أسبوع الموضة الّلندني يعاني الكثير من التحديات فما مصيره وكيف واجهها؟

GETTY IMAGES AND BFC

يُعدّ شهر سبتمبر شهراً حافلاً بأجواء الموضة والأزياء، حيث تحتفي عواصم الموضة الأربع الكبرى، ألا وهي نيويورك ولندن وميلانو وباريس، بالصيحات الرائدة والتصاميم الإبداعيّة من خلال إقامة أسابيع الموضة. فتستضيف كلّ مدينة سلسلة من العروض على مدار خمسة أيّام، يعرض فيها أبرز المصمّمين مجموعاتهم الجديدة. وفي أسبوع الموضة في لندن، تسنّحت لنا الفرصة بتغطية الحدث بعد أن تلقّينا دعوة خاصّة من مجلس الأزياء البريطاني، والذي اتّسم بطابع فريد مرتبساً بقضايا هامّة، لا سيّما حول قضيّة المناخ والاحتباس الحراريّ ومدى تأثر عالم الأزياء به.

كالعادة، يُعتبر أسبوع الموضة حدثاً هامّاً لصناعة الأزياء، إذ يضاهي مهرجان البندقيّة السينمائي أو جوائز الأوسكار بالنسبة إلى عالم الأفلام. فيمثّل معرضاً إبداعيّاً تجاريّاً تُقيَّم فيه أعمال المصمّمين. كذلك، يفسح المجال على مدار شهر للمحرّرين والمشترين والمصمّمين بالتواصل وتحديد مسار هذه الصناعة ومناقشة الأهداف التي يجدر أن تصوب إليها. وتذهب هذه العروض إلى ما هو أبعد من صيحات الأزياء والجمال والإكسسوارات والشخصيّات المشهورة التي تحضر تلك العروض، لتحرص على تقديم أفكار تعكس الوعي الاجتماعيّ الراهن ، في حين جرت في خلال أسبوع الموضة في لندن مناقشات طالت مواضيع الاستدامة والمساواة والتنوّع والحرفيّة والتركيز على الأزياء الإيجابيّة. وللمرّة الأولى، افتتح أسبوع الأزياء في لندن أبوابه للعلن وللراغبين بمشاهدة الأزياء المعروضة.

GETTY IMAGES AND BFC

تحديات دولية لأسبوع الموضة البريطاني

يولّد أسبوع الموضة أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني في طلبيّات الملابس سنويّاً، ويستخدم معظمها القوى العاملة الدوليّة التي تضمّ أكثر من 10000 موظّف أوروبي. ممّا يعني أن خروج بريطانيا من الاتّحاد الأوروبي سيشكّل خطراً على هذا الهيكل. ووفقاً لمجلس الأزياء البريطاني، فإنّ قيمة صناعة الأزياء في المملكة المتّحدة تبلغ 26 مليار جنيه إسترليني، ممّا يجعلها أكبر صناعة إبداعيّة في المملكة المتّحدة. ويواجه المصمّمون البريطانيّون بعضاً من المخاوف في ذلك الخصوص بالرغم من السلوك الرصين والهادئ الذي يظهر عليه الإنجليزيّون. فأعرب مصمّم الأزياء البريطاني Henry Holland مؤسّس دار House of Holland عن قلقه تجاه الموضوع، وذلك بسبب تغيّر تسعير منتجاته من جرّاء تغيّر سعر الصرف للجنيه الإسترليني بين الحين والآخر مقارنةً بسعر المنتجات في الدول الأوروبيّة والعالميّة الأخرى.

وعلى الرغم من المخاوف بشأن التأثير المحتمل للبريكسيت، يواصل أسبوع الموضة في لندن جذب أفضل المواهب من جميع أنحاء العالم مع مصمّمين من أكثر من 19 دولة يعرضون تصاميمهم، الأمر الذي يفسح المجال أمام مواهب ناشئة لتقديم إبداعاتهم.

خطط لتعزيز الاستدامة في عالم الأزياء

وفي المقلب الآخر، يتعرّض أسبوع الموضة أيضاً للنقد من قبل الجماعات الناشطة للتغيّرالمناخيّ، في حين دعت مجموعة "تمرّد الإنقراض" مجلس الأزياء البريطاني لإلغاء أسبوع الموضة، على الرغم من أنّ "أسبوع الموضة" لا يمثّل السبب الرئيس لتأثير المناخ في الصناعة. وما يسعنا قوله هو إنّه يشكّل منبراً مفيداً يمكن من خلاله الترويج لخيارات أكثر استدامةً. وهذا بالفعل ما حدث، ففي هذا الموسم على سبيل المثال، نظّم مجلس الأزياء البريطاني نقاشاً دام أربعين دقيقة حول التغيّر المناخي وضرورة اتّخاذ الأفعال اللازمة تجاه هذه القضيّة، فحضرت عارضة الأزياء والمناضلة لقضايا البيئة Arizona Muse، بالإضافة إلى Tamsin Lejeune من مؤسّسةCommon Objective التي تعنى ببناء أعمال ناجحة مع تأثير إيجابيّ في الناس والبيئة وغيرها من صنّاع القرار. ولم تتوقّف نشاطات المجلس هناك فحسب، بل أعلن من خلال تأسيس معرض تحت شعار PositiveFashion عهد الأزياء الإيجابيّة، وهو مكان مناسب للضيوف لاسكتشاف علامات تجاريّة جديدة وتجارب غامرة تخبر أكثر القصص إبداعاً حول الاستدامة والحرفيّة والأخلاق. فلقد كانت الاستدامة جزءًا من استراتيجيّة British Fashion Council منذ العام 2006، حيث وضع معرض Estetica الأزياء المستدامة في قلب أسبوع الموضة في لندن قبل أن يتحوّل إلى الموضة الإيجابيّة في العام 2013. وهو عبارة عن منصّة مصمّمة للاحتفال بأفضل الممارسات الصناعيّة وتشجيع القرارات التجاريّة المستقبليّة لإحداث تغيير إيجابي. وتتّخذ الكثير من المنظّمات الدوليّة أيضاً إجراءات، من نظيراتنا في المناطق الأخرى إلى ميثاق الأزياء G7 الذي يضمّ مجموعة من الشركات البريطانيّة، بما في ذلك Burberry وStella McCartney.

المصممون العرب في لندن

تشتهر لندن باحتضانها للتعدديّة الثقافيّة، لذا، شهد أسبوع الأزياء في لندن تألّق المصمّمين السعوديّين والكويتيّين في معرض الأزياء Stories From Arabia. وهو المنصّة التي أسّست من قبل جليلة المستوكي والتي تعنى بإبراز مواهب المصمّمين العرب في الغرب في خلال أسبوع الموضة في لندن. ومن الأسماء العربيّة الأبرز المشاركة في المعرض، نذكر نورة عبدالله وسميرة حلواني وهيفاء السديري.

اقرئي أيضاً: حصلنا لكِ على تذاكر خلف كواليس عروض ربيع وصيف 2020

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث