سعوديات رائدات واجهن تحدّيات سوق العمل

إعداد وتصوير: Laura Boushnak

هنّ ثلاث شابّات سعوديّات تلقّين تعليماً عالياً ورفيعاً وتجسّد كلّ واحدة منهنّ قصّة نجاح للمرأة السعوديّة العصريّة. فبالرغم من الصعوبات والتحدّيات، استطعن أن يثبتن أنفسهنّ في سوق العمل، فغيّرن بذلك الصورة النمطيّة السائدة عن المرأة. في عصر أصبح فيه تفعيل دور المرأة في المجتمع من الأولويّات، لا تعتبر الأمّيّة مشكلة بارزة في السعوديّة، بل على العكس حصلت آلاف الشابّات على منح حكوميّة للدراسة في الخارج. وتشغل نسبة 96%‏ من النساء العاملات في السعوديّة وظائف في التعليم الرسميّ. تعرّفي معنا على قصّة نجاح رزانا وعهد وآلاء اللواتي ينتمين إلى نسبة الـ4% المتبقيّة. فستخبرنا كلّ واحدة منهنّ ماذا يعني لها عملها وكيف تجاوزت الثغرة بين الوظائف المتاحة وكفاءتها الرفيعة.

اقرأي أيضاً: كيْف تجدين منزلك الحقيقيّ؟

رزانا: من المدرّبات الشخصيّات المحترفات الأوئل في السعوديّة

كانت رزانا من النساء الأوائل اللواتي نلن رخصة دوليّة للتدريب الشخصيّ المحترف. وتوفّر خدمات استشاريّة لتعزيز القيادة والتدريب الشخصيّ. ويتمحور الجزء الأكبر من عملها حول إتاحة الفرص ليعيش الأفراد حياة هادفة ومساعدتهم على النهوض.

وأنشأت رزانا نادياً للكتاب يقيم لقاء دوريّاً وتشارك فيه سعوديّات رائدات يرغبن في تعزيز معارفهنّ ومهاراتهنّ على مستوى القيادة والنموّ الشخصيّ. وتتشارك مع صديقة في استضافة اللقاءات التي تتمحور حول مختلف المواضيع كالابتكار ومشاغل النساء والتنمية الشخصيّة. من المشاريع التي أسّستها رزانا أيضاً Zaha Space، وهو مشروع توعية على المساحات الآمنة المخصّصة للنساء. وتريد المدرّبة الشخصيّة من خلاله أن تحثّ النساء على تمكين بعضهنّ عندما يشاركن قصصهنّ، فضلاً عن توفير الدعم في أفكارهنّ وحياتهنّ.

إضافة إلى اللقاءات الاجتماعيّة المثمرة، تستمتع رزانا بإمضاء الوقت بمفردها في المكتب الذي صمّمته لتحفيز قدرتها على الابتكار الفنيّ، كما أنّها تراجع فيه يوميّاتها أحياناً.

وتختم رزانا قائلة: "عملي هو حياتي وحياتي هي عملي".

اقرأي أيضاً: 5 خطوات صباحيّة تُحسّن من مزاجك

عهد: المخرجة والممثّلة

ترعرعت عهد في جدّة في كنف عائلة ميسورة الحال، وكانت فتاة وحيدة بين أربعة صبية. وغادرت جدّة عندما كانت في عامها السابع عشر لدراسة الحقوق في نيويورك، لكنّها لم تكمل هذا الاختصاص، وفضّلت دراسة السينما وامتهانها بالرغم من معارضة البعض. وتوفّي والداها بعد أن صارعا مرض السرطان عندما كانت في التاسعة عشر من عمرها. وفي العام 2012، عادت إلى جدّة للعمل على فيلمها القصير "حرمة"، الذي يروي قصّة أريج، شابّة حامل تتعرّض بعد وفاة زوجها لابتزاز شقيقه وتواجه صعوبات جمّة لحماية جنينها. وبدأ شغف عهد بالقصص في سنّ مبكرة، عبر جدتّها سارة التي كانت تروي لها القصص بطريقة مذهلة. فاكتشفت أنّها تريد أن تروي قصصاً تحرّك المشاعر أيضاً وتعكس قوّة النساء.

وبعد فيلمها الأخير، ترسّخت قناعتها بأنّ الرجال يصعب عليهم العمل تحت إشراف نساء في موقع قيادة، لافتة إلى مقاطعة حديثها وتجاهلها مرّات لا تُحصى. وتشير إلى أنّها واجهت تحدّيات كثيرة بعد عودتها إلى السعوديّة واضطرّت إلى الاعتماد على أشقّائها لإتمام أيّ عمل. وتعتبر نفسها محظوظة، على عكس نساء كثيرات، وتتساءل كيف يتدبّرن أمورهنّ بلا رجل في حياتهنّ، لكنّها تؤكّد أنّها ليست مضطرة إلى ممارسة أيّ رقابة ذاتيّة بوجود عمّها إلى جانبها. ونذكر أنّ عهد ستمثّل في Collateral، مسلسل جديد للكاتب David Hare بإنتاج مشترك بين Netflix
وBBC سيعرض قريباً.

وإنّ عهد، إضافة إلى عملها في الإخراج والتمثيل، مدرّبة Jivamukti Yoga. وأعطت دروساً بشكل متنظم لمدّة عام في السعوديّة، مؤسّسةً بذلك نواة لجماعة من محبّي اليوغا. وتختم عهد ملخّصةً نظرتها إلى الحياة: "فليكن ما يكون".

اقرأي أيضاً: جدران Gucci للفنّ تتألّق بأسلوب Monreal الحالم

 

آلاء: الاختصاصيّة الأولى في العيون الصناعيّة في العالم العربيّ

أجرت آلاء، بدعم من عائلتها، تدريبها الأوّل على تخصّصها في العيون الصناعيّة في إسبانيا. وتدرّبت لاحقاً لدى اختصاصيّ أميركيّ في الولايات المتّحدة، لكنّها اضطرت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 إلى قطع تدريبها والعودة إلى السعوديّة.

وبما أنّها الاختصاصيّة الأولى في العيون الصناعيّة في وطنها الأمّ، استغرق إصدار رخصة عملها من وزارة الصحّة أربع سنوات، فلم تتمكّن من فتح عيادة خاصّة إلاّ في العام 2010. وفيما بذلت جهوداً حثيثة ومتكرّرة لإثبات الحاجة إلى هذا الاختصاص، رفضت مغادرة السعوديّة بالرغم من فرص العمل الكثيرة في الخارج، مفضّلةً تكريس خبرتها لحاجات بلدها.

 

آلاء اليوم عضو في الجمعيّة الأميركيّة لاختصاصيّي العيون الصناعيّة (ASO) فضلاً عن أنّها تسعى إلى الحصول على شهادة البورد التابعة للجمعيّة.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث