The Button: عندما تحوّل "الزر" من مجرد أداة لفتح الملابس إلى رمز لحرية المرأة
- 15.05.2024
- إعداد: فرح كريدية
الإعداد: Farah Kreidieh
حظيتُ وفريقي بشرف حضور عرض CHANEL للأزياء الراقية لموسم ربيع وصيف 2024، والذي حمل عنوان The Button أو "الزر". أرادت المديرة الإبدعية Virginie Viard من خلال هذا العرض تكريم ذكرى Gabrielle Chanel، رائدة تحرير المرأة التي استخدمت "الزر" في أزياء النساء كرمزٍ لتحرّرهنّ. فقد تحوّل "الزر" من مجرد أداة لفتح الملابس وإغلاقها إلى رمز لحرية المرأة وتحررها من القيود، وقد أبدعت Viard في دمج "الزر" في عالم الموسيقى والباليه والرقص لتقديم عرض ساحر.
في يوم الثلاثاء 23 يناير، عند دخولنا إلى قصر Grand Palais في باريس، لفت أنظارنا على الفور "زر" ضخم معلّق في السقف. تذكرتُ عندها مقولة Alphonse de Lamartine الشهيرة "يا زمن، أوقف طيرانك!"، حيث يُناجي فيها الزمن ويُطالبه بالتوقف ليتسنّى لنا الاستمتاع بأجمل لحظات حياتنا.
افتُتح العرض بفيلم قصير بعنوان The Button من إنتاج شركة pgLang، تأليف وإخراج Dave Free. يتناول الفيلم قصة فتاة شابة، تلعب دورها الممثلةMargaret Qualley ، سفيرة الدار، تبحث عن زر ضائع من معطفها. وخلال رحلة البحث، تُدرك البطلة القيمة العاطفية لهذا الزر، كونه يحمل ذكريات عزيزة ويرمز إلى التناقل بين الأجيال، وتتعلّم أنّ "الزمن يزيد من جمال الأشياء"...
وتُعدّ الخصوصية والتناقل قيمتين أساسيتين في عالم الأزياء الراقية في Chanel، وهو ما حرصت Viard على إيصاله من خلال هذا الفيلم. وتُجسّد البطلة خلال مغامرتها رحلة عبر الزمن، حيث تلتقي بشخصيات مشهورة من عالم الدار، مثل عارضة الأزياء Naomi Campbell والممثلة Anna Mouglalis، سفيرة الدار، وتنتهي رحلتها في عنوان Chanel التاريخي في باريس، 31 شارع Cambon.
وكان حضور كلّ أصدقاء الدار وسفرائها في العرض أمراً رائعاً فأضاف لمسة مميزة ورونقاً خاصاً إلى الأجواء.
في الوقت نفسه، وتكريماً للزرّ المرصّع الذي تشتهر به الدار، عُرضت مجموعة من الصور الفوتوغرافية للمصور Malick Bodian في إطار ديكور العرض، والتي سلّطت الضوء على مجموعة الدار من الأزياء الراقية لربيع وصيف 2024.
وقد سيطر اللون الأبيض والألوان الوردية الباهتة على الأجواء، لخلق شعور بالوضوح والنقاء والجمال والتحرّر. تميّزت الفساتين الطويلة والبدلات والتنانير المستقيمة والقصيرة بالإضافة إلى الطيّات والدانتيل والتول والعقد والأزهار، والتي تُبرز إبداع الدار الفريد. وتجسّد هذه التصاميم الدقيقة اهتمام الدار بأدقّ التفاصيل، في إطلالات ساحرة تعكس رقص الباليه الروسي. ولطالما عوّدتنا Chanel على إبداعاتها الجريئة، حيث تأخذنا أزياؤها الراقية إلى عالم الأحلام. وقد تجسّدت هذه الجرأة في إطلالات 57 عارضة أزياء تناغمت حركاتهنّ بخفة وسحر فأثبتنَ قدرتهنّ على التألق بأناقةٍ فائقة.
اقرئي ايضًا:من مارسيليا، Virginie Viard تطلق صيحات الموسم الجديد مع مجموعة Chanel Cruise 2024-2025
كما كان من دواعي سرورنا أن نلتقي Charlotte Casiraghi حيث تبادلنا الحديث عن سحر هذا العرض الرائع ووعدتنا بلقاءٍ في اليوم التالي.
وقد اختُتم العرض الذي يحكي قصّة "الزرّ" بفستان زفاف مبهر، وهكذا روت لنا Viard قصّتها الخاصة، مُعيدةً ابتكار إبداعات Chanel وتجديدها مع الحفاظ على روح Gabrielle Chanel. ونحن على ثقة بأنّها ستواصل مسيرة الإبداع والابتكار، وستُبهرنا بمزيد من التصاميم المذهلة في المستقبل.
Exploring the World of Chanel with Charlotte Casiraghi
قدّمت دار CHANEL مجموعتها الجديدة لموسم ربيع وصيف 2024 في Grand Palais Éphémère في باريس. كان عرضاً يليق بدار الأزياء العريقة، كما هو الحال دائماً، في أجواء الأوبرا والباليه، مع التركيز على مفهوم "الزرّ" حيث طغت الألوان الفاتحة كالأبيض والوردي الباستيل وغيرهما... وعلى مقاعد هذا العرض الرائع، تسنّت لنا الفرصة للتحدّث مع Charlotte Casiraghi، التي تألّقت بإطلالة أنيقة مع سترة طويلة بطبعة المربّعات باللونين الأسود والأبيض وسروال جينز، ومكياج ناعم جداً يعكس الكثير عن شخصيتها، فهي تتميّز بأسلوبها الأنيق والبسيط. وفي حوارنا الحصريّ معها، أخبرتنا عن تعاونها مع الدار وانطباعاتها عن العرض...
ما هو انطباعك عن هذا العرض الرائع؟
إنّه حتماً انطباع قويّ، فعكس العرض شعور القوّة والنعومة في الوقت نفسه. ولاحظنا الكثير من الشفافية في المواد الخفيفة التي تبرز قوّة الجسم وحركته. إنّها مجموعة رائعة وفيها الكثير من التصاميم المفعمة بالرقّة. كما أنّني أحببت جداً الفيلم الذي قدّم العرض وكلّ القصص حول رمزية الزرّ.
يتعلّق الزرّ عادةً بشيء ما، فما الذي تحبّين التعلّق والتمسك به في الحياة؟
الحياة نفسها والحب.
إلى جانب الحياة والحبّ، أنت تحبّين أيضاً المطالعة كثيراً. بأي كتاب ذكّرك هذا العرض؟
ذكّرني العرض بكتاب الشعر"Le Cœur Innombrable" للشاعرة Anna de Noailles، الذي مدحه الروائي Marcel Proust. فيحتفي الكتاب برقّة استثنائية بالحب والشغف وضعف الجسم وتعرّضه لمشاعر الحبّ. وأرى فكرة الأنوثة والقوة والرقّة والشعر والنعومة تتجلّى أيضاً في العرض.
ومن الكتب إلى الموسيقى والأوبرا، رأينا تجسيداً للعالم الموسيقي في العرض. ما الذي يؤثّر فيك أكثر في الموسيقى والرقص؟ يبدو أنّك شخص عاطفيّ ورومانسيّ جداً. فهلّا تخبرينا قليلاً عن عالمك الخاص؟
يتغذى عالمي من مختلف أشكال التعبير الفني. في الموسيقى، أجد فكرة الاندفاع التي تتجسّد أيضاً في الرقص وفي هذه المجموعة. فنشعر بالموسيقى تدخل أجسامنا وتخلق لدينا هذا الاندفاع الذي يجعلنا نرغب في التحرّك.
ما هي القطعة التي أعجبتك أكثر من غيرها والتي قد ترتدينها بالفعل؟
أعجبني كثيراً الفستان الذي يتميّز بجزء علوي على شكل مشدّ من الترتر ومع ذيل قصير من التول الأسود، كما أحببتُ الإطلالة المؤلّفة من التول الأسود الشفاف مع الجوارب البيضاء والسترة. تضمّنت المجموعة الكثير من التصاميم الرائعة، وأعجبني الإلهام من راقصات Ballets Russes والقطع المزدانة بنقشة الأزهار. فيعكس تطريز الأزهار على التول بألوان زاهية جداً الكثير من الرقة والأناقة.
اشتهرت Gabrielle Chanel بعلاقاتها الوطيدة مع الروس فكانت تحبّهم كثيراً. ما هي العلاقة مع دار CHANEL؟
إنها علاقة شخصية فعلاً وقديمة فاستمرّت لفترة طويلة جداً، منذ أن كان Karl ووالدتي قريبين جداً. لذا تعود هذه العلاقة إلى زمن بعيد جداً منذ ولادتي حتى.
كونك حفيدة Grace Kelly، كيف كانت سترى هذا العرض برأيك؟
من الصعب أن أضع نفسي مكان شخص آخر، لكنّني أظنّ أنّها كانت لتحبّ الرقة والأناقة والشفافية التي برزت فعلاً في ابتكارات Virginie Viard.
يُقال إنّ "الجمال يكمن في عيوب الزمن". ما رأيك بهذا؟
أنا موافقة تماماً. فتمنح الآثار التي يخلّفها الزمن وكلّ التجارب والتاريخ جمالاً فريداً لكل واحد منا، وكذلك الأمر بالنسبة للاستمرارية. فتُصنع إبداعات CHANEL لتدوم، ولتتوارثها الأجيال ولتتحسّن مع مرور الوقت. آثار الزمن هذه ثمينة جداً وتضيف سحراً خاصّاً.
علمتُ أنّك ذهبت لتهنئة Virginie Viard، ماذا قلتِ لها؟
قلتُ لها إنّ العرض كان رائعاً، وشعرتُ أنها كانت هادئة وواثقة جداً من نفسها. هي دائماً واثقة من نفسها، لكنّني شعرت أنّها تتمتّع بالمزيد من الهدوء وأنها استفادت فعلاً من تلك اللحظة.
هل تستوحين وVirginie من بعضكما البعض فيما يتعلق بالمجموعات؟ هل تتحدّثان قبل المجموعات وعندما تحضّر أعمالاً جديدة وما إلى ذلك؟
الإلهام غامض جداً، ولكنّنا نتشاور كثيراً حول المجموعات القادمة. وأحاول دائمًا رؤيتها قبل عروضها وهي تخبرني أيضاً بما تخطّط لفعله أحياناً.
The Eccentricity of Chanel
في رحاب دار CHANEL الفاخرة في العاصمة الفرنسية باريس، وتحديداً في الدائرة التاسعة عشرة، التقيتُ بـ Aska Yamashita، مديرة مشغل Montex التابع للدار، وذلك عشية عرضها المنتظر.
منذ اللحظة الأولى التي رأيتها فيها، لفتت انتباهي أناقة أزيائها ولون أحمر الشفاه الجذّاب وأسلوبها الفريد، فهي امرأة جميلة وتشعّ طاقةً وإبداعاً! وقد فتحت لنا أبواب مشغلها، لتدخلنا إلى عالم مذهل وتعرّفنا على كواليس أحد أعرق مشاغل التطريز في العالم.
عند دخولي، استقبلتني ابتسامات عريضة من نساء ساحرات ونابضات بالحياة. ولا عجب في ذلك، فما أن ننظر إلى منتجات CHANEL النهائية، حتى ندرك براعة الحرفيّات وتميّزهنّ.
تُعدّ Aska Yamashita، بمثابة رمزٍ للإبداع والخبرة في عالم التطريز الرفيع. وبعد 30 عاماً من العمل في Montex، تُواصل اليوم رحلتها الإبداعية مع دار CHANEL، جنباً إلى جنب مع المديرة الإبداعية Virginie Viard التي تربطها بها علاقة صداقة تمتدّ لعقود. ويمثّل هذا الانتقال بالنسبة إليها استمراراً لمسيرتها المهنية المتميزة في مجال التطريز لدى دور الأزياء الراقية. هي لم تتمكن من الكشف عن أيّ تفاصيل حول عرض الدار الذي كان يُقام في اليوم التالي، وذلك لكونها جزءاً من فريق كبير يساهم في إنجاز هذا الحدث الاستثنائي، وكانت مثلنا متشوّقة لرؤية النتيجة. لكنّها شاركتنا ببعض المعلومات حول الإلهام وراء إبداعات الدار لهذا العام. إذ تسعى CHANEL من خلال تصاميمها إلى تجسيد الأفكار المجرّدة على أرض الواقع. وتشكّل الأوبرا والموسيقى محوراً مركزيّاً يُلهم إبداعات الدار هذا العام. فسيُجسّد العرض مزيجاً من الرقص والموسيقى والباليه...
وبالتعاون مع Virginie، تُرجمت هذه المواضيع إلى إبداعات آسرة وأشبه بلوحات فنية حقيقية من خلال استخدام التطريز والترتر بأشكال مبتكرة وبفضل خبرة الحرفيّات الماهرات وأدواتهنّ المعقّدة. وأشارت Aska إلى التطوّر الذي طرأ على قيمة العمل اليدوي في هذا المجال، حيث أصبح الحرفيّون يشعرون بفخرٍ أكبر بمهاراتهم وإبداعاتهم. وقد لعب السيد Lesage دوراً مهمّاً في تعزيز مكانة الحرف اليدويّة من خلال جهوده. كما روت لنا قصة تصميم الستائر المُبهرة لدار الأوبرا Opéra Garnier، وأوضحت طريقة العمل على قطعٍ صغيرة للانتقال إلى أعمالٍ ضخمة، مثل مشروعها مع الفنان Xavier Veilhan في اليابان. وأشارت إلى أنّ تعاونها مع فنّانين مختلفين آخرين لإنجاز عمل فني ضخم بطول 30 متراً وعرض 7 أمتار، هو حتماً تجربة غنيّة وتُلهمها للمضي قدماً نحو المزيد من الإبداع.
اقرئي ايضًا:Chanel تكشف النقاب عن متجرها الموسمي الجديد في بودروم