهر على صحّة الناس طبعاً بمساعدة أكفأ الأطبّاء الذين يردّون على مستمعينا ومشاهدينا برحابة صدر والذين لولاهم ليس هناك من توعية صحّيّة. نجاحي كان في تشييد هذا الجسر بين الأطبّاء والجمهور. وأشكر الجمهور دائماً على تفاعله وعلى دعواته الدائمة لي بالصحّة. وأنا أكيدة من أنّ دعواتهم تحميني وتشكّل درع محبّة صلب لي ولعائلتي. تعلّمت مع مرور السنوات أنّه ما من خيبات أمل، وثمّة أمور لم تتحقّق بالرغم من أنّنا تمنيناها من كلّ قلبنا، ربّما لأنّه لم يكن الوقت قد حان لتحقيقها أو لأنّها غير مناسبة لنا، فاكتسبت نوعاً من الحكمة تجعلني أرى ما وراء ما يحدث أو ما لم يحدث.

 

ما هي رسالتك للمرأة العربيّة؟ وكلمة أخيرة لقارئات "ماري كلير العربيّة".

رسالتي للمرأة العربيّة هي أن تعطي أكبر قدر من المحبّة لأطفالها وأن تستمع إليهم وأن تعمل على زرع الثقة في أنفسهم. فالطفل السعيد هو بالغ سعيد، والمحبّة والثقة بالنفس أسس لمجتمع منفتح وراق.

أمّا كلمتي لقارئات "ماري كلير"، فهي كلمة شكر لأنّهنّ أخذن الوقت لقراءة هذا اللقاء حتّى النهاية. شكراً وتحياتي لهنّ من باريس.

اقرأي أيضاً: حان الوقت لتعامَل المرأة بإنسانيّة وعدل

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث