Hatem Alakeel يفصح عن أمنياته المستقبليّة بينما العالم يصغي إليه...

​Hatem Alakeel : المصمّم والمؤسّس خلف العلامتين السعوديّتين Tobyو Hatem Al Akeel Shirts

أيّها العالم العزيز،

أودّ أن أرسل إليك الكثير من الاحترام والإعجاب في هذه الأوقات الصعبة. وأوّد أنّ أتوجّه إلى الشعب الصينيّ تحديداً فأتمنّى لكم المزيد من القوّة والصبر وأثني عليكم لأنّكم أظهرتم للعالم أنّه على الرغم من عدم وجود علاج أو لقاح حتّى الآن؛ من شأن "التباعد الاجتماعيّ" أن يساعد في السيطرة على انتشار الفيروس. كذلك، أعتذر عن بعض ردود الفعل السلبيّة والعنصريّة التي صدرت تجاهكم. ففي مثل هذه الأوقات، علينا أن نكون أكثر تعاطفاً مع بعضنا البعض. لذا، شكراً لأنّكم كنتم قدوة للعالم بأسره وأرسلتم المساعدة إلى إيطاليا الحبيبة وشعبها اللطيف. وشكراً لك إيطاليا، لأنّك حافظت على قوّتك ولم تسمحي للفيروس بقتل روحك، رجاءً استمرّوا في الغناء والرقص على شرفاتكم. فهذه المحنة ليست إلّا مسألة وقت حتّى يتم حلّها بلقاح أو علاج ما.

أتمنى لك الشفاء العاجل أيّها العالم العزيز ونهاية وشيكة لفيروس كورونا.

فلنحاول أن نرى الجانب الجيّد من هذا المأزق من خلال التمهّل قليلاً وتقييم الأمور التي عادةً ما نتغاضى عنها ونعتبرها أمراً مسلّماً به. لنقدّر الحياة وعائلاتنا وأحبّاءنا وندرك مدى هشاشتنا كبشر وكم أنّ الحياة ثمينة. ومن المحتمل أن يكون الوقت مناسباً أيضاً لإعادة تحديد أولويّاتنا، فهذه الفترة تختبر صبرنا ممّا يحرمنا الكثير من الامتيازات والكماليّات التي اعتدناها.

وسنتعلّم الكثير من هذه الأزمة، ونخرج منها أكثر حكمةً وعمليّةً خصوصاً في صناعة الأزياء. مثلاً، هل نحن بحاجة حقاً إلى هذا العدد من أسابيع الموضة وعروض الأزياء؟

وبالنظر إلى التطوّرات الأخيرة في تقنيّات العمل عن بعد والتدقيق المتزايد بشأن انبعاثات الكربون، هل تحتاج صناعة الأزياء حقّاً إلى السفر بقدر ما تفعل؟

منذ أكثر من شهر مثلاً، بدأت مجموعة Armani في الحدّ من السفر غير الضروريّ، وباتت تعتمد على مكالمات الفيديو الجماعيّة لتربط ما بين فرقها الدوليّة. حتّى أنّها قامت ببثّ مجموعاتها رقميّاً بسبب تفشّي كورونا في ميلانو. لربّما نحتاج جميعاً إلى أن نعيد تقييم أفعالنا وأن نصبح أكثر عمليّةً وتعاطفاً وأقل تساهلاً. في السياق نفسه، كرّست مجموعة LVMH فريقها للبدء في صنع مطهّرات يدويّة مجانيّة لجميع المستشفيات في فرنسا.

وعلى الرغم من أنّ هذه الأوقات عصيبة؛ غير أنّ بعض ما نعيشة اليوم عبارة عن نعمة خفيّة وسيأتي الكثير من الخير من هذه الأزمة حتماً. لذا، تشبّث أيّها العالم العزيز لأنّ "هذا أيضاً سوف يمرّ" وسنخرج من هذه المشكلة أكثر قوّةً وتواضعاً وتعاطفاً مع الآخرين.

تفضّلوا بقبول فائق الاحترام

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث