
على مر العصور تعبر التنورة عن أنوثة وأناقة المرأة فهي بمثابة توقيعها الخاص. ولهذه القطعة الآسرة تاريخ حافل بالتطور، حيث تعتبر التنورة ثاني أقدم قطعة من الثياب عرفتها البشرية. وقد ارتداها في الماضي النساء والرجال على حد سواء، وهذا يبدو جلياً من خلال الرسومات الفرعونية القديمة التي تصور رجالاً ونساءً وهم يرتدون التنورة.
وكما نعلم أيضاً فإن الزي الأسكتلندي التقليدي المعروف بالـ (kilt) هوعبارة عن تنورة بطول الركبة ترتدى من قبل الرجال. دعونا نكتشف سوياً كيف ظهرت موضة التنورة، وكيف تطورت لتصبح على حالها اليوم.
التنورة في القرن الـ16
في منتصف القرن السادس عشر، وتحديداً في العام 1585، كانت التنورة عبارة عن قطعة قماش، يرتدى تحتها ما كان يعرف بالـ Petticoat، والتي كانت تعني أي قطعة قماش منفصلة ترتدى مع الجاكيت أو العباءة. ولم تكن حينها تلك التنورة التي تلبس عادةً تحت الفستان، بل كانت استعمالاتها كثيرة ومتعددة تهدف في معظمها إلى إعطاء الفستان شكله الفيكتوري المنتفخ بحيث يبدو جميلاً وأنيقاً.
الـ petticoat كانت ترتدى من قبل جميع النساء اللواتي يرغبن بالحصول على مظهر أنيق وجميل ومحتشم. ومع تقدم الزمن، تطورت تلك العادة لتصبح الـ petticoat مصممة من الصوف أو الحرير وبطول مختلف نسبياً لترتدى مع الجاكيتات أو القمصان.
شكل التنورة في القرن الــ19
استمرت عادة ارتداء التنانير الضخمة طويلاً. ومع بداية القرن الـ 19 ومع ظهور الـ Crinoline، وهي تنورة منتفخة ذات أسلاك، عكفت النساء على ارتداء التنانيرالكبيرة المنتفخة الخالية من أي أوزان أو طبقات. ومع مرور الوقت، قام المصمم الفرنسي Paul Poiret بتبسيط ذلك النوع من التنانير الذي كان ضخماً وثقيلاً في الوزن من خلال ابتكاره للـ Hobble Skirt أو التنورة المتعرجة، التي كانت طويلة ومتعرجة من الأسفل وضيقة وغير منتفخة. ومع بداية القرن العشرين، اتخذت التنانير شكلاً مختلفاً كلياً، حيث أصبحت موضة التنانير الضيقة منتشرة وقد دخل في تصميمها الشيفون.
أنواع التنانير في القرن العشرين
أصبحت موضة الـ petticoat غير شائعة، وخاصة مع بداية أول عقد من القرن العشرين فقد استبدلت بالتنانير الضيقة المشدودة. ومع أواخر القرن العشرين، أصبحت فساتين الشيفون ذات رواج عال إلى أن أعيد إحياء الـ petticoat بشكلها الجديد من قبل المصمم Christian Dior الذي حافظ على شكلها المنتفخ الطويل. استخدم Christian في تصميمها أقمشة جديدة كالشيفون والأورجانزا وقماش التافتا. وكانت المصممة Edith Head قد قامت أيضاً بتصميم تنانير منتفخة عدة استخدمتها الممثلة الأمريكية Grace Kelly في فيلم Alfred Hitchcock.
ومع منتصف القرن العشرين ظهرت موضة جديدة كلياً كان وراءها المصممة الإنكليزية Mary Quant والتي أطلقت عليها آنذاك الـ Mini Skirt أو التنورة القصيرة، وذلك لحبها لسيارة الـMini . وسرعان ما أصبحت هذه التنورة واحدة من الصيحات الأكثر بروزاً في عالم الأزياء، وقد ساعد في ذلك أمور عدة لعل أبرزها ارتداء الممثلة Jane Shrimpton لتنورة قصيرة مع قبعة بيضاء، وقد أحدث ذلك الأمر صدى كبيراً في أوساط عالم الموضة.
تنورة خريف وشتاء 2013-2014
تبنت مجموعة خريف وشتاء 2013-2014 لهذا الموسم أنوثة صارخة تجلت في التنانير الحيوية التي جاءت فضفاضة نسبياً وذات فتحات أمامية وجانبية. ابتعدت تلك المجموعة عن التنانير القصيرة(Mini)، حيث جاءت على ارتفاع الركبة والساق بحيث تبرز جمال وروعة الأنوثة. كما طغى على تصاميم هذه الصيحة لمسة من الحداثة تجلت في شكل القصات والفتحات واندرج معها مجموعة لافتة من الإكسسوارات والتطريزات. فبكل بساطة تحكي هذه الموضة قصة عن الأنوثة الشتوية الراقية التي تتسم بالخفة والانتعاش.