Hatem Al Akeel: وكالتنا محورها السعوديّة، غير أنّ الشموليّة من سماتنا ونرحّب بأيّ موهبة أصيلة

يضطلع Hatem Al Akeel بالكثير من الأدوار، فهو مصمّم أزياء ورائد أعمال ومستشار وكاتب صحفيّ وأحد أبرز داعمي التمكين... إنّه متفوّق في الكثير من المجالات المختلفة! وفيما يصبّ تركيزه على الفنّانين والمواهب، يحبّ أيضاً تناول المواضيع التي لا يتمّ التطرق إليها بشكل واسع، بدءاً من صناعة الأزياء وصولاً إلى الصحّة النفسيّة. وأثناء قيامه بكلّ هذه المهام، أدرك أنّه ثمة شخصيّات مذهلة تصوغ منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لا بدّ لها أن تحظى بالظهور والنجاح الذين تستحقّهما، وهكذا قرّر أن ينشئ وكالة Authenticité. انضمّي إلينا في المقابلة التالية حيث نناقش معه الكثير من المواضيع المتعلّقة بمسيرته واكتشفي الأهداف الرئيسة وراء هذه المنصّة!

في أيّ مرحلة شعرت أنّه لا بدّ لك من تطوير مشاريعك بالإضافة إلى تصميم الأزياء وكيف؟ وكيف أثّر ذلك على ولادة Authenticité؟
اعتدت على إعداد المحتوى منذ بداياتي قبل 15 عاماً. فهذه عمليّة كاملة تحصل بالتوازي، حيث أنّني اعتدت إنشاء مجموعة من الأزياء مثلاً ثم تنفيذ التصوير الفوتوغرافي والتفكير في الإعداد بأكمله. إلّا أنّ النقص الذي شعرت به مؤخّراً تجسّد في حقيقة عدم وجود فرص تعاون مع المصمّمين والفنّانين والمؤدّين. ولطالما أردت القيام بذلك، لذا بدأت Authenticité تبصر النور منذ 3 سنوات تقريباً عندما طلب منّي مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي إثراء Ithra تنظيم معرض لهم. إذ رأوا أنّني أتغنّى بالمعرفة في صناعة الأزياء في السعوديّة وأنني سأكون قادراً على تنظيم تلك الفعالية. وبالفعل جرّبت ذلك وأدركت حينها أنّني أحببت تلك التجربة وأنّه ثمة الكثير ممّا يجب الاستفادة منه عندما يتعلق الأمر بإنشاء جسر بين المجتمع السعوديّ المحليّ والمجتمع الإقليميّ والدولي، لا سيّما وأنّ المجتمع المحليّ متعطّش للابتكار والتصميم الأفضل والمواهب المصقولة. لقد استمتعت كثيراً بفعل ذلك، إنّما جاء وباء كورونا وأدركت أنّه من الممكن أن تكون تلك إشارة أنّني بحاجة إلى البدء في التواصل مع مجتمع المواهب!

كيف يعتبر إطلاق Authenticité أثناء الوباء طريقة خاصّة بك لإبداء الدعم لمجتمعك؟ 
في الواقع، قرّرت أن أعلّق عملي بالموضة مؤقتاً وارتأيت أنّ هذا الوقت المناسب للتركيز على الأشخاص الآخرين وربما استئناف الموضة في مرحلة لاحقة. إنّما في الوقت الحالي يقضي شغفي في بذل الجهود على أشخاص آخرين ولا يسعني أن أصف كم من المجزي الشعور بأنّنا نقوم بالتمكين وتوفير الحلول والفرص! حيث قمت بإنشاء منصّة تطال مجتمع المواهب إنّما بدون أن نظهر الأشخاص لمجرد أنّهم من منطقة معيّنة، بل نبرزهم لأنّهم يتحلّون بالأصالة. وتشمل وكالة Authenthicité منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم العربي وما وراءه، إلّا أنّها تتمحور أيضاً حول المملكة العربيّة السعوديّة، وذلك لأنّنا نريد أيضاً تمكين السعوديّين، فضلاً عن أنّ الوكالة تعتمد على المواهب الخالصة. فقد آن الأوان لإعطاء الأولويّة للموهبة على الشهرة وأريد أن أبدأ في التطرق إلى هذه الحقيقة. وتقضي مهمّتنا في إلقاء الضوء على المواهب البارزة أساساً كما على المواهب الخفيّة والأجيال الجديدة المذهلة التي تصوغ حقاً مشهد مستقبل السعوديّة. وأعطي مثل على ذلك الغلاف الذي عملنا عليه لعدد يناير من ماري كلير العربيّة مع الفنّانة تام تام. كما أنّنا نسعى أن نبرز كلّ العناصر الأصيلة في السعوديّة على وجه الخصوص أمثال مناظرها الطبيعيّة الخلّابة.

كيف تعمل هذه الوكالة على تحويل هذا التصوّر إلى واقع، ومن خلال أيّ خدمات تفعل ذلك على وجه التحديد؟
تتمثّل إحدى مهامنا في التواصل مع مجتمع المواهب. فإذا ما اجتمعت الموهبة مع الفطنة في العمل، يمكن تحويل الموهبة إلى مهنة كاملة. ويتوقّف الأمر على معرفة الخطوات التي يجب اتّخاذها وإيجاد الشراكة المناسبة والارتقاء إلى المستوى التالي. فمن أجل تطوير أيّ موهبة،لا بدّ من إيجاد شريك تجاري مناسب يمكنه مساعدة الموهوبين على متابعة أعمالهم وصولاً إلى المستوى التالي. وما نريد القيام به في Authenticité هو تمكين مجتمع المواهب وخلق فرص التعاون الذي من شأنه أن يمثّل قيمة مضافة حقاً سواء كان ذلك لجهة شبكات التواصل أو من حيث مصداقيّة العلامة التجاريّة أو الشخصيّة ومدى ظهورها.

طال تأثير الوباء مجالات مختلفة من ضمنها صناعة الأزياء. ما أفضل الاستراتيجيات التي يجب أن يتّبعها المصمّمون برأيك للمضي قدماً؟
إنّنا الآن في عصر نحتاج فيه إلى التنبّه إلى نفقاتنا وتقليص تلك غير الضروريّة. واليوم، حان الوقت لزيادة التفكير في الإستراتيجيات، والتغيير والبروز أكثر عبر الإنترنت، وخفض جميع التكاليف الإضافيّة وإيجاد طرق مختلفة لفعل كلّ ذلك. فيمكنهم عقد شراكة مع ورشة عمل بدلاً من الإنفاق على واحدة خاصة بهم، ويمكنهم إنجاز ذلك كلّه من خلال العمل الحرّ. عليهم أيضاً التخلّص من الأمور الهامشيّة ليكونوا أكثر ذكاءً وأصالة في مجال الأعمال. أمّا إذا كان لديهم ميزة وطريقة تفكير خاصّة، فسيبرزون ويظهرون بالطبع. لكن إذا اتبعوا الصيحات فحسب، فسيصبحون من مصمّمي الصيحات. والحقيقة أنّهم ليسوا مضطرين إلى اتّباع ما يفعله الآخرون، فشخصيّاً أرى ما تفعله السوق وأقوم بالعكس.

وسط سلسلة التغييرات التي شهدتها المملكة العربيّة السعوديّة مؤخراً، لا شك في أنّ المملكة ستشهد توسعاً في مختلف المجالات في السنوات القادمة، كيف تعتقد أنّ هذه التغييرات ستعيد تشكيلها؟
بدأ ذلك يؤتي ثماره بالفعل. إذ ألاحظ أنّ المنظور يتغيّر وثمة مجموعة مذهلة من المواهب، سواء من الفنانين أوالمصمّمين أوالمؤدّين الذين تمكّنوا أخيراً من التعبير عن أنفسهم بالطريقة التي يريدونها. كما باتت العقليّة أكثر إيجابيّة وبات الناس يزدهرون ويبحثون. كذلك، ثمة الكثير من المؤسّسات التي يتم إنشاؤها لتمكين مجتمع المواهب وهذا يوضح كيف أنّنا قطعنا شوطاً بعيداً. وما أحاول القيام به من خلال Authenticité هو إظهار أنّه ثمة جسر بين مجتمع المواهب كلّه سواء كان من الفنّانين أو المؤدّين أو الممثلين أو مصمّمي الأزياء. 

كيف تساهم في خضم كلّ ما تفعله على المستوى الشخصي في تحقيق رؤية 2030 وجعل المملكة العربيّة السعوديّة نموذجاً رائداً على جميع المستويات؟
آمل أن أفعل ذلك، فالهدف وراء رؤية 2030 هو الارتقاء والنمو، وآمل أن أكون جزءاً من هذه الحركة. فكلّنا نريد أن نُظهر جمال السعوديّة! والرسالة الكامنة وراء علامتي التجاريّة منذ أن بدأت في صناعة الأزياء تقضي بإظهار أنّه من شأن الموضة التقليديّة أن تثبت نفسها مع العلامات التجاريّة العالميّة وبرهنة أنّ التقاليد والثقافة السعوديّة تتميّز بعنصرمعيّن يمكن أن يجعلها عالميّة. واليوم، أصبحت ثقافتنا سائدة، والناس يهتمون بالثقافة السعوديّة لأنّه ثمة الكثير من الفنّانين الرائعين الذين يساهمون في تصوير ماهيّة السعوديّة والابتعاد عن الأمور المعهودة والتركيز حقاً على الفرادة والمواهب الرائعة.

ما رسالتك للمواهب المحليّة؟
إنّنا ندعو أيّ شخص أصيل وفريد سواء كان فناناً أو مهندساً معماريّاً أو مصممّ أزياء أو فنّان جرافيك أو فنان أداء أو مغنيّاً... إذا كان لديه أسلوب مختلف، فنحن نرحب به للاتّصال بنا. فإنّنا نفعل كلّ ما في وسعنا للتأكد من ظهور المواهب الأصيلة وحصولها على فرص التعاون أيضاً. ونحن منفتحون دائماً على خلق أوجه تآزر بين المجتمعات المحليّة والمجتمعات الإقليميّة والدوليّة! 
 

العلامات: Hatem Al Akeel

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث