"إذا استطعتُ مواجهة السّرطان، أستطيعُ مواجهة كلّ العراقيل والحواجز"

الكشف المبكّروالسّرعة في العلاج من الأمورالأساسيّة التّي تُساعد في التّغلّب على سرطان الثدي. لذلك كلّ النّساء مدعوّات للقيام بصورة إشعاعيّة للثدي سنويّاً. Randa Mushtaha هي واحدة من تلك النّساء اللّواتي تغلّبن على سرطان الثدي بعد الكشف المبكّر عنه. وتُشاركنا فيما يلي خبرتها وكيْف أظهرت هذه التّجربة العصيبة أفضل ما في من حولها.

  1. اليوم، بصفتك مناضلة استطاعت الفوز في معركتها مع سرطان الثدي، ما هي نصيحتك للنساء بشكل عام، وللّواتي يكافحنَ هذا المرض حاليّاً؟

أفضّل أن أسمّيها رحلة. أنا لم أحارب مرض السرطان يوماً، بل تقبّلته وتعاملت مع الوضع بطريقة سلميّة. لا شكّ في أنّها كانت رحلة عصيبة لكن لم يكن أمامي خيارآخرغير تقبّل الوضع. فإنّ قبول الواقع أمرٌ أساسيّ والتّعامل معه بحكمة يُساعد النساء اللّواتي يعانينَ من أجل تجاوزهذه الرحلة بأقلّ خسائر ممكنة.

  1. عندما تمّ تشخيصك بمرض سرطان الثدي، ماذا كانت ردّة فعلك الأولية؟ مَن كان أوّل شخص أخبرته؟ وهل كنت تخشين إخبار أحد معيّن؟

ظهرت لديّ العوارض الأولى في أواخرعام 2012. كان عليّ إجراء تصوير الثدي الشعاعي وعشت حالة من الخوف لبضعة أيّام قبل أن يُخبرني الطبيب إنّني لا أشكو من أيّ خطب. بعد حوالي سنتين، في أبريل 2014، لاحظت كتلة واضحة لم تكن موجودة من قبل في ثديي وظهرت فجأة بين ليلة وضحاها. فزرت الطبيب النسائيّ الذي طلب منّي إجراء تصوير إشعاعيّ للثدي وصورة فوق صوتيّة. أكّد لي طبيب الأشعّة لاحقاً أنّ الأمر لا يبشّر بالخير، لكنّ طبيبي لم يوافقه الرأي لذا قرّر سحب خزعة بالإبرة من هذه الكتلة، واتّصل بي بعد ثلاثة أيّام ليخبرني أنّها ليست بورم سرطانيّ. لكنّه لم يكُن يعلم أنّه سحب الخزعة من المنطقة الخطأ. أردت بشدّة أن أصدّق أنّني بخير وأنّ الطبيب محقّ فحاولت أن أمحو الفكرة من ذهني. لكن بعد مرور5 أشهر كان حجم الكتلة في ثديي يكبر لذا عدت إلى الطبيب لأخذ عيّنة جديدة وهذه المرّة تأكّدت شكوكي. كان زوجي أوّل من عاش معي القلق والتوتّر. لكن عندما حان وقت الإعلان النهائيّ، كانت شقيقتي ووالدتي بجانبي في تلك الغرفة عندما أخبرنا الطبيب بالنتيجة. أوّل شيء فكّرت فيه آنذاك كان أنّه علينا إخفاء الخبرعن والدي. فقلقت جداً بشأنه ولا سيما أنّه خسر صديقه المفضّل واثنين من أشقّائه لمرض السرطان.

أمّا بالنسبة إليّ فقد ارتحت عندما سمعت خبر إصابتي بالسرطان. نعم، ارتحت لأنّني تخلّصت من كلّ الشكوك التي طاردتني. لكنّ ذلك دام دقيقة واحدة فقط. وفجأة انصدمت وصعقت بالخبر. ماذا الآن؟ ماذا عن أولادي؟ ماذا عن عائلتي؟ ماذا سيحدث تالياً؟ كانت أسئلة كثيرة تدور في ذهني واعتراني الخوف والقلق. في تلك اللّحظة لم يعُد بوسعي السيطرة على وضعي. خلال أيّام لم أكن أنبس ببنت شفة إلى أن اضطررت إلى إخبار أولادي أنّني بحاجة إلى دعمهم.

إقرئي أيضاً: نساء شاركن ياسمين غيث معركتها ضدّ سرطان الثدي

  1. هل غيّرت نمط حياتك بعد أن تمّ تشخيصك؟

ليس تماماً، لكنّ والدتي تحوّلت فجأة إلى خبيرة تغذية. وقد ساعدتني كثيراً لأستعيد صحّتي وعافيتي بفضل كلّ الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على مواد مضادة للأكسدة.

  1. هل كان لديك نظام دعم خاصّ؟ وما هي أهميّة الدعم في هذه المرحلة؟

لم أتوقّع هذا الكمّ الهائل من الدعم الذي حصلت عليه من زوجي وعائلتي وأصدقائي. لقد تأثّرت كثيراً بوقوفهم بجانبي. فمن المذهل كيف أنّ هذه التجربة أظهرت أفضل ما في الناس من حولي.

إقرئي أيضاً: تصدّي لسرطان الثدي من خلال نظامك الغذائي!

  1. كيف تعاملت مع "الفرط في التّفكير" خلال تلك الفترة؟ وهل تغيّرت نظرتك للحياة بعد تجربتك المريرة هذه؟

طبعاً تغيّرت نظرتي للحياة. أوّل درس تعلّمته هو أن أنقل لأولادي قيماً حقيقيّة بدلاً من وضع القوانين. فأردتهم أن يتدبّروا أمورهم في الحياة سواء كنت موجودة معهم أو لا. أردتهم أيضاً أن يتمكّنوا من اتّخاذ القرارات المناسبة والقيام بالأمور الصّحيحة لأنّها صحيحة وليس لأنّني قلت ذلك فحسب. تعلّمت ألّا أخاف المرض والموت. فإذا استطعت مواجهة السرطان أستطيع مواجهة كلّ العراقيل والحواجز. الخوف لن يغيّر الواقع، لذا ما من خيار غير مواجهته بشجاعة. صحيح أنّنا نخسر من ناحية في هذه الرحلة لكنّنا نكتسب الكثير بالمقابل، فهي ليست طريقاً ذا اتّجاهٍ واحدٍ!

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث