مجلس سيّدات أعمال أبوظبي … حين تجتمع النساء يتحقّق المستحيل

نعم، عندما تجتمع النساء سويّاً يستطعنَ تحدّي المستحيل وتحقيق المعجزات! وقد عوّدتنا نساء الإمارات العربيّة المتّحدة على تحدّي أنفسهنّ والريادة في مجالات مختلفة تماماً كما أوصتهنّ سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك "أمّ الإمارات" التي لطالما شجعتهنّ على الحلم والطموح من دون أن يضعنَ لأنفسهنّ أيّ حدود. فأبدعنَ في مجالات عدّة، بدءاً من ريادة الأعمال والعلوم والتكنولوجيا، مروراً بالسياسة والدبلوماسيّة والرياضة ووصولاً إلى الفنون! وهنّ بذلك لا يشاركنَ فقط في تقدّم مجتمعهنّ بل يرسمنَ مستقبله! وهكذا حال مجلس سيّدات أعمال أبو ظبي الذي يعمل على تعزيز فرص اندماج المرأة في ريادة الأعمال والمشاركة الفاعلة في التنمية الاقتصادية ورفع قدرتها التنافسيّة من خلال التدريب والتأهيل بالإضافة إلى رعاية المشاريع الناشئة. وقد أُنشئ هذا المجلس عام 2001 برعاية سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك "أمّ الإمارات" الرئيس الفخري للمجلس. وذلك تأكيداً لأهميّة الدور الذي تلعبه المرأة كشريك استراتيجي في التنمية الشاملة لإمارة أبوظبي. ويحرص المجلس على تحقيق الرؤية التي وضعتها سموّها منذ إنشائه وترجمتها من خلال تبنّي خطّة استراتيجيّة للمحافظة على الدور القيادي لسيّدات الأعمال في القطاع الخاص. وقد حقّق المجلس منذ بداياته إنجازات كثيرة بتوجيهٍ من سموّها. كذلك، يشكّل ملتقى لتبادل الخبرات بين النساء حيث يُلهمنَ فيمكنّ بعضهنّ البعض لخير مجتمعهنّ وتطوّره. وفي هذا التحقيق، سعدنا بلقاء أربع رائدات ملهمات هنّ أعضاء في هذا المجلس: سعادة نورالتميمي، وسعادة مروى المنصوري، وسعادة شيخة النويس ومديرة المجلس فاطمة هلال البلوشي، اللواتي تزيّنَ في هذه الجلسة التصويريّة بمجوهرات وعبايات من تصميم سيّدات من أبوظبي، وذلك كجزء من التزامهنّ بتمكين سيّدات أعمال أبوظبي. فانضمّي إلينا فيما نتعرّف عن قرب إليهنّ وعلى طموحاتهنّ لتمكين رائدات الأعمال من خلال نشاطاتهنّ في هذا المجلس.

الإعداد: Arzé Nakhlé

التصوير: Esra Sam

التنسيق: Lana Qatramiz

الشعر والمكياج: Lina Dahlback

تصميم الموقع: Yehia Bedeir

إكسسوارات الموقع: Home Figures

الإنتاج: Melisa Laory

من اليمين إلى اليسار:

عباية رماديّة من Jswair و مجوهرات من Kan Yama Kan

عباية بيج من Mauzan ومجوهرات من The O Jewelry

عباية زهريّة من Mauzan ومجوهرات من Kan Yama Kan

عباية زرقاء من Mauzan ومجوهرات من The O Jewelry

Noor Al Tamimi: "التغلّب على التّحديات الحاليّة سيكون من خلال ورش العمل والتدريب والاستشارة" 

نور التميمي هي مستثمرة ورائدة أعمال وعضو في مجلس سيّدات أعمال أبوظبي وغرفة تجارة وصناعة أبوظبي. لديها خبرة طويلة في ريادة الأعمال، ففيما باشرت أوّل عمل لها في العام 1999، تبعه الكثير من المشاريع والأفكار الأخرى. وقد بدأت عملها الأخير من الصفر وتابعت المسيرة بأكملها، بدءاً من ابتكار الفكرة وبناء الأساس ونقطة الانطلاق، ثمّ عبر توسيع نطاق التجارة إلى نحو 50 دولة ووضع استراتيجيّة الأعمال وتنميتها والابتكار، وصولاً إلى إدارة فريق مكوّن من 800 شخص ووضع أسس الحوكمة لدى الشركة ثمّ إعدادها أخيراً للاكتتاب العام، قبل أن تترك الشركة. فقد خاضت بذلك تقريباً كلّ تجربة ريادة الأعمال من الفكرة الأوليّة إلى الاكتتاب العام، ما يمكّنها من الاستفادة من هذه الخبرة في دورها في مجلس سيّدات أعمال أبوظبي، إذ تعتقد أنّ هذه التجربة تسمح لها حتماً بمساعدة الكثير من النساء وسيّدات الأعمال من حولها على النجاح.

عباية زهريّة من Mauzan و مجوهرات من Kan Yama Kan"

يصل عدد أعضاء المجلس إلى 35000 سيّدة، وإذا استطعتُ مساعدة 10٪ منهنّ على الأقلّ لتحقيق حلم حياتهنّ وأهدافهنّ الأسمى، فعندئذٍ أكون قد نجحت في المساهمة في مجلس سيّدات أعمال أبوظبي"، بهذه الكلمات نفتتح حديثنا مع نور التميمي. قبل أن نتابع حوارنا بسؤالها عمّا إذا كانت رائدات الأعمال الناشئات اليوم تعشنَ تحديّات مختلفة عن التي واجهتها هي في بدء مسيرتها المهنيّة، وتقول: "التّحديات التي نعيشها في هذا العصر مختلفة عمّا واجهناه في الماضي. وفي الواقع، لا يمكننا أبداً أن ننظر إلى الوراء، فما كان ينجح في الماضي لم يعد ينجح الآن. يجب أن نتمكّن من إعادة تعلّم بعض الأمور حيث يكون لدينا القدرة على افتراض أنّنا لا نعرف شيئاً فنكتشف واقعاً جديداً في كلّ مرّة. وهذه حتماً موهبة يجب أن تتمتّع بها أيّ رائدة أعمال ويجب أن تكون جاهزة لاكتسابها إذا لم تكن لديها بالفعل." وتضيف: "إذاً، ما هي تلك التحدّيات الجديدة التي نواجهها اليوم؟ صحيح أنّنا نملك اليوم مجموعة متنوّعة وأكبر بكثير من الأدوات المتطوّرة لاستخدامها بهدف بدء عمل تجاريّ وتوسيع نطاقه، لكن بسبب توفّر هذه الأدوات وبسبب التكنولوجيا، تغيّرت عقليّات الناس عمّا كانت عليه في الماضي. لذا، يجب أن تتغيّر الطريقة التي تديرين بها موظّفيك كقائدة بالإضافة إلى الأسلوب الذي ترضين به عملاءك. وهذا هو أحد أكبر التّحديات التي تواجهها أيّ رائدة أعمال اليوم، أمّا التّحدي الثاني فهو تغيّر الأجيال. إذ كان هناك فجوة كبيرة بين جيل ما قبل الإنترنت والجيل الجديد أو الذي ولد خلال عصر الإنترنت مثل الجيل Z، فهما مختلفان تماماً وقد أحدث ذلك ثورة اجتماعيّة. لذا يشكّل هذا التغيير في الأجيال أحد أكبر التّحديات التي نواجهها الآن لنجاح رائدات الأعمال. واليوم هنّ يحتجنَ إلى إيجاد لغتين سواء لفهم احتياجات جيل الألفية وجيل طفرة المواليد، أو لفهم الجيل Z وما يريدونه وما يبحثون عنه. فهذا هو الجيل الذي يجب أن تستهدفه رائدات الأعمال ويجب أن يتعاملنَ معه سواء كعميل أو كموهبة. وهناك طبعاً الاحتباس الحراري، فلم تعد الاستدامة واحترام البيئة والالتزام بحمايتها خياراً بعد الآن. وكلّها تحدّيات جديدة تواجهها أيّ شركة. واليوم يجب أن نجد طريقة للتكيّف مع هذه التغييرات وللنجاح في عالم الأعمال الجديد."

تقديم ورش العمل والتوجيه

ونختتم بسؤال نور التميمي عن مشاريع أو مبادرات معيّنة ترغب في الانخراط بها في إطار هذا المجلس استجابةً لهذه التّحديات، وتجيبنا: "يتمثّل دور المجلس في تقديم ورش العمل والتوجيه وإمكانيّة الوصول إلى رأس المال والمساعدة في الأعمال والتخطيط والاستشارات على نطاق واسع. كما أنّه يشكّل منصّة رائعة للتواصل بين سيّدات الأعمال لتشجيع التعاون في ما بينهنّ. أمّا التغلّب على التّحديات الحاليّة، فسيكون من خلال ورش العمل والتدريب والاستشارة".

Marwa Al Mansoori: "التزمت قيادتنا الحكيمة بمواصلة دعم دور المرأة في المجتمع وتشجيعها لتحدّي الصعاب حتى تكون مثالاً يُحتذى به للأجيال القادمة"

مروة المنصوري تعمل كمسؤولة عن استراتيجيّة عمليّة التحوّل الرقمي لمنظّمة Siemens Advanta الدوليّة، كما تعمل أيضاً كعضو في مجلس سيّدات أعمال أبوظبي وغرفة صناعة وتجارة أبوظبي ولجنة التعاون الإقتصادي. إلى جانب دورها كرائدة أعمال، مارست دوراً مهمّاً كاستشاريّة لمشاريع عالميّة في القطاع التكنولوجيّ والاستراتيجيّات بين الشركات الحكوميّة والخاصّة ولا سيّما في تطوير استراتجيّات الاستدامة، ممّا عزّز قدرتها على التّحدي والتكيّف في بيئات مختلفة وإحداث تأثير إيجابيّ في العمل والمجتمع. وبعد مرور عشر سنوات، اكتسبت الكثير من الخبرات وانعكس ذلك على تشكيل شخصيّتها ونموّها وتعزيز مهاراتها القياديّة والاستشاريّة. فعندما يتوافق العمل المهنيّ مع القيم والاهتمامات الشخصيّة، فإنّ الحماس والتحفيز يكونان أقوى وأكثر دواماً! ومن خلال تعيينها كعضو في مجلس سيّدات أعمال أبوظبي، أظهرت التزامها بدعم مكانة المرأة في عالم الأعمال.

عباية بنيّة من Mauzan ومجوهرات من The O Jewelry

فيما تزداد أهميّة تحديد الذكاء الإصطناعي لمعالم المستقبل، نسأل سعادة مروى المنصوري بناءً على خبرتها عن الحاجة إلى المزيد من النساء في هذا المجال ومجالات التكنولوجيا والهندسة والرياضيّات (STEM)، وتجيبنا: "يفتح تطوّر الذكاء الاصطناعيّ أبواباً جديدة في مجالات متعدّدة، ومع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا والبيانات المتوفّرة، يصبح تطوير الذكاء الاصطناعيّ ضرورة ملحّة للتطوّر والابتكار للشعوب المتقدّمة. ويتطلّب ذلك التفكير الاستراتيجي والتخطيط المستدام للاستفادة الأمثل من إمكاناته والتأكّد من أن تطوّره يصبّ في خدمة الإنسانيّة. وبما أنّ المرأة عضو أساسيّ في كافّة مجالات المجتمع، فسيساهم وجودها في هذا المجال بشكل كبير في تحقيق التقدّم والازدهار لنشهد تغييراً إيجابيّاً في مجتمعنا. وعندما يتمّ تزويد النساء بأساس قويّ في هذه المواضيع، يمكنهنّ التفكير بشكل إبداعيّ وتقديم أفكار مبتكرة تؤدّي إلى تطوير تقنيّات جديدة وحلول متقدّمة. كما أنّ تواجد المرأة في مجالات التكنولوجيا والابتكار يساهم في تنويع قاعدة المعرفة والخبرة لديها. وفي الوقت نفسه، يعزّز وجود وجهات نظر متنوّعة ومتعدّدة التفكير ويساهم في إيجاد حلول شاملة ومتكاملة. بالتالي، فإنّ تمكين النساء وتزويدهنّ بأسس قويّة يساعد في التطوّر التقنيّ والابتكار، ويمكن أن يؤدّي إلى تحسين الحياة والمجتمعات بشكل عام". وتؤكّد المنصوري: "اعتمدت دولة الإمارات العربية المتّحدة الكثير من الاستراتيجيّات ممّا أدّى إلى وصول نسبة النساء بين خرّيجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات إلى 61٪ عام 2023 مقارنة بـ57٪ في جميع أنحاء العالم العربي، كما ازدادت نسبة رائدات الأعمال لتبلغ 68٪ في الإمارات العربية المتحدة، إذ تقدّم الدولة دعماً أكثر شمولاً من خلال بناء بيئة مناسبة لريادة الأعمال".

يعمل التحوّل الرقميّ والاستدامة والشراكة بين القطاعين العام والخاص معاً

نتابع حوارنا مع المنصوري ونسألها عن الفرص التي يؤمّنها الإقتصاد والرؤية الحاليّة في الإمارة للنساء؟ فتجيبنا مستعينةً بكلمة الأب المؤسّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسّس دولة الإمارات العربية المتّحدة: "إنّني أشجّع عمل المرأة في المواقع التي تتناسب مع طبيعتها، وبما يحفظ لها احترامها وكرامتها كأمّ وصانعة أجيال." وتقول: "يبرز هذا الاقتباس رؤية الأب المؤسّس وتوجّهه ولقد تعلّمنا من هذه الرؤية الثاقبة أن نبني دولتنا من خلال التعليم والمعرفة وأن نربّي أجيالاً يبنون مستقبل البلد ويحافظون على ريادته وتميّزه بين الدول المتحضّرة. قبل أن تضيف: "وبناء على رؤية أبينا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هناك الكثير من المشاريع التي جذبتني وأثارت شعور التّحدي لديّ، منها تلك التي تقوم على تقوية أساس الشراكة بين القطاعين الحكوميّ والخاصّ، وتبنّي استراتيجيّة التحوّل الرقميّ في المؤسّسات المختلفة وتعزيز ممارسة الاستدامة وتحقيق تأثير إيجابيّ في البيئة والمجتمع والاقتصاد". فبالنسبة لها يعمل التحوّل الرقميّ والاستدامة والشراكة بين القطاعين العام والخاص معاً من خلال التكامل والتفاعل لتحقيق التنمية المستدامة والابتكار في جميع المجالات وتحقيق تقدّم اجتماعي واقتصادي في العصر الرقمي. فيُعزّز التحوّل الرقميّ الابتكار والتطوير في القطاعين العام والخاص من خلال استخدام التكنولوجيا الرقميّة والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعيّ، مّما يساهم في تحسين كفاءة العمليات وتجربة المستخدم وفي زيادة الإنتاجيّة والابتكار في المنتجات والخدمات. كما تهدف الاستدامة إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحسين الأداء البيئي والاجتماعي والاقتصادي. لذلك لا بدّ بحسب المنصوري من تنسيق الجهود بين القطاعين العام والخاص لتبنّي ممارسات أخلاقيّة وبيئيّة واقتصاديّة مستدامة في عمليّاتهما. وهي تؤكّد أنّ هذه المشاريع تمثّل شغفاً وتحدّياً بالنسبة إليها إذ أنّها تؤمن أنّ ما نزرعه اليوم نحصده غداً، وكلّ ذلك ينصبّ في صالح البشريّة.

وتختتم بهذه العبارات المعبّرة: "التزمت قيادتنا منذ البداية بتشجيع المرأة على ألّا تضع لنفسها أيّ حدود ولا تتردّد في تحدّي ذاتها. وتمّ إنشاء بيئة تمكينيّة تركّز على زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل وتشجيع ريادة الأعمال، ممّا يساعد على توفير فرص أفضل للمرأة في العمل والحصول على الموارد الماليّة اللازمة لتحقيق أهدافها. وانطلاقًا من أهميّة وجود هذه الأخيرة في المناصب القياديّة، تمّ اتّخاذ خطوات لزيادة تمثيلها في الأدوار القياديّة في مختلف القطاعات، سواء في القطاعين العام أو الخاص. وتركّز الإمارات على تعزيز قيمة المرأة وتمكينها في جميع المجالات، ممّا يعزز التنمية المستدامة والتقدّم الاجتماعي والاقتصادي للدولة. وكانت قدوتنا في ذلك سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك "أمّ الإمارات" حينما قالت: "علينا دائماً أن نحلم ونتمسّك بالحلم والطموح، ونواصل العمل لتحقيق كلّ ما نحلم به، كما علّمنا الشيخ زايد أنّ الطموح يجب ألّا يحدّه أيّ سقف أو حدود. ولذلك أطمح في أن أرى بناتي وأبنائي وأحفادي من أبناء الإمارات يواصلون إنجازاتهم في كافة المجالات بما يفوق طموحنا جميعاً، ويرسمون آفاقاً وحدوداً تفوق توقّعاتنا وأحلامنا." وستظلّ كلماتها محفورة في قلوبنا وعقولنا لتحقيق طموحنا الذي لا حدود له ولنواكب التقدّم العالمي في كلّ المجالات".

Shaikha Al Nowais: "أودّ المساعدة من خلال السماح للمرأة بالتواصل مع المجتمع المناسب الذي يمكن أن يزوّدها بالمعرفة والأساسيّات اللازمة لتعزيز الأفكار" 

كبرت شيخة النويس في منزل يستضيف ضيوفاً من جميع أنحاء العالم، ممّا ساعدها على تطوير مهاراتها في بناء العلاقات والاتّصالات. فشكّلت نشأتها عاملاً أساسيّاً في تعزيز قدرتها على التواصل مع أشخاص من خلفيّات مختلفة. وفيما تشغل منصب نائب الرئيس في إدارة علاقات المالكين في شركة روتانا لإدارة الفنادق، هي أيضاً عضو مجلس سيّدات أعمال أبوظبي.

عباية رماديّة خاصّة بها ومجوهرات من The O Jewelry

وقد كرّست شيخة النويس نفسها منذ بداية حياتها المهنيّة للعمل الذي بدأه والدها سعادة ناصر النويس من الصفر عام 1992، حيث ترافق دخولها عالم أعمال والدها مع مسؤوليّة كبيرة. وهي مسؤوليّة ضخمة حرصت على تحمّلها من أجل العائلة بأكملها وبما فيها والدها. وقد تعلّمت منه أن تحبّ ما تفعله وتفعل ما تحبّه وألّا تساوم يوماً على قيم النزاهة والمبادئ التي ترشدها في كلّ ما تقوم به. وعلى مرّ السنين أصبحت علاقتهما أقوى حيث أثّرت بها كثيراً تجربة العمل مع والدها على المستويين المهنيّ والشخصيّ وعلّمتها كيف تكون أكثر ثقةً بنفسها. واليوم تستثمر الخبرة التي اكتسبتها طوال هذه السنوات السابقة في دورها الحالي في مجلس سيّدات أعمال أبوظبي.

نبدأ حديثنا مع شيخة النويس بسؤالها عن كيفيّة استثمارها لخبرتها في دورها الحاليّ في المجلس؟ وتقول: "من خلال معارفي، أسعى جاهدة لتعزيز مجتمع سيّدات الأعمال في أبوظبي وعرض منتجاتهنّ وخدماتهنّ وتوفير فرص التعاون في ما بينهنّ. وكعلامة تجاريّة مقرّها أبوظبي، نتحمّل مسؤوليّة كبيرة لتعزيز نموّ الشركات الناشئة والتي تملكها سيّدات الأعمال في الإمارات العربيّة المتّحدة. ونسعى بشغف إلى الجهود التي تتماشى مع تطلّعاتنا وإلى توحيد قوانا مع النساء الاستثنائيّات وتمكينهنّ من الازدهار".

ونتابع حوارنا بسؤال النويس عن الحاجة الأساسيّة لسيّدات الأعمال في أبوظبي التي يمكن أن يؤمّنها هذا المجلس. وتجيبنا: "تحتاج سيّدات الأعمال والشركات الناشئة في الإمارات العربيّة المتحدة مجتمعاً داعماً يشجّع الابتكار ويوفّر إمكانيّة الوصول إلى التمويل بالإضافة إلى فرص الإرشاد وبناء العلاقات. ومن خلال هذا المجلس يمكنهنّ الاستفادة من الوصول إلى برامج التدريب والتعليم لتطوير المهارات والمعرفة باتّجاهات السوق."

حاجة المرأة إلى المساعدة في تنفيذ أفكارها بفاعليّة

أمّا عن التّحديات والفرص المتاحة لرائدات الأعمال في الإمارة اليوم، فتقول: "غالباً ما تواجه الشركات الناشئة صعوبات في الحصول على التمويل بسبب متطلّبات المصارف الصارمة. بالإضافة إلى ذلك، قد تفتقر إلى المعرفة في المجالات الأساسيّة مثل أماكن العمل المشتركة وخدمات المحاسبة والمسائل القانونيّة. وبينما قد تطرح أفكاراً مبتكرة، إلّا أنّها تحتاج إلى المساعدة في تنفيذها بفاعلية".

وتختتم بمشاركتنا مبادرات وخطوات ترغب في الإنخراط بها في إطار هذا المجلس وتؤكّد: "أودّ المساعدة من خلال السماح للمرأة بالتواصل مع المجتمع المناسب الذي يمكن أن يزوّدها بالمعرفة والأساسيّات اللازمة لتعزيز الأفكار. ويمكنني أيضاً المساعدة في البحث عن الفرص والمنظّمات التي يمكن أن تساعد في تحقيق أهدافها سواء كان من خلال التمويل أو الإرشاد".

Fatima Helal AlBlooshi : "أمّ الإمارات حفظها الله هي الداعم الأوّل للمرأة. مهّدت لنا الطريق لنكمل مسيرتنا على خطاها" 

فاطمة هلال البلوشي هي خبيرة استراتيجية إبداعيّة، عملت في مجموعة متنوّعة من القطاعات من الثقافة والموضة والسياحة والرفاهية وصولاً إلى الإعلام. لدى البلوشي إيمان ثابت بإمكانات المرأة وقدرتها على الوصول إلى النجاح وتحقيق الإنجاز، حيث كان محور كلّ أعمالها السابقة دعم المرأة وتسليط الضوء على إنجازاتها. وهي تستثمر اليوم خبرتها السابقة في دورها كمديرة مجلس سيّدات أعمال أبوظبي. وانطلاقاً من خبرتها في ريادة الأعمال، تفهم البلوشي جيّداً احتياجات رائدات الأعمال وهذا ما يساعدها على وضع استراتيجيّة المجلس وتنفيذها. وأكثر ما يسعدها في عملها هو المساهمة ولعب دور ولو بسيط في دعم وتمكين المرأة!

عباية سوداء من Aquillora ومجوهرات من Kan Yama Kan

نبدأ حوارنا مع مديرة مجلس سيّدات أعمال أبو ظبي فاطمة هلال البلوشي بسؤالها عن الأولويّة التي ستعمل عليها في خطّتها الاستراتيجيّة للإرتقاء بدور سيّدات الأعمال في القطاع الخاص بأبوظبي وتعزيز دورهنّ الفاعل؟ وتجيبنا: "بالنظر إلى الفرص الكبيرة التي أحدثتها الثورة الصناعيّة الرابعة، وما نتج عنها من تغيّرات جذريّة في منظومة الأعمال، فإنّ خططنا الاستراتيجيّة للارتقاء بدور هؤلاء السيّدات تتمحور حول بناء مهارات المرونة المستقبليّة، لمساعدتهنّ على التكيّف والازدهار في ظلّ الثورة الرقميّة المعاصرة، من خلال تطوير نماذج الأعمال وتوظيف التكنولوجيا الحديثة بما يضمن مشاركتهنّ الفاعلة في سوق العمل ومواكبة التطوّرات المتسارعة." وتتابع: "وانسجاماً مع ذلك، سنعمل خلال الفترة القادمة على تفعيل هذا الدور الطموح، بالشكل الذي يخلق قيمة مضافة لرائدات الأعمال في أبوظبي، سعياً إلى تحقيق مرونة أكبر وكفاءة أكثر في العملية الإنتاجيّة والتشغيليّة، ذلك من خلال زيادة الوعي بأهميّة الاستفادة من التقنيات الحديثة مثل البيانات الكبيرة Big Data والذكاء الاصطناعي لمساعدتهنّ على توسيع نطاق التطوير والتغيير في مشاريعهنّ التي تضمن استمراريّتهنّ في دائرة المنافسة في مختلف المجالات والقطاعات الحيويّة".

مواكبة أحدث التوجّهات السائدة

أمّا عن المشاريع أو المبادرات المستقبليّة للمجلس التي ترغب مشاركتنا إيّاها، فتؤكّد: "لديّ إيمان ثابت بإمكانات المرأة وقدرتها على الوصول إلى النجاح وتحقيق الإنجازات، لذلك كلّ ما علينا القيام به هو دعم السيّدات في القطاع الخاص ونسعى إلى احتضان المشاريع وتبنّي الأفكار المبتكرة والإبداعيّة. فاليوم لدينا أكثر من 35000 سيّدة أعمال في أبوظبي والمسؤوليّة كبيرة على عاتقنا بصفتي مديرة للمجلس، يسعدني أن أقدّم كافة أشكال الدعم اللازم والإرشادات المطلوبة لرائدات الأعمال. فمن المهمّ مواكبة أحدث التوجّهات السائدة وتحديد الفجوات في السوق لاستثمار أفضل الفرص لتعزيز الأعمال، خاصّة أنّنا اليوم وسط مشهد اقتصادي يشهد تغييرات متسارعة وفي خضمّ بيئة أعمال آخذة بالنموّ. كما أنّ المثابرة وبذل الجهود الحثيثة في العمل يعتبر من أبرز العوامل لتحقيق الأهداف المرجوّة".

وتختتم بهذه الرسالة لنساء أبوظبي عن كيفيّة الاستفادة من هذا المجلس والانخراط به وتقول: "لقد تبنّت القيادة الرشيدة في دولة الإمارات وسموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتّحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسريّة "أمّ الإمارات" للمرأة الإماراتيّة نهجاً حكيماً في تمكين المرأة الإماراتيّة على جميع المستويات. وذلك بهدف بناء قدراتها لتكون عنصراً فعّالاً ورائداً، وحاضرة بعطائها في خدمة المجتمع ونموّه وازدهاره، وانسجاماً مع هذا النهج الحكيم وتماشياً مع رؤية واستراتيجيّة مجلس سيّدات أعمال أبوظبي، فإنّني أدعو جميع سيّدات أعمال أبوظبي إلى المشاركة والانخراط في جميع فعاليات ومبادرات وبرامج المجلس، مثل برامج تطوير المشاريع وبرامج التدريب والتأهيل والاستشارات والإرشاد المهني، التي تقدّمها نخبة من الخبراء والمتخصّصين وفقاً لأحدث الأساليب والتقنيات لتعزيز دور سّيدات الأعمال في القطاع الخاصّ في الإمارة. كما نتطلّع إلى تعزيز مستوى التواصل بين سيّدات الأعمال في أبوظبي لإبقائهنّ على اطّلاع تامّ حول كافّة المستجدّات الاقتصاديّة في شتّى المجالات، فضلاً عن تمكينهنّ بمختلف الأدوات الفنّيّة والإداريّة للاستفادة من الفرص التي توفّرها الأسواق المحليّة والإقليميّة والدوليّة. كما ننظّم في المجلس معارض لسيّدات الأعمال لخلق منصّة لهنّ ليعرضنَ إبداعاتهنّ ومنتجاتهنّ للسوق. كما نخلق فرصاً لهنّ بالتعاون مع شركات عالمية ممّا يطوّر من مشاريعهنّ".

إقرئي أيضاً: أسرار قوة وسائل الإعلام مع عبيدة دنهش وفرح كريدية

 

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث