من لاجئة إلى أولمبيّة: قصّة أمل وبطولة ونضال

تُعتبر اليوم يسرى مارديني من الفتيات اللّواتي يُغيّرنَ العالم. فبعد مغامرة هربها من القذائف في وطنها سوريا عام 2015، إذا بها اليوم تنشُرسيرتها الذاتيّة Butterfly التي تعرُض فيها رحلتها الشّاقة في اللّجوء. تبدأ هذه المغامرة من إحدى ضواحي دمشق، مروراً بخطر الموْت على ضفاف جزيرة ليسبوس اليونانيّة، وصولاً إلى برلين، حيْث تدرّبت لتصبح بطلة أولمبيّة.

منذ صغرها كانت يُسرى شغوفة بالسّباحة، لكنّها لم تكُن تعلم أنّ هذه الرّياضة ستكون وسيلتها للنّجاة بحياتها وبحياة آخرين من أبناء بلدِها. فبعد أن اضطرّت لترك سوريا بسبب تدهوُرالحالة الأمنيّة وتعرّض حياتها للخطر، أبحرت مع عددٍ من الرّكاب متوجّهين إلى اليونان وإذا بالقارب يتعطّل وبشبح الموْت يُداهمهم. لكنّها أبَت الإستسلام، فقامت باستثمار موهبتها في السّباحة لإنقاذ أولائك الرّكاب صانعةً بذلك عملاً بطوليّاً وهي تبلغ فقط 17 عاماً. مهمّة مستحيلة أكملتها هذه السّباحة الماهرة على أكملِ وجه.

إقرئي أيضاً: عندما يصبح التميّز بلا حدود مع أضوى الدّخيل 

وبعد أيّام طويلة من التّدريب في ألمانيا إلى جانب ارتيادها المدرسة، حقّقت يُسرى حضوراً مميّزاً جدّاً في الألعاب الأولمبيّة في Rio De Janeiro عام 2016 حيْث وقف لها الحضور مُصفّقاً، بعد مرورسنة من عملها البطوليّ الذي أدّى إلى نجاة رُكاّب القارب. وقد عيّنتها المفوضيّة العليا للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين سفيرةً للنوايا الحسنة عام 2017 ، لتكون أصغر شخص يحصل على هذا اللّقب. بعدها، مثّلت يُسرى المفوضيّة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس حيْث دافعت في كلمتها عن حقوق اللاجئين. فهي تسعى إلى كسر الصّورة النمطيّة عن اللاجئين وإلى تمكينهم.

إقرئي أيضاً: مريم فردوس نحو القطب الجنوبيّ

تكثّف اليوم يسرى مارديني تحضيراتها استعداداً للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبيّة لعام 2020 التي ستقام في طوكيو، فلا شيء يحُدّ مثابرتها. تنبُض عيْناها بشجاعة وطموح لا مثيل لهما، وهي أصبحت مثال ومصدرإلهام لكلّ اللاّجئين، فمن خلال قصّتها وإصرارها على النّجاح تُعطيهم الأمل بمستقبل أفضل وتحثّهم على تحقيق أحلامهم.

إقرئي أيضاً:تعلّمي الملاكمة اليوم! 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث