مؤتمر مبدعي الخليج في جامعة Harvard: الارتقاء بسوق الرفاهية في دول مجلس التعاون الخليجي
تُعتبر الدكتورة إسراء الشطي رائدة في مجال الفخامة في دول مجلس التعاون الخليجي. وهي أستاذة جامعية، مؤلفة وباحثة متخصصة في إدارة الفخامة وإدارة الانطباعات. تُدرّس في الكويت وكذلك في برنامج إدارة الفخامة الدولية في باريس. وبالإضافة إلى عملها الأكاديمي، هي صانعة محتوى رقمي للفخامة. وقد أسّست “LUXE in GCC” المتخصصة في أسواق الفخامة في منطقة الخليج العربي، حيث تقدّم دورات رئيسية، ندوات متعلقة بالفخامة، ودورات تنفيذية. وفي ما يلي تطلعنا على خبرة مشاركتها في مؤتمر GCC Creative Conference في جامعة Harvard.
الإعداد: الدكتورة إسراء الشطي
تزخر منطقة مجلس التعاون الخليجي بالمواهب والإبداع، وقد شهد مؤتمر "مبدعي الخليج" نخبة من الأشخاص من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي ومن قطاعات مختلفة، بما فيها الصحة والتعليم والثقافة والفنون والرفاهية والأعمال والابتكار والتكنولوجيا والقانون والمنظّمات غير الربحية والسياسات العامة. يهدف هذا المؤتمر، الذي تنظّمه منظمة "الديوان" التي يديرها طلّاب الدراسات العليا في جامعة Harvard المرموقة، إلى ربط دول الخليج بالولايات المتحدة الأميركية. فهو يعزّز التنوّع الثقافي ويدعم الروابط الهادفة ويُلهم التفاهم عبر الثقافات لتعزيز الفرص والاستثمار الأجنبي في منطقة الخليج. يُعدّ هذا المؤتمر الأوّل من نوعه الذي يجمع الدول الستّ الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي تحت مظلّة جامعة عريقة مثل جامعة Harvard. وقد ضمّ 150 متحدثاً في 24 جلسة نقاش و4 ورش عمل مصمّمة لتزويد الحضور بالمعلومات والعلاقات لخلق فرص عمل.
الدكتورة إسراء الشطي
استهلّ المؤتمر بكلمة افتتاحية لمعالي السيد جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، لتشهد الجلسات النقاشية بعد ذلك غنىً بالمعلومات من كافة القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية والاستدامة والبيئة والابتكار الطبّي وفرص البحث، بالإضافة إلى التراث الثقافي وتمكين المرأة واتجاهات السوق والاقتصاد المستقبلية في دول مجلس التعاون الخليجي وتمكين الشباب واستراتيجيات الاستثمار وتحويل التعليم والمسؤولية الاجتماعية للشركات والممارسات التجارية الأخلاقية وبناء العلاقات والعولمة وصحة الفم والتحوّل الرقمي في الخليج ومستقبل الطاقة ودور الإرشاد في نجاح ريادة الأعمال والقيادة والقانون والابتكار واستكشاف البيانات والذكاء الاصططناعي في دول مجلس التعاون الخليجي وتعزيز الابتكار وخوض سوق الرفاهية في دول مجلس التعاون الخليجي.
الدكتورة إسراء الشطي والسيدة أميرة العولقي
تشترك دول الخليج في سمة مشتركة، ألا وهي اهتمامها بالجمال. إذ تسعى هذه المنطقة إلى الفخامة الفائقة، والتي أصبحت المعيار الجديد للرفاهية. فتضمّ المنطقة أكثر الأفراد ثراءً وشغفاً بالمنتجات والخدمات الفاخرة. وتتميّز صناعة الرفاهية فيها بتنوّعها إذ تشمل قطاعات مختلفة مثل الأزياء والمجوهرات والجمال والضيافة والسيارات. وسلّطت الدكتورة إسراء الشطي الضوء على تعدّد مجالات الرفاهية، بما في ذلك الكثير من القطاعات والتخصّصات. وأكّدت أنّ سوق الرفاهية يُعدّ مصدراً مهماً للدخل الاقتصادي للمنطقة، مشدّدةً على أهمية تعزيز وتحليل البحث والتطوير، حيث يمكن أن يكون سوق الرفاهية استثماراً مهماً.
وبصفتها رائدة في مجال الرفاهية في منطقة الخليج، قادت الدكتورة إسراء الشطي ندوة بعنوان "تطوّر الأناقة والفنون: استكشاف سوق الرفاهية في منطقة الخليج". حيث أدارت النقاش، وافتتحته بتسليط الضوء على سوق الرفاهية في دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك معدّل النمو السنوي المركّب والتوقّعات وعرض كلّ قطاع ضمن سوق الرفاهية.
الدكتورة إسراء الشطي والسيدة أميرة العولقي والسيد Marco Parsiegla والسيدة لولوة الوزان
كان أول المتحدّثين السيد Marco Parsiegla، الرئيس التنفيذي لدار Amouage للعطور، وقد أثرى النقاش بمعلومات حول صناعة العطور في منطقة الخليج، وطريقة تكيّفه مع اتّجاهات السوق العالمية وسلوك العملاء، مع توافر عطور Amouage في أكثر من 70 دولة. كما أوضحت الدكتورة إسراء أنّ مفهوم الرفاهية يجمع بين الملموس وغير الملموس، ويتجلّى في العلامات التجارية والمنتجات أو الخدمات الفاخرة، ولكنّه جوهر اجتماعي ونفسي يرغب فيه الناس ويتوقون إليه. وأكّدت على أن صناعة الرفاهية في دول مجلس التعاون الخليجي تشهد معدّل نمو سنوي مركّب ثابتاً على مرّ السنين. وتُعدّ المنطقة موطناً لبعض أغنى الأفراد في العالم، ممّا شكّل قوّة دافعة رئيسة وراء نمو صناعة الرفاهية وسبباً في كونها مصدراً مهماً للدخل لاقتصادات الدول. وفيما يربط الكثيرون بين الرفاهية والموضة في المقام الأول، إلّا أنها تشمل مجموعة واسعة من المجالات المتخصّصة، ممّا يعكس تنوّع سوق الرفاهية.
الدكتورة إسراء الشطي مع سعادة الشيخة الزين الصباح
كما قد أكّدت السيدة أميرة العولقي، الشريك المؤسّس لمنظّمة The Advancement of Arab & Gulf Women in America، على أهمية الرابط العاطفي وكيف يجب أن تفهم العلامات التجارية سلوك المستهلك. وشدّدت على أن أوّل ما ينبغي للعلامات التجارية التركيز عليه هو المحفّز العاطفي الذي يعزّز المبيعات ويجعل الشركة أكثر قدرة على المنافسة. وأخيراً، شاركت لولوة الوزان مسيرتها في عالم المجوهرات، حيث أتقنت فنّ المزج بين القنوات الرقميّة والتفاعلات المباشرة وجهاً لوجه للوصول إلى عملائها. وبفضل شغفها وتفانيها وخبرتها الممتدّة على مدار عشر سنوات، استطاعت النجاح ليس فقط في الكويت بل في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي أيضاً.
واختتمت سعادة الشيخة أفراح مبارك الصباح اليوم برحلة شعرية ملهمة. وكانت الكلمة الختامية التي ألقتها سعادة الشيخة الزين الصباح، سفيرة دولة الكويت لدى الولايات المتحدة الأميركية، كلمة تحفيزيّة. وبما أنّه كان يوم الأم في الولايات المتحدة، بدأت كلمتها بتحية إلى نساء العالم، وخصّت بالذكر نساء غزة قائلة: "نحن نراكنّ ونسمعكنّ ونحيّيكنّ ونصلّي من أجلكنّ". وأكّدت على أنّ "ديوان" ليست مجرّد منصة للنقاش، بل تشكّل جسراً يربط دول مجلس التعاون الخليجي بالولايات المتحدة لاستثمارات وتعاونات مستقبليّة، ومساحة للتواصل المستمرّ لترجمة مهمتنا وقيمنا وإنجازاتنا ورؤيتنا لمنطقة الخليج. وكانت نصيحتها للجميع، سواء كانوا من صانعي السياسات أو المعلّمين أو الشعراء أو الفنّانين أو المبتكرين أو روّاد الأعمال، هي أن يركّزوا على التطوّر في الحلول والإبداع في التعويض وضمان أن تكون عجلة التنمية والتأثير فعّالة وغامرة وشاملة بقدر القصّة التي أوجدتها. وذكّرت أيضاً أنّ وراء كلّ قرار سياسيّ وجهاً إنسانياً وقصّة وحياة. واختتمت حديثها بالتأكيد على أهمية دمج الابتكار ورواية القصص والتعاطف والتجربة الإنسانية المشتركة في الحياة اليومية. ولنتطوّر، يجب أن نفعل ذلك معاً كمجلس التعاون الخليجي، مستمدّين الإبداع من التواصل.
إقرئي أيضاً: Ingie Chalhoub: " لديّ رؤية طموحة وتوسّعية للمستقبل "