ما هي ذاتك الحقيقيّة؟ ما الذي يكمن تحت كلّ ما ترتدينه؟

التصوير: Maximilian Gower
الإدارة الفنّيّة وتحرير الموضة: Jessica Bounni
التنسيق: Rim Choucair
المؤثّرات: Hanane Houachmi وJunaynah El Guthmy و Deema Al AsadiوMthayel Al Ali وNadya Hasan
المكياج: Michel Kiwarkis
تصفيف الشعر: Jean Keyrouz
الموقع: Mazmi Casa

قفطان من THAT Concept Store
إكسسوار الرأس وسروال أزرق من Zaid Farouki

ما هي ذاتك الحقيقيّة؟ ما الذي يكمن تحت كلّ ما ترتدينه؟ ما هي الهويّة التي تحاولين التعبير عنها؟ هل أنت الشخص الذي تريدين من الآخرين أن يظنّوا أنّك ما هو عليه؟ هل تتأنّقين لإبهار من حولك أم لتجسيد أمر آخر؟ حدّد العالِم اللغوي السويسري Ferdinand de Saussure علم الدلالة بأنّه "علم يدرس حياة الإشارات في المجتمع"، وهو دراسة الموضة وكيف يجسّد البشر مواقف اجتماعيّة وثقافيّة معيّنة عبر الملابس. وبحسب موقع "ويكيبيديا"، الموضة هي لغة الإشارات التي تعبّر على نحو غير لفظي عن معانٍ حول أفراد ومجموعات وتؤدّي دوراً رمزياً وتواصليّاً يمكنه التعبير عن الأسلوب الفريد والهوية والمهنة والوضع الاجتماعي للفرد، أو عن نفسك بكلّ بساطة. قد تتجلّى الذات "الحقيقيّة" أو قد لا تفعل ذلك، لكن أفكارنا وآراءنا عنها تظهر جلياً بالطبع. وبالتالي أضفينا لمحة عصرية على موضوع علم الدلالة في عالم الموضة تماشياً مع شعار ماري كلير العربية للعام 2022 بعنوان "ذاتك الحقيقيّة"، وجعلناه أكثر ترابطاً مع عصرنا الحالي، أي عصر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك مع 5 شخصيّات ملهمة على مواقع التواصل الاجتماعي اخترناهنّ بعناية لتنسيق إطلالاتهنّ باتّباع نهج "ما قلّ ودلّ"، لأنّنا نودّ التعبير عن الكثير!

اقرئي أيضاً: التحرّر في الريف

Deema Al Asadi: في هذه الأيّام، يعبّر الناس أكثر بكثير عبر الفنّ والموضة، والموضة نوع من الفنّ بطريقة ما

سترة من Yusuf Mardini
حبال من Zaid Farouki
بلوزة من Emergency Room

عقود خاصّة بالمنسّقة

الملابس رمز غير لفظي يمكن تفسيره بطريقة مختلفة بحسب السياق المحيط به، فكيف تصفين أسلوبك في اللبس على مواقع التواصل الاجتماعي وبعيداً عنها؟
أسلوبي هو نفسه على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الواقع. أنا من الأشخاص الذي أحبّوا التأنق حتّى قبل ظهورها، ولهذا السبب قررتُ أن أنشر محتوى عن الموضة على هذه المواقع وأن أفتح حساباً عامّاً على منصّة "إنستغرام". إذ كانت التعليقات عن اختياراتي وأسلوبي والأسئلة عن الأماكن التي أبتاع منها قطعي وملابسي ترِدُني دائماً. أحبّ نشر محتويات عن ملابسي وعمّا أرتديه في لحظتها، وبالتالي ما ترينه على مواقع التواصل الاجتماعي هو بالضبط ما أنا عليه خارج العالم الرقمي!

ما الذي تحبّين إيصاله والتعبير عنه على صفحتك على منصة "إنستغرام"؟
عندما أطلقتُ حسابي، أردتُ إيصال ما أحبه بالضبط في عالم الموضة، ونظراً إلى أنني شغوفة للغاية منذ شبابي، وجدتُ أنّ هذه المواقع أداة مناسبة لإظهار هذا الحبّ والشغف والهواية. كنتُ أدرس أولاً طبّ الأسنان في الكلية، ولم تتسنَ لي فرصة التأنق، وكنتُ أعمل دائماً في عيادتي، وجعلني ذلك أشعر بحماس أكبر حيال العودة إلى المنزل في عطلة نهاية الأسبوع للتأنق وإظهار حبّي للموضة والتعبير عنه عبر حسابي على منصة "إنستغرام"، قبل أن أجعل حسابي عامّاً. والآن، أحاول سنوياً أن أعبّر عن أسلوب مختلف وجديد، فعلى سبيل المثال، عندما كنت حاملاً، حاولت إلهام الحوامل مثلي للاهتمام دائماً بأنفسهنّ. أسعى دائماً أيضاً لتمكين النساء وإلهامهنّ، ولأظهِر لهنّ أنه يمكنهنّ فعل ما يشأنَه بكلّ شغف مثلي. وتجسد ملابسي شخصيتي كثيراً. أحبّ المخاطرة في أساليب الموضة، ولا أعتمد أسلوباً معيناً. تختلف إطلالاتي يومياً باختلاف مزاجي، وأحبّ أن أجرّب أساليب جديدة، ويشكل ذلك هوايتي وشغفي. "لا حدود لما يمكننا فعله نحن النساء، والتوازن أساسي". 

ما هو أكثر ما يشبه شخصيّتك من عصور الموضة الممتدّة من العشرينات حتّى العقد الماضي، ولماذا؟
أظنّ أنّها حقبة الثمانينات التي تتّسم بالأكتاف الضخمة والقطع المعدنية والإكسسوارات الكبيرة، فضلاً عن أنّها أكثر ما يشبه أسلوبي.

"لا يُحكم على كتاب بغطائه". برأيك، هل ينطبق هذا القول على عصرنا الحالي؟
لعلّ الناس في أيامنا هذه تعبيريّين أكثر من ذي قبل، لذا أظنّ أنّه لم يعد هذا القول بالأهميّة التي كان عليها في وقت سابق. في الماضي، وجد الناس صعوبة في التعبير عن شخصيّاتهم وأساليب حياتهم. أمّا الآن ومع التطوّر الذي يشهده الفنّ وأساليب حياتنا، فتشعر الأجيال الأكثر شباباً حتّى بثقة أكبر من ناحية التعبير عن أسلوبها الخاصّ وما يعجبها. في هذه الأيّام، يعبّر الناس أكثر بكثير عبر الفنّ والموضة، والموضة نوع من الفنّ بطريقة ما. 

يرتدي الأفراد المنتمون إلى ثقافة محدّدة أزياء معيّنة تبعث رسالة مميّزة، فما هي أكثر ثقافة تشبهك ولماذا؟
أجازف في أسلوبي في الموضة، وأفضل اعتماد أساليب مختلفة بحسب مزاجي، لكنّني أحترم دائماً خلفيّتي وثقافتي العربيّتَين، لذا أحاول اختيار قطع محافظة، لأنّه لدي متابعون من مختلف المعتقدات والخلفيات، وأحبّ احترام الجميع. لكن لو كنتُ لأختار أكثر ما يعجبني في ثقافتنا العربية، لاخترتُ الألوان المعدنية، وأحب المطرزات، ويمكنك رؤية الكثير منها في خياراتي خصوصاً في خلال شهر رمضان المبارك وعيد الفطر. 

قد تتخطّى الموضة الإشارة إلى مهنة معينة. يرمز البرقع إلى الانتماء إلى مجتمع إسلامي، فما القيمة التي تودّين إبرازها يوميّاً وكيف تعبّرين عنها؟
أظنّ أنّها الثقة، عبر اختيار الملابس والقطع التي تحبينها والتي تمنحك الثقة في النفس، سواء كنتِ في طريقك إلى اجتماع أو لإحضار ابنك من الحضانة. الموضة وسيلة لإظهار ثقتك في نفسك، ومن الرائع دائماً أن ترتدي ما تحبّينه.

ما الانطباع الأوّل الذي يأخذه عنك الآخرون عند التعرف إليك؟ وهل يتماشى مع ما تحاولين إيصاله على مواقع التواصل الاجتماعي؟
يقال لي دائماً إنّني اجتماعية كثيراً ويسهل التحدث معي. وفي الواقع، أحب التواصل مع كل شخص غريب أراه. أنا كثيرة الكلام في الواقع، إنّما ليس لديّ الوقت بالفعل لأتكلّم كثيراً على قصصي على هذه المنصّة. أتفاعل عبر القصص وأنا دائماً متاحة للناس، لكنني أمّ أيضاً، وهو ما يجعل ذلك صعباً في بعض الأحيان.

Junaynah El Guthmy: لطالما شعرت براحة أكبر عند إدماجي العناصر الثقافيّة بإطلالاتي اليوميّة مقارنة بما أنشره 

بلوزة داخليّة وقبّعة من Emergency Room
قميص وتنّورة من Salim Azzam
كرة من Bokja لدى THAT Concept Store

الملابس رمز غير لفظي يمكن تفسيره بطريقة مختلفة بحسب السياق المحيط به، فكيف تصفين أسلوبك في اللبس على مواقع التواصل الاجتماعي وبعيداً عنها؟
أسلوبي على مواقع التواصل الاجتماعي جريء للغاية، وبينما يجسّد أسلوبي خارج هذه المواقع المستوى نفسه من الجرأة على الأرجح، أظنّ أنني لطالما ارتحتُ أكثر عند إدماجي العناصر الثقافيّة بإطلالاتي اليومية مقارنة بما أنشره. 

ما الذي تحبّين إيصاله والتعبير عنه على صفحتك على منصة "إنستغرام"؟
أحب إيصال رسالة ثقة وانفتاح لاستكشاف الوعي الذاتي والتعبير عن الذات وتطويرهما. لا أعلم دائماً أيّ عصر سأدخله في وقت لاحق، لكنني أتّخذ كلّ خطوة بكلّ ثقة وفهم أنّ التطور أمر تتعيّن مواكبته، على عكس ردع النفس، لأنّ ما لا يجذب اهتمامك اليوم قد يهمّك فجأة غداً.

ما هو أكثر ما يشبه شخصيّتك من عصور الموضة الممتدّة من العشرينات حتى العقد الماضي، ولماذا؟
السبعينات لأنّه كان عصراً صاخباً وعامراً بالحريّة.

"لا يُحكم على كتاب بغطائه". برأيك، هل ينطبق هذا القول على عصرنا الحالي؟
بالطبع. نعيش في عصر يسهل فيه للغاية نحت هذا الغطاء وتغيير ملامحه لنظهر بالطريقة التي نرغب فيها بشدّة ونشعر بها، إلى درجة أنّه يمكننا تحويل مظهره ليصبح شديد التعقيد وآسراً، وهو ما يدفع الناس إلى حدّ ما إلى عدم طيّ الصفحة للاطّلاع بالفعل على محتويات الفرد. علينا أن نذكّر أنفسنا بأنّ ما في داخلنا، أي جوهر الشخص، أهمّ ممّا نحاول أن نصوّر أنفسنا عليه. 

يرتدي الأفراد المنتمون إلى ثقافة محدّدة أزياء معينة تبعث رسالة مميزة، فما هي أكثر ثقافة تشبهك ولماذا؟
آتي من خلفية أفريقيّة-عربيّة، بالإضافة إلى أنّني امرأة محجبة بكلّ فخر، وأرى أن مزيج هذه العناصر جميعها يشبهني.

قد تتخطّى الموضة الإشارة إلى مهنة معينة. يرمز البرقع إلى الانتماء إلى مجتمع إسلامي، فما القيمة التي تودين إبرازها يومياً وكيف تعبرين عنها؟
حجابي رمز يشير بوضوح إلى أنّني مسلمة، وهذا هو السبب الرئيس لارتدائنا إياه. لذا عندما يرانا أحد، يعي أنّنا نساء يمكن الوثوق فيهنّ، نساء يفعلنَ ما بوسعهنّ للتعامل مع الآخرين بلطف وطيبة، نساء يجسّدنَ رسالة سلام. غير أنني لستُ منفصلة عن العالم المعاصر، وأظنّ أنّ تنسيق حجابي مع الملابس الضيقة والأنيقة يعبّر عن ذلك بطريقة أو بأخرى.

كيف تصفين "ذاتك الحقيقيّة" بصراحة وبعيداً عن عالم وسائل التواصل الاجتماعي؟ 
أظنّ أنه يمكنك الحصول على لمحة صحيحة عن ذاتي الحقيقية على حسابي على مواقع التواصل الاجتماعي، وأفخر بذلك للغاية. ولو كنتُ لأصفها ببضع كلمات، لقلتُ إنّني امرأة أفريقية عربية مندفعة واجتماعية للغاية، تتعلم التركيز على اهتماماتها المتعدّدة الأوجه. أرحب بالتغيير بطريقة متهوّرة ومتعمّدة على حدّ سواء. أمّا دافعي فلطالما كان أن أكون مثالاً يُحتذى به عن أنّه يحق للجميع أن يعيش حقيقته وألّا يخجل منها أبداً. 

Hanan Houachmi: بوصفي امرأة دائمة التطوّر، لا أضع أسلوبي في خانة محدّدة 

عباية وعقد من Salim Azzam لدى THAT Concept Store
خواتم من Zaid Farouki
إكسسوار الرأس من Michel Kiwarkis

الملابس رمز غير لفظي يمكن تفسيره بطريقة مختلفة بحسب السياق المحيط به، فكيف تصفين أسلوبك في اللبس على مواقع التواصل الاجتماعي وبعيداً عنها؟
لطالما كانت الموضة عنصراً ثابتاً في حياتي، ولطالما كانت طريقة للتعبير عن مزاج ما. بوصفي امرأة دائمة التطوّر، لا أضع أسلوبي في خانة محدّدة. أعتمد مختلف الأساليب وأميل إلى اعتماد إطلالة تعكس مزاجاً معيناً بدلاً من محاولة الحفاظ على جانب جمالي محدّد.

ما الذي تحبين إيصاله والتعبير عنه على "إنستغرام"؟
تمثّلت المهمة الأولى في تجسيد الصيحات وترجمتها لجمهور من النساء المحتشمات والمحجبات. عندما قررتُ وضع الحجاب منذ 8 سنوات، لم أجد على مواقع التواصل الاجتماعي أيّ مصدر للإلهام سوى طرق للف الحجاب. وبدأتُ بمشاركة إطلالاتي على "إنستغرام" منذ 5 سنوات ورأيتُ الإقبال الإيجابي على محتواي، لذا أردتُ أن أشارك جميع الاحتمالات ضمن نطاق موضة النساء المحتشمات والمحجبات. 

ما هو أكثر ما يشبه شخصيّتك من عصور الموضة الممتدّة من العشرينات حتّى العقد الماضي، ولماذا؟
أحبّ الطابع الكلاسيكي القديم، ولو تعين عليّ الاختيار لقلتُ حقبة الأربعينات. بدأت النساء آنذاك بارتداء السراويل المفصّلة، وبدأ كلّ من Chanel وDior بتصميم البعض من ستراتهما الخالدة. وأبصرت النور سراويل بلاتسو ذات الساق الواسعة والفضفاضة للغاية. بعد الحرب العالمية الثانية، توفي الكثير من الرجال، وبدأت النساء بالعمل، وتأثرت الموضة بهؤلاء النساء القويات اللواتي لا يساومن على راحتهن.

"لا يُحكم على كتاب بغطائه". برأيك، هل ينطبق هذا القول على عصرنا الحالي؟
بقدر ما أتمنّى أن يكون ذلك صحيحاً، يؤسفني أنّنا لا نزال نتأثر بالمظاهر، أو في بادئ الأمر على الأقل. يشتري غالبية الناس القطع الفاخرة حتّى عندما لا يمكنهم تحمل كلفتها بالفعل، ليشعروا بحسّ الانتماء، ولأنّهم يلاحظون أيضاً كيف يتعامل معهم الآخرون بطريقة مختلفة جرّاء ذلك. 

يرتدي الأفراد المنتمون إلى ثقافة محدّدة أزياء معينة تبعث رسالة مميّزة، فما هي أكثر ثقافة تشبهك ولماذا؟
الاحتشام. لم أكن محتشمة في العقود الثلاثة الأولى من حياتي، ولم أشعر يوماً بالحرية التي أشعر بها عندما ارتديتُ الحجاب. يتنمّر النظام الأبوي على النساء، فيشعرنَ بأنهنّ مرغمات على ارتداء الكعوب العالية ووضع المكياج وبأنّه لا يمكنهنّ أن يتقدّمنَ في السنّ، أو أن يحملنَ بأطفال أو يكسبنَ الوزن بدون الاضطرار إلى التعامل مع بعض من العدوانية. وكان الحجاب بالنسبة إليّ طريقة لإجبار الناس على النظر إلى ما هو أبعد من إطلالتي، وتقدير شخصيّتي ومؤهلاتي أكثر. 

قد تتخطى الموضة الإشارة إلى مهنة معينة. يرمز البرقع إلى الانتماء إلى مجتمع إسلامي، فما القيمة التي تودين إبرازها يومياً وكيف تعبرين عنها؟
أحاول أن أبرِز كيف لا تتطلّب الموضة أو الثقة أو الشعور بالإنجاز أو التمتع بطابع مرح أن تكون ملابسي كاشفة أو مغرية. بالنسبة إليّ، كان الحجاب أقصى تعبير عن الحرية والأنوثة. 

كيف تصفين "ذاتك الحقيقية" بصراحة وبعيداً عن عالم وسائل التواصل الاجتماعي؟ 
أنا حقيقيّة على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً على صعيد شخصيتي، إلى جانب أنني أحاول أن أبدو لائقة وأنيقة. أنا صريحة وأعبر عن آرائي حتى لو بدوتُ متذمرة. أحب إطلاق حوارات ونقاشات تجذب الاهتمام. 

في غرفة مليئة بأشخاص يرتدون الزي نفسه، ما الذي يساعدك على تشكيل انطباع أوّل عن شخصيّة ما؟ 
الطريقة التي يتصرّف بها الناس والتي يعاملون بها الآخرين، فضلاً عن بريق شخصيّتهم. وإذا استطاعوا إضحاكي، يربحون . 

ما الانطباع الأوّل الذي يأخذه عنك الآخرون عند التعرف إليك؟ وهل يتماشى مع ما تحاولين إيصاله على مواقع التواصل؟
يقال لي إنّني أبدو لطيفة وشغوفة وواثقة من نفسي وإنه يسهل للغاية التحدث معي، وهو ما يتماشى مع ما أرجو أن أوصله عبر حسابي على مواقع التواصل الاجتماعي. يبقى الهدف أن أكون حقيقيّة بقدر الإمكان.

في غرفة مليئة بأشخاص يرتدون الزي نفسه، ما الذي يساعدك على تشكيل انطباع أوّل عن شخصية ما؟ 
الطريقة التي تصف بها الغرفة. نعيش في عالم يسهل فيه إلى حد ما أن نبدو لطفاء أو أن نحدّد ما قد يبدو عليه عالم مدرك، لكن نادرين للغاية هم من يمكنهم تفسير طريقة تفكيرهم، وهذا ما يشكّل انطباعاً أوّلاً بالنسبة إليّ، أيّ أن أستمع إلى الطريقة التي يصف بها شخص ما نظرته إلى الواقع. 

ما الانطباع الأوّل الذي يأخذه عنك الآخرون عند التعرف إليك؟ وهل يتماشى مع ما تحاولين إيصاله على مواقع التواصل الاجتماعي؟
يعتمد ذلك على الشخص الذي أعطيه الانطباع الأوّل هذا. يقول لي البعض إنّه لدي هالة محمية أو إنّني أبدو قوية للغاية. هل أظن أن هذا ما أحاول إيصاله؟ لا. لا، بمعنى أنّه ليس أمراً أفكّر في طريقة تحقيقه، بل أفعل ذلك لا شعورياً.

Nadya Hasan: في منشوراتي أو عندما أخرج، أحبّ اختبار إطلالة أكثر صخباً وجرأة، فيما تتّسم إطلالتي اليوميّة بطابع بسيط ومريح

الإطلالة من Emergency Room
عقود وسوار من
THAT Concept Store

الملابس رمز غير لفظي يمكن تفسيره بطريقة مختلفة بحسب السياق المحيط به، فكيف تصفين أسلوبك في اللبس على مواقع التواصل الاجتماعي وبعيداً عنها؟
أسلوبي في تطوّر دائم، فلا ألتزم بالصيحات كثيراً، ولا أعتمد أسلوباً واحداً. في منشوراتي على مواقع التواصل الاجتماعي أو عندما أخرج، أحبّ اختبار إطلالة أكثر صخباً وجرأة واستكشافها، فيما تتّسم إطلالتي اليوميّة عادة بطابع بسيط ومريح!

ما الذي تحبّين إيصاله والتعبير عنه على "إنستغرام"؟
أنا شخص إيجابي وهادئ للغاية، وأظنّ أنّه يمكنك ملاحظة ذلك على حسابي على مواقع التواصل. أحبّ مشاركة اللحظات الإيجابيّة والمنشورات التي تنشر روحاً من السعادة والأمل بعض الشيء، وهو غالباً ما تعكسه الملابس التي أرتديها في محتوى السفر الذي أنشره. أشعر بالسعادة القصوى عندما أسافر، إذ يمنحني السفر فرصة الظهور بإطلالات مختلفة عمّا أرتديه عادة عندما أكون في بلدي.

ما هو أكثر ما يشبه شخصيتك من عصور الموضة الممتدة من العشرينات حتى العقد الماضي، ولماذا؟
أظنّ أنه عصر العشرينات الصاخب. أحبّ بكلّ بساطة الطابع البرّاق والمتألّق الذي اتّسم به. تعجبني للغاية فساتين المتحرّرات وبدلات الرجال. 

"لا يُحكم على كتاب بغطائه". برأيك، هل ينطبق هذا القول على عصرنا الحالي؟
يحكم عليّ أشخاص لم يتعرّفوا إليّ يوماً أو لا يعرفون شخصيّتي، والأمر سيان بالنسبة إلى الكثير من الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي! يختلف هذا العالم تماماً عن واقع الجميع، ويظهِر للناس وجهاً واحداً بسيطاً عن حياتنا فحسب، إلّا أنّ حقيقتنا متمثّلة في أوجه عدّة وليس في منشور واحد!

يرتدي الأفراد المنتمون إلى ثقافة محدّدة أزياء معينة تبعث رسالة مميزة، فما هي أكثر ثقافة تشبهك ولماذا؟
لا أضع نفسي في خانة واحدة. أعتمد أسلوباً مختلفاً للغاية في مناسبات وحالات كثيرة. فيمكنني أن أرتدي ملابس ذات طابع أجنبي للغاية، ويمكنني أن أعتمد أسلوباً شرق أوسطياً كثيراً. أظهر بإطلالة تجسد مشاعري وما يجعلني الأسعد في تلك اللحظة. ولو أردتُ الإجابة، لقلتُ ثقافتي الخاصّة.

قد تتخطّى الموضة الإشارة إلى مهنة معينة. يرمز البرقع إلى الانتماء إلى مجتمع إسلامي، فما القيمة التي تودّين إبرازها يومياً وكيف تعبرين عنها؟
يعود الأمر دائماً إلى الشعور بالسعادة والرضا عن نفسي. أريد دائماً إطلاق حوارات ونشر السعادة عبر إطلالاتي. وحتّى عندما أعتمد أسلوباً بسيطاً، أضفي لمسة مبهِرة على إطلالتي عبر حقيبة أو حذاء أو إكسسوارات. 

كيف تصفين "ذاتك الحقيقية" بصراحة وبعيداً عن عالم وسائل التواصل الاجتماعي؟ 
مضحكة ومبهجة وعفوية للغاية. أحبّ أن أعيش اللحظة وألّا أخطّط للمستقبل البعيد. قد ترينني أجلس على أريكتي في لحظة، ثمّ أحجز رحلة إلى بلد عشوائي في الدقيقة التالية. 

في غرفة مليئة بأشخاص يرتدون الزي نفسه، ما الذي يساعدك على تشكيل انطباع أول عن شخصية ما؟ 
الهالة التي تحيط بهم. أعلم أن هذه الإجابة تبدو مبتذلة، لكن يمكنني الشعور بطاقة الأشخاص. 

ما الانطباع الأوّل الذي يأخذه عنك الآخرون عند التعرف إليك؟ وهل يتماشى مع ما تحاولين إيصاله على مواقع التواصل الاجتماعي؟
يقال لي دائماً إنّني مهذبة ومرحة، ولا يتسنى للناس أبداً رؤية جانبي المرح على مواقع التواصل الاجتماعي! 

اقرئي أيضاً: Abir: الثقة بالنفس هي مفتاح النجاح

العلامات: Deema Al Asadi

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث